تعرض للتسميم العام الماضي ويجيد التفاوض.. رستم أوميروف أول وزير دفاع مسلم في أوكرانيا
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
حالة من الجدل انتابت الأوساط السياسية عقب إعلان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عن إقالة وزير الدفاع أوليكسي ريزنيكوف من منصبه.
وأصدر زيلينسكي، قرارًا بتعيين رستم أوميروف، الذي يدير حاليا صندوق أملاك الدولة في أوكرانيا، خلفا لريزنيكوف.
وحسب الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأوكراني مبررًا عملية الإقالة، أن الوزارة بحاجة إلى أساليب جديدة وأشكال أخرى من التفاعل مع الجيش والمجتمع ككل.
وعلق الجانب الروسي، على قرار تعيين أوميروف من خلال تصريح أدلى به عبد الحكيم حاجييف، عضو لجنة مجلس الدوما للأمن ومكافحة الفساد قائلًا: إن “الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، من خلال تعيين عمروف وزيرًا للدفاع، يحاول كسب تأييد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث أن أوميروف ليس لديه مهنة عسكرية، ومن الواضح أن ترشيحه مرتبط بأصوله، وهو ينحدر من تتار القرم ومسلم سني”.
وأشار جاجييف إلى ذلك أيضًا، من خلال حقيقة أن الرئيس الأوكراني بدأ في استبدال وزير الدفاع عشية اجتماع الزعيم التركي مع بوتين، لافتا إلى أن أوميروف كان مندوبًا لدى شعب تتار القرم ومستشارًا للرئيس السابق لمجلس شعب تتار القرم، المعترف به في روسيا كمنظمة متطرفة ومحظورة، في 2007-2012.
ومنذ عام 2020، كان أوميروف عضوًا في مجموعة تطوير استراتيجية الدولة لنزع احتلال شبه جزيرة القرم.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز في مارس من العام الماضي، أن أوميروف كان ممثلًا رئيسيًا لأوكرانيا في محادثات السلام مع الدبلوماسيين الروس في الأشهر الأولى من الحرب، وكان واحدًا من عدة أشخاص، إلى جانب الأوليجارشي الروسي رومان أبراموفيتش، الذين ورد أنهم عانوا من أعراض مرتبطة بالتسمم قبل المحادثات في إسطنبول مباشرة.
السيرة الذاتية لرستم أوميروف
رستم إنفيروفيتش أوميروف، هو سياسي ورجل أعمال ومستثمر من أصل تتار القرم.
ولد أوميروف، عام 1982 في سمرقند، جمهورية أوزبكستان الاشتراكية السوفياتية، في عائلة من ألوشتا (شبه جزيرة القرم، أوكرانيا)، العرقية التتارية المسلمة.
-الأب هو أنور أوميروف، الذي كان مهندسًا تكنولوجيًا، والأم هي مريم أوميروفا، مهندسة كيميائية. الأخ الأكبر أصلان.
-تخرج رستم أوميروف من مدرسة القرم الداخلية للأطفال الموهوبين التابعة لوزارة التعليم والعلوم في جمهورية القرم المتمتعة بالحكم الذاتي.
- باحث في برنامج تبادل قادة المستقبل (FLEX)، الولايات المتحدة الأمريكية.
-حاصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد.
-حصل على درجة الماجستير في التمويل من الأكاديمية الوطنية للإدارة.
نائب الشعب لأوكرانيا في الدورة التاسعة (من 2019 إلى 2022).
- يرأس رستم أوميروف صندوق ممتلكات الدولة في أوكرانيا اعتبارًا من 7 سبتمبر 2022.
- متزوج وله ثلاثة أطفال.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اسطنبول نيويورك تايمز جزيرة القرم شبه جزيرة القرم متطرفة أملاك الدولة أوكرانيا ممتلكات الرئيس الأوكراني مجلس الدوما محظورة تتار القرم الرئیس الأوکرانی رستم أومیروف تتار القرم
إقرأ أيضاً:
حكم تهنئة المسيحيين في عيدهم.. الإفتاء توضح
قالت دار الإفتاء المصرية لا يوجد مانع شرعًا من تهنئة غير المسلمين في أعيادهم ومناسباتهم، وليس في ذلك خروج عن الدين كما يدَّعي بعض المتشددين غير العارفين بتكامل النصوص الشرعية ومراعاة سياقاتها وأنها كالجملة الواحدة.
وقد قَبِلَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم الهدية من غير المسلمين، وزار مرضاهم، وعاملهم، واستعان بهم في سلمه وحربه حيث لم يرَ منهم كيدًا، كل ذلك في ضوء تسامح المسلمين مع مخالفيهم في الاعتقاد، ولم يفرق المولى عز وجل بين من المسلم وغير المسلم في المجاملة وإلقاء التحية وردها؛ قال تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا﴾ [النساء: 86]، والتهنئة في الأعياد والمناسبات ما هي إلا نوع من التحية.
أما ما استشهد به هؤلاء من قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا﴾ [الفرقان: 72] على عدم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم من نصارى ويهود: فإنما هي نظرة قاصرة للنص القرآني؛ حيث لم يرد ذلك صريحًا في الآية، بل هو اجتهاد في تفسيرها، وقد نقل فيه عدة آراء، فما بالهم يأخذون منها ما يوافق أهواءهم ويكفرون بغيرها.
شمولية الرسالات الإسلامية وتكاملها فيما بينها
وأوضحت الإفتاء أن الله تعالى خلق الإنسان على اختلاف ملله وأشكاله وأجناسه من أبٍ واحد وأم واحدة «إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ»، كما جاء في "مسند الإمام أحمد" في خطبة الوداع قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا أَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى، أَبَلَّغْتُ؟» قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم.
ولم يفرق المولى عز وجل في الخلق ولا في الرزق بين مسلم وغير مسلم.
ولقد جاءت الرسالات السماوية من لدن آدم إلى خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وكلُّها يكمل بعضها بعضًا؛ لقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ مَثَلِي وَمَثَلَ الأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بَيْتًا فَأَحْسَنَهُ وَأَجْمَلَهُ، إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زَاوِيَةٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ بِهِ وَيَعْجَبُونَ لَهُ، وَيَقُولُونَ: هَلَّا وُضِعَتْ هَذِهِ اللَّبِنَةُ»، قَالَ: «فَأَنَا اللَّبِنَةُ، وَأَنَا خَاتِمُ النَّبِيِّينَ» رواه البخاري.
كما أن الرسالات السماوية كلها تدعو إلى هدف واحد، وهو توحيد الله وعبادته، وترجو نتيجة واحدة هي الفوز بالجنة في الدار الآخرة، وإن اختلفوا في الأسلوب والطريقة الموصلة إلى ذلك.
تهنئة أهل الكتاب بأعيادهم
ومن المقرر شرعًا أن الإسلام لم يمنعنا من مجالسة أهل الكتاب ومجادلتهم بالتي هي أحسن؛ فقال تعالى: ﴿وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [العنكبوت: 46]، وأن نأكل من طعامهم وشرابهم، بل أكثر من ذلك أباح لنا الزواج منهم؛ فقال تعالى: ﴿وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ [المائدة: 5].
والزواج كما هو مقرر شرعًا ما هو إلا مودة ورحمة؛ قال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ [الروم: 21]، ومن غير المعقول أن يتزوج المسلم بامرأة من أهل الكتاب، ويطلب عندها المودة والرحمة، وتهنئه في عيده ولا يرد التهنئة في عيدها، ألم يكن ذلك مخالفة صريحة لنص القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا﴾ [النساء: 86]، حيث إنه لم يفرق بين من يلقي التحية مسلم أو غير مسلم، والتهنئة في الأعياد ما هي إلا نوع من التحية.
ولقد أوصانا الإسلام بالجار خيرًا سواء أكان مسلمًا أم غير مسلم؛ فلقد ورد عن مجاهد أن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ذُبِحَتْ له شاة في أهله، فلما جاء قال: أَهْدَيْتُم لجارنا اليهودي؟ أَهْدَيْتُم لجارنا اليهودي؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ» رواه أبو داود والترمذي واللفظ له، ولقد أكدت السنة النبوية الإحسان بالجار وعدم التطاول عليه وإيذائه؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «من آذَى ذِمِّيًّا فَأَنَا خَصْمُهُ، وَمَنْ كُنْتُ خَصْمَهُ خَصَمْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» رواه الخطيب البغدادي، وفي حديث آخر: «أَلَا مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِدًا، أَوِ انْتَقَصَهُ، أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ، أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ، فَأَنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» رواه أبو داود في "سننه".