شبكة انباء العراق:
2024-12-26@08:15:27 GMT

الضياع في زمن الديمقراطية

تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT

بقلم : فراس الغضبان الحمداني ..

تتميز الأمم المتقدمة والناهضة بآمالها الكبيرة على نهضة الشباب وقدراتهم على تطوير البلاد وإزدهارها في المستقبل وتضع لذلك خططاً وبرامج وميزانية ضخمة لدعمهم في جميع المجالات ، إلا نحن فأن المليارات من الدولارات تذهب إلى جيوب الفاسدين والمفسدين والملايين من شبابنا العراقي لا يعرفون إلى أين يتجهون .

.! .

وربما يسأل ساءل ما الذي تريده من الشباب العراقي ، وما الذي ينقصه هذه الأيام في ظل الحرية الكاذبة ، وهنا نقول إن الشباب طاقة خلاقة ومبدعة وأن بلادنا الخارجة من دمار الحروب وتوارث الحصار وعنجهية المغامرات بحاجة إلى إعمار وتوظيف الطاقات الوقادة في المجالات كافة مثل التعليم والإقتصاد والثقافة والفنون والعلوم والعناوين الأخرى ، ولكن مؤثرات الواقع والتي لا تحتاج إلى دليل فهي تحت مدركات الجميع وتفصح بأن ملايين الشباب لا يجدون أمامهم طريقاً سالكاً لإستثمار طاقاتهم ليسهموا ببناء الوطن حيث كانوا يحلمون بأن قوى التغيير ستحول البلاد إلى خلايا أنشط من خلايا النحل .

فكان على الدولة أن تزج الملايين من الشباب للعمل بالزراعة وآخرين يعملون بالصناعة ومجموعات أخرى تنهض بالبناء إلى حافات السماء ورابعة تستصلح الأراضي وتحيي حتى الصحراء ، وأخرى تبدع في التكنولوجيا وفي بناء محطات الكهرباء وتطور الجامعات والرقي بالمؤسسات الحكومية والعلمية والطبية ، لكن كل هذه الأمور وللأسف الشديد معطلة ولذلك فأن النتيجة الحتمية لطاقات شبابنا مهدورة في جميع المجالات ولم تجد طريقاً إلا التطوع بسلك الشرطة والجيش والحرب ضد الإرهاب وعصابات الجريمة المنظمة التي إجتاحت العراق .

لقد أستبشر الشباب خيراً بإنهيار النظام السابق ولعل الأحلام وأعظم الأمنيات قد جالت في خاطر عشرات الآلاف من الأكاديميين من أصحاب الشهادات العليا المقموعين داخل البلاد أو المهجرين خارجها ومعهم مئات الآلاف من أصحاب الخبرات المهنية في التخصصات كافة أن تفتح لهم كل الأبواب لإنتزاع إستحقاقاتهم في تولي المسؤولية والمساهمة في صنع القرارات المصيرية لنقل البلاد نوعياً في المستوى الذي يستحقه الشعب العراقي وتؤهله لذلك ثرواته النفطية الطائلة وتراكم خبراته وتوفر العقول المتخصصة والتاريخ العريق وهي عوامل كانت معطلة في الماضي وقد تعطلت أيضاً بعد سقوط النظام لشدة الموجات الإرهابية والفوضى التي تركها الإحتلال والتي أدت إلى تكالب أعمى للسيطرة على السلطة بدون شروط أو إستحقاقات وكانت الأرجحية للهيمنة السياسية وليس العلمية ونتج عن هذا الواقع حكومات متعاقبة فاسدة وغير قادرة على تنفيذ إستراتيجيات حقيقية في التنمية البشرية فتبعثرت جهودها وضاعت مليارات الدولارات دون أن يتحقق الحد الأدنى من الإنجاز الذي يبهر القريب ويدهش البعيد ، والسبب كما قلنا أن العقول الناضجة والخبرات المتخصصة كانت بعيدة ومهمشة وغير قادرة على أن تدخل حلبة المنافسة السياسية أو إبرام الصفقات المريبة التي لا تليق بها ولا تنسجم مع تقاليدها المهنية والأكاديمية .

إن هذا الواقع المرير يحتاج أولاً لمراجعة دقيقة منذ سقوط النظام في 2003 وإلى هذه اللحظة والإعتراف بالحقيقة بأن الدولة أهملت الشباب لتتفرغ لصراعاتها السياسية من أجل المناصب والمكاسب الشخصية وضياع المليارات على مشاريع ترقيعية وصفقات وهمية وشبحية ، وعليها البدء بوضع البرامج التخصصية للقضاء على الأمية بكل أشكالها والعمل على تطوير المدارس والجامعات ودعم القطاع الخاص لينهض بالصناعة والزراعة وبقية الإختصاصات ليصبح عندنا مثل بقية الدول الحديثة إنتاج واضح ، ومعنى ذلك توظيف جوهري لكل الطاقات والتخصصات وليس الإكتفاء بتشغيل الناس في الأجهزة الأمنية والعسكرية وبطرق تقليدية وبيروقراطية غير منتجة كجعل الجميع يستهلك ولا ينتج ويستورد كل شيء من الغذاء إلى الحذاء .

ولعل فاتحة هذه الأسئلة سؤال مهم يتبادر إلى الذهن ومفاده من هو القادر على وضع الخطط وتوجيه الأموال لإنقاذ تطلعات الشباب من أجل بناء مستقبل زاهر للعراق ، والجواب لا يحتاج إلى عبقرية فالمفروض أن يكون أعضاء مجلس النواب هم أعلى نخبة في الثقافة والعلم والتخطيط الإستراتيجي ، ويستطيعون أن يحولوا الأحلام إلى قوانين ومشاريع ويراقبوا السلطة في تنفيذ هذه المشاريع على الأرض ، ولكننا نقول وبصراحة تامة وغير جارحة إن فاقد الشيء لا يعطيه وأنه الضياع في زمن الديمقراطية .
Fialhmdany19572021@gmail.com

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

"الحق نفسك وغير موبايلك" هواتف ستغلق رسميًا في مصر بداية 2025

الحق نفسك وغير موبايلك..هواتف ستغلق رسميًا في مصر بداية 2025..حيث تتداول مناقشات حول وقف تشغيل الهواتف المحمولة غير المسجلة رسميًا في مصر كما تتزايد التكهنات بشأن قرار محتمل يتعلق بوقف تشغيل الهواتف المحمولة المستوردة دون سداد الرسوم الجمركية المقررة، إلا أن مصادر مطلعة أكدت عدم صدور أي قرار رسمي حتى الآن، وأن النقاشات لا تزال جارية بهذا الخصوص. 

 

حظر تشغيل الهواتف المستوردة بداية من 2025 تعرف على تصريح رئيس شعبة المحمول بالقاهره التجارية 

 

ويشير الاتجاه العام إلى إمكانية حظر تشغيل الأجهزة المستوردة التي لا تخضع للضوابط الجمركية. 

كما صرح رئيس شعبة المحمول بغرفة القاهرة التجارية محمد طلعت أن القرار المحتمل يستهدف الأجهزة التي تفتقر إلى رقم تسلسلي مسجل لدى الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات. 

وأضاف أن الجهاز القومي قد بدأ فعليًا في اتخاذ خطوات للتحقق من هذه الأجهزة.

 كما أشار طلعت إلى تأجيل اجتماع كان مقررًا بين الشعبة والجهاز القومي بسبب ارتباط المسؤولين بمعرض تجاري.

و من جانبه أكد محمد الحداد، عضو مجلس إدارة غرفة الجيزة التجارية ونائب رئيس شعبة تجار المحمول أن الأمر لا يزال قيد المناقشة، حيث تعمل الشعبة على تقديم خطة لحماية حقوق التجار والمستهلكين. 

وبيّن أن الهدف الأساسي من هذه الخطوة المحتملة هو دعم الهواتف المصنعة محليًا، خاصة في ظل التسهيلات التي قدمتها الدولة للمستثمرين لتأسيس مصانع جديدة في مصر.

 

هواتف تعرف على آليات القرار المرتقب بغلق الهواتف المستوردة بداية 2025

 

 يتوقع أن يركز القرار على تسجيل الرقم التعريفي للهواتف المحمولة المستوردة ضمن نظام "IMEI"، الذي يمنع تشغيل الأجهزة غير المسجلة عبر الشبكات المصرية. 

وتشمل هذه الإجراءات فرض رسوم على تسجيل الهواتف المستوردة، مع منح فترة سماح مؤقتة قبل تطبيق الحظر.

وقال حمد النبراوي، عضو شعبة المحمول والاتصالات بالغرفة التجارية بالقاهرة، إن جهاز تنظيم الاتصالات لم يصدر بعد أي قرار رسمي، لكن من المتوقع أن يتم عقد اجتماع مع الجهاز خلال الأسبوع المقبل لبحث التفاصيل.

 

إقرأ أيضًا..ريلمي تستعد لإطلاق هاتفRealme 14x 5G في الأسواق ديسمبر الجاري بمواصفات استثنائية

تعرف على موقف الهواتف الحالية المهددة بالغلق والتجار

 

 فيما يخص الأجهزة المستوردة التي تعمل حاليًا داخل مصر، أكد النبراوي أن أي قرار جديد لن يشمل هذه الأجهزة.

 وأوضح أن القرار سيطبق فقط على الأجهزة المستوردة بعد تاريخ صدوره ولن تؤثر هذه الإجراءات على الهواتف المتاحة بالفعل بين أيدي المستخدمين.

وفيما يتعلق بالتجار الذين استوردوا كميات كبيرة من الهواتف بطرق غير قانونية، أشار النبراوي إلى أن هناك اتجاهًا لمنحهم مهلة تتراوح بين 3 و6 أشهر لتوفيق أوضاعهم قبل تطبيق القرار.

 ويهدف هذا الإجراء لضمان التزام الجميع بالقوانين المنظمة لسوق الهواتف المحمولة في مصر ولكي يضمن حقوق الجميع.

مقالات مشابهة

  • تفسير حلم رؤية الأسوار العالية في المنام.. دلالات عديدة وغير متوقعة
  • الإدارة السورية الجديدة تبدأ تحركا أمنيا ضد فلول النظام المخلوع
  • معقل الأسد في سوريا يستعد للحياة بعد سقوط النظام
  • أعياد الميلاد في سوريا.. فرح وأمل بمستقبل أفضل بعد سقوط النظام (شاهد)
  • أعياد الميلاد في سوريا.. فرح يشوبه الأمل بمستقبل أفضل بعد سقوط النظام (شاهد)
  • السفير السوري في موسكو: لم يكن لدينا نظام بل شبكة مافيا
  • اقتصاد سوريا والعقوبات.. أعباء ثقيلة خلفها نظام الأسد
  • بعد سقوط نظام الأسد.. سوريون يحدوهم الأمل بغدٍ أفضل
  • "الحق نفسك وغير موبايلك" هواتف ستغلق رسميًا في مصر بداية 2025
  • ما الذي يمكن خسارته من تشكيل حكومة مدنية موازية لحكومة بورتسودان؟