مرتاح على وضعه وبثبات واضح ما زال يتعاطى "حزب الله" في ملف الاستحقاق الرئاسي، ولم تثنه او تزعزع ثباته القطوعات الامنية التي هزت بعض المناطق اللبنانية وما رافقها من مواقف وتصريحات طالته بالمباشر وآخرها ما جاء على لسان رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في خطابه الاخير من ادانة قطعية لمحور الممانعة بوجهيها "حزب الله" و"حركة امل" وان تجنب تسميتهما بالمباشر .



هذا الثبات لا يمكن ان يمتكله اي حزب او تيار اذا لم يكن بانتظار اثمان معينة او انه تقاضاها، واليوم هو في مرحلة الايفاء بالالتزام . والمعطى المعلوم في هذا الاطار ظهرت تباشيره في ملف ترسيم الحدود البحرية الذي ما كان ليتحقق لولا ضمانات ملموسة اعطاها "حزب الله" بايلاء منصات التنقيب العناية الكاملة والعمل على تعزيز الاستقرار في محيطها خاصة وانها " الحيلة والفتيلة " التي بقيت لصمود اهل الجنوب وقوتها. وما زيارة الموفد الاميركي الرئاسي أموس هوكشتاين الاخيرة متنقلا كسائح بين الساحل والجبل سوى رسالة بانه بأمن وامان مضمون وبجوار "حزب الله" وبيئته.   اضف الى ذلك، وبخلاف الصورة الثابتة التي كونتها مراحل العلاقة بين ايران و"حزب الله" على مدار السنوات السابقة، الا ان هذه الصورة تبدلت اليوم بفعل التطورات الاخيرة، اذ ان ايران تمر في مرحلة اختبار صعبة مع المملكة العربية السعودية بالدرجة الاولى وهي تعول عليها كثيرا لاسباب كثيرة. من هنا فان الرعاية الايرانية ل"حزب الله" وان كانت لا تزال موجودة، الا انها ستبقى ضمن حدود الامتناع الايجابي عن ابداء اي موقف محرض او داعم او يتضمن اي تدخل في الاستحقاقات الداخلية في لبنان، اقله حتى انتهاء الاختبار بنجاح. اضف الى ذلك ان ايران ربما باتت على يقين بان "حزب الله" بعد ما اصبح يانعا على كل المستويات بات من الصعب تطبيعه، وربما اكثر اذا ان خطواته باتت محسوبة عليه بشكل نافر ومؤثرة فيه. من هنا فان مرحلة الاحتضان بمفهومها العميق علقت لاجل تحسمه نتائج المفاوضات المقبلة مع خصوم الامس .

من هنا نرى ان الاستحقاق الرئاسي تحوّل من هدف الى وسيلة لغايات ينشدها كل فريق سياسي على حدى، اذ ان خطاب جعحع امس الاول اعاد باللبنانيين الى نقطة ما قبل الطائف، حول اي هوية للبنان نريد، واي كيان لبنان نريد وبان الوجود في خطر، رافضا الحوار الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري . في حين تعمل ملائكة بري على تطمين النفوس وترقيع ما امكن، ان عبر الحوار الذي دعا اليه مؤخرا وان عبر مبعوثه حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري الى المملكة العربية السعودية. فيما ينتظر جبران باسيل نتائج مفاوضاته مع الحزب ظنا منه انه نجح في صرف نظر الراي العام عن تراجعه عن السقف الذي رسمه في ملف الاستحقاق الرئاسي فيما الحقيقة ان سقفه سيبقى مرسوما علوّه بحبر "حزب الله" . بالمحصلة تبقى العين على المؤسسة العسكرية وقيادة الجيش ومن يمثلها في هذه المرحلة سيما وان المحطات الامنية العيديدة التي مرت بها بعض المناطق اللبنانية سابقا بدا فيها الاستدراج واضحا لقيادة الجيش، الا انها تصرفت بحكمة عن ادراك وقناعة لما يحاك، ولم تنجر نحو اي طرف من الاطراف ومنعت حصول الفوضى والفتنة .

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

البابا تواضروس: نهر النيل هو الأب للمصريين.. والأرض المحيطة به أما لهم

استقبل البابا تواضروس الثاني في المقر البابوي بالقاهرة، اليوم الاثنين، السفير حسن إبراهيم موسى، سفير إثيوبيا بالقاهرة، في أول زيارة للسفير الإثيوبي للبابا.

العلاقة بين الكنيستين الإثيوبية والقبطية 

تحدث البابا أثناء اللقاء في نبذة مختصرة، عن تاريخ الكنيسة القبطية والعلاقات الطيبة التي تربط الكنيسة القبطية بالكنيسة الإثيوبية، بحكم أنهما كنيستان شقيقتان.

كما أشار البابا إلى الحضارة المصرية، لافتًا إلى أهمية نهر النيل لكل المصريين، حيث أنهم يعيشون طوال تاريخهم معًا حوله، ومنه يستمد المصريون وحدتهم الوطنية القوية، وأضاف: «النهر بالنسبة للمصريين، هو الأب، والأرض المحيطة به هي الأم التي تحضننا جميعًا، وعليها نحيا معًا في سلام مسلمون ومسيحيون».

وشدد على أن نهر النيل له دورُ مهم في الحفاظ على العلاقة الطيبة بين مصر وإثيوبيا.

كما أوضح أن الكنيسة القبطية بالإضافة إلى دورها الروحي، لديها دور اجتماعي بهدف لمساعدة المجتمع داخل مصر وخارجها، من خلال إنشاء المدارس والمستشفيات التي يوجد العديد منها في دول إفريقيا، ومن بينها إثيوبيا.

وأعرب السفير الإثيوبي، عن حرصه على الحفاظ على العلاقة الطيبة بين مصر وإثيوبيا، مشيرًا إلى اهتمامه بالتاريخ المصري والقبطي، وأنه يتطلع دومًا إلى زيارة المتاحف والأديرة المصرية.

حضر اللقاء الراهب القس كيرلس الأنبا بيشوي، مدير مكتب قداسة البابا، والقس رافائيل رمزي من سكرتارية قداسة البابا، والسيدة بربارة سليمان مدير المكتب البابوي للمشروعات والعلاقات.

مقالات مشابهة

  • ايران تتوعد إسرائيل في حال شنت هجوما على حزب الله
  • ماذا سيحدث إذا قرر بايدن الانسحاب من السباق الرئاسي؟
  • أسئلة غزة المحرمة
  • آخر مفاجآت عسكرية عن حزب الله.. إكتشفوا ماذا أعلن معهدٌ إسرائيليّ!
  • البابا تواضروس: نهر النيل هو الأب للمصريين.. والأرض المحيطة به أما لهم
  • هبة ماليّة قطريّة إلى الجيش.. هذه قيمتها
  • نتنياهو يجري مباحثات مع قيادة الجيش بشأن انتهاء عملية رفح الفلسطينية
  • بعد عهد رئيسي والصواريخ.. ماذا تتمنى أربيل من نتائج انتخابات الرئاسة الايرانية؟ - عاجل
  • إخفاق الحزب الديمقراطي في المناظرة الرئاسيّة
  • ماذا يريد إسرائيليون بشأن حزب الله؟ هذا آخر تقرير!