ما السر وراء سباق الدول الكبرى لبلوغ القطب الجنوبي من القمر؟
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
بينما يتجدد السباق نحو سطح القمر وتدخل قوى جديدة على غرار الهند والصين، النادي الفضائي، تتنافس الدول الكبرى والشركات الخاصة في مهمات استطلاعية إلى القطب الجنوبي من القمر.. فما السر وراء ذلك؟
ومنذ مقولة نيل أرمسترونغ الشهيرة: "هذه خطوة صغيرة لرجل.. وقفزة عملاقة للبشرية"، لم يعد الأميركيون إلى القمر، وفضلوا اكتشاف عوالم و كواكب أخرى.
أما الروس، رواد الفضاء الأوائل، فقد توجهت أولوياتهم نحو الأرض وخارطتها الجيوسياسية على حساب المهمات الاستكشافية في الفضاء.
لكن في الوقت المستقطع، دخلت النادي الفضائي قوى جديدة لم تكن في الحسبان، أبرزها الهند والصين.
ففي 23 أغسطس/آب الماضي، نجح البرنامج الفضائي الهندي بإطلاق "شاندرايان 3″، وهي أول مركبة غير مأهولة تتمكن من الهبوط على سطح القطب الجنوبي للقمر.
وقبل أيام فقط من الإنجاز الهندي، كانت مركبة "لونا 25" الروسية تتحطم في نفس تلك البقعة المعتمة من القمر.
ففي 19 أغسطس/آب الماضي، وبعد مناورة مدارية فاشلة، تحطمت مركبة "لونا 25" عند محاولة الهبوط على سطح القمر. وكانت تلك أول مهمة روسية إلى القمر منذ عام 1976.
ولكن ما السر وراء سباق الدول الكبرى لبلوغ القطب الجنوبي من القمر؟
قد يكمن السر وراء ذلك في الاكتشافات والأبحاث التي أثبتت في السنوات الأخيرة وجود كميات هائلة من الجليد المائي في الحفر المظلمة الواقعة في القطب الجنوبي للقمر، ويعتقد العلماء أن هذا الجليد هو مصدر محتمل للأوكسجين، كما يمكن استخدامه كوقود ومياه صالحة للشرب.
وجعلت هذه الاسكشافات وكالات الفضاء العالمية تعتبر قطب القمر الجنوبي مفتاحا رئيسيا لبناء مستعمرات بشرية عل سطح القمر، ومحطة انطلاق لارسال بعثات إلى المريخ.
ويشير مدير وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، بيل نيلسون اإلى أن الاهتمام المتجدد بالقمر سببه وجود مياه على سطحه، وإذا كانت هناك مياه كافية فهناك مصدر محتمل للهيدروجين والأوكسجين، كما قال.
وبعد غياب طويل عاد القمر ليكون مسرحا لغزو الفضاء، إذ تتنافس الدول الكبرى والشركات الخاصة في مهمات استطلاعية إلى قطبه الجنوبي، بينما تتسارع خطوات المشروع الأميركي الصيني لتنفيذ رحلة بشرية إلى القمر.
وضمن مشروع لها، تسعى ناسا إلى إعادة عملية هبوط رواد الفضاء على سطح القمر بحلول 2025، بينما تخطط الصين للنزول قبل عام 2030، ذلك ما يعيد إلى الذاكرة حرب النجوم بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي سابقا خلال حقبة الحرب الباردة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: القطب الجنوبی الدول الکبرى سطح القمر السر وراء من القمر على سطح
إقرأ أيضاً:
مركز محمد بن راشد للفضاء.. إنجازات تتجاوز حدود الأرض
يحتفي مركز محمد بن راشد للفضاء بمرور 19 عاماً على إنشائه، حيث شكّل منذ انطلاقه حجر الأساس لقطاع الفضاء الوطني، ورسّخ مكانة الإمارات كمحور رئيسي في هذا القطاع الحيوي، وبفضل رؤية قيادتنا الرشيدة أصبح المركز نموذجاً عالمياً للابتكار، ومثالاً يُحتذى به في المنطقة، يقود مسيرة طموحة نحو مستقبل تتجاوز فيه الإمارات حدود الأرض إلى آفاق جديدة في الفضاء.
نموذج ملهم
منذ انطلاقه عام 2006، كان المركز نموذجاً ملهماً للابتكار والعمل الدؤوب، محققاً إنجازات نوعية رسّخت مكانة الإمارات بين الدول الرائدة في استكشاف الفضاء. واليوم، وهو على أعتاب عقدين من العطاء، يواصل المركز مسيرته الطموحة نحو آفاق جديدة في هذا المجال الحيوي.
وبهذه المناسبة، قال حمد عبيد المنصوري، رئيس مجلس إدارة المركز: «نحتفي اليوم بإنجازات استثنائية لمركز محمد بن راشد للفضاء، الذي أصبح على مدار السنوات نموذجاً مُلهماً لقطاع الفضاء في المنطقة، وشريكاً في مسيرة استكشاف الفضاء والتكنولوجيا المتقدمة عالمياً. نجاحاتنا على مدار السنوات تعكس إيمان قيادتنا الرشيدة بقدرات شبابنا ودورهم في قيادة المستقبل. سنواصل التميز، ونتطلع إلى تحقيق إنجازات نوعية تعزز مكانة الإمارات عالمياً».
رؤية القيادة
فيما قال طلال حميد بالهول الفلاسي، نائب رئيس المركز: «على مدار 19 عاماً، أثبت المركز أن الطموح لا حدود له، مجسداً رؤية قيادتنا الرشيدة في تعزيز برنامج الفضاء الوطني، وجعل دولة الإمارات لاعباً رئيسياً في قطاع الفضاء العالمي. اليوم، ونحن نمضي قدماً في مشاريعنا الطموحة، من استكشاف القمر إلى تمكين الكوادر الوطنية، نؤكد التزامنا بمواصلة مسيرة الابتكار وترسيخ مكانة الإمارات كوجهة رائدة في علوم الفضاء وتقنياته».
قال سالم بن حميد، مدير عام المركز: «يمثل إعداد الكوادر الوطنية والاستثمار في المواهب ركيزة أساسية في استراتيجية المركز، فقد سجّل برنامج الإمارات لرواد الفضاء محطة فارقة بتخريج رائدي الفضاء محمد الملا ونورا المطروشي من برنامج ناسا لرواد الفضاء، ما يؤهلهما لخوض مهام فضائية مستقبلية، ويعزز من مكانة الدولة في مجال المهام المأهولة، بعد أن نجح رائدا الفضاء هزاع المنصوري، والدكتور سلطان النيادي في خوض مهمتين على متن محطة الفضاء الدولية».
200 مهندس وخبير
أضاف المري: «يعمل أكثر من 200 مهندس وخبير على تطوير تقنيات مبتكرة في مجال علوم الفضاء ورصد الأرض، كان آخرها إطلاق القمر الاصطناعي محمد بن زايد سات، الذي يُعد الأكثر تطوراً في المنطقة من حيث تقنيات التصوير الفضائي ودقة البيانات، ويحمل اسم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وهو ثاني قمر اصطناعي يتم تطويره داخل المركز بأيدٍ إماراتية، بعد القمر الاصطناعي خليفة سات».
نحو القمر
أوضح المري: «حدودنا لم تتوقف عند مدار الأرض، فطموحاتنا تأخذنا نحو المزيد، لاستكشاف القمر وما بعده.. خطوات بدأناها عبر مشروع الإمارات لاستكشاف القمر، والآن نستكملها عبر مشروع جديد، بعد إعلان انضمام دولة الإمارات في عام 2024 إلى مشروع تطوير محطة الفضاء القمرية، بالشراكة مع اليابان والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وكندا، حيث سنتولى مهمة تطوير بوابة الإمارات، وهي وحدة معادلة الضغط على متن المحطة. ومن خلال هذا المشروع الطموح، ستشهد الإمارات محطة تاريخية بإرسال أول رائد فضاء إماراتي وعربي إلى القمر بحلول عام 2030، في خطوة تعزز الحضور البشري على سطح القمر، بعد نجاح الدولة في الوصول إلى المريخ عبر مسبار الأمل».