تواصل شركة "ثروة لتأمينات الحياة" تحقيق إنجازات مالية استثنائية تؤكد تفوقها المستمر في سوق التأمين المصري. وذلك رغم نشأتها منذ مايقرب من خمس سنوات وبداية نشاطها الفعلي قبل ثلاث سنوات فقط، إلا أنها اليوم تعتبر  من بين الرواد في مجال التأمين على الحياة والعجز ومخاطر الحوادث الشخصية.

وتميزت ثروة بتقديم خدمات التأمين الطبي والبرامج الادخارية.

وقد أتي هذا التنوع الواسع في منتجات التأمين  استجابةً لاحتياجات المجتمع المصري، المتنوعة ؛ سواء كانوا أفرادًا يبحثون عن الحماية الشخصية أو شركات تسعى لحماية موظفيها واستثماراتها. 

وقالت "ثروة لتأمينات الحياة" في بيان لها أنها تعتمد استراتيجية تسويقية شاملة تهدف إلى وصول منتجاتها إلى  جمهور واسع من العملاء عبر البيع المباشر ووكلاء التأمين ومنافذ التسويق الإلكتروني.

وكشف البيان الإنجازات المالية اللافته التي حققتها الشركة خلال العام المالي الذي انتهى في يونيو 2023، حيث بلغت الأقساط المباشرة نحو 658 مليون جنيه مصري، بزيادة نسبتها +102% مقارنة بالعام المالي السابق. 

كما حققت "ثروة لتأمينات الحياة" أرباح نشاط بلغت نحو 48.5 مليون جنيه مصري، مما يشكل زيادة بنسبة +140%، هذا وقد أظهرت النتائج الأولية للعام المالي يوليو 2022 / يونيو 2023 تحقيق الشركة لأقساط مباشرة نحو 658 مليون جنيه مصري مقابل نحو 326 مليون جنيه مصري عن العام المالي الماضي بنسبة نمو نحو +102%. وتعد هذه الزيادة إشارة واضحة إلى  النجاح المتميز للشركة وزيادة حصتها في سوق التأمين المصري.

كما أوضح البيان أن شركة "ثروة لتأمينات الحياة" حاليًا تخدم ما يزيد عن خمسمائة شركة في مجال التأمين الجماعي على الحياة والتأمين الطبي، بإجمالي عدد مؤمن عليهم يتجاوز ٦٠ ألف فرد. بالإضافة إلى ذلك، تقدم خدمات التأمين الجماعي لأكثر من 300 ألف مؤمن عليه، وتمتد عمليات التأمين الفردي لتشمل أكثر من ستة آلاف مؤمن عليه، مما يعكس نفوذها الواسع وتأثيرها الإيجابي على القطاع ؛بالإضافة إلى التزامها المستمر بتقديم منتجات مبتكرة وحلول تأمينية متطورة لتلبية احتياجات عملائها المتنوعة والمساهمة الفعّالة في تعزيز قطاع التأمين في مصر.

ومن جانبه أعرب رماح أسعد -العضو المنتدب عن فخره بإنجازاتنا المالية الاستثنائية الذي يعود بشكل كبير إلى فريق العمل الرائع الذي لدينا.

وأضاف رماح أسعد؛ إن هذه النجاحات تعكس الثقة الكبيرة التي نملكها في أعضاء فريقنا، الذين عملوا بجد واجتهاد لتحقيق هذا الأداء الرائع. ولا يسعنا إلا أن نلاحظ أن نتائجنا تفوقت بشكل كبير على العديد من الشركات التأمينية الكبيرة والمعروفة في السوق، رغم أننا شركة صغيرة نسبيًا من حيث عمرنا. وهذا يُظهر قوة وفعالية استراتيجيتنا وتنفيذها المميز، والتي جعلتنا منافسين قويين في هذا القطاع التأميني الصعب."

 

وقال العضو المنتدب لشركة "ثروة لتأمينات الحياة""نود أيضًا أن نعبر عن امتناننا العميق لإدارة الشركة القابضة على دعمهم وثقتهم الكبيرة فينا. مشيرًا إلى أن وجود شركة" كونتكت المالية القابضة "كجهة داعمة بقوة كان له دور كبير في تمكيننا من تحقيق هذه الإنجازات. ونحن ممتنون للفرصة التي منحت لنا لتطوير وتوسيع أعمالنا، ونعد بمواصلة العمل بجد واجتهاد لتحقيق المزيد من النجاحات في المستقبل، فبفضل جهودهم، تمكنا من تحقيق زيادة كبيرة في أرباحنا وأقساطنا المباشرة خلال العام المالي الماضي. 

وتابع أسعد:  نؤمن أن العمل الجماعي والتفاني هما العنصران الرئيسيان وراء هذا النجاح. ونحن واثقون من أننا سنستمر في تحقيق المزيد من الإنجازات وتقديم خدمات تأمينية متميزة لعملائنا في المستقبل؛ وهذا النجاح يؤكد استمرارنا كشركة رائدة في مجال التأمين في مصر."

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: ملیون جنیه مصری

إقرأ أيضاً:

معجم الدوحة التاريخي ثروة لغوية وفكرية وريادة على مستوى العرب والعربية

لا تكاد وجوه الجدوى من إنجاز معجم تاريخي لأي لغة من اللغات تحصر أو تنقضي، واللغة العربية منها خاصة؛ لامتداد تاريخها، وضخامة مدونتها، وموثوقية مادتها المستقاة من نصوص نحو 20 قرنا من تاريخ اللغة العربية.

ولعل من أبرز تلك الوجوه: تمكين الأمة من فهم لغتها في ​تطوراتها الدلالية، الأمر الذي يتيسر معه تحصيل الفهم الصحيح لتراثها الفكري والعلمي والحضاري؛ بإدراك دلالة كل لفظ بحسب سياقه التاريخي.

فضلا عن كون المعجم التاريخي للغة العربية سجلا حافلا بجميع ألفاظ اللغة العربية، وديوانا مبينا أساليبها، وموضحا تاريخ استعمالها، وتطور دلالاتها ومبانيها عن طريق ذكر الشواهد ومصادرها مع التوثيق العلمي لكل مصدر؛ فهو معجم لغوي موسع يكشف عن خبيء تاريخ اللغة العربية، وعن تاريخ الأمة العربية وحضارتها.

وإن الناظر فيما اجتمع حتى الأوان من مادة معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، ليجد قدرا كبيرا من الجذور اللغوية الجديدة التي تبطنها المعجم ودلت عليها السياقات الاستعمالية المبثوثة في مدونة المعجم وخارجها، في حين خلت منها سائر معجمات العربية قديمها وحديثها.

كما يجد وفرة وثراء عظيمين في المعاني والمباني الجديدة في تلك الجذور المستدركة العربية منها والدخيلة (الأعجمية)، وفي غيرها من الجذور الموقوف عليها في غير المعجم، ولا سيما في عصرنا الحاضر.

إعلان

والقارئ اليوم يلحظ أن عربية معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، المستلة من سياقات استعمالية اشتملت عليها مدونة المعجم والمدونات الملحقة بها، أوسع كثيرا جدا من عربية معجمات اللغة التي قصرت الفصاحة على (عليا هوازن وسفلى تميم) وحصرت تدوين اللغة على عصر الاحتجاج، ففاتهم من اللغة بهذا القيد ما زهدوا فيه، أو لم يطلبوه، أو عجزوا عن الوصول إليه؛ كالثروة اللغوية التي كانت تجري على ألسنة العرب الأقحاح في اليمن.

على أنه لو كان سعي علماء اللغة في تطلاب ألفاظها كسعي علماء الحديث، الذين طلبوه أجمل طلب، فجابوا اليمن من صعدة إلى أقصى حضرموت، مرورا بصنعاء والجند، وغيرها من أقاليم اليمن الكبير، لاجتمعت لديهم من ألفاظ اللغة معاني ومباني قدر كبير لأهل اليمن من ممضى باذخ في كل شيء، ولا سيما في الزراعة والعمارة والتقاويم والتواريخ وغيرها؛ نحو:

بَتَلَ الأَرْضَ: حَرَثَها. والبِتْلَةُ: الحِراثَةُ. والبَتُولُ: مَنْ حِرْفَتُهُ حِراثَةُ الأَرْضِ، ويُجمع على (أَبْتال). والمَبْتولُ من الأراضي: المحروث. شَرْيَفَ الزَّرْعَ: قَطَعَ وَرَقَهُ إِذَا طَالَ خِيفَةَ فَسَادِهِ. والشِّرْيافُ: وَرَقُ الزَّرْعِ إِذَا طَالَ. والمُشَرْيِفُ: الّذي يَقْطَعُ الشِّرْياف. والمُشَرْيَفُ: منَ الزَّرْعِ: المقطوعُ الشِّرْياف. على أنّ بعض المعجمات جعلت جذره (شرنف) بالنّون، وليس ذاك بشيء.

خَزَّنَ القاتَ: مَضَغَهُ وَحَفِظَهُ فِي أَحَدِ شِدْقَي فَمِهِ أو في كليهما. والتَّخْزِينُ والخِزّانَةُ والتَّخْزينَةُ: مَضْغُ القاتِ وحِفْظُهُ فِي أَحَدِ شِدْقَي الفَمِ أو في كليهما. والمُخَزِّنُ: الماضِغُ القاتَ، الحافظُهُ فِي أَحَدِ شِدْقَي فَمِهِ أو في كليهما. قَوَّتَ القَاتَ: تَعَاطَاهُ، أَوْ بَاعَهُ وَاشْتَرَاهُ. والقاتُ: شَجَرٌ بَرِّيٌّ وَزِرَاعِيٌّ لَا ثَمَرَ لَهُ، أَوْرَاقُهُ صَغِيرَةٌ إِلَى مُتَوَسِّطَةٍ، يُزْرَعُ بِكَثْرَةٍ فِي اليَمَنِ وَالحَبَشَةِ، تُمْضَغُ أَوْرَاقُهُ فَتَمْنَحُ نَشْوَةً وَنَشَاطًا، وَتُحَسِّنُ المِزَاجَ ثُمَّ تُفْسِدُهُ، يَزِيدُ بَعْضُهُ فِي الرَّغْبَةِ الجِنْسِيَّةِ، غَيْرَ أَنَّ أَكْثَرَهُ يُخْمِلُ أَدَواتِ تَحْقِيقِهَا، يُضْعِفُ الشَّهِيَّةَ، وَيُقَلِّلُ النَّوْمَ. والمِقْواتُ: مكانُ بَيْعِ القاتِ. والمِقْواتَةُ: مُزاوَلَةُ بَيْعِ القاتِ وَشِرائِهِ. والمُقَوِّتُ: بائِعُ القاتِ. والمَقْوَتيُّ: الذي يبيعُ القاتَ، ويجمع على مَقاوِتَة.

صَرَبَ الزَّرْعَ: حَصَدَهُ. والصِّرابُ: الحَصادُ. وصارِبُ الزَّرْعِ: حَاصِدُهُ. ويجمع على (صُرّاب). والمَصْروبُ: المَحْصودُ. وذو الصِّراب: هو الشَّهْرُ السّابعُ مِن شهور السّنة الحِمْيَريّة، ويُقابلُهُ في السُّرْيانيّة: تشرين الأوّل، ومنَ الرُّوميّة: أُكْتُوبَر.

وفيما يأتي عرضٌ لأسماء الشُّهور في السّنة الحِمْيريّة، مشفوعًا بذِكْر ما يُقابلها من الشُّهور الآراميّة السُّريانيّة والرُّوميّة، وذلك كلُّهُ من فوائد معجم الدّوحة على فَوائت المعجمات:

1- ذو الثّابة: هو الشَّهْرُ الأوّلُ مِنَ السّنة الحِمْيَريّة، ويُقابلُهُ في السُّرْيانيّة: نيسان، ومنَ الرُّوميّة: أَبْريل.

2- ذو المَبْكَر: هو الشَّهْرُ الثّاني، ويُقابلُهُ: أَيّار، ومايو.

3- ذو القِياظ: هو الشَّهْرُ الثّالثُ، ويُقابلُهُ: حَزيرانُ، ويونيو.

4- ذو مَذْرأَن: هو الشَّهْرُ الرّابعُ، ويُقابلُهُ: تَمُّوز، ويوليو.

5- ذو الخِراف: هو الشَّهْرُ الخامسُ، ويُقابلُهُ: آب، وأُغُسْطُس.

6- ذو عَلّان: هو الشَّهْرُ السّادسُ، ويُقابلُهُ: أَيْلول، وسِبْتِمْبَر.

7- ذو الصِّراب: هو الشَّهْرُ السّابعُ، ويُقابلُهُ تشرين الأوّل، وأُكْتُوبَر.

إعلان

8- ذو المُهْلَة: هو الشَّهْرُ الثّامنُ، ويُقابلُهُ: تِشْرينُ الآخِر (الثاني)، ونُوفِمْبِر.

9- ذو الآل: هو الشَّهْرُ التّاسعُ، ويُقابلُهُ: كانونُ الأوّلُ، ودِيسَمْبِر.

10- ذو الدَّثأ: هو الشَّهْرُ العاشرُ، ويُقابلُهُ: كانونُ الآخِرُ (الثاني)، ويَناير.

11- ذو الحِلَّة: هو الشَّهْرُ الحادي عَشَر، ويُقابلُهُ: شُباط، وفِبَرايِر.

12- ذو مَعُون: هو الشَّهْرُ الثّاني عَشَر، ويُقابلُهُ: آذارُ، ومارِس.

وإتّمامًا للفائدة يحسن ذكر فصول السّنة الحِمْيريّة الفائتة من معجمات اللُّغة أيضًا، وهي أربعةُ فصولٍ في اثني عشر شهرًا، هي: دَثَـأ (الصّيف)، وأَشْهُرُهُ: ذو الثّابة، وذو مَبْكَر، وذو القِياظ. وخَريف (الخريف)، وأَشْهُرُهُ: ذو مَذْرَأَن، وذو الخِراف، وذو عَلّان. وسَعْسَع (الشّتاء)، وأَشْهُرُهُ: ذو الصِّراب، وذو المُهْلَة، وذو الآل. ومَلِي (الرّبيع)، وأَشْهُرُهُ: ذو دَثَأ، وذو الحِلَّة، وذو مَعُون.

ومثل هذا كثيرٌ في معجم الدوحة التّاريخيّ للُّغة العربيّة، ولعلّ في الاستزادة من خبيئه ما يدلّ على ثراء المادّة المستدركة فيه، ولا غَرْوَ في ذلك فهو يُعَدُّ أوّلَّ معجمٍ عربيٍّ شاملٍ يُؤرّخ لألفاظ اللُّغة العربيّة ومعانيها انطلاقًا من مدوّنةٍ نصيّةٍ مُمثِّلةٍ للُّغة العربيّة في مراحلها المختلفة على امتداد تاريخها الطّويل

وبالنظر إلى تاريخ اللغة العربية الطويل، وضخامة حجم نصوصها، جرى إنجاز المعجم على مراحل ثلاث: المرحلة الأولى، وتمتد من القرن الثاني الميلادي إلى نهاية القرن الثامن، والمرحلة الثانية، وتمتد من القرن التاسع الميلادي إلى نهاية القرن الحادي عشر الميلادي، والمرحلة الثالثة/ المفتوحة، وتمتد من القرن الثاني عشر الميلادي إلى العصر الحاضر 2023م، وهي مرحلة أوشكت على الانتهاء، ويرجح أن يربي عدد المداخل المعجمية في المراحل الثلاث على 300 ألف مدخل معجمي، مستقاة من نصوص نحو 20 قرنا من تاريخ اللغة العربية.

وليس يخفى أن هذا المعجم يعنى بأمرين أساسيين، هما مدار الصناعة المعجمية فيه:

أولهما: رصده ألفاظ اللغة العربية منذ بدايات استعمالها في النقوش والنصوص، وما طرأ عليها من تغيرات في مبانيها ومعانيها داخل سياقاتها النصية الاستعمالية، متتبعا الخط الزمني لهذا التطور.

ثانيهما: تأريخه للألفاظ وتحولاتها البنيوية والدلالية، فلا يذكر لفظا في شاهد إلا مصحوبا بتاريخ استعماله، المقدر وفق المصادر المتاحة بين تاريخ استعمالي دقيق، وتاريخ وفاة، وتاريخ تأليف.

إعلان

وممّا لا يحسن تجاوزُهُ في هذه الوَجازة من الكلام على معجم الدّوحة التّاريخيّ، ذكرُ أهمّ ما يَنْمازُ به مِن غيرِهِ؛ نحو:

أولا- أنه يرجع باللفظ العربي إلى استعمالاته الأولى في النقوش المزبورة على صفاح الحجارة ونحوها، متى توافر ذلك، ويقدم معلومات مهمة عن النقش الذي عثر على اللفظ فيه.

ثانيا- أنه يرجع باللفظ المقترض إلى أصله، اللاتيني، أو اليوناني، أو غير ذلك؛ والاقتراض -كما هو معلوم- سمة من سمات اللغات الحية؛ فاللغة التي لا تقرض ولا تقترض لغة ميتة، أو في حكم الميتة.

ولا تختلف اللغة العربية عن غيرها من اللغات في هذه المسألة؛ فقد اقترضت وأقرضت. وفي اللغات غير العربية، التي تقترض العربية منها اليوم بكثرة، فيض من المفردات العربية الأصل، وكثير منها مصطلحات علمية في الرياضيات، والطب، والفلك والهندسة، وغيرها.

على أن الاقتراض لا يرتبط باختلاف المستويات بين اللغات أو بكثرة كلماتها أو بالغلبة والسيادة، وإنما هو ظاهرة طبيعية ترتبط بالتواصل بين الشعوب، وبالتلاقح بين الحضارات، وبدرجة التطور العلمي والحضاري التي تحققها الأمم؛ بدليل أن اللغة العربية التي تحتل المرتبة الرابعة عالميا من حيث عدد المتكلمين بها، بعد الإنجليزية والصينية والهندية، وتربي كلماتها على 12 مليون كلمة، اقترضت من الإيطالية التي لا تزيد كلماتها على 400 ألف كلمة.

وثمّة عواملُ عدّةٌ للاقتراض اللُّغويّ بين اللُّغات، أبرزها: الجوار، الّذي يكون فيه مجال الاحتكاك بين الشّعوب كبيرًا، ومجال التّأثير ممكنًا، ومنها:

التطور الحضاري والمعرفي والاقتصادي والصناعي ونحو ذلك. الهجرة، التي ينتقل فيها المهاجر بثقافته ولغته وأدواته التعبيرية. الاغتراب بأنواعه المختلفة: التعليمية والوظيفية، ونحوهما. سد حاجة اللغة المقترضة في تغطية قصور المفردات لديها. ميل أصحاب اللغة المقترضة إلى الترف التعبيري والتفاخر بلغة أخرى. الغزو بأنواعه المختلفة: العسكري والثقافي والفني والفكري، وغير ذلك.

ثالثا- أنه يتيح الفرص لصناعة معاجم تاريخية للألفاظ المقترضة من لغات أخرى كثيرة. أنه يرصد المصطلحات في مجالاتها العلمية والمعرفية والفنية، على النحو الذي يرصد به ألفاظ الحياة العامة؛ أي وفق ضوابط علمية ومنهجية معتمدة.

إعلان

وقد أربى عدد المصطلحات في المعجم على 20 ألف مصطلح، وتلك مادة ذات قيمة علمية ومعرفية كبيرة، لأنها مستلة من سياقات استعمالية حية دلت عليها وعلى تطورها، والمعجم مع ذلك لا يعنى بالمعلومات الموسوعية التي تتجاوز أهداف المعجم اللغوي، فلا يستطرد في التعريفات اللغوية والاصطلاحية، ولا يتوسع فيها، ولا يعلل التعريفات أو يفسرها.

رابعا- أنه يتيح المجال لإمكانية استخلاص معاجم لغوية تاريخية قطاعية، كمعاجم المصطلحات، ومعاجم الأبنية واللغات، ومعاجم المعاني، والمكانز المتخصصة، ومعاجم الفروق اللغوية وغيرها.

خامسا- أنه يربط ألفاظ اللغة العربية بنظائرها في اللغات السامية، متى أمكن ذلك.

سادسا- أنه يصحح المدونة التراثية من التصحيف والتحريف اللذين اعتريا شيئا غير يسير من مادتها، بما في ذلك المعجمات المتداولة بدءا من كتاب العين للخليل بن أحمد الفراهيدي (ت: 170هـ أو 175هـ) حتى تاج العروس للزبيدي (ت: 1205هـ).

سابعا- أنه يتيح المجال للمشاريع البحثية في علوم اللغة بجميع فروعها، وفي أسباب التطور الدلالي وقوانينه.

ثامنا- أنه يعيد قراءة التاريخ العربي من خلال اللغة، ومن خلال شخوصه الفاعلين فيه من كل الفئات والطبقات، ومن مختلف الأعراق والأديان، ومن شتى الملل والنحل.

تاسعا- أنه يوفر أرضية خصبة لقراءة جديدة للتراث المعرفي العربي ونصوصه، مبنية على فهم اللفظ في سياقه التاريخي، بعيدا عن الإسقاط وانحراف التأويل.

عاشرا- أنه يرصد ألفاظ الحياة العامة وفق ضوابط علمية ومنهجية معتمدة؛ إذ تحرر مداخل معجمية لألفاظ الحياة العامة الواردة في نصوص عربية فصيحة، شائعة ومتداولة بين الكتاب، في الحالات الآتية:

الألفاظ العربية التي اكتسبت دلالات مستحدثة في الحياة العامة، مثل: (العيش) بمعنى (الخبز)، و(الطَّهارة) بمعنى (الخِتان)، و(الحَرَامِيّ) بمعنى (اللّصّ)، و(السُّفرة) بمعنى (المائدة)، و(الفكَّة) للقِطع الصّغيرة من النَّقْد، و(الشِّلَّة) بمعنى (الثُّـلَّة)، و(الشَّنَب) بمعنى (الشّارب)، و(الماهيّة) بمعنى (الرّاتب). ألفاظ الحياة العامّة النّاتجة عن القياس على أوزان العربيّة، أو النّاتجة عن التّوسع في الاشتقاق، مثل: (تمرجل) على وزن تمفعل، و(استعبط)، على وزن استفعل و(تحويجة) على وزن تفعيلة. ألفاظ الحياة العامّة التي أقرّتها مجامع اللُّغة العربيّة، أو الواردة في المعاجم المعتمدة، مثل (المعجم الوسيط، المعجم الكبير، محيط المحيط). إعلان

في حين أعرض عن تحرير مداخل معجمية لألفاظ الحياة العامة التي تخالف الأصول والقواعد الصرفية والصوتية، في مثل الحالات الآتية:

الألفاظ التي تخالف الأصول والقواعد الصّرفيّة: مثل: (الملفت) في (اللّافت)، و(أخصّائي) في (اختصاصي)، و(جليته) في (جلوته)، و(دعيته) في (دعوته)، و(شكيته)، في (شكوته)، و(كسيته) في (كسوته) … أو قلبت ياؤها واوًا، مثل: (زاود مزاودةً) في (زايد مزايدة). الألفاظ التي تخالف الأصول الصّوتيّة، مثل: (حَمْرة، وصَفْرة، وخَضْرة)، في (حَمْراء، وصَفْراء، وخَضْراء)، و(صَحْرة) في (صَحْراء)، و(حُبْلة) في (حُبْلَى)، و(توم) في (ثوم)، و(ديب) في (ذئب)، و(الضِّل) في (الظِّل)، و(مَزهب)، في (مَذهب).

ومن الجدير بالذكر هنا أن ولادة المعجمات التاريخية تبدأ مع انتهاء تحرير مادتها، وبناء هيكلها، وجمع شواهدها، ومعجم الدوحة التاريخي للغة العربية منها خاصة، لاشتماله على مادة لغوية هائلة، يمكن أن تقام عليها كثير من الدراسات المعمقة، وتصنف فيها عشرات الكتب المختصة، وتعقد لها مئات الندوات والمؤتمرات الدولية.

الأمر الذي يكشف عظم الجهود التي بذلتها طائفة من العلماء والخبراء والباحثين: لغويين وحاسوبيين، من أصقاع الوطن العربي كله، أربى عددهم، منذ انطلاق مشروع الدوحة التاريخي للغة العربية، على المئين.

* رئيس وحدة التّحرير في معجم الدّوحة التّاريخيّ للُّغة العربيّة

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

مقالات مشابهة

  • الرئيس السيسي: زيارة ماكرون لمصر تحقق مصالح الشعبين المصري والفرنسي
  • القبض على موظف بتهمة سرقة مبالغ مالية من شركة يعمل بها في الساحل
  • مجلس الأمن البيلاروسي: أوروبا غير مهتمة بالسلام في أوكرانيا وتواصل إرسال الأسلحة
  • معجم الدوحة التاريخي ثروة لغوية وفكرية وريادة على مستوى العرب والعربية
  • علاقة محرمة.. النيابة تحقق في جريمة مقـ.تل صاحب شركة وتقطيع جثمانه بالتجمع
  • رسوم ترامب .. أغنى 3 أشخاص في العالم يخسرون ثروة طائلة
  • عدد المليارديرات يتجاوز 3000 لأول مرة في 2025
  • الإمارات تحقق إنجازات في حماية السلاحف المهددة بالانقراض
  • رونالدو: روح الفريق منحتنا التفوق على الهلال
  • كهرباء ومياه دبي تحقق إنجازات استثنائية في تمكين أصحاب الهمم