الدكتور أحمد سيد:

الذكاء الاصطناعي يتمثل في خيال البشر.. وسرعة الآلة

التكنولوجيا المبهرة تظهر قدرتها على تغيير وجهات نظرنا وأساليب حياتنا

تطبيقات للذكاء الاصطناعي نستخدمها في حياتنا اليومية ولا تعرفها

الذكاء الاصطناعي سيستحوذ على 20% من وظائف المستقبل

عملية تدريب الذكاء الاصطناعي تحتاج إلى بعض التعديلات أو الإضافات

الذكاء الاصطناعي يقود مستقبل التكنولوجيا في العالم

سنشهد تكاملًا أكبر للذكاء الاصطناعي بحياتنا اليومية وإتاحة للإمكانيات اللامحدودة

 

 

نسمع اليوم كثيراً عن مصطلح الذكاء الاصطناعي؛ وأغلبنا يربطه بتحول اغنية عمرو دياب لصوت أم كلثوم وأفلام الخيال العلمي في هوليوود، ويتخيل الروبوتات التي تسيطر على العالم، ولكن في الحقيقة الذكاء الاصطناعي ليس مقتصراً على الروبوتات، بل يدخل في عديدٍ من التطبيقات التي نستخدمها كل يوم دون أن نشعر، وقد تبين مؤخرًا أن هناك الكثير حول العالم من الأشخاص لا يدركون بالفعل أنهم يستخدمون تقنيات الذكاء الاصطناعي.

كل ما تريد معرفته عن المسابقة الدولية بمجال بحوث التحكيم بحقوق عين شمس لطلاب الدبلومات الفنية 2023.. موعد تنسيق القبول بالجامعات والمعاهد

ويشكل الذكاء الاصطناعي أحد أهم العلوم التطبيقية، ويعد من أساسيات الحياة اليومية لاستخداماته وتطبيقاته المختلفة، وهو أساس التطور العلمي الذي يعيشه العالم من خلال الثورة الصناعية المعاصرة، والاتجاهات التقنية، والتواصل الثقافي والاتصال التقني في كافة المجالات.

 

ولعبت التكنولوجيا دورًا مهمًا خلال العقد الماضي في تعزيز العملية التعليمية لدى الطلاب، بفضل انتشار الأجهزة الذكية والمناهج الأونلاين المتاحة على المنصات التعليمية، وبالتالي أصبح لا حدود في التعلم من أي بلد أو مكان حول العالم.

ومع صعود تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاع التعليم، توفرت طرقًا جديدة لم تكن معهودة من قبل في تحسين التعلم، وقد غيرت كثيرًا من النمط التقليدي المستخدم في التعليم.

وفي هذا السياق، حرص موقع “صدى البلد” على اجراء حوار مع الدكتور أحمد سيد، دكتور بأحد كليات الهندسة الخاصة، للإجابة على العديد من الأسئلة الهامة بشأن توظيف الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم، وأهميته، وأنواعه، وأهم تطبيقاته، وأبرز استخدامات الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية، كيف يمكن للطلاب تعزز مستقبلهم الدراسي بالذكاء الاصطناعي، وإلي نص الحوار:

د/احمد سيد دكتور بكلية الهندسة - أكاديمية الشروق

 ما هو تاريخ الذكاء الاصطناعي؟

تاريخ الذكاء الاصطناعي مليء بالابتكار والتطور، ففي أوائل الستينيات، بدأت الأبحاث تتركز على تطوير اللغة الطبيعية للكمبيوتر، مما أدى إلى إنشاء أنظمة قادرة على التفاعل مع البشر بلغة طبيعية، ثم جاء العصر الرقمي في الثمانينيات ومعه ظهرت التقنيات التي سمحت للكمبيوتر بمعالجة الصور والأصوات والبيانات بشكل أفضل.

وفي التسعينيات، بدأت تقنيات الذكاء الاصطناعي تجد طريقها إلى حياتنا اليومية من خلال تطوير أنظمة التعرف على الصوت والصورة، وظهرت الروبوتات التي تستخدم في مجموعة متنوعة من التطبيقات مثل التصنيع والطب والترفيه.

وفي منتصف القرن العشرين، ففي عام 1956 نظم جون مكارثي ومارفن مينسكي وناثانيال روتشستر وكلود شانون مؤتمر دارتموث، واقترح الباحثون في المؤتمر أنه يمكن تصميم آلة لمحاكاة أي مهمة تحتاج إلى ذكاء بشري.

ومع تطور التقنيات الحديثة مثل تعلم الآلة وشبكات العصب الاصطناعية، أصبح بإمكان الأنظمة الاصطناعية تحسين أدائها بشكل ذاتي من خلال التعلم من البيانات والتجارب، وهذا يعني أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يصبح أكثر فعالية ودقة مع مرور الوقت.

ما هو الذكاء الاصطناعي؟

الذكاء الاصطناعي (AI) هو محاكاة عمليات الذكاء البشري بواسطة أنظمة خاصة تشبه أنظمة الكمبيوتر، ويتميز الذكاء الاصطناعي بالقدرة على "التفكير" و"التعلم" من خلال تحليل كميات كبيرة من البيانات، ويسمح الذكاء الاصطناعي لجهاز الحاسوب أن يفكر، ويتصرف، ويستجيب كما لو أنه إنسان.

ويمكن من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي اتمام المهام أو إجراء تنبؤات أو تحديد الأنماط التي قد لا يتمكن البشر من اكتشافها، وتأثير الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على قطاعات بعينها فقط، بل يتوسع إلى الكثير من جوانب حياتنا، وإنها مجرد بداية.

يعد الذكاء الاصطناعي مجال تقني شامل يشمل العديد من التطبيقات والاستخدامات التي لا تقتصر فقط على الروبوتات والأفلام الخيالية، ففي الواقع يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في العديد من الجوانب الحياتية والصناعية بشكل يومي وبشكل غير مباشر دون أن نلاحظه دائمًا.

د/احمد سيد دكتور بكلية الهندسة - أكاديمية الشروق

ما هي تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي نستخدمها في حياتنا اليومية؟

التطبيقات العديدة للذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية، يتم تطورها بشكل سريع وتوظيفها بشكل متزايد في مختلف الصناعات والقطاعات لتحسين الكفاءة وتوفير حلول أفضل، وبعض الأمثلة على تطبيقات الذكاء الاصطناعي: (محركات البحث عبر الإنترنت - مواقع التواصل الاجتماعي - الترجمة الآلية - مكالمات خدمة العملاء - الخدمات المصرفية - تطبيقات الصور والفيديو - التعرف على الوجوه).

كيف يعمل الذكاء الاصطناعي؟

أصبح الذكاء الاصطناعي بالفعل المحرك الرئيسي للتقنيات الناشئة، من البيانات الضخمة إلى الروبوتات وإنترنت الأشياء، واستنادًا إلى مئات التجارب والنتائج، يمكن للذكاء الاصطناعي تلبية متطلبات المستخدمين في الوقت الحالي كما يمكن دمجه في العديد من الجوانب التقنية بسرعة وكفاءة.

وتتيح هذه التقنية الوصول إلى كميات هائلة من البيانات والعمليات ونشرها دون الحاجة إلى تدخل بشري كبير، ومع تطور الذكاء الاصطناعي، فقد أصبح من الممكن ليس فقط أن يحقق نتائج محققة عما كان عليه الحال سابقاً وفقط، بل يمكنه أيضاً التنبؤ بما يمكن عمله في المستقبل بل والتخطيط له، حتي أصبح يعمل الذكاء الاصطناعي على تغيير مساحة تطوير بشكل أكبر يوم بعد يوم.

هل يمكنني التحدث مع الذكاء الاصطناعي؟

 هناك العديد من روبوتات الدردشة تعمل بـ الذكاء الاصطناعي، مثل برنامج شات جي بي تي، ومبتكرات الصور، مثل برنامج ميدجورني، وإذا كنت قد استخدمت Siri أو أي نوع آخر من أنظمة التعرف على الصوت، أو قمت بالتفاعل عليهم فأنت تستخدم الذكاء الاصطناعي.

متي نشهد تكاملًا أكبر للذكاء الاصطناعي بحياتنا اليومية وإتاحة للإمكانيات اللامحدودة؟

بفضل تقدم التكنولوجيا والابتكار المستمر، نشهد تزايدًا مذهلاً في الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية، وإنه يمتد إلى مجموعة متنوعة من المجالات، مما يجعله أداة حيوية في عالمنا المعاصر، وتحولت تطبيقات الذكاء الاصطناعي إلى شيء لا يمكن تجاهله واقتربت منا أكثر من أي وقت مضى.

وهذه التكنولوجيا المبهرة تظهر قدرتها على تغيير وجهات نظرنا وأساليب حياتنا، فبدلاً من أن نرى الذكاء الاصطناعي كمفهوم مجرد، أصبحنا نتفاعل معه كجزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، لتمتد تلك الاستخدامات إلى مختلف القطاعات، من الصحة والتعليم إلى الأعمال والتصنيع، مما يجعلها عنصرًا أساسيًا في تقدم المجتمعات مما يجعل حدوث تكاملًا أكبر للذكاء الاصطناعي بحياتنا اليومية وإتاحة للإمكانيات اللامحدودة بشكل قريب جدًا.

كيف يمكن للطلاب تعزز مستقبلهم الدراسي بالذكاء الاصطناعي؟

تقنيات الذكاء الاصطناعي أشرقت ببريق لا يضاهى في مجال التعليم، أذ إنها تتيح فرصًا جديدة ومبتكرة للطلاب والمعلمين على حد سواء، ويمكن للتعلم الآلي أن يكون متجاوبًا مع احتياجات كل طالب بشكل فردي، مما يعني توجيه تجربة تعليمية مخصصة، وتظهر تلك التكنولوجيا أيضًا قوتها في مساعدة المعلمين على تحسين توجيههم وتقديم مساعدة تعليمية فعالة.

وفي عصر الرقمنة، تغيرت معايير التعليم والتعلم، في الماضي، فكان الطلاب يجلسون في المكتبات للدراسة وتدوين الملاحظات وإجراء النسخ، ولكن مع التقدم التكنولوجي، طرأت ثورة في قطاع التعليم، وحققت تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم تغييرًا جذريًا، مما سهل على الطلاب الوصول إلى المعرفة والتعلم بسرعة وكفاءة، واليوم يعتمد الأطفال الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 8 إلى 15 عامًا على الهواتف الذكية والتطبيقات الأخرى للعمل على مشاريعهم التعليمية.

د/احمد سيد دكتور بكلية الهندسة - أكاديمية الشروق

كيف يمكننا ضمان تطوير المهارات اللازمة بالتعليم باستخدام الذكاء الاصطناعي؟

لا شك أن مستقبل التعليم سيستمر في الترابط مع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، مما سيزيد من فرص الطلاب للنجاح والتفوق، وهذه الاستخدامات المتعددة للتكنولوجيا وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم تشكل نقلة هامة في تعزيز عملية التعلم، والوصول السهل إلى المصادر الرقمية والوسائل التعليمية ويمكنه تحفيز فضول الطلاب وتعزيز مهارات البحث والتحليل.

وإمكانية التواصل السهلة مع المعلمين والزملاء يمكنها تعزيز التفاعل والتعاون فيما بين الطلاب، مع استغلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم لتحسين تنظيم المشاريع الجماعية ومشاركة المعرفة بشكل أفضل.

بالإضافة إلى ذلك، فان تطبيقات الذكاء الاصطناعي تساهم في تحسين تجربة الطلاب من خلال توفير إمكانيات مثل النصوص الصوتية وأدوات المساعدة البصرية، وهذا يجعل التعليم أكثر شمولًا ويساعد الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة على الوصول إلى المواد التعليمية بكفاءة.

ما أهمية تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم؟

تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم توفر تجارب تعليمية مخصصة ومعدة حسب احتياجات وقدرات الطلاب، فهي تساعد على تقديم المواد التعليمية بطريقة ملهمة وتفاعلية تجذب اهتمام الطلاب وتجعل عملية التعلم ممتعة.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم مراقبة دقيقة لتقدم الطلاب وفهم مستواهم واحتياجاتهم، مما يمكن المعلمين من تقديم التوجيه والدعم الفعال لكل طالب بشكل فردي.

ما العمر المناسب لاستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي؟

يمكن لجميع فئات الطلاب العمرية استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتوفر أدوات لتطوير مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات، لأنه يعد ضروريًا في عصر المعرفة والتقنية.

د/احمد سيد دكتور بكلية الهندسة - أكاديمية الشروق

هل يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى انقراض البشر؟

الذكاء الاصطناعي هو تقنية قوية تعد بتحسين الكفاءة وزيادة الدقة في مجموعة متنوعة من المجالات، فالذكاء الاصطناعي يعتبر مساعد شخصي للفرد وسيظل له دور نامي ومتزايد الأهمية في المستقبل.

وبفضل القدرة على تعلم الآلة، يمكن للذكاء الاصطناعي تطوير نفسه باستمرار، يمكنه أيضًا استخدام البيانات التي يجمعها لاتخاذ قرارات دقيقة وتحليل الأنماط والاتجاهات في البيانات، وهذا يفتح أبوابًا جديدة لاتخاذ قرارات مستنيرة بناءً على أسس دقيقة ومعرفة موثوقة.

وعلى سبيل المثال، في مجال التسويق، يمكن استخدامه لتحليل عادات العملاء وتوجيه الحملات الإعلانية بشكل أكثر فعالية، في مجال النقل، من خلال الذكاء الاصطناعي يتم تطوير نظم القيادة الذاتية للمركبات.

كيف ننظر إلى الذكاء الاصطناعي؟

يمكننا أن ننظر إلى الذكاء الاصطناعي كسلاح تكنولوجي هام يمكن استخدامه في طريقة التدريس والتعلم، مما يجعل التعليم أكثر كفاءة وفعالية ويمكن الوصول إليه، وكذلك مساعدة الأطباء في تشخيص الأمراض ووضع خطط علاج أفضل، ويمكنه أيضاً تحليل البيانات الكبيرة واستخراج أنماط منها، مما يفتح أفاقاً هائلة للاستفادة من المعلومات في مجموعة متنوعة من الصناعات.

مجالات تطبيق الذكاء الاصطناعي لا تنحصر في الطب والعلوم الحاسوبية فقط، بل تمتد إلى مجموعة متنوعة من القطاعات مثل التصنيع والتجارة والنقل والتعليم والأمن وغيرها.

ومستقبل تطور الذكاء الاصطناعي واعدًا وكبيرًا إذا تم استغلاله بشكل جيد وأخلاقي، فإنه يمكن أن يقدم حلاً لمجموعة من التحديات التي نواجها في الوقت الحالي، وبما أنه يتطور باستمرار، فأن أهميته وتأثيره سيزيدان في المستقبل القريب.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الاستفادة من الذكاء الاصطناعي روبوتات الروبوتات تطبيقات الذكاء الاصطناعي تاريخ الذكاء الاصطناعي للذکاء الاصطناعی مجموعة متنوعة من من البیانات العدید من من خلال فی مجال

إقرأ أيضاً:

بوكيمون غو استخدمت اللاعبين لتدريب الذكاء الاصطناعي

خرجت في عام 2016 لعبة جديدة اقتبست عالم "بوكيمون" الشهير لتتحول خلال أسابيع معدودة إلى ظاهرة عالمية جمعت أكثر من 160 مليون لاعب وفق إحصاءات موقع "ستايستا" (Statista) خلال عامها الأول، إذ تمكنت اللعبة خلال العام الأول من توليد أرباح بأكثر من 550 مليون دولار.

قدمت "بوكيمون غو" في ذلك الوقت تجربة فريدة من نوعها، كانت تعتمد بشكل أساسي على تجربة الواقع المعزز الذي يمزج بين عالم اللعبة والعالم الواقعي، وهذا ما أسهم في تحولها إلى ظاهرة تجذب الكبار والصغار على حد سواء، ولكن مع مرور السنوات، بدأ الإقبال على اللعبة في الانخفاض لتصل إلى 87 مليون لاعب في أكتوبر/تشرين الأول الماضي رغم أن أرباح الشركة لم تنخفض كثيرًا إذ وصلت إلى 566 مليون دولار في عام 2023.

وفي الثاني عشر من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، خرجت شركة "نيانتيك" (Niantic) في بيان مفاجئ تعلن من خلاله استخدامها لكافة البيانات والصور التي التقطها المستخدمون في السنوات الماضية من أجل تدريب نموذج ذكاء اصطناعي ينتمي إلى فئة "النماذج الجغرافية الفضائية الكبيرة" أو كما تعرف اختصارًا باسم "إل جي إم" (LGM)، وتجدر الإشارة إلى أن بيان الشركة أكد أنها قامت بتدريب هذا النموذج بالفعل، أي أن هذا الإعلان لا يعبر عن خطة مستقبلية للشركة.

أثار الإعلان حفيظة المستخدمين وخبراء الأمن السيبراني والمدافعين عن الخصوصية حول العالم، كونه يمثل انتهاكا مباشرا لخصوصية المستخدمين فضلًا عن توظيف جهودهم بشكل غير لائق، ولكن ما هي نماذج "إل جي إم" ولماذا غضب العالم من الشركة المطورة؟

سلسلة "بوكيمون" تعد إحدى أقدم سلاسل الأنمي الياباني المقتبس من سلسلة أكثر قدمًا لألعاب ناجحة للغاية (مواقع التواصل الاجتماعي) لماذا حظيت اللعبة بهذه الشعبية في وقت قياسي؟

تعد سلسلة "بوكيمون" إحدى أقدم سلاسل الأنمي الياباني المقتبس من سلسلة أكثر قدمًا لألعاب ناجحة للغاية، إذ يقدر بأن عدد ألعاب "بوكيمون" التي صدرت حتى يومنا هذا بأكثر من 130 عنوانا مختلفا مقسمة عبر عدد من المنصات المنزلية المختلفة، ويعود تاريخ إصدار أول لعبة "بوكيمون" إلى عام 1996 على أجهزة "غيم بوي" (GameBoy) من "نينتندو".

وفي حين يشمل هذا العدد كوكبة من الألعاب المختلفة فضلًا عن الإصدارات الفرعية للألعاب الأساسية لها التي تتشابه في التجربة الأساسية ولكن تقدم نماذج مختلفة منها، إلا إنها تملك جميعًا عاملًا مشتركًا واحدًا، إذ صدرت جميع هذه الألعاب على منصات "نينتندو" حصرًا مع وجود بعض الألعاب الفرعية التي صدرت للهواتف المحمولة مثل "بوكيمون هوم" (Pokemon Home) أو الحواسيب المنزلية، ولكنها ألعاب فرعية، لا تعكس تجربة "البوكيمون" الحقيقة في أن تجوب العالم وتمسك بالوحوش وتخوض مغامرات عديدة، ومن بين هذه الألعاب، تنفرد "بوكيمون غو" بتقديم تلك التجربة التي تحاكي قصة المسلسل وجوهر اللعبة.

إذ يمكنك عبر هذه اللعبة التجول في العالم بشكل فيزيائي والتقاط الوحوش المختلفة من الأماكن المختلفة عبر استخدام الكرات، فضلًا عن الدخول في معارك مع أصدقائك في الشارع وأبطال اللعبة حول العالم، ويعد هذا السبب الرئيسي وراء جذب ملايين اللاعبين إليها.

تتيح لك اللعبة ببساطة زيارة أماكن حقيقية وواقعية في مختلف بقاع العالم والتقاط وحوش فريدة بكل مكان، مثلًا إلى جوار البحار يمكن أن تجد الوحوش البحرية، وفي الجبال تجد الجبلية وهكذا، وهو تجربة تحاكي عالم "بوكيمون" بشكل كبير، ورغم أن الشركة المطورة طرحت لعبة أخرى تدعى "إنغريس" (Ingress) تعتمد على الفكرة ذاتها ولكن مع الوحوش الفضائية، فإن هذه اللعبة لم تحظ بالنجاح ذاته.

ويمكن القول إن الشركة استطاعت عبر "بوكيمون غو" التقاط صور وجمع بيانات ملايين الأماكن المختلفة حول العالم بشكل مجاني بفضل بيانات اللاعبين، وبحسب بيانها الأخير، فإنها استخدمت هذه الصور والبيانات لتطوير نموذج "إل جي إم" الخاص بها.

يعود تاريخ إصدار أول لعبة "بوكيمون" إلى عام 1996 على أجهزة "غيم بوي" من "نينتندو" (مواقع التواصل الاجتماعي) ما هي نماذج "إل جي إم"؟

يمكن النظر إلى نماذج "إل جي إم" بأنها "شات جي بي تي" ولكن مخصصة للأماكن الجغرافية، فكما يعتمد "شات جي بي تي" على النصوص المدخلة إليه من أجل توليد المزيد من النصوص، فإن نماذج "إل جي إم" تعتمد على الصور المدخلة إليها من أجل إدراك المكان الذي تم التقاط الصورة فيه بدقة ومعرفة كافة الأماكن المحيطة به سواءً كانت حيوية أم لا ثم الإجابة على الأسئلة المتعلقة بها.

يعتمد هذا النموذج على تقنية قامت "نيانتيك" بتطويرها خلال السنوات الخمس الماضية بحسب ما جاء في البيان، وهي تدعى تقنية "نظام تحديد المواقع البصرية" (Visual Positioning System)، إذ تقوم هذه التقنية ببناء خريطة ثلاثية الأبعاد بشكل مباشر باستخدام الصور والبيانات الواردة من هواتف مستخدمي الألعاب.

وفي حين تتشابه هذه التقنية مع ما تستخدمه "غوغل" في تطبيق "غوغل إيرث" أو تطبيق الخرائط الخاص بها، إلا إنها تختلف عنها في الدقة والكيفية حيث تعتمد الأخيرة على البيانات المدخلة من قبل المستخدمين الذين يمشون على أقدامهم، أي أنها أكثر دقة وأحدث من البيانات الملتقطة عبر الأقمار الصناعية في حالة "غوغل".

تعد سلسلة "بوكيمون" إحدى أقدم سلاسل الأنمي الياباني المقتبس من سلسلة أكثر قدمًا لألعاب ناجحة للغاية (مواقع التواصل الاجتماعي) لماذا كل هذه الضجة؟

وضحت "نيانتيك" في بيانها أنها قامت بتغيير سياسة وشروط استخدام لعبة "بوكيمون غو" في عام 2021 لتشمل استخدام هذه البيانات في تطوير نموذج الذكاء الاصطناعي، وهو أمر متوقع من شركة تصل أرباحها إلى مئات الملايين.

ورغم وجود مثل هذا البند في شروط اللعبة، فإنه لم يكن من الشروط الابتدائية التي وافق عليها المستخدمون عند تحميل اللعبة في المرة الأولى، وهو يعد تغيرًا كبيرًا لهدف اللعبة وجوهرها، لذا كان يجب التركيز عليه بشكل أكثر وضوحًا من هذا.

ومن ناحية أخرى، تضاربت آراء المستخدمين عبر منصات التواصل الاجتماعي حول هذا الأمر، فانقسم المستخدمون إلى طرفين، جزء يراه أمرًا منطقيًا ومتوقعا من الشركة وسط صيحة الذكاء الاصطناعي ومحاولة تحقيق المزيد من الأرباح، وجزء آخر يراه اختراقا واضحا للخصوصية ويضع علامات استفهام كبيرة حول استخدام هذا النموذج مستقبلًا، وإن كانت نية الشركة بيعه للشركات الخارجية أو استخدامه لتطوير تطبيق جديد خاص بها.

وصلت "بوكيمون غو" لذروة الربحية الناتجة منها في عام 2020 حين حققت أرباحًا تخطت 900 مليون دولار. (وكالة الأنباء الأوروبية) متاعب مالية من "بوكيمون غو"

وصلت "بوكيمون غو" لذروة الربحية الناتجة منها في عام 2020 حين حققت أرباحًا تخطت 900 مليون دولار وهو ما مثل قفزة كبيرة من أرباح العام السابق التي لم تتخط 660 مليون دولار، وقد تزامن هذا الأمر مع الحظر الصحي بسبب وباء "كوفيد-19" حيث أطلقت الشركة مجموعة تحديثات جعلت اللعبة أكثر متعة وملائمة للتجربة داخل المنازل دون الحاجة للخروج.

ولكن مع رفع إجراءات الحظر الصحي وعودة الأمور لما كانت عليه، بدأت أرباح اللعبة في الانخفاض، لتصل إلى 566 مليون دولار في العام الماضي، ومن المتوقع أن تستمر في الانخفاض هذا العام أيضًا، لذا يعد نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد الذي تطوره الشركة حبل النجاة الذي ينقذ الشركة من الغرق وخسارة الأموال.

تكمن المخاوف من استخدام هذه النماذج في تطوير أسلحة ذكية وآلات قتل لا تحتاج إلى توجيه من قبل بشري (وكالة الأنباء الأوروبية) استخدامات نموذج "إل جي إم"

تحمل نماذج "إل جي إم" العديد من الإمكانات بداخلها، مما يجعل استخداماتها متنوعة في العديد من المجالات المختلفة حول العالم، بدءًا من الاستخدامات السياحية، كأن يلتقط السائح صورة لمكان ما أو شارع ما لتظهر له مجموعة من أهم النقاط السياحية أو الترشيحات المباشرة من المستخدمين فضلًا عن إرشاد التائهين وسط المناطق الغريبة عنهم للأماكن التي يرغبون بالذهاب إليها.

ويمكن أيضًا استخدام هذه النماذج في روبوتات التوصيل المتقدمة، فبدلًا من أن يعتمد الروبوت على نموذج خرائط "غوغل" أو أي تطبيق آخر، يمكن له الاعتماد على الخريطة ثلاثية الأبعاد التي أنتجتها "نيانتيك" من أجل الوصول إلى الهدف بدقة أكبر.

تكمن المخاوف من استخدام هذه النماذج في تطوير أسلحة ذكية وآلات قتل لا تحتاج إلى توجيه من قبل بشري، إذ يمكن تزويد الآلة بالهدف ثم تركها تعتمد على الخريطة ثلاثية الأبعاد التي تتضمن معلومات وبيانات دقيقة حول موقع الهدف لإنهاء المهمة بأقل الخسائر البشرية، ورغم أن مثل هذا الأمر يبدو مستقبليًا للغاية، فإن شركات الذكاء الاصطناعي بدأت في بيع نماذجها للجيش الأميركي وتصريح استخدامها في الأسلحة.

لا يمكن التنبؤ بمستقبل مثل هذا النموذج الذي طورته "نيانتيك" لأنه مازال تقنية حديثة العهد لم تكتشف كافة استخداماتها، ولكن من الأكيد أن مثل هذه التقنية تتسبب في تغير طريقة تعامل الآلات مع المواقع الجغرافية والبشر.

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع اللبناني يوضح كيفية التعامل مع حزب الله وعدد قوات الجيش بالجنوب
  • خبير يؤكد في الكونغرس العالمي للإعلام أن الذكاء الاصطناعي سيعيد تشكيل مستقبل الصحافة
  • بوكيمون غو استخدمت اللاعبين لتدريب الذكاء الاصطناعي
  • ملتقى "بايوثون الأحياء 2" يشهد استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي على الكائنات الحية
  • هل سيتخذ الذكاء الاصطناعي منفردا قرار الحرب النووية قريبا؟
  • باحث سياسي يكشف تداعيات دخول العراق دائرة التصعيد في الشرق الأوسط
  • «الذكاء الاصطناعي» يتعلم من «قطاع النشر»
  • الخدمات الصحية وثورة الذكاء الاصطناعي
  • العالم في عصر الذكاء الاصطناعي الفائق
  • ستخسر أمانك الإلكتروني.. خبير يحذر من تطبيقات "باسورد الواي فاي"