التعليم بالمغرب.. ما الذي تغير بين الأمس القريب واليوم حتى صار الآباء يسلمون رقابهم بكل طواعية لـلوبي القطاع الخاص؟
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
أخبارنا المغربية - عبدالاله بوسحابة
بين الأمس القريب واليوم، ما الذي تغير حتى صار أباء وأولياء التلاميذ يتهافتون على "المجازر الخاصة"، عفوا أريد أن أقول "المدارس الخاصة"، التي صارت اليوم تستنزف جيوبهم بلا رحمة، وتطالبهم بداية كل موسم بمبالغ مالية خيالية، بين واجبات التسجيل والتأمين والنقل، إلى جانب المقررات الدراسية باهظة الثمن، وكأن من سيطالعها سيحصل بقدرة قادر على شهادة الدكتوراه.
أتذكر، وأنا من جيل ثمانينيات القرن الماضي، أنني لم ألج يوما روض الأطفال، بل درست ما تيسر من الشهور في كتاب القرآن، عند "فقيه الحومة"، الذي كان يتقاضى مقابل هذه الخدمة "درهما واحد" كل أسبوع، كنا نسميها آنذاك "لاربعية"، ومع ذلك تمكنت بفضل الله من حفظ الحزب الستين (قصار السور)، كما انهيت فترة الدراسة بـ"الجامع" وأنا أجيد قواعد النحو والكتابة والإملاء..
بعدها، ولجت المدرسة العمومية، حيث مجانية التعليم، ولم أذكر أبدا أن اشتكيت يوما من صعوبة في الفهم أو التحصيل، وكنا على سبيل العادة، نلجأ إلى من يكبرنا سنا من أجل الإعداد لدروس الغد، كان بمبدأ التكافل الدراسي هو السائد في "الحومة"، وهكذا استمرت الحكاية إلى أنهيت مشواري الدراسي، دون مشاكل كبيرة تذكر، رغما أن جيلنا حرم كثيرا من ميزات التكنولوجيا الجديد، إلى جانب ضعف القدرة على اقتناء كتب ومراجع دراسية ضرورية، عكس اليوم، حيث يسهل الحصول على أي معلومة بنقرة بسيطة.
ما الذي تغير بين الأمس القريب واليوم، حتى صار الآباء وأولياء التلاميذ بهذا الخنوع غير المفهوم، يسلمون رقابهم كما جيوبهم بكل سخاء للوبي التعليم الخصوصي، وكأن الدراسة بالتعليم الخاص هي الجسر الآمن لتأمين مستقبل مشرق. في هذا الصدد، أتذكر أننا كنا في السابق نسخر من الفارين إلى المدارس العمومية نحو الخاصة، و كنا نصفهم آنذاك بـ"كوسالا"، قبل أن تنقلب الأمور رأسا على عقب، وتسير في اتجاه الطرف المتضرر منه بشكل كبير هو جيوب المواطنين.
ما زاد الطين بلة، هو أن التعليم بالقطاع الخاص، أضحى مدعاة للتفاخر ( أنا كنقري ولدي في.. وكنخلص عليها القد والقد..)، ما تسبب في كثير من الإحراج بالنسبة لفئات عريضة في المجتمع، غير قادرة على مجاراة إيقاع وأسعار هذه المؤسسات الخصوصية، وبالتالي ظهور سلوكات غير مسبوقة، من قبيل "الكريدي"، "جوع كرشك باش تقري ولدك"، "نسمح فراسي ونقري ولدي".
صحيح أن منظومتنا التعليمية، تشوبها اختلالات واسعة وكثيرة، تستوجب الإصلاح العاجل والتقويم الضروري من أجل إعداد وتخريج جيل متفوق دراسيا، لكن هذا لا يعني أننا نحن جيل الأمس كنا نتمتع بمنظومة في المستوى، الفرق بيننا وبين جيل اليوم يكمن في تراجع مؤشر الرغبة في تحقيق الذات، والإصرار على تغيير الواقع المعيشي، بما أننا كنا جلنا من الطبقة الفقيرة، لكن اليوم، وبما أن جل التلاميذ يحصلون على كل شيء دون أي مجهود يذكر، تصبح الرغبة لديهم في تحقيق نفس طموحاتنا في تراجع مستمر إلا من رحم ربك.
أعتقد أن دور المدرسة يكمن فقط في التوجيه والتأطير، بيد أن شطري العمل يكون في المنزل، وهنا يأتي دور الآباء في تنزيل هذه المعادلة الصعبة والمهمة، لأن أغلبهم يفضل دفع المال عوض "فريع الراس"، دون أي مراعاة لإمكانية فشل هذه الخطوة والقرار.. فعلا الموضوع يحتاج إلى نقاش طويل، لمعرفة الأسباب الحقيقية التي جعلت تعليمنا يتغير بشكل كبير بين الأمس القريب واليوم..
فما هو رأيكم فيما جرى ذكره من معطيات وتفاصيل؟؟
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
مخاوف من تأثير تغير المناخ على إنتاج الزيتون في إسبانيا
في مواجهة الاحترار المناخي الذي يؤثر على المحاصيل ويؤدي لارتفاع الأسعار، يضاعف منتجو زيت الزيتون جهودهم لتطوير حلول بالتواصل مع مجتمع العلماء، بما يشمل تحسين الري واختيار أصناف جديدة ونقل المزروعات إلى مواقع أكثر مقاومة لتبعات تغير المناخ.
وقال المدير التنفيذي للمجلس الدولي للزيتون خايمي ليلو بمناسبة المؤتمر العالمي الأول لزيت الزيتون الذي عُقد هذا الأسبوع في مدريد بمشاركة 300 جهة مختلفة، إن "تغير المناخ أصبح حقيقة واقعة، وعلينا أن نتكيف معه".
واقع مؤلم للقطاع برمّته الذي يواجه منذ عامين انخفاضًا في الإنتاج على نطاق غير مسبوق، على خلفية موجات الحر والجفاف الشديد في الدول المنتجة الرئيسية، مثل إسبانيا واليونان وإيطاليا.
وبحسب المجلس الوطني للزيتون في إسبانيا، انخفض الإنتاج العالمي من 3,42 ملايين طن في 2021-2022 إلى 2,57 مليون طن في 2022-2023، وهو انخفاض بنحو الربع.
وبالنظر إلى البيانات التي أرسلتها الدول الأعضاء في المنظمة البالغ عددها 37 دولة، فمن المتوقع أن يشهد الإنتاج تراجعًا جديدًا في 2023-2024 إلى 2,41 مليون طن.
وقد أدى هذا الوضع إلى ارتفاع كبير في الأسعار، بنسبة تراوحت بين 50% إلى 70%، حسب الأصناف المعنية خلال العام الماضي.
وفي إسبانيا، التي توفر نصف زيت الزيتون في العالم، تضاعفت الأسعار ثلاث مرات منذ بداية عام 2021، ما أثار استياء المستهلكين.
وزير المناخ لرئاسة حكومة إستونيا بعد تعيين كالاس على رأس الدبلوماسية الأوروبية تحسبا للحروب والأوبئة وتغير المناخ وكل الطوارئ..النرويج تبدأ بتخزين الحبوب أين يقف اليسار الفرنسي إزاء ظاهرة الهجرة والحرب في أوكرانيا وسياسة المناخ؟وأكد رئيس المنظمة المهنية لزيت الزيتون في إسبانيا بيدرو باراتو أن "التوتر في الأسواق وارتفاع الأسعار يشكلان اختبارًا دقيقًا للغاية لقطاعنا"، وأوضح: "لم نشهد هذا الوضع من قبل".
وقال: "يجب أن نستعد لسيناريوهات متزايدة التعقيد تسمح لنا بمواجهة أزمة المناخ"، مشبّهًا الوضع الذي يعيشه مزارعو الزيتون بـ"الاضطرابات" التي شهدها القطاع المصرفي خلال الأزمة المالية 2008.
وفي الواقع، فإن التوقعات في هذا المجال ليست مشجعة للغاية، ففي الوقت الراهن، أكثر من 90% من إنتاج زيت الزيتون في العالم يأتي من حوض البحر الأبيض المتوسط.
ومع ذلك، وفق الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، فإن هذه المنطقة التي توصف بأنها "نقطة ساخنة" لتغير المناخ، تشهد احترارًا بنسبة 20% أسرع من المعدل العالمي.
وللتكيف مع الوضع المناخي الجديد، يُنظر أيضًا في مقاربة ثالثة أكثر جذرية تتمثل في التخلي عن الإنتاج في مناطق يمكن أن تصبح غير مناسبة لأنها صحراوية جدًا، وتطويره في مناطق أخرى.
هذه الظاهرة "بدأت بالفعل"، ولو على نطاق محدود، مع ظهور "مزارع جديدة" في مناطق كانت حتى الآن غريبة عن زراعة أشجار الزيتون، وفق خايمي ليلو، الذي يقول إنه "متفائل" بالمستقبل، رغم التحديات التي يواجهها القطاع.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: دمار في كييف نتيجة قصف روسي السلطة الفلسطينية تطالب باجتماع عربي طارئ لبحث الحرب على غزة شاهد: سلسلة بشرية في كييف بمناسبة يوم الوحدة الأوكراني وسط تصاعد التهديدات الروسية حالة الطوارئ المناخية إسبانيا تغير المناخ