فورين بوليسي: تاريخ الخيانة الطويل في أوكرانيا
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
يقول الباحث بالمجلس الأطلنطي أدريان كاراتنيكي إن تاريخ أوكرانيا المستقلة شهد منذ تفكك الاتحاد السوفياتي السابق في 1991، الكثير من الخيانات التي هدفت إلى تخريب الدولة الأوكرانية والتسلل إلى مؤسسات أمنها القومي.
وكتب كاراتنيكي تقريرا مطولا عن الأوكرانيين الذين قال إنهم تعاونوا مع روسيا ضد بلدهم وساعدوها على قتل مواطنيهم، مشيرا إلى أن أسماء "الخونة" المشهورين والمتعاونين مع "العدو" يتردد صداها عبر التاريخ، والآن يتم تجديد صفوفهم وسط الحرب الروسية الأوكرانية.
وقال إن بعض من خانوا بلدهم ضللتهم الرواية الإمبراطورية للكرملين حول وحدة البلدين روسيا وأكرانيا، والتي تعود إلى قرون ووجدت أتباعا راغبين، كما وجدت الإمبراطوريات السابقة القوية أتباعا جددا بين شعوبها المحتلة، كما أُعجب آخرون بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وسياساته الاستبدادية ونجاحات روسيا الاقتصادية في العقد الأول من حكمه.
على كشوف الرواتبوأشار الكاتب إلى أن بعض الأوكرانيين عبروا الخط لدعم المحاولات الروسية لتدمير أوكرانيا بنشاط. وسجل بعضهم بكشوف رواتب الكرملين كجواسيس أو خبراء تجسس أو مخبرين أو وكلاء نفوذ، مضيفا أن العديد من المتعاونين يوجدون اليوم في الأجزاء التي تحتلها روسيا من أوكرانيا.
وأوضح أن بعض مؤيدي روسيا هم صحفيون أوكرانيون وجدوا وظائف ذات رواتب جيدة في وسائل الإعلام الموالية لروسيا، والتي غالبا ما كانت تمولها الدولة الروسية والأثرياء الروس المرتبطون بالكرملين، وأخذ هذا الطريق بعضهم إلى مناصب بارزة كدعاة في روسيا، حيث يحرضون الآن على الإبادة الجماعية لشعبهم.
المساعدة في إدارة الاحتلال
ولا يزال آخرون، يقول الكاتب، من الإداريين المحليين والإقليميين في المناطق التي تحتلها روسيا، ممن أعادوا توجيه مهاراتهم إلى إدارة الاحتلال، لكن شكل الخيانة الأكثر تعقيدا يدور حول الأوكرانيين الذين تم تجنيدهم في الوحدات العسكرية الروسية أو التي تسيطر عليها روسيا للقتال ضد مواطنيهم.
وأورد الكاتب أنه في يوليو/تموز 2022 أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن أكثر من 650 من مسؤولي الأمن الأوكرانيين يخضعون للتحقيق للاشتباه في ممارستهم خيانات، بما في ذلك 60 متعاونا يعملون لصالح الروس في "الأراضي المحتلة".
مئات الأسماءوأضاف أن مصدرا آخر هو منظمة تشيسنو غير الحكومية الأوكرانية، التي تتعاون مع المكتب الوطني لمكافحة الفساد في أوكرانيا لتجميع قائمة بالخونة المزعومين. وحتى الآن، تحتوي قائمة تشيسنو على أكثر من 1200 اسم للأوكرانيين.
وتشمل القائمة أشخاصا أدانوا بصوت عال الغزو الروسي لعام 2022 لكنهم يستخدمون لغة غامضة بشأن غزوها شبه جزيرة القرم ودونباس عام 2014.
وذكر الكاتب العديد من أسماء الصحفيين "الذين يعملون ضد بلدهم"، ويبررون الضم الروسي لشبه جزيرة القرم، ويضخمون المظالم المزعومة لمن يسمون بالانفصاليين الذين توجههم روسيا في شرقي أوكرانيا.
وأشار إلى إغلاق زيلينسكي عام 2021 العديد من وسائل البث المرتبطة بموسكو، وإلى هروب عدد من الإعلاميين إلى روسيا، حيث يقومون بالدعوة إلى أن تكون موسكو أكثر قسوة ضد أوكرانيا.
تدميرها بدلا من السيطرة عليهاوأشار كاراتنيكي إلى أن روسيا بعد دخولها أوكرانيا في 2022، لم تسع قط إلى إنشاء أي شيء يشبه ما تسمى "لجنة التحرير الوطني"، وهي طريقة مألوفة من الحقبة السوفياتية لسيطرة الكرملين على الدول الأجنبية، على الرغم من تقارير المخابرات الغربية التي تفيد بأن روسيا تسعى إلى مثل هذا السيناريو. وقال إن هدف بوتين لم يكن قط السيطرة على الدولة الأوكرانية، بل تدميرها بالكامل.
وأشار أيضا إلى أنه في الحرب المستمرة، فإن الخونة الأكثر تأثيرا هم أولئك الذين يتسللون إلى أجهزة الأمن في كييف ويقدمون معلومات خاطئة عن التحركات الروسية. وذكر أسماء بعض هؤلاء.
وقال إنهم ساعدوا في تخريب الدفاع الأوكراني وتبادلوا المعلومات الاستخباراتية مع موسكو، مما سمح لروسيا بالاستيلاء بسرعة على مساحات شاسعة من جنوبي أوكرانيا في المراحل الأولى من الهجوم الروسي عام 2022، مضيفا أن كييف اعتقلت العديد منهم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: العدید من إلى أن
إقرأ أيضاً:
دعوات إلى وقف الحرب في أوكرانيا والتفاوض مع روسيا
عبدالله أبوضيف، وكالات (واشنطن، كييف، القاهرة)
أخبار ذات صلةطالب العديد من قادة العالم، أمس، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالعمل على استعادة علاقته مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد المشادة التي جرت بينهما في البيت الأبيض، أمس الأول، والتوجه إلى وقف الحرب في أوكرانيا، وذلك قبل قمة أوروبية طارئة في بريطانيا اليوم الأحد.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو» مارك روته إنه أبلغ الرئيس الأوكراني أنه بحاجة إلى إيجاد طريقة لاستعادة علاقته مع الرئيس الأميركي بعد المشادة التي جرت بينهما بسبب رؤى مختلفة حول كيفية إنهاء الحرب في أوكرانيا والمستمرة منذ 3 سنوات، حيث سعى زيلينسكي للحصول على ضمانات أمنية قوية من إدارة ترامب التي تفضل الدبلوماسية مع روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين.
وأدى الاجتماع، الذي وصفه روته بأنه «مؤسف»، إلى تدهور العلاقات بين كييف وأكبر داعم عسكري لها إلى مستوى منخفض جديد.
وقال روته إنه أجرى مكالمة هاتفية مع زيلينسكي، أمس الأول، قال فيها: «عزيزي فولوديمير، أعتقد أن عليك أن تجد طريقة لاستعادة علاقتك مع دونالد ترمب والإدارة الأميركية، فهذا مهم للمضي قدماً».
بدوره، قال الرئيس البولندي، أندريه دودا، إنه لا يرى أي قوة أخرى في العالم غير الولايات المتحدة يمكنها وقف الحرب في أوكرانيا، مطالباً الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن يعود إلى المفاوضات مع الولايات المتحدة.
من جانبه، حث رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الاتحاد الأوروبي على بدء محادثات مباشرة مع روسيا لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، وعدم إصدار إعلان مشترك في قمة استثنائية للتكتل من المقرر عقدها هذا الأسبوع قائلاً إن «الخلافات داخل الاتحاد لا يمكن تجاوزها».
وفي رسالة إلى رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، أمس، قال أوربان إن «هناك اختلافات استراتيجية في نهج التكتل تجاه أوكرانيا لا يمكن تجاوزها».
في المقابل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي مرفقاً بصور من اجتماع مع الجالية الأوكرانية في واشنطن: «من المهم للغاية بالنسبة لنا أن يُسمع صوت أوكرانيا وألا تُنسى، لا في أثناء الحرب ولا بعدها».
وأضاف: «من المهم لشعب أوكرانيا أن يعرف أنه ليس وحيداً، وأن مصالحه ممثلة في كل بلد، وفي كل ركن من أركان العالم».
وفي سياق متصل، قال مصدر دبلوماسي تركي أمس، إن وزير الخارجية هاكان فيدان سيعرض مجدداً استضافة أنقرة محادثات سلام بين أوكرانيا وروسيا خلال اجتماع لزعماء أوروبيين في لندن اليوم الأحد.
واستضافت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي محادثات أولية بين الجانبين بعد أشهر من بدء الأزمة عام 2022، مما ساعد في إبرام اتفاق للمرور الآمن لصادرات الحبوب في البحر الأسود.
إلى ذلك، اعتبر أليستر بيرت، وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في تصريح لـ«الاتحاد» أن كييف تدرك تماماً أنها أقوى بدعم واشنطن.
بدوره، قال المحلل السياسي الروسي، أندريه كورتونوف، لـ«الاتحاد» إن زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى واشنطن مثلت «انتكاسة» ولم تحقق أي نتائج ملموسة.
وأضاف أنه رغم الجهود التي بذلها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لإقناع ترامب بتقديم دعم أكبر لكييف، فإن لقاء البيت الأبيض تحول بسرعة إلى تبادل انتقادات حادة.
وأضاف كورتونوف أن «هذا الإخفاق شكل فرصة لموسكو، التي بات بإمكانها تحميل كييف مسؤولية استمرار الصراع».