تبدل في العلاقة بين حزب الله وايران .. ماذا عن قيادة الجيش ؟!
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
مرتاح على وضعه وبثبات واضح ما زال يتعاطى "حزب الله" في ملف الاستحقاق الرئاسي، ولم تثنه او تزعزع ثباته القطوعات الامنية التي هزت بعض المناطق اللبنانية وما رافقها من مواقف وتصريحات طالته بالمباشر وآخرها ما جاء على لسان رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في خطابه الاخير من ادانة قطعية لمحور الممانعة بوجهيها "حزب الله" و"حركة امل" وان تجنب تسميتهما بالمباشر .
هذا الثبات لا يمكن ان يمتكله اي حزب او تيار اذا لم يكن بانتظار اثمان معينة او انه تقاضاها، واليوم هو في مرحلة الايفاء بالالتزام . والمعطى المعلوم في هذا الاطار ظهرت تباشيره في ملف ترسيم الحدود البحرية الذي ما كان ليتحقق لولا ضمانات ملموسة اعطاها "حزب الله" بايلاء منصات التنقيب العناية الكاملة والعمل على تعزيز الاستقرار في محيطها خاصة وانها " الحيلة والفتيلة " التي بقيت لصمود اهل الجنوب وقوتها. وما زيارة الموفد الاميركي الرئاسي أموس هوكشتاين الاخيرة متنقلا كسائح بين الساحل والجبل سوى رسالة بانه بأمن وامان مضمون وبجوار "حزب الله" وبيئته. اضف الى ذلك، وبخلاف الصورة الثابتة التي كونتها مراحل العلاقة بين ايران و"حزب الله" على مدار السنوات السابقة، الا ان هذه الصورة تبدلت اليوم بفعل التطورات الاخيرة، اذ ان ايران تمر في مرحلة اختبار صعبة مع المملكة العربية السعودية بالدرجة الاولى وهي تعول عليها كثيرا لاسباب كثيرة. من هنا فان الرعاية الايرانية ل"حزب الله" وان كانت لا تزال موجودة، الا انها ستبقى ضمن حدود الامتناع الايجابي عن ابداء اي موقف محرض او داعم او يتضمن اي تدخل في الاستحقاقات الداخلية في لبنان، اقله حتى انتهاء الاختبار بنجاح. اضف الى ذلك ان ايران ربما باتت على يقين بان "حزب الله" بعد ما اصبح يانعا على كل المستويات بات من الصعب تطبيعه، وربما اكثر اذا ان خطواته باتت محسوبة عليه بشكل نافر ومؤثرة فيه. من هنا فان مرحلة الاحتضان بمفهومها العميق علقت لاجل تحسمه نتائج المفاوضات المقبلة مع خصوم الامس .
من هنا نرى ان الاستحقاق الرئاسي تحوّل من هدف الى وسيلة لغايات ينشدها كل فريق سياسي على حدى، اذ ان خطاب جعحع امس الاول اعاد باللبنانيين الى نقطة ما قبل الطائف، حول اي هوية للبنان نريد، واي كيان لبنان نريد وبان الوجود في خطر، رافضا الحوار الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري . في حين تعمل ملائكة بري على تطمين النفوس وترقيع ما امكن، ان عبر الحوار الذي دعا اليه مؤخرا وان عبر مبعوثه حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري الى المملكة العربية السعودية. فيما ينتظر جبران باسيل نتائج مفاوضاته مع الحزب ظنا منه انه نجح في صرف نظر الراي العام عن تراجعه عن السقف الذي رسمه في ملف الاستحقاق الرئاسي فيما الحقيقة ان سقفه سيبقى مرسوما علوّه بحبر "حزب الله" . بالمحصلة تبقى العين على المؤسسة العسكرية وقيادة الجيش ومن يمثلها في هذه المرحلة سيما وان المحطات الامنية العيديدة التي مرت بها بعض المناطق اللبنانية سابقا بدا فيها الاستدراج واضحا لقيادة الجيش، الا انها تصرفت بحكمة عن ادراك وقناعة لما يحاك، ولم تنجر نحو اي طرف من الاطراف ومنعت حصول الفوضى والفتنة .
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
«المفتي»: الأمن في الأوطان هو المظلة التي تحفظ المقاصد الشرعية
أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، أن الحديث عن علاقة الأوطان بالمقاصد الشرعية في الوقت الراهن، يعد من القضايا الأساسية التي يجب التركيز عليها خاصة مع تنامي الاتجاهات المتطرفة والنظريات الغريبة التي تبتعد عن مراد الشارع وتسيء فهم المقاصد الشرعية.
وأوضح مفتي الديار المصرية، خلال حوار مع الدكتور عاصم عبد القادر، ببرنامج "مع المفتي"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمع، أن الشريعة الإسلامية قامت على حفظ الكليات الضرورية مثل الدين والنفس والنسل والعقل والمال، وهذه الكليات تحتاج إلى مظلة تحميها، وهو ما تمثله الأوطان.
وقال: "إذا لم يكن هناك وطن يحفظ هذه الكليات، فلا يمكن الحفاظ عليها، لذلك يجب أن نعتبر المحافظة على الأوطان جزءًا من المقاصد الضرورية التي تتطلب اهتمامنا".
وأشار إلى أن العلماء الكبار الذين تناولوا قضية الدولة قد أكدوا على أهمية الحفاظ على الأوطان باعتبارها عنصرًا أساسيًا لتحقيق المقاصد الشرعية، من أبرزهم الإمام الطاهر ابن عاشور الذي تحدث عن الدولة كمقصد شرعي، مؤكدًا أن الدولة تمثل الأداة التي من خلالها يتم الحفاظ على هذه المقاصد الضرورية.
وأضاف مفتي الديار المصرية أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم مثالاً رائعًا على حب الوطن، حيث قال: "والله إنك لأحب بلاد الله إلى الله ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت"، لافتا إلى أن هذه الكلمات تعكس ارتباط الإنسان بوطنه، وهو ارتباط فطري وطبيعي، بعيدًا عن أي اعتبار ديني أو عرقي، خاصة إذا كان هذا الوطن يوفر الأمن والاستقرار.
كما ذكر أن الدعوات التي دعا بها الأنبياء، مثل دعاء الخليل عليه السلام "رب اجعل هذا البلد آمناً"، هي دليل على أهمية الأمن في الوطن، والذي يعد حجر الزاوية لتحقيق الاستقرار في الدنيا والقيام بفرائض الدين.
و شدد الدكتور نظير عياد، على أن الحفاظ على الأوطان ليس فقط من أجل حماية الحدود أو الموارد، بل هو جزء أساسي من تحقيق نظام يضمن الحكم بالشريعة الإسلامية ويحقق المصالح العامة للمجتمع.