يبدو أن ثلوج الشتاء العربي توشك على الذوبان، فيما يسعى "الحكام المستبدون" إلى سحق ما يخشون أن يتطور إلى موجة ثالثة من احتجاجات الربيع في منطقة الشرق الأوسط خلال ما يزيد قليلا عن عقد من الزمن.

بتلك العبارات يستشرف الدكتور جيمس دورسي، وهو زميل أول في معهد الشرق الأوسط بجامعة سنغافورة الوطنية، مستقبل المنطقة عبر تحليل في مركز "أوراسيا ريفيو" للأبحاث (Eurasia review) ترجمه "الخليج الجديد".

دورسي أضاف أن "المستبدين استخدموا أدوات تتراوح بين قمع الاحتجاجات في الشوارع والانخراط في حوار روتيني وتقديم التنازلات والمساعدات الاقتصادية لنزع فتيل براميل البارود المتفجرة والمحتملة، وقد اندلعت الاحتجاجات الأخيرة بعد أن أنهت الاضطرابات في الشوارع بجميع أنحاء الشرق الأوسط العقد الماضي".

وتابع: "اعتمدت الإمارات  والسعودية ومصر على عنف قوات الأمن والتدخلات العسكرية ودعم المحافظين والميليشيات المتمردة لدحر إنجازات الثورات الشعبية في 2011، والتي أطاحت بالقادة الاستبداديين الذين طال أمدهم في مصر وتونس وليبيا واليمن".

وأردف: "أدى مزيج من المناورات السياسية الاستبدادية وجائحة كورونا إلى إضعاف الانتفاضات في 2019 و2020 في الجزائر والعراق ولبنان والسودان".

وفي الموجة الثانية من الربيع العربي، أطاحت الاحتجاجات بنظامي حكم عمر البشير في السودان (1989-2019) وعبد العزيز بوتفليقة في الجزائر (1999-2019).

اقرأ أيضاً

ذكرى انقلاب مصر.. هل تتعلم واشنطن دروس الربيع العربي المقبل؟

احتجاجات ومخاوف

و"جادل محللون وصحفيون وأكاديميون بأن الإجراءات المضادة للثورة قد استبدلت الربيع العربي عام 2011 بشتاء عربي طويل الأمد. لكن الاحتجاجات الأخيرة تشير إلى أن ثلوج الشتاء ربما تكون على وشك الذوبان"، وفقا لدورسي.

وأوضح أن "إيران تستعد هذا الشهر للذكرى الأولى لوفاة (الشابة) مهسا أميني في 16 سبتمبر/أيلول (2022)، داخل مركز للشرطة خلال احتجازها بتهمة انتهاك قواعد اللباس الفضفاض".

وزاد بأن وفاتها "أثارت احتجاجات في الشوارع استمرت لأشهر، وقتلت قوات الأمن 530 شخصا واعتقلت أكثر من 22 ألفا، ومنذ ذلك الحين، أدى التحدي الشعبي إلى تحويل الشركات والفعاليات الثقافية والمحاكم والاحتفالات الدينية إلى أماكن للاحتجاج والعصيان المدني".

و"لقرارات الخاطئة قد يكون لها عواقب مؤلمة على المؤسسة (الحاكمة)، إذ لا يستطيع الناس تحمل المزيد من الضغط، وقد حذر مسؤول حكومي سابق من أنه إذا استمر الأمر، فسنشهد احتجاجات في الشوارع مرة أخرى"، كما أضاف دورسي.

وقال إنه "في سوريا، يتواصل نحو أسبوعين من الاحتجاجات الحاشدة المناهضة للحكومة في محافظة السويداء الجنوبية الغربية التي يسكنها الدروز، والتي كانت لفترة طويلة معقلا مؤيدا للحكومة، وتطالب بإسقاط الرئيس بشار الأسد، ويتردد صداها في منطقة درعا السنية المجاورة، ومعقل الأسد العلوي في اللاذقية".

وأردف: "وفشلت السلطات في البحرين حتى الآن في إنهاء الإضراب عن الطعام المستمر منذ أكثر من ثلاثة أسابيع والذي شارك فيه 800 سجين، أو ما لا يقل عن 20% من نزلاء السجون في الدولة الخليجية، على الرغم من الاستجابة لبعض المطالب لتحسين ظروف السجن".

اقرأ أيضاً

عودة بشار الأسد للجامعة العربية.. هل هي إعلان عن نهاية الربيع العربي؟

اضطرابات اجتماعية

و"في ليبيا، انتشرت قوات الأمن  هذا الأسبوع في شوارع العاصمة طرابلس (غرب) لمنع تجدد الاحتجاجات ضد لقاء (كشفت عنه تل أبيب) بين وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش ونظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين (في روما)، ما زاد دعوات إلى تنحي حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة المعترف بها دوليا"، بحسب دورسي.

وزاد بأنه "هزت إسرائيل تسعة أشهر من الاحتجاجات، حتى لو ركزت المظاهرات الإسرائيلية المؤيدة للديمقراطية على معارضة الإصلاحات القضائية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو دون الإشارة إلى الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية".

وتابع: "وفي العراق، اشتبك متظاهرون عرب وتركمان، يعارضون الوجود السياسي الكردي في مدينة كركوك (شمال) المتعددة الأعراق المتنازع عليها، مع الأكراد في نهاية قبل أيام".

واعتبر أن هذا التطور "يشير إلى أن العراق قد ينضم مرة أخرى إلى قائمة دول الشرق الأوسط التي تعاني من اضطرابات اجتماعية، وقد فرضت السلطات في البداية حظر التجول في كركوك بعد مقتل أربعة أشخاص في الاحتجاجات".

دورسي قال إن "أنصار الرئيس (المصري) عبد الفتاح السيسي، بما في ذلك الإمارات، يخشون من أن تشهد مصر موجة متجددة من الاحتجاجات، لوجود شعور بأن الناس غير مرتاحين لأي شيء حاليا، إذ توجد أزمة ديون وارتفاع في الأسعار والتضخم".

واعتبر أن "الخوف من تجدد الاحتجاجات في مصر، التي من المقرر أن تصبح أكبر مستورد للقمح في العالم للسنة المالية 2023-2024، أحد الأسباب التي دفعت مكتب أبو ظبي للتصدير (ADEX) وشركة الظاهرة الزراعية ومقرها الإمارات، الشهر الماضي، إلى الاتفاق على تزويد مصر بالقمح في السنوات الخمس المقبلة بما قيمته 100 مليون دولار أمريكي سنويا".

وبالنسبة للسعودية، قال دورسي إن "الخوف من الاحتجاجات، حتى في دول مثل السعودية التي يقل فيها خطر انتشار السخط إلى الشوارع، قد يفسر الإجراءات القمعية غير المتناسبة مثل الحكم مؤخرا في المملكة بإعدام محمد الغامدي (54 عاما)، بعد أن أعاد نشر تغريدتين لمنتقدين معروفين للحكومة السعودية".

اقرأ أيضاً

ذا إندبندنت: العالم يدفع ثمن نهاية الربيع العربي.. لكن هناك أمل في جيل جديد

المصدر | جيمس دورسي/ أوراسيا ريفيو- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الربيع العربي احتجاجات قمع الربیع العربی من الاحتجاجات الشرق الأوسط احتجاجات فی فی الشوارع

إقرأ أيضاً:

أمطار على 13 محافظة خلال الساعات القادمة.. والأرصاد تحذر من موجة برد في سبع محافظات

أمطار على 13 محافظة خلال الساعات القادمة.. والأرصاد تحذر من موجة برد في سبع محافظات

مقالات مشابهة

  • الأرصاد الجوية لـ«الأسبوع»: موجة خطيرة تضرب البلاد في هذا الموعد
  • «دخل الربيع يضحك» يمثل مصر بالمسابقة الدولية
  • احتقان بقطاع الصحة في المغرب.. إضراب جديد وصمت حكومي
  • موجة سرقات في برقايل العكارية للاسلاك الكهربائية... والاهالي يناشدون
  • أمطار على 13 محافظة خلال الساعات القادمة.. والأرصاد تحذر من موجة برد في سبع محافظات
  • "دخل الربيع يضحك" الفيلم المصري الوحيد بالمسابقة الدولية في القاهرة السينمائي
  • «دخل الربيع يضحك» يمثل مصر بالمسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي 
  • «دخل الربيع يضحك» يمثل مصر بالمسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي
  • مخرجة فيلم دخل الربيع يضحك: نتناول بشكل طبيعي حياة النساء المعقدة
  • إديسون..إعادة انتخاب الجمهورية ديب فيشر لفترة ولاية ثالثة في مجلس الشيوخ الأمريكي