الثلاثاء, 5 سبتمبر 2023 3:11 م
حمزة مصطفى
مات السياب (بدر شاكر) في الكويت عام 1964 وهو القائل “الشمس أجمل في بلادي من سواها والظلام..
حتى الظلام هناك أجمل فهو يحتضن العراق”. كان يوم وفاته ممطرا ويوم تشييعه ممطرا لأن الدنيا كانت يومذاك تمطر في الشتاء طبقا لقاعدة المناخ الأزلية “حار جاف صيف بارد ممطر شتاء” صار الجفاف صيفا وشتاء.
السياب عاش غريبا ومات غريبا حاله في ذلك حال زميله عبد الوهاب البياتي الذي كان يلهج بغربته حتى مات غريبا أيضا وهو القائل مخاطبا ولده علي “ونحن من منفى الى منفى ومن باب لباب.. نذوي كما تذوي الزنابق في التراب.. فقراء ياولدي نموت وقطارنا أبدا يفوت”. لا أعرف إن كان القدر يلاحق شعراء العراق بحيث بات محكوما عليهم الموت بالغربة والدفن بين مدافن الغرباء في هذه العاصمة أو تلك أو نقل الجثامين الى الوطن على متن طائرات خاصة بأوامر رسمية؟ نعم هذا هو الحال, وهذه هي الحقيقة. قائمة الشعراء الذين ماتوا في الغربة ودفنوا فيها طويلة وتطول معا وقد لاتتسع مساحة المقال الى ذكر كل الأسماء التي خلفت بصمات خالدة في الشعر والحياة.
ومع أن قائمة الموتى الغرباء لاتقتصر على الشعراء فقط بل تشمل روائيين وقصاصيين ونحاتين ورسامين وملحنيين وموسيقيين وعلماء ومبدعين لكن حظ الشعراء من مغازلة الحياة بطعم الموت وبالعكس يبقى الأكثر سطوعا لا سيما حين تكون علاقتهم بالأشياء محسوسة أكثر من سواهم من كبار المبدعين. فالشمس هذا الجرم السماوي الهائل حين يعيد صياغته الشاعر تتحول أشعته المذهلة الى خيوط من ذهب فتصبح أجمل من سواها لدى السياب وتصبح ملكا خاصا لدى كريم العراقي. ولأن أخيلة الشعراء لاتحدها حدود فإن شاعرا مثل سعدي يوسف ذهب في خياله الجموح الى أقصى مايمكن أن تبلغه الصورة الشعرية الكاملة الأركان. يقول سعدي في قصيدة “سيدة النهر” توهّمْتُ أنكِ زاويتي ، والمَدارُ الذي يقفُ النجمُ فيهِ.. توهّمْتُ نخلَ السماوةِ ، نخلَ السماواتِ”. الوهم أحد مكونات مخيلة الشاعر القادرة دائما على منحنا كمية هائلة من السراب الذي نتوهمه نحن القراء ماء. مع ذلك نبقى نحن وشعراؤنا نتقاسم الوجع والحنين والألم وبقية الأمل في أن يضم الرفات قبر يمنح الشاعرطمأنينة أبدية. فالشاعريبقى رهين محبسه إن كان في الغربة أم الوطن. مات مظفر النواب قبل كريم العراقي بنحو سنتين خارج العراق فحظي بقبر وتشييع في الوطن, ومات كريم العراقي قبل يومين فحظي بقبر وتشييع في الوطن. ومات ياس خضر صوت الأرض في نفس يوم موت كريم العراقي. رحل حمد وبقي الريل وتلك حكاية أخرى تحتاج الى مساحة أخرى.
المصدر: المركز الخبري الوطني
كلمات دلالية: کریم العراقی
إقرأ أيضاً:
برنامج أمير الشعراء يختتم المرحلة الأولى من الموسم الـ11
اختتم برنامج أمير الشعراء، الذي تنتجه هيئة أبوظبي للتراث، المرحلة الأولى من موسمه الحادي عشر، بالحلقة المباشرة الخامسة التي بُثت مساء أمس “الخميس” من مسرح شاطئ الراحة في أبوظبي، وتنافس فيها الشعراء أسماء الحمادي من دولة الإمارات، وسرى علوش من جمهورية مصر العربية، وفارس صالح من فلسطين، ومحمد زياد شودب من سوريا.
حضر الحلقة الدكتور سلطان العميمي المدير التنفيذي لقطاع الشعر والموروث بالإنابة في هيئة أبوظبي للتراث، وعضوَا اللجنة الاستشارية للبرنامج الدكتور عماد خلف، والشاعر رعد بندر، وجمهور من الشعراء والإعلاميين والأدباء والمثقفين ومحبي الشعر.
وقررت لجنة التحكيم المكونة من الدكتور علي بن تميم، والدكتور وهب رومية، والدكتور محمد حجو، تأهل الشاعر محمد زياد شودب بحصوله على 47 درجة من 50، والشاعرة أسماء الحمادي بحصولها على 42 درجة من 50، فيما نالت سرى علوش 40 درجة، وفارس صالح 40 درجة، وسيحجز الفائز منهم بتصويت الجمهور خلال الأسبوع المقبل ، مقعداً له ويكمل في المرحلة الثانية من البرنامج.
وتم في بداية الحلقة الإعلان عن انتقال الشاعر عماد أحمد أبو أحمد من ألمانيا إلى المرحلة التالية بعد أن حصد 77 من 100 درجة بتصويت الجمهور خلال الأسبوع الماضي، ليرافق المتأهلين بقرار لجنة التحكيم في الحلقة الماضية الشاعرين عثمان الهيشو قرابشي من المغرب، وعلا خضارو من لبنان.
وعقب ذلك ، بدأت المنافسات بين الشعراء المشاركين في الحلقة المباشرة الخامسة.
وفي فقرة “أثر شاعر” اختار الشعراء المشاركون في الأمسية، عدداً من الشعراء الذين كان لهم الأثر في تجاربهم الشعرية.
كما استضافت الحلقة المباشرة الخامسة الفنان الإماراتي محمد المنهالي الذي قدم أداء جمع فيه بين أصالة الشعر الفصيح وعذوبة الشعر النبطي من خلال أغنية “أدرتِ طرفَكِ” التي كتب كلماتها الشاعر علاء جانب، الحاصل على لقب “أمير الشعراء” في الموسم الخامس.
يذكر أن آلية التنافس في الموسم الحادي عشر من برنامج أمير الشعراء تشمل عدة مراحل للوصول إلى إمارة الشعر، حيث تتكون المرحلة الأولى التي اختتمت أمس من خمس حلقات بمشاركة عشرين شاعراً، ينتقل منهم خمسة عشر شاعراً إلى المرحلة التالية.
وتتكون المرحلة الثانية من ثلاث حلقات يتنافس في كل حلقة خمسة شعراء، تؤهل منهم لجنة التحكيم شاعراً واحداً مباشرة إلى المرحلة المقبلة، وتكون درجات اللجنة في هذه المرحلة 50% مثل سابقتها، ونسبة تصويت الجمهور 50% يتنافس عليها الشعراء الأربعة الباقون طيلة أيام الأسبوع، ليتأهل في النهاية الشاعر الحاصل على أعلى نسبة تصويت من المشاهدين، مضافة إلى ما حصل عليه من لجنة التحكيم.وام