"يديعوت أحرونوت": نتنياهو مستعد لتقديم العديد من التنازلات لزيارة البيت الأبيض
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مستعد لتقديم العديد من التنازلات للحصول على دعوة لزيارة البيت الأبيض، وبينها تجميد "الإصلاح القضائي".
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أنه في المعجم الدبلوماسي الأمريكي، عبارة "دعونا نلتقي في الخريف" تشبه في المعنى مقولة، دعونا نخرج لتناول الغداء في وقت ما، معتبرة أن "هذه العبارات تشير إلى حسن أخلاق السلطة، ولكنها تشير أيضا إلى نفاقها الكبير".
ورأت أن "الرسالة إلى نتنياهو وصلت منذ فترة طويلة مفادها أن بايدن ينوي مقابلته في الخريف. وسيتحدث الجانبان في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وعادة ما يعقد بايدن اجتماعات على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. أحيانا في مكتبه بالفندق، وأحيانا بالقرب من السلالم الكهربائية. إلا أن نتنياهو لا يريد الوقوف في الممر. إنه يريد حفل في البيت الأبيض. الدخول عبر البوابة الرئيسية، والجلوس بجوار الرئيس بجوار المدفأة المشتعلة، وفرصة لالتقاط الصور للصحفيين،، ليكون الزعيم الدولي، ولو للحظة واحدة".
وأضافت: "فرص قبول نتنياهو للقاء في البيت الأبيض تتزايد هذه الأيام، لكن سحر نتنياهو انتهى منذ فترة طويلة في البيت الأبيض. وإذا حصل اللقاء في البيت الأبيض سيتعين على نتنياهو أن يدفع مقدما ثمن تناول الطعام في البيت الأبيض، المعروف بعدم تقديم وجبات مجانية".
ونقلت عن أوساط نتنياهو أن الأخير "بدأ بإحصاء وسائل الدفع، وأنه مستعد لتجميد الإصلاح القضائي. ومن دون ذلك على الأقل، فهو يعلم أنه سيجد بابا مغلقا في واشنطن".
وأشارت إلى أن "مصلحة نتنياهو أصبحت أيضا مصلحة بايدن، وكلاهما يستهدف السعودية. وإذا وصل نتنياهو إلى البيت الأبيض، فهذا يعني أنه جريح وأنه استسلم بشكل كبير، سواء في قضية الثورة القانونية أو في قضية الفلسطينيين".
المصدر: "يديعوت أحرونوت"
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا أخبار أمريكا البيت الأبيض بنيامين نتنياهو تل أبيب جو بايدن واشنطن فی البیت الأبیض
إقرأ أيضاً:
واقعة البيت الأبيض وأبعادها
لن تسقط المشاجرة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وضيفه الأوكراني فلوديمير زيلينسكي من الذاكرة السياسية، وستظل مشاهدها الصادمة مدعاة لتقصي أبعاد هذا الحدث ودلالاته، والتساؤل عما يعنيه بشأن مستقبل العلاقة بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، فما حدث مع زيلينسكي في البيت الأبيض يكاد يكون تتويجاً لما حدث سابقاً مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.
كان واضحاً أن العلاقة بين ترامب وزيلينسكي متوترة، ولا تتجه إلى الاتفاق على أي شيء، فالأول، الذي لا يخفي نواياه، صرح بأنه يريد سلاماً ينهي الصراع مع روسيا ويبرم صفقة ضخمة مع كييف حول المعادن النادرة تتمكن من خلالها واشنطن من استعادة مئات المليارات التي قدمتها لدعم التصدي لروسيا، بينما يحاول الرئيس الأوكراني المحافظة على صورته التي رسمتها الدعاية الأوروبية كمناوئ لموسكو ومدافع عن بلده، وهي معادلة لم تعد مجدية، لأن الحرب، التي دخلت عامها الرابع، لم تحقق خلالها أوكرانيا أي شيء عسكرياً، ولكن إذا تم اللجوء إلى المفاوضات، يمكن التوصل إلى حل سياسي يحقن الدماء ويجنب أوروبا حرباً عالمية ثالثة، كما يحذر من ذلك متابعون كثيرون.
وسط هذا الجو المشحون، جاء اللقاء العاصف بين ترامب وزيلينسكي وسط شكوك بأن في الأمر مكيدة أو خطة مسبقة أوقع فيها الرئيس الأمريكي ضيفه الأوكراني، من أجل أن يبعث برسائل إلى من يهمه الأمر. وقد كانت ردود الفعل في العالم الغربي مستاءة ومتعاطفة مع زيلينسكي، وجوبهت الإدارة الأمريكية بانتقادات شديدة، باعتبار أن الملاسنة التاريخية بين رئيسين أمام وسائل إعلام خطأ يتنافى مع أبسط قواعد الدبلوماسية، والمعاهدات والمواثيق، التي تنظم العلاقات بين الدول وتضع الضوابط البروتوكولية التي تصون المناصب القيادية العليا للدول، فحتى عندما يلتقي عدوان، يكون اللقاء وفق أطر معلومة تضمن الاحترام المتبادل لكلا الطرفين، وتحفظ الأسرار والرموز للدول.
من الأهداف الأساسية الدبلوماسية وضع الأطر لإدارة الخلافات والتباينات. وما حدث في البيت الأبيض، بدا أنه أقرب إلى خلاف شخصي بين زيلينسكي وترامب مدعوماً بنائبه جي دي فانس، وفي دقائق معدودة أصبحت المشاجرة قضية الساعة، وذهب بعضهم إلى اعتبارها عنوان مرحلة في النظام الدولي، ستكون فيها الصراعات والرغبات والأهواء السياسية مطروحة على الهواء مباشرة ودون أي اعتبار للأعراف والقيم الديبلوماسية.
وما جرى بين ترامب وزيلينسكي كان يفترض أن يتم داخل غرف مغلقة وبعيداً عن وسائل الإعلام، حتى يظل هناك مجال للفعل السياسي واستمرار التواصل، وبما يسمح للطرفين بحث العلاقة المأزومة واستكشاف فرص تهدئة التوتر، والمساعدة على إنهاء الحرب في أوكرانيا وحفظ الأمن الإقليمي في أوروبا وحفظ أمن جميع الأطراف. ومثلما للدول الكبرى أهداف وخطط، للدول الصغرى والمتوسطة أيضاً مصالح وحقوق في العيش بسلام، دون أن تكون تحت طائلة الابتزاز أو التهديد.
واقعة البيت الأبيض، تؤكد، مرة أخرى، أن العالم مأزوم ويشكو تصدعات مخيفة وكسراً متعمداً لقواعد وسلوكيات حكمت العلاقات بين الدول عقوداً طويلة، وباتت الآن في خطر وأمام تحولات مجهولة العواقب.