في ذكرى وفاته.. من هو محمد كريم الذي أعجب به نابليون ثم أنهى حياته
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
هو أحد أبطال محافظة الإسكندرية والذي حفر أسمه بارزًا في تاريخ المقاومة الشعبية، بعدما واجه الحملة الفرنسية بقلبٍ من حديد وتحدى قائدها نابليون.. ليلفظ أنفاسه الأخيرة فدى ثراها الطيب ويسجل أحدى أكبر البطولات التي شهدتها محافظة الإسكندرية.
بدأت الواقعة بعد أسبوعين تقريبا من احتلال قوات الحملة الفرنسية للإسكندرية، عندما أمر نابليون بونابرت بتسيير كتيبة من جنوده لتجوب بعض جهات مديرية البحيرة، للاطمئنان على سلامة مواصلات الجيش.
وعندما وصلت الكتيبة إلى دمنهور لاقت عنتا ومشقة فى طريقها، ولما دخلت دمنهور لقيت بها تمردا شديدا، حيث اجتمع من الأهالى نحو ستة آلاف معدين للقتال وقد غصت بهم الطرق والشوارع وتغطت أسطحة المنازل.
وفي 20 يوليو، مثل هذا اليوم، 1798، كانت جموع العرب والأهالى تحتشد حول أسوار الإسكندرية متشجعة بما حل بفرقة الجنرال ديموى من الخسائر، وقتلت بعض الجنود المالطيين بجهة عمود السوارى وجرحت جنديا آخر.
فيما لم يتوقع الفرنسيين هذه المقاومة، وارتابت القيادة الفرنسية من ذلك الحين فى محمد كريم، واتهمه بالخيانة لهم وتحريضه للأهالى على الهياج والعصيان، خاصة بعدما نال التمرد من هيبة الجيش الفرنسى فى الإسكندرية.
اعتقال حاكم الإسكندريةشهد محمد كُريم وصول الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت فقاوم الجيش الفرنسى ومعه أهل الإسكندرية فى مواجهة غير متكافئة حتى قبض عليه، فاستقبله نابليون بنفسه تقديراً لاستبساله وشجاعته ورد إليه سلاحه وأبقاه حاكماً على الإسكندرية، وعين معه الجنرال كليبر حاكماً عسكرياً للمدينة.
آراد كليبر أن يستعيد هيبة الحملة، فأمر بالقبض على محمد كريم فى 20 يوليو، مثل هذا اليوم، 1798.
بعد الاعتقال كتب كليبر رسالة إلى الأميرال برويس يقول فيها "لقد رأيت أعوان هذا الرجل يبقون ما بقوا آملين عودته إذ ظل هو قريبا من المدينة، لذلك رأيت قطعا لهذا الأمل أن أرسل إليك لتعتقله على ظهر البارجة"، كما كتب كليبر خطابا إلى محمد كريم يوم اعتقاله، قال فيه: إنى لم أقصد من إرسالكم إلى بارجة فرنسية إلا ليسهل لكم الوصول إلى القاهرة عن طريق النيل، فإذا وصلتم إلى مقابلة القائد العام أمكنكم أن تثبتوا له أنكم تستحقون ما وضعه فيكم من الثقة وفى انتظار سفركم".
إعدام كريمفي ذاك الوقت كان كليبر هو حاكم الإسكندرية الفرنسى فقرر حل هذه المشكلة فورا بدعوته لأعيان المدينة وإبلاغهم أن يختاروا حاكما للمدينة بدلا من محمد كريم، فوقع اختيارهم على محمد الشوربجى الغريانى ووعدوا بمعاونته فى تأديته وظيفته.
كما استمر اعتقال محمد كريم حتى إعدامه رميا بالرصاص فى ميدان الرميلة يوم 6 سبتمبر 1798.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محافظة الإسكندرية المقاومة الشعبية نابليون محمد کریم
إقرأ أيضاً:
وزير الأوقاف يشهد احتفال ذكرى فتح مكة بمسجد السيدة زينب بحضور القيادات الدينية والوطنية
شهد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، احتفال الوزارة بذكرى فتح مكة في مسجد السيدة زينب (رضي الله عنها)، بحضور نخبة من القيادات الدينية والوطنية.
شارك في الفعالية كل من الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني، وكيل الأزهر الشريف، ممثلًا عن فضيلة الإمام الأكبر، والدكتور محمد عبد الدايم الجندي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، و محمود الشريف، نقيب السادة الأشراف، وسماحة الدكتور عبد الهادي القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، إلى جانب عدد من قيادات وزارة الأوقاف والعلماء والمفكرين.
افتُتح الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم بصوت القارئ الطبيب الدكتور أحمد نعينع، وسط أجواء إيمانية مفعمة بالخشوع.
ثم ألقى الدكتور أسامة فخري الجندي، رئيس الإدارة المركزية لشؤون المساجد والقرآن الكريم، كلمة استعرض فيها الدروس المستفادة من فتح مكة، مؤكدًا أنه لم يكن يوم انتقام أو استعلاء، بل كان يوم رحمة وعفو وتواضع، حيث دخل النبي (صلى الله عليه وسلم) مكة مطأطئ الرأس شاكرًا لله، وأعلن العفو عن أهلها بقوله: "اذهبوا فأنتم الطلقاء"، ليؤكد أن الفتح في الإسلام يعني السلام والتسامح وليس الاحتلال والقهر.
كما تحدث الدكتور محمد عبد الدايم الجندي، مشيرًا إلى أن هذا الفتح العظيم لم يتحقق بالسلاح فقط، بل بقوة الإيمان وصفاء القلوب التي نشأت في مدرسة النبوة، وأن الصحابة الذين صنعوا هذا النصر كانوا قد تربّوا على الإخلاص والتضحية، وهو ما جعلهم يجتمعون حول النبي (صلى الله عليه وسلم) بمحبة وإيمان راسخ.
وسلط الجندي الضوء على نموذج العفو الذي جسّده النبي (صلى الله عليه وسلم) يوم الفتح، مستشهدًا بموقف أبي سفيان بن الحارث، الذي كان من أشد المعارضين، لكنه عندما جاء يطلب العفو، استقبله النبي (صلى الله عليه وسلم) بقلب رحيم مرددًا قول نبي الله يوسف: "لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ۖ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ".
واختُتم الاحتفال بفقرة من الابتهالات الدينية والمدائح النبوية بصوت الشيخ كامل الناقة، في أجواء روحانية زادت المناسبة بهاءً، لتظل ذكرى فتح مكة شاهدًا على قيم التسامح والرحمة التي أرساها الإسلام.