عدن الغد:
2025-04-17@10:00:37 GMT

"الهزال" يلاحق 100 ألف طفل يمني تحت الحصار الحوثي

تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT

'الهزال' يلاحق 100 ألف طفل يمني تحت الحصار الحوثي

(عدن الغد) اندبندنت عربية:

بجسده الهزيل الذي لا يكاد ينمو، يعاني إبراهيم عبده ذو الأشهر الستة سوء تغذية حاد مع فقدان الوزن وانخفاض ضغط الدم وانعدام الشهية، والذي أصابه عقب ولادته بأسابيع لينضم إلى آلاف الأطفال بمحافظة حجة (شمال غربي اليمن) الذين أنهكهم الهزال وأمراض سوء التغذية جراء الحصار.

 

رحلة العلاج

 

ويقول والده عبده الحاج إن أعراض سوء التغذية ظهرت على طفله الرضيع في شهره الثالث، حينها أخذه إلى أحد المراكز الصحية التي تقدم الرعاية الطبية الأولية في المناطق التهامية شمال محافظة حجة، وهي مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية اليمنية المعترف بها دولياً، إلا أنها تشهد حصاراً حوثياً وإغلاقاً للطرق والمنافذ التي تربطها بباقي المناطق منذ أعوام.

 

واستكمل والده الحديث قائلاً إنه "على مدى أسابيع ترددت الأسرة مع طفلها على المركز الصحي الوحيد في المنطقة المحاصرة من طريق شريك محلي منفذ للمشروع، إذ أجريت له الفحوص اللازمة وصرفت له الأدوية على أمل تحسن صحته"، متابعاً "إلا أن قدرات المركز محدودة فلم يستطع تقديم علاج لإبراهيم من الهزال الحاد الذي يعانيه".

 

عناية ورعاية

 

وأضاف الحاج، "في الشهر الماضي ساءت حال إبراهيم مجدداً فذهبت العائلة إلى مركز صحي آخر يبعد 20 كيلومتراً من القرية، وتحديداً في مديرية حيران ذات الكثافة السكانية والمكتظة بالنازحين من المناطق القريبة"، متابعاً "أعلن الأطباء أنه في حال حرجة ويحتاج الإحالة إلى مركز تغذية علاجية متخصص بصورة عاجلة".

 

ولإنقاذ حياة الابن رحل الأب الأسبوع الماضي باتجاه الحدود السعودية - اليمنية ودخل عبر المنفذ الموقت، وتمكن بنجاح من إدخال طفله إلى أحد المستشفيات الحدودية التي نقلته إلى مستشفى آخر، وأشار الحاج إلى أن "إبراهيم يرقد في العناية المركزة وقد يبقى تحت الرعاية قرابة ثلاثة أشهر".

 

حصار الهزال

 

وعن حالات سوء التغذية في المناطق المحاصرة يقول نائب مدير مكتب الصحة عمر مشمت إن "كثيراً من أطفال هذه الأرض مصابون بسوء تغذية، وبحسب إحصاء وارد إلى المكتب فإن أكثر من 1000 طفل مصاب، بينهم 200 في درجة معاناة حادة والباقي متوسطة."

 

وأضاف نائب مدير مكتب صحة شمت أن "سوء التغذية عند الطفل يبدأ وهو في بطن أمه، وكلما استمر الإهمال بعد ولادته زادت حدة المرض مع مرور الوقت".

 

إبراهيم عبده طفل يمني يعاني من سوء التغذية الحاد مع فقدان في الوزن وانخفاض ضغط الدم وانعدام الشهية (اندبندنت عربية)

 

 وعن أسباب تفشي سوء التغذية نوه مشمت إلى "عدم وجود مراكز صحية فيها رعاية تكاملية تبدأ من النساء الحوامل وتستمر مع الأمومة والطفولة"، داعياً الجهات المعنية في المنظمات إلى "النظر للمشكلة وإمداد المناطق باللقاحات ومواد التغذية للأطفال والحوامل على حد سواء، لا سيما التي تعاني بسبب حصار الحوثيين".

 

تدخل صحي

 

وفي السياق سألت "اندبندنت عربية" وزير الصحة في الحكومة اليمنية الشرعية قاسم محمد بحيبح عن الأسباب التي تقف وراء استمرار إصابة الأطفال بسوء التغذية في عدد من مناطق اليمن، وعدم تحسن واقع الأطفال على رغم المساعدات الكبيرة التي أعلنت وقدمت لليمن، إذ أكد أن معظم التدخلات من الشركاء ترتبط بمعالجة الأعراض ولا يوجد تدخل لعلاج الأسباب الجوهرية".

 

وأضاف بحيبح أن "الوضع السياسي وانهيار العملة وتدنى دخل الفرد وغلاء السلع الغذائية أدت إلى انعدام الأمن الغذائي للأسر، إضافة إلى استمرار النزوح الداخلي وانتشار بعض الأمراض مثل الإسهال والحصبة، لأن الأطفال يتأثرون بقلة المكون الغذائي أو الإصابة بالأمراض".

 

وفي ما يخص اللقاحات قال وزير الصحة في حوار سابق "لدينا إشكال مع الميليشيات الحوثية بسبب منع وصولها إلى عدد من المناطق المحاصرة، فلديها نظرة وسياسات معادية للقاحات، لكنها متوافرة في المحافظات الأخرى"، لافتاً إلى أن المنظمات تضع اشتراطات لتوصيلها إلى سكان المديريات.

 

وأشار بحيبح إلى أن المديريات الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية في حجة تم تلقيحها جزئياً من شلل الأطفال، في حين أن أخرى لم تلقح أطفالها ومن المحتمل مواجهة المرض، مؤكداً أن "التلقيح الجزئي أخطر من عدمه".

 

وكان سكان هذه المناطق قبل الحصار وعزل مناطقهم يعتمدون على تلقي العلاج في المستشفيات البعيدة بالمحافظة ذاتها، وكذلك المشافي في مدينة الحديدة الساحلية، لكن مع عزل الحوثيين هذه المناطق المحاذية للسعودية عملت الرياض على إنشاء مراكز رعاية طبية لعلاج السكان المعزولين في مناطقهم وتقديم الرعاية لهم.

 

أرقام متوقعة

 

وفي مايو (أيار) الماضي نشرت منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة (فاو) وصندوق الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" وبرنامج الأغذية العالمي عبر تقرير مشترك، توقعات بأنه مع استمرار تدهور الوضع الغذائي فسيكون هناك نحو نصف مليون طفل يعانون سوء التغذية الحاد، بما في ذلك 100 ألف طفل سيعانون سوء التغذية الوخيم.

 

ويقدر التقرير أيضاً أن ما يصل إلى ربع مليون امرأة حامل ومرضع سيعانين سوء التغذية الحاد، وستظل مستويات تقزم الأطفال مرتفعة جداً وتتراوح ما بين 35.9 في المئة داخل المناطق المنخفضة من محافظة أبين إلى 64.3 في المئة داخل المناطق الجنوبية المنخفضة من الحديدة.

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: سوء التغذیة

إقرأ أيضاً:

قلعة القشلة.. معلم أثري يمني أصابته الغارات الأميركية

في أعلى قمة من جبل نقم المطل على العاصمة اليمنية صنعاء من الجهة الشرقية، تقع قلعة القشلة التاريخية التي تم استهدافها مؤخرا بغارات أميركية أدت إلى تدميرها، وتحولت الحادثة إلى قضية أثارت اهتمام الرأي العام في البلاد.

وقد تم تنفيذ الغارات الأميركية على القلعة في الثامن من أبريل/نيسان الجاري، ودانتها جماعة الحوثي (المسيطرة على صنعاء منذ عام 2014) وناشطون على مواقع التواصل.

ومنذ أن استؤنفت الضربات يوم 15 مارس/آذار الماضي وحتى الآن، شنت أميركا مئات الغارات، حسب بيانات لجماعة الحوثي رصدتها الجزيرة نت، وأدت حتى الثلاثاء إلى مقتل 123 مدنيا وإصابة 247 آخرين وفق بيان لوزارة الصحة بحكومة الحوثيين، التي لم تذكر الضحايا العسكريين.

وحول استهداف قلعة القشلة، استنكرت وزارة الثقافة والسياحة في حكومة الحوثيين الحادثة، معتبرة ذلك "انتهاكا صارخا للاتفاقيات الدولية التي تُجرم الاعتداء على الشواهد التاريخية والحضارية".

وأضافت -في بيان- أن القلعة "معلم أثري يتوج أعلى قمة جبل نقم، ويمثل أحد أبرز الشواهد المعمارية والتاريخية في اليمن".

تاج يزين الجبل

بدوره، قال مجلس الترويج السياحي بصنعاء إن "قلعة القشلة تعد إرثا حضاريا فريدا يجسّد امتدادا لتاريخ اليمن العريق، إذ بُنيت على أنقاض مبنى أثري يعود إلى العصر السبئي، وتم العثور فيها على نقوش بخط المسند وقطع أثرية نادرة، فضلا عن بِركتها الصخرية التي تُعد شاهدا على عبقرية الهندسة المائية القديمة".

إعلان

ولفت إلى أن موقع القلعة "ليس مجرد رمز وطني، بل تراث إنساني عالمي يستحق الحماية وفقا للمواثيق والمعاهدات الدولية، كونه ارتبط بذاكرة جيل كامل كشاهد أثري وجمالي كالتاج يزين رأس جبل نقم ويميزه".

واعتبر المجلس أن "هذا العدوان جريمة وانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني والاتفاقيات الدولية التي تُجرِّم استهداف الممتلكات الثقافية، وتدمير ممنهج للهوية التاريخية لليمن، وتصعيد خطير ضمن سلسلة اعتداءات متعمدة تستهدف طمس الهوية الثقافية اليمنية، التي تُشكِّل ركيزة أساسية لتاريخ المنطقة والعالم".

ومضى البيان قائلا إن "صمت العالم تجاه تدمير التراث الثقافي تواطؤ مع جريمة تُنهي آلاف السنين من الحضارة في لحظات ويشجِّع على استمرارها".

تدمير كامل للقلعة

وتعليقا على حجم الأضرار، يقول أحمد الحماسي، مدير مكتب الهيئة العامة للآثار والمتاحف في صنعاء، إن "العدوان الأميركي" استهدف قلعة القشلة التاريخية، مما أدى إلى تدميرها تدميرا كاملا.

وأشار -في تصريح للجزيرة نت- إلى أن "هذا العدوان جريمة حرب مكتملة الأركان، واستهداف للتاريخ اليمني، وحقد على اليمن نتيجة موقفه التاريخي في إسناد الشعب المظلوم في قطاع غزة".

وشدد على أهمية هذه القلعة قائلا إنها بنيت في عهد العثمانيين، وموقعها يعود إلى العهد السبئي قبل حوالي ألفي سنة، وإن تدميرها عدوان على الإرث التاريخي اليمني.

والحضارة السبئية نشأت جنوب الجزيرة العربية، وازدهرت في الفترة من القرن التاسع قبل الميلاد حتى القرن الرابع الميلادي، وكانت مركزا سياسيا واقتصاديا مهما في المنطقة.

ودعا الحماسي إلى ضرورة تجنيب المواقع الأثرية والبنية التحتية والأعيان المدنية تبعات الاستهداف، كونها مواقع لا تمت بأي صلة لأي صراع، وهي ملك لليمن كله.

وطالب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بإدانة هذه الجريمة ودعم اليمن من أجل إعادة بناء وترميم القلعة الأثرية.

إعلان

بدوره، يفيد الصحفي والباحث في القطاع السياحي ماجد التميمي بأن القلعة تعد من المعالم التاريخية التي تطل على صنعاء من جهتها الشرقية، وقد أحسن العثمانيون اختيار موقعها وبناءها في القرن الـ19 في أثناء وجودهم في اليمن .

وأضاف التميمي للجزيرة نت أن القلعة -مثل كثير من القلاع في عموم اليمن الشمالي- تم توظيفها من قبل العثمانيين لأغراض عسكرية ولتعزيز وجودهم وفرض سيطرتهم على المدينة التي كان يستخدمها القائم مقام (القائد في الجيش العثماني) عاصمة مركزية للحكم.

وأشار التميمي إلى أنه بالنظر إلى موقعها فإن استخدامها لم يتجاوز الجانب العسكري، بالنظر إلى تصميمها المعماري السائد خلال تلك الحقبة التاريخية.

ومضى قائلا إنه في وقتنا الحالي تنظر اليمن إلى القلعة باعتبارها إرثا تاريخيا وموقعا سياحيا بعيدا عن أي مسمى، معتبرا أنه بموجب الاتفاقيات الدولية فإن هذا الموقع وغيره من المواقع يحرم استهدافها لأنها واقعة في دائرة التراث الإنساني كما أنه يتصل بشكل مباشر بصنعاء القديمة، إحدى مواقع التراث العالمي.

تفاعل الناشطين حول القلعة

أثار استهداف القلعة تفاعلا واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي ومن قبل الإعلام اليمني والدولي. وفي الوقت الذي ندد فيه ناشطون باستهداف القلعة، ثمة من تحدث بأن الموقع الأثري يتم استخدامه عسكريا من قبل الحوثيين.

وقال الإعلامي أحمد النعمي -عبر منصة إكس- إن "قلعة القشلة تعد واحدة من الرموز التاريخية التي تُجسّد العمق الحضاري لليمن، واستهدافها يمثّل جريمة ثقافية كبرى تُضاف إلى سلسلة الانتهاكات التي تطال الهوية والحضارة اليمنية".

بدوره، قال الصحفي أصيل سارية -عبر حسابه على فيسبوك- إن "بيتنا في صنعاء مطل على هذه القلعة التاريخية".

وأضاف أن "القلعة تعرضت للتدمير بعد القصف الأميركي عليها.. شيء محزن أن نرى بلدنا يتم تدميره، وتاريخه يتم محوه، وذكريات الطفولة تتآكل يوما بعد يوم".

إعلان

وفي المقابل، تحدثت وسائل إعلام يمنية، مثل موقع يمن فيوتشر (خاص)، بأن قلعة القشلة "تتخذها جماعة الحوثي موقعا عسكريا في جبل نقم المطل على العاصمة صنعاء".

استهداف موقع أثري آخر

ويوم الاثنين 14 أبريل /نيسان الجاري، أعلنت الهيئة العامة للآثار والمتاحف بصنعاء أن "العدوان الأميركي استهدف مؤخرا حصن جبل نامة التاريخي الواقع في عزلة الثوابي بمديرية جبلة في محافظة إب" .

واعتبرت الهيئة -في بيان- أن "هذا الاستهداف يُعد اعتداء سافرا على التاريخ والإرث الثقافي اليمني الأصيل".

وكشف البيان عن أن "الهجوم ألحق أضرارا بالغة بهذا المعلم الأثري التاريخي، الذي يعود تاريخه إلى عهد الدولة الحميرية (نشأت قبل الميلاد)، وهو ما تؤكده الشواهد الأثرية الموجودة في قمة الجبل، ومنها المسجد القديم الذي شُيّد بأحجار من بقايا الموقع، ويرتكز سقف المسجد على أعمدة رخامية كانت وما زالت (موجودة) حتى وقت الاستهداف".

مقالات مشابهة

  • منظمة دولية: 400 ألف طفل في سوريا يواجهون خطر "سوء التغذية الحاد"
  • 416 ألف طفل يواجهون «سوء التغذية الحاد» في سوريا
  • "الأونروا": نقص الأدوية الحاد في غزة تهديد خطر لحياة المرضى
  • قلعة القشلة.. معلم أثري يمني أصابته الغارات الأميركية
  • مخاوف من ارتفاع وفيات الأطفال المصابين بسوء التغذية بأفغانستان
  • النحس يلاحق مسلسل عائلة شاكر باشا.. حريق جديد وحالة وفاة
  • ارتفاع كبير في حالات سوء التغذية الحاد بين النساء الحوامل والأطفال الصغار في قطاع غزة
  • غزة : ارتفاع كبير في حالات سوء التغذية الحاد بين النساء الحوامل والأطفال الصغار
  • آكشن إيد: ارتفاع كبير في حالات سوء التغذية الحاد في غزة
  • غيث: المصرف يلاحق السوق السوداء بدلًا من قيادتها والتعويم بات خيارًا