عدن الغد:
2024-07-08@09:53:31 GMT

"الهزال" يلاحق 100 ألف طفل يمني تحت الحصار الحوثي

تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT

'الهزال' يلاحق 100 ألف طفل يمني تحت الحصار الحوثي

(عدن الغد) اندبندنت عربية:

بجسده الهزيل الذي لا يكاد ينمو، يعاني إبراهيم عبده ذو الأشهر الستة سوء تغذية حاد مع فقدان الوزن وانخفاض ضغط الدم وانعدام الشهية، والذي أصابه عقب ولادته بأسابيع لينضم إلى آلاف الأطفال بمحافظة حجة (شمال غربي اليمن) الذين أنهكهم الهزال وأمراض سوء التغذية جراء الحصار.

 

رحلة العلاج

 

ويقول والده عبده الحاج إن أعراض سوء التغذية ظهرت على طفله الرضيع في شهره الثالث، حينها أخذه إلى أحد المراكز الصحية التي تقدم الرعاية الطبية الأولية في المناطق التهامية شمال محافظة حجة، وهي مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية اليمنية المعترف بها دولياً، إلا أنها تشهد حصاراً حوثياً وإغلاقاً للطرق والمنافذ التي تربطها بباقي المناطق منذ أعوام.

 

واستكمل والده الحديث قائلاً إنه "على مدى أسابيع ترددت الأسرة مع طفلها على المركز الصحي الوحيد في المنطقة المحاصرة من طريق شريك محلي منفذ للمشروع، إذ أجريت له الفحوص اللازمة وصرفت له الأدوية على أمل تحسن صحته"، متابعاً "إلا أن قدرات المركز محدودة فلم يستطع تقديم علاج لإبراهيم من الهزال الحاد الذي يعانيه".

 

عناية ورعاية

 

وأضاف الحاج، "في الشهر الماضي ساءت حال إبراهيم مجدداً فذهبت العائلة إلى مركز صحي آخر يبعد 20 كيلومتراً من القرية، وتحديداً في مديرية حيران ذات الكثافة السكانية والمكتظة بالنازحين من المناطق القريبة"، متابعاً "أعلن الأطباء أنه في حال حرجة ويحتاج الإحالة إلى مركز تغذية علاجية متخصص بصورة عاجلة".

 

ولإنقاذ حياة الابن رحل الأب الأسبوع الماضي باتجاه الحدود السعودية - اليمنية ودخل عبر المنفذ الموقت، وتمكن بنجاح من إدخال طفله إلى أحد المستشفيات الحدودية التي نقلته إلى مستشفى آخر، وأشار الحاج إلى أن "إبراهيم يرقد في العناية المركزة وقد يبقى تحت الرعاية قرابة ثلاثة أشهر".

 

حصار الهزال

 

وعن حالات سوء التغذية في المناطق المحاصرة يقول نائب مدير مكتب الصحة عمر مشمت إن "كثيراً من أطفال هذه الأرض مصابون بسوء تغذية، وبحسب إحصاء وارد إلى المكتب فإن أكثر من 1000 طفل مصاب، بينهم 200 في درجة معاناة حادة والباقي متوسطة."

 

وأضاف نائب مدير مكتب صحة شمت أن "سوء التغذية عند الطفل يبدأ وهو في بطن أمه، وكلما استمر الإهمال بعد ولادته زادت حدة المرض مع مرور الوقت".

 

إبراهيم عبده طفل يمني يعاني من سوء التغذية الحاد مع فقدان في الوزن وانخفاض ضغط الدم وانعدام الشهية (اندبندنت عربية)

 

 وعن أسباب تفشي سوء التغذية نوه مشمت إلى "عدم وجود مراكز صحية فيها رعاية تكاملية تبدأ من النساء الحوامل وتستمر مع الأمومة والطفولة"، داعياً الجهات المعنية في المنظمات إلى "النظر للمشكلة وإمداد المناطق باللقاحات ومواد التغذية للأطفال والحوامل على حد سواء، لا سيما التي تعاني بسبب حصار الحوثيين".

 

تدخل صحي

 

وفي السياق سألت "اندبندنت عربية" وزير الصحة في الحكومة اليمنية الشرعية قاسم محمد بحيبح عن الأسباب التي تقف وراء استمرار إصابة الأطفال بسوء التغذية في عدد من مناطق اليمن، وعدم تحسن واقع الأطفال على رغم المساعدات الكبيرة التي أعلنت وقدمت لليمن، إذ أكد أن معظم التدخلات من الشركاء ترتبط بمعالجة الأعراض ولا يوجد تدخل لعلاج الأسباب الجوهرية".

 

وأضاف بحيبح أن "الوضع السياسي وانهيار العملة وتدنى دخل الفرد وغلاء السلع الغذائية أدت إلى انعدام الأمن الغذائي للأسر، إضافة إلى استمرار النزوح الداخلي وانتشار بعض الأمراض مثل الإسهال والحصبة، لأن الأطفال يتأثرون بقلة المكون الغذائي أو الإصابة بالأمراض".

 

وفي ما يخص اللقاحات قال وزير الصحة في حوار سابق "لدينا إشكال مع الميليشيات الحوثية بسبب منع وصولها إلى عدد من المناطق المحاصرة، فلديها نظرة وسياسات معادية للقاحات، لكنها متوافرة في المحافظات الأخرى"، لافتاً إلى أن المنظمات تضع اشتراطات لتوصيلها إلى سكان المديريات.

 

وأشار بحيبح إلى أن المديريات الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية في حجة تم تلقيحها جزئياً من شلل الأطفال، في حين أن أخرى لم تلقح أطفالها ومن المحتمل مواجهة المرض، مؤكداً أن "التلقيح الجزئي أخطر من عدمه".

 

وكان سكان هذه المناطق قبل الحصار وعزل مناطقهم يعتمدون على تلقي العلاج في المستشفيات البعيدة بالمحافظة ذاتها، وكذلك المشافي في مدينة الحديدة الساحلية، لكن مع عزل الحوثيين هذه المناطق المحاذية للسعودية عملت الرياض على إنشاء مراكز رعاية طبية لعلاج السكان المعزولين في مناطقهم وتقديم الرعاية لهم.

 

أرقام متوقعة

 

وفي مايو (أيار) الماضي نشرت منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة (فاو) وصندوق الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" وبرنامج الأغذية العالمي عبر تقرير مشترك، توقعات بأنه مع استمرار تدهور الوضع الغذائي فسيكون هناك نحو نصف مليون طفل يعانون سوء التغذية الحاد، بما في ذلك 100 ألف طفل سيعانون سوء التغذية الوخيم.

 

ويقدر التقرير أيضاً أن ما يصل إلى ربع مليون امرأة حامل ومرضع سيعانين سوء التغذية الحاد، وستظل مستويات تقزم الأطفال مرتفعة جداً وتتراوح ما بين 35.9 في المئة داخل المناطق المنخفضة من محافظة أبين إلى 64.3 في المئة داخل المناطق الجنوبية المنخفضة من الحديدة.

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: سوء التغذیة

إقرأ أيضاً:

عقب تحذيرات أممية.. مخاوف مجتمعية إثر تفشي جائحة الكوليرا في المضاربة بلحج

ارتفعت درجة المخاوف بين أبناء مديرية المضاربة في محافظة لحج (جنوبي اليمن)، إثر استمرار تزايد أعداد المصابين بمرض الكوليرا.

وأفادت مصادر طبية، بأن أعداد المرضى المصابين بالإسهال الحاد ومرض الكوليرا في تزايد مستمر، حيث تستقبل مشاف عديدة في عموم المحافظات عشرات الحالات بشكل يومي.

المصادر أكدت أن مستشفى "الشط الريفي" في مديرية المضاربة ورأس العارة بمحافظة لحج، يستقبل يومياً حالات إصابة بالوباء، وأن الأعداد أخذت تتضاعف خلال الشهرين الأخيرين.

ووفقاً للمصادر، استقبل المستشفى خلال هذه الفترة أكثر من 600 حالة إصابة بالكوليرا، منها 250 حالة رقدت داخل قسم العزل، مشيراً إلى أن هذه الإحصائية ليست نهائية وهناك مئات الحالات لم يتم رصدها.

وأعربت المصادر عن مخاوفها من استمرار تفشي الوباء، في ظل غياب التوعية الصحية للوقاية من الكوليرا، خصوصاً وبعض مناطق المديرية تعاني من تلوث المياه، وغياب الوعي المجتمعي، وتردي الوضع الصحي، وهي ضمن أبرز أسباب تفشي الوباء.

وذكرت أن عدداً من الوحدات الصحية في المستشفى مغلقة نتيجة نقص التمويل، ما يزيد الوضع الصحي تفاقماً.

يأتي ذلك في الوقت الذي أخذت الجائحة في التفشي بين سكان المحافظات، وسط تحذيرات أممية من مرض الكوليرا والإسهال الحاد في اليمن، متوقعة أن تصل الحالات إلى أكثر من ربع مليون حالة بحلول سبتمبر القادم.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، في بيان منتصف يونيو الفائت، إنها عززت جهودها لمعالجة الإسهال المائي الحاد وتفشي الكوليرا في جميع أنحاء البلاد، والذي شهد بالفعل أكثر من 30,000 حالة مشتبه بها منذ بداية الأزمة.

وأوضح البيان، أنه منذ عام 2016 إلى عام 2022، واجه اليمن أكبر تفشٍ للكوليرا تم الإبلاغ عنه على الإطلاق في التاريخ الحديث، مع أكثر من 2.5 مليون حالة مشتبه بها و4000 حالة وفاة وسط الصراع المستمر.

مقالات مشابهة

  • جيولوجي يمني يكشف عن الجدوى الإقتصادية من بئر ”الغاز” التي ظهرت في خولان بصنعاء
  • خبير عسكري يمني يحلل أسباب ”العويل والهرج” الذي يتصدره عبدالملك الحوثي ويؤكد: سيدفعون الثمن غاليا
  • 3 مكونات طبيعية تعالج خشونة المفاصل.. «مش هتشتكي منها تاني»
  • عقب تحذيرات أممية.. مخاوف مجتمعية إثر تفشي جائحة الكوليرا في المضاربة بلحج
  • وزير يمني يتهم الحوثيين بالاستيلاء على منزل محافظ المركزي بصنعاء
  • مليشيات الحوثي تواصل قصف المناطق السكنية في محافظة جنوبية
  • قبائل أبين ترفع حصارها مؤقتاً عن عدن بعد تسليم رهائن
  • سائح يمني: الباحة من أفضل المناطق السياحية في العالم
  • أنواع العنب: تنوع طبيعي يثري التغذية والمذاق
  • الأمن يلاحق تجار الأسلحة على مستوى الجمهورية