الأسبوع:
2025-03-26@07:11:07 GMT

كل أسبوع.. عاقبة الكذب وخيمة في الدنيا والآخرة

تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT

كل أسبوع.. عاقبة الكذب وخيمة في الدنيا والآخرة

لا شك أن الصدق من أعظم الأخلاق النبيلة، ونقيضه الكذب، وهو أن يخبر الإنسان بالشيء على خلاف ما هو عليه، والكذب على درجات، أشدها عقوبة وأعظمها ذنبا: الكذب على الله، كالتكلم في الدين بغير علم، أو القول على الله كذبا، ثم الكذب على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو من أعظم الذنوب أيضا، ثم شهادة الزور، ثم اليمين الغموس، وهو الحلف كذبا بحصول شيء لم يحدث، ومن أنواع الكذب كذلك: اختلاق القصص بهدف إضحاك الناس، أو ملء الفراغ، وقول المرء: رأيت كذا وهو لم يره، أو لم أر كذا وقد رآه، وزعم رؤية شيء ما في المنام وهو لم يره.

والكذب فى عمومه غير جائز لا في الجد ولا في المزاح، وهو خلق مذموم كله، إلا إذا دعت الحاجة إليه، كالكذب على الأعداء أو للصلح بين المتخاصمين، وإن ترتب علي الكذب فساد أو ضرر فإن إثمه يكون عظيما، واعتياد الكذب عده العلماء من أكبر الكبائر.

ومما يجده الكاذب من عقوبة في الدنيا أن تنعدم راحته وأمنه، كما يقل شعوره بالطمأنينة، لأن الكذب اضطراب وشك وقلق وإزعاج، وسبب في عدم هدوء البال، كما أنه سبب في مرض القلب، فقلب الكاذب غير مطمئن ولا ساكن، والكذب سبب في محق البركة، ونقص الرزق، وابتعاد الملائكة عن الكاذب، وسبب أيضا في نفرة الناس من الكاذب وابتعادهم عنه، وبه يحرم العبد من الهداية، ويؤدي به إلى الفجور.

وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في يوم عند عبد الله بن عامر، فنادته أمه - أي أم عبد الله - وقالت له: "هاكَ تَعالَ أُعطِيكَ شَيئًا"، فسألها رسول الله عن ذلك، فقالت له إنها تريد أن تعطيه تمراً، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أمَا إنَّكِ لو لمْ تُعطِيه شَيئًا كُتِبَتْ عليكِ كِذبةٌ"، وفي هذا الحديث دليل على تربية الطفل على الصدق، حتى لا ينشأ على الكذب ويستسيغه.

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كَفَى بالمَرْءِ كَذِبًا أنْ يُحَدِّثَ بكُلِّ ما سَمِعَ"، وهذا للأسف مما عمت به البلوى فى عصر الإتترنت ومواقع التواصل التى صارت سببا فى التقاطع الاجتماعى بسبب تداول كل ما يقال دون تمحيص أو تدقيق فيما إذا كان القول صادقا أو كاذبا.

والكذب من صفات المنافقين، فهو سبب في الفسوق والعصيان، وعاقبته ليست هينة في الدنيا والآخرة، وإنه يهوي بصاحبه إلى النار، حتى إن كان الإنسان مازحا، فقد توعد النبي - صلى الله عليه وسلم - من يكذب ليضحك الناس بأشد الوعيد، حيث قال: "ويلٌ للَّذي يحدِّثُ فيَكذِبُ ليُضحِكَ بِه القومَ، ويلٌ لَه، ويلٌ لَهُ". وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الكذبَ يهدي إلى الفُجورِ، وإنَّ الفجورَ يهدي إلى النارِ، وإنَّ الرجلَ ليكذبُ ويتحرَّى الكذبَ حتى يُكتب عندَ اللهِ كذَّابًا".

إذن الكذب من الأمور التي ينهانا عنها الإسلام، وكذلك جميع الأديان السماوية، ومن الحكم التى قيلت في الكذب: إذا أخطأت فلا تجعل العذر كذبة مزخرفة، وليس لأحد ذاكرة قوية بما فيه الكفاية لكي تجعل منه كاذبا ناجحا، ومن يكذب مرة، لا يدرك قدر الورطة التي أوقع نفسه فيها، إذ عليه أن يخترع عشرين كذبة أخرى للحفاظ على الكذبة الأولى، ومن يعتقدون أن الكذب الأبيض لا ضرر منه يصابون قريباً بعمى الألوان.

وأخيرا كن عزيزى القارئ على يقين بأن أفضل وأقصر طريق يكفل لك أن تعيش في هذه الدنيا موفور الكرامة مطمئن النفس، هو أن تنطق بالحق ولو كان مرا، وأن يكون ما تبطنه في نفسك كالذي يظهر منك للناس.

أسأل الله أن يكتبنا عنده من الصادقين.

[email protected]

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الصدق صلى الله علیه وسلم رسول الله الکذب على

إقرأ أيضاً:

إظهار الفرح في العيد مطلب

إظهار الفرح في عيدّي المسلمين مطلب ديني و اجتماعي ، يؤكد ذلك حديث عائشة رضي الله عنها قالت “دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم و…عندي جاريتان تغنّيان بدفّين بغناء بُعاث فاضطجع على الفراش وتسجّى بثوبه وحول وجهه إلى الجدار وجاء أبو بكر فانتهرهما وقال مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم فكشف النبي وجهه وأقبل على أبي بكر وقال دعهما يا أبا بكر إن لكل قومٍ عيداً وهذا عيدنا” ، ومن مشاهد السرور بالعيد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ما فعله الحبشة ، حيث اجتمعوا في المسجد يرقصون بالدرق والحراب ، واجتمع معهم الصبيان حتى علت أصواتهم ، فسمعهم النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إليهم ، ثم قال لعائشة : “يا حُمَيْراء أتحبين أن تنظري إليهم ، قالت : نعم ، فأقامها صلى الله عليه وسلم وراءه خدها على خده يسترها ، وهي تنظر إليهم، والرسول صلى الله عليه وسلم يغـــــــريهم ، ويقول : دونكم يا بني أرفدة ، لتعلم اليهود أن في ديننا فسحة، إني بعثت بالحنيفية السمحة”، فهذه مشاهد الفرح بالعيد ومظاهر السرور والبهجة تقام بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فيقرها ويحتفي بها ويفاخر بأن في ديننا فسحة وفرصة لإظهار الفرح .
تخصيص أماكن للإحتفال بالعيد مطلب مُلح ويسعد القلوب لما له من فوائد جمة وخيرات كثيرة ، فيه يتم التواصل وتجمتع فيه الناس ، خاصة في المدن والمحافظات التي بدأت تكبر وأصبح من الصعب زيارة كل واحد في منزله مما أدى إلى استخدام وسائل الاتصالات والتواصل المختلفة كبديل عن هذه الزيارات وهذا بلا شك سيكون له الأثر الكبير في التباعد الإجتماعي خاصة لمن يجمعهم مكان واحد ، لذلك لا بد لنا أن نظهر الفرح والسرور بهذه العيدين الذيّن شرعهما الله في هذا الدين الإسلامي وأغنانا عن سواهم من الأعياد المُبتدعة .
بعد أيام يحل علينا أول هاذين العيدين وهو عيد الفطر المبارك نسأل الله العظيم أن يبلغنا جميعاً هذا العيد الذي يأتي بعد أن عشنا أيام وليال أفضل الشهور وأبركها شهر رمضان المبارك , حيث أن يوم العيد يعتبر اليوم الختامي لأيام شهر رمضان حيث توزع فيه الجوائز فاللهم تقبل منا وأعفوا عنا وأغفر لنا تقصيرنا يا رحمن يا رحيم ، وهو عيد الله الذي يفرح الناس به وعلينا أن نظهر هذا الفرح ونصل الأرحام وننسى المشاحنات والتعصبات ونتسامح ونُسامح ، وعساكم من عواده .

naifalbrgani@

مقالات مشابهة

  • رسول الله صلى الله عليه وسلّم والعشر الأواخر من رمضان
  • معونة للعاقل وتذكير للغافل.
  • رسول الله صلى الله عليه وسلّ والعشر الأواخر من رمضان.
  • الثأر لدماء شهداء غزة
  • إظهار الفرح في العيد مطلب
  • متحدثة أممية: الوضع في غزة كارثي وعواقب وخيمة لاستمرار إغلاق المعابر
  • لماذا أخفى الله ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان؟.. لسببين
  • علامات ليلة القدر هل ظهرت أمس؟ 7 أمارت تؤكد حدوثها بالأدلة
  • ماذا نقول فى ليلة القدر؟ كلمات تجمع لك خير الدنيا والآخرة
  • أفضل دعاء في ليلة القدر.. كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم