"كبّارة" المهجرة.. خفافيشها تفزع لـ140 فلسطينيًا غادروها قسرًا
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
الداخل المحتل - خاص صفا
بالرغم من أن 140 فلسطينيًا قد غادروها قسرًا قبل نحو 75 سنةً؛ إلا أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي، لم تحل محلهم، وبعد عقود طويلة، أصبح أحفاد عصاباته، يخشون مجرد الاقتراب منها.. إنها "كبّارة".
تقع القرية المهجرة جنوب حيفا بمساحة أكثر من 9800 دونماً، تحميها أراضي قيسارية وجسر الزرقاء والطنطورة.
لكن "خفافيش كبارة" تحميها أكثر، بل إن تلك الخفافيش حلّت محل الأهالي، عقب المجزرة التي ارتكبتها العصابات الصهيونية بحق أهلها، لتشكل رادعًا للاحتلال ومستوطنيه، يمنعهم مجرد زيارتها.
كما أنها واحدة من مئات القرى المهجرة في الداخل المحتل، والتي وضعت سلطات الاحتلال يدها على معظمها، وتمنع أهلها أو أي من الفلسطينيين، من العودة إليها، ضمن قوانين عنصرية، أبرزها "قانون أملاك الغائبين".
تحريف الأصل
ويقول المؤرخ والمرشد السياحي فوزي حنا: "إن كبارة، قرية كبيرة بموقعها وقصتها، اصطلاحًا ووطنيًا، أما معناها فهو جمع كوبري، وهي كلمة تركية تعني الجسر، وسميت بذلك لقربها من جسر وادي الزرقاء".
ويضيف لوكالة "صفا" أن القرية وقبل حكايتها مع النكبة الفلسطينية، سبق أن سكنها الصليبيون وأسموها "بيدرور".
وبحسبه، فإن القرية تعرضت لتحريف معنى الإسم من مؤسسات "إسرائيل"، التي تدعي أن أصولها تعود لمعنى "الدّبّاغ أو نبات القبّار أو من الكبّارة بمعنى تون الكلس".
كما أشار المؤرخ الفلسطيني معاوية إبراهيم في الجزء الثاني من الموسوعة الفلسطينية، إلى القرية، قائلًا: "إن فيها مغارة كارستيّة، سكنها الإنسان الحجري، وإليه تنسب الحضارة الكبّارية".
وكانت القرية عبارة عن مغارة أيضًا سكنها الآثاريون، الذين عملوا في الصيد والزراعة وإنتاج الطعام، وتصنيع أدواته.
التنقيب فيها
أما الفلسطينيون، الذين سكنوا القرية قبل أعوام طويلة من أحداث النكبة، عاشوا فيها على الزّراعة وتربية المواشي، وبلغ عددهم عشية نكبتهم في إبريل 1948 نحو 140 شخصًا.
ويضيف: "عام 1931 بدأت التنقيبات في القرية بإشراف البروفسور البريطاني ترڤيل پيتر، وبعده سنة 1950 بإشراف الباحث الإسرائيلي موشيه شتوكليس".
وكشفت تنقيبات الانتداب والاحتلال، عن طبقات تحوي أدوات حجريّة مختلفة الأحجام، عكست غرابة الصناعة، ودللت على التطور الذي شهدته القرية قبل عشرات آلاف السنين.
كما يروي حنا أن "من الاكتشافات التي عثر عليها علماء الاحتلال، وجود "طبقات عليا وأدوات سُمّيَت ميكروليت، أي الحجارة الصغيرة، وهي تعود للحضارة الكبّاريّة".
ويفيد أن مما اكتشفه الاحتلال في الطبقات السفلية لمغارة القرية، وجود جمجمة إنسان بالغ وهيكل عظمي لطفل".
حقبة أوقفتها الخفافيش
وبعد أعوام من نكبة القرية، التي تم هدمها كاملة حتى لا يعود أهلها، الذين شردوا إلى المدن المجاورة، استمر الحفر فيها، بتنسيق فرنسي إسرائيلي.
ويكمل حنا: "في العام 1983 استؤنف الحفر بعثة فرنسية إسرائيلية، باستخدام تكنولوجيات جديدة، فوجدت 12 طبقة مختلفة الألوان والسُّمك والمواد التي تكونها، تحت أرض القرية".
كما عثرت بعثة الاحتلال مع الطاقم الفرنسي على "عظام حيوانات كانت تعيش في المنطقة، وفي أسفل المغارة وجدوا هيكلًا لإنسان يعود إلى 60 ألف عام، وقد تم فحص هيكله بأجهزة حديثة، عرفوا من خلالها كيف كان يعيش".
ولكن المغارة بعد كل هذا العناء، أصبحت مسكنًا للخفافيش، حيث هجرتها طواقم الاحتلال، وحينما عادت إليها وجدتها على هذا الحال، يقول حنا.
ويؤكد أنه منذ اكتشاف الخفافيش، تراجع كل شيء في القرية، ولم تعد مصدرًا لاكتشاف الآثار، أو تحويلها لأي معلم لسلطات الاحتلال أو مستوطنيه.
ويصف القرية: "فيها مغارة كبيرة تعيش بها مجموعة من الخفافيش آكلة الفواكه، ولم يعد الدخول إليها يسيرًا".
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: تهجير
إقرأ أيضاً:
نزوح قرابة 15 ألف فلسطيني من جنين ومخميها جراء عدوان الاحتلال
سرايا - يواصل الاحتلال الاسرائيلي عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم الرابع عشر على التوالي، مخلفّا 25 شهيدا، وعشرات الإصابات، والاعتقالات، ونسف عشرات المنازل، وسط عملية نزوح كبيرة طالت 15 ألف فلسطيني.
واستشهد يوم الأحد، المسن وليد لحلوح برصاص قوات الاحتلال عند مدخل مخيم جنين، فيما أصيب فلسطيني بالرصاص في الفخذ، في منطقة حي الجابريات من المدينة.
كما فجرت قوات الاحتلال في مخيم جنين بشكل متزامن قرابة 20 بناية في الجهة الشرقية من مخيم جنين، بعد تفخيخها، ما ألحق أضرارا في بعض أقسام مستشفى جنين الحكومي، بدون أن تسجل إصابات.
وأخطرت قوات الاحتلال عائلة الشاب قصي السعدي بقصف منزلها في الحي الشرقي من مدينة جنين، والمكون من 3 طبقات، في حال لم يسلم نجله قصي، بدعوى انه مطلوب للاحتلال.
كما جرى الاعتداء على صحفيين أثناء تغطيتهما للأوضاع الميدانية في جنين.
ويواصل الاحتلال دفع تعزيزات الى مدينة مخيم جنين من حاجز الجلمة العسكري، في حين تستمر جرافاته بتدمير منازل في حارة الدمج.
وقال رئيس بلدية جنين محمد جرار، إن قرابة 15 ألف شخص نزحوا من مخيم جنين، وحي الهدف، وتوزعوا في 39 هيئة من هيئات المجتمع المحلي في محافظة جنين، وبلداتها.
وأضاف جرار": نواجه كارثة انسانية في مدينة جنين، خاصة مع تواصل عمليات اخلاء المواطنين، واجبارهم على النزوح، حيث اجبر الاحتلال ليلة السبت قرابة 300 مواطن على الخروج من منازلهم في عمارتي القنيري والصفا، مستدركا أنه على الرغم من تشكيل لجان لإغاثة الفلسطينيين المتضررين بالاحتياجات الطارئة، إلا أن التحدي الاكبر هو ايجاد مساكن لهذا العدد الكبير من النازحين.
وشدد جرار على ارتفاع عدد المنازل التي تم هدمها الاحتلال بشكل كلي في المخيم بعد تفجيره 20 بناية، موضحا أن المنازل في المخيم تبنى بطريقة عمودية، بسبب ضيق المساحات، ما يعني أن هذه البنايات تحوي أكثر من شقق سكنية بداخلها.
ويستمر دوام المدارس الحكومية والخاصة في مدينة ومخيم جنين الكترونيا ليوم الاثنين، بسبب استمرار عدوان الاحتلال.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #المدينة#مدينة#إصابات#الإصابات#مستشفى#غزة#الاحتلال#محمد#رئيس#وليد#جنين
طباعة المشاهدات: 511
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 03-02-2025 09:56 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...