نقاد ومسرحيون: مسرح "الطليعة" أصل التجريب في مصر
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
أكد نقاد ومسرحيون مصريون ، اليوم /الثلاثاء/ أن مسرح الطليعة يعد أصل المسرح التجريبي في مصر.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية عقدت ضمن فعاليات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الثلاثين برئاسة الدكتور سامح مهران، تحت عنوان "60 عاما من مسرح الطليعة "، وأدارها الناقد محمد الروبي، وشارك فيها الدكتور سيد علي إسماعيل ، والناقد محمد علام، والدكتور محمود سعيد، ومدير مسرح الطليعة المخرج عادل حسان.
واستعرض الناقد محمد علام في البداية تاريخ مسرح الطليعة منذ بدايته، وعندما كان يطلق عليه "مسرح الجيب" ، موضحًا أن المسرح منذ تأسيسه يبحث عن سياسة مختلفة، حيث قدم الصادم وكذلك الكلاسيكي مع مواكبة الحركة المسرحية في أوروبا.
وقال علام إن الفنان سعد أردش قدم تجربة مهمة عندما كان مديراً المسرح، وكذلك الفنان كرم مطاوع، والمسرح ظل يقدم دوراً تثقيفياً حتى عام 1965، حتى عاد "أردش" و"مطاوع" من بعثتهما بالخارج، وحاولا أن ينقلا تجربة الغرب على خشبة مسرح الطليعة، ولكن قوبل كل ذلك بالانتقاد من خلال الجمهور والنقاد، وفي حرب 1967 قدم أول نص عربي على "مسرح الجيب" لكاتب جزائري وكان نصا تحريضيا ثوريا ضد المستعمر.
من جانبه، قال الدكتور محمود سعيد: السكوت موت، ومن الموت تم تقديم أكثر من عرض شعبي في مسرح الطليعة، فنحن أمام تجربة ممتدة في هذا المسرح، فالتجريب في الأصل هو القلق الذي يتبعه وعي، والموروث الشعبي هو في الأصل حالة إنسانية ، ويتجسد هذا الموروث على خشبة المسرح، وإذا نظرنا لإحدى التجارب التي قدمت على مسرح الطليعة، وهي مسرحية " ياطالع الشجرة " التي بدأت بأغنية ياطالع الشجرة تلك الأغنية التي ارتبطت بالفلاح والجوع والعطش والفقر بدأها المخرج على المسرح بقاعات الديسكو.
من جانبه ، قال الدكتور سيد علي إن مسرح الطليعة بوتقة التجريب المصري، ولا علاقة بين فرقة الطليعة ومسرح الطليعة، فرقة الطليعة بدأت عام 1940، وأول من تحدث عن مسرح الجيب هو رشدي صالح عام 1957 وكان يتحدث عن تجارب مسرح الجيب في ألمانيا، وطالب بأن تكون موجودة في مصر، وقوبل ذلك بهجوم، وارتبط مسرح الجيب بالتجريب.
وأضاف أنه بعد النكسة تعالت الأصوات لغلق مسرح الجيب، ووجهت له تهمة إهدار المال العام، وتوقف مسرح الجيب ثم عاد مرة أخرى بحديقة الأزبكية وظل هذا المكان حتى يومنا الحالي، وتابع "وأنشأ سمير العصفوري قاعة وأطلق عليها المسرح الصغير وتحول الموضوع إلى قضية بسبب مخالفته للرسوم الهندسية، وصلاح عبدالصبور هو من وقف بجواره، لذا أطلق على القاعة بعد ذلك اسم صلاح عبد الصبور تقديرًا لما قام به".
وأشار إلى أن مسرح الجيب يهاجم منذ ظهوره كونه يعرض أعمالا أجنبية وكان لا يشاهده إلا فئة قليلة من الجمهور.
من جانبه، قال المخرج عادل حسان إنه منذ أن توليت مسئولية مدير المسرح، وشعرت في البداية أنه فخ، فعندما كنت أذهب للمسرح كمتفرج كنت أعاني كي أصل بسبب الباعة الجائلين في العتبة، فكان كل فكري كيف أجذب الناس لتتحمل هذه المعاناة كي تصل لمسرح الطليعة، بالطبع لدينا أمل أن تحل هذه الأزمة.
وتابع حسان: عقدت جلسات مع مديري المسرح السابقين مثل هشام جمعة وسمير العصفوري، ومن أبرز الأشياء التي عملت على إعادتها "نادي مسرح الطليعة" الذي أنشأه سمير العصفوري، ووجدت أهميته في تشابك الأجيال، وكانت المفاجأة عندما أعلنت عنه تقدم له أكثر من ألف شاب ونحن الآن بعد عامين ونصف العام وصلنا لأكثر من ثلاثة الآف، وخلال هذه المدة أيضاً قدمنا 12 عرضا مسرحيا وهذا رقم ليس بقليل، بالإضافة إلى تقديم بعض الورش المهمة مثل ورشة الحكي، ونأمل أن يعود مسرح الطليعة ويستعيد فكرة التجدد، مضيفا :" وفي الحقيقة لا يوجد أزمة في المسرح المصري، إلا أن الأزمة تكمن في قلة الإمكانيات الدعائية".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مسرح الطلیعة
إقرأ أيضاً:
عرض "شنب شرقي منقرض" يرفع لافتة كامل العدد في أول لياليه على مسرح نهاد صليحه
رفع العرض المسرحي "شنب شرقي منقرض لافتة كامل العدد في أول ليالي عرضه على مسرح نهاد صليحة بأكاديمية الفنون بالهرم، حيث حضر الجمهور قبل بدأ العرض بساعتين، واضطر بعضهم للوقوف في جنبات المسرح أو الجلوس على سلمه.
بدأ العرض بصوت الفنان محمد عبد العظيم، الذي يلعب في هذا العرض دور صوت الشنب، وكان أعرب عبد العظيم من قبل عن سعادته بالمشاركة في هذا العمل المسرحي، خاصة أن بدايته كانت عبر المسرح قبل أن يقدم أعمالا في الدراما التليفزيونية والسينما، مؤكدًا دعمه للمواهب الشابة والفرق المستقلة، مشيدًا بجهود فريق "الجدار الرابع للفنون" في تقديم رؤية فنية مبتكرة.
"شنب شرقي منقرض" تأليف وأشعار ديفيد رفيق، وإخراج سامح أمون، ويدور في إطار بوليسي مشوق، حيث يبدأ بإثارة لغز غامض، ثم تتصاعد الأحداث بشكل مثير، ويأخذنا العرض في رحلة من التشويق والإثارة، حيث نلتقي بشخصيات العرض التي تتنوع مشاهدها بين العديد من القضايا المجتمعية الساخنة، مثل الذكورة المزيفة، تسليع المرأة، العنف الأسري، والتربية الخاطئة، ومع تطور الأحداث، تتوالى التساؤلات: "هل سيتمكن المحقق رشدي سراج من فك طلاسم هذا اللغز المعقد؟ وهل سيستطيع المجتمع استعادة القيم الحقيقية للرجولة التي كادت أن تنقرض؟".
العرض مستوحى من كتاب "ذكر شرقي منقرض" للطبيب النفسي دكتور محمد طه، وعن فكرة تحويل كتاب نفسي لعرض مسرحي قال مخرجه سامح أمون: نحن من محبين كتب دكتور محمد طه ونرى أن الأفكار النفسية والقضايا المهمة التي يطرحها ويطرح حلولها في كتبه تستحق أن تُقدّم في إطار درامي، وبعد تفكير وقع اخياري بعد استشارة فريقي "الجدار الرابع للفنون" على أن نقدم عرضًا مسرحيًّا مستوحى من كتاب "ذكر شرقي منقرض"، لأن فكرة عدم وجود رجل حقيقي يُبنى عليها قضايا ومشاكل كثيرة تؤثر على المجتمع وقد تصل لارتكاب جرائم كبيرة.
واستكمل سامح: وبالفعل تواصلنا مع دكتور محمد طه والذي رحب بشدة، ومن بداية موافقته وهو داعم لنا عبر السوشيال ميديا من أول لحظة.
وأكد أمون أنه كان متخوف من ردود أفعال الجمهور خاصة أن هذا العرض هو العرض الأول للفريق، إلى جانب أن هذه هي الليلة الأولى للعرض جماهيريًّا، والذين اشادوا بالعرض سواء من خلال منشورات عبر السوشيال ميديا عبروا فيها عن سعادتهم بالعرض أو بشكل مباشر بعد انتهاء العرض.
العرض بطولة فريق الجدار الرابع للفنون، إضاءة وليد درويش، استعراضات محمد البحيري وديكور العشوائي، مكياج مارينا برزي، الحان الأغاني جون خليل، توزيع موسيقي رفيق جمال، ملابس مريم ظريف، اكسسوارات ما يفل ماهر ودعايا جون جمال، مخرج منفذ ديفيد ملاك، تأليف وأشعار ديفيد رفيق، وإخراج سامح أمون.