الشارقة في 5 سبتمبر / وام / حصد وثائقي "صير بونعير – ملاذ الطبيعة" الذي أنتجته هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون بالاشتراك مع المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة وبالتعاون مع هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة جائزتين عالميتين جديدتين لمهرجانين موثقين من موقع الأفلام السينمائي العالمي الشهير IMDB .

الجائزة الأولى هي "جائزة الجمهور لأفضل فيلم وثائقي عن الطبيعة" في مهرجان لوس انجلوس للأفلام الوثائقية وذلك بعدما تم عرضه على عدد كبير من الحضور خلال المهرجان الذي يأتي في دورته التاسعة بولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية.

أما الجائزة الثانية التي حصدها الوثائقي الضخم فهي الجائزة الذهبية لأفضل فيلم وثائقي طويل في الدورة الخامسة من مهرجان فلورنسا للأفلام في إيطاليا ليواصل حصد الجوائز العالمية من مهرجانات دولية مختلفة حيث نال الوثائقي جائزة التميز في فئة الأفلام الوثائقية الطويلة ضمن مسابقة أكوليد الأميركية العالمية للأفلام في يونيو الماضي.

ويأتي تتويج وثائقي "صير بونعير – ملاذ الطبيعة" في الدورة التاسعة من مهرجان لوس انجلوس للأفلام الوثائقية بعد منافسة كبيرة مع مجموعة من الوثائقيات حيث يتم التصويت من قبل الجمهور الذي شاهد الأفلام سواء في القاعات المخصصة للعرض أو عبر الشبكة العنكبوتية حيث أشاد الجمهور بالوثائقي معبرين عن سعادتهم بما شاهدوه من كائنات مهددة بالانقراض وأخرى تعرفوا إليها لأول مرة.

كما ثمن الجمهور جهود فريق العمل داخل المحمية لا سيما من الإماراتيات اللواتي لم يبخلن بجهودهن في العمل على اكتشاف هذه الطبيعة الساحرة التي تحتضنها الجزيرة فضلاً عن رعايتهن للكائنات الحية التي تزخر بها جزيرة صير بونعير.

وحصد الوثائقي الجائزة الذهبية لأفضل فيلم وثائقي طويل في الدورة الخامسة من مهرجان فلورنسا للأفلام في إيطاليا بعد منافسة قوية مع مجموعة من الوثائقيات المختلفة المشاركة من مختلف دول العالم حيث أشادت لجنة تحكيم المهرجان بالوثائقي مثمنين قيمة العمل الذي يجمع بين المتعة والمعرفة على حد سواء ويدعم جهود الحفاظ على الموروث البيئي الثمين الذي تحتضنه إمارة الشارقة.

وأعرب سعادة سالم علي الغيثي مدير هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون عن سعادته بهذا التكريم الدولي للفيلم الوثائقي من قبل مهرجانات لها مكانتها على خارطة المهرجانات العالمية ما يعد تتويجاً عالمياً لمسيرة التنمية المستدامة التي انتهجتها إمارة الشارقة بفضل دعم وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الرامية لإبراز منتج الشارقة الذي يخدم البيئة والمثمنة لخبرات ومهارات أبنائه في هذا المجال.

وأكد أن وثائقي "صير بـونعير- ملاذ الطبيعة" يستعرض عبر أجزائه الأربعة دورة حياة الكائنات الحية في جزيرة صير بونعير وبحرها ويجمع بين الرؤية البيئية والتصوير الفني عالي الجودة والإخراج المبدع لتكون النتيجة في النهاية كشف النقاب عن أسرار المحمية الطبيعية الفريدة والتي تعتبر ملاذاً آمناً للكائنات الحية بما في ذلك سلاحف "منقار الصقر" المهددة بالانقراض.

وأضاف الغيثي ان الوثائقي تضمن إجراء مقابلات مع نخبة من المتخصصين والخبراء في مجال علم الأحياء البحرية إضافة إلى بعض الموظفين والفنيين العاملين في المحمية وقد وصلت ساعات التصوير إلى ما يقارب 1000 ساعة في الجزيرة وشواطئها وفي مدينة الشارقة فخرج إلى النور عمل وثائقي وفق معايير عالمية في مجال إنتاج البرامج الوثائقية وإخراجها منوهاً إلى أن وثائقي "صير بونعير .. ملاذ الطبيعة" لم يكن مجرد وثائقي جمالي فحسب بل تمحورت فكرته الرئيسة حول أهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي والحفاظ على البيئة الطبيعية وتحقيق التوازن بين تطوير المنطقة والحفاظ على مواردها الطبيعية.

يذكر أن وثائقي "صير بونعير .. ملاذ الطبيعة" ساهم في إنتاجه فريق عمل ضخم تجاوز الستين شخصاً ضم سعادة محمد حسن خلف مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون منتجاً والبريطاني جون مارتن مخرجاً كما تولى الإنتاج الوثائقي كل من المنتج الفني أشرف علي وطوني ديجان في حين كان الإبداع الفني في اللقطات لمديري التصوير مايكل أودونوفان وروس بارتلي بينما اختص كيفين سميث في التصوير تحت الماء.

رضا عبدالنور/ بتول كشواني

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: من مهرجان

إقرأ أيضاً:

وثائقي لـعربي21 يكشف وثائق حصرية عن جرائم نظام الأسد المخلوع في صيدنايا (شاهد)

في قلب سوريا، على بُعد ثلاثين كيلومتراً شمال دمشق، تقبع صيدنايا، مدينةٌ تُعرف بديرها التاريخي، لكن اسمها ارتبط بمأساةٍ إنسانيةٍ لا تُمحى من الذاكرة. سجن صيدنايا، الذي وصفه الناجون بـ"المسلخ البشري"، هو محور الفيلم الوثائقي الجديد الذي أنتجته شبكة "عربي 21" بعنوان: "صيدنايا: حيث تُسحق العظام".

ينبش العمل الاستقصائي المؤثر في دهاليز واحدة من أبشع فصول الإجرام التي شهدها التاريخ الحديث، مُسلطًا الضوء على جرائم نظام الأسد المخلوع ضد الشعب السوري.



شهاداتٌ من قلب الجحيم

يروي الوثائقي شهادات حيّة من ناجين وشهود، بينهم سجانٌ سابق من الطائفة العلوية تحدث، بشرط عدم الكشف عن هويته، عن تفاصيل مروعة، منها إدارة عدد من الضباط العلويين الأجنحة الحمراء، مثل أوس سلوم ويزن سلمان، الذين اشتهروا بساديتهم في تعذيب المعتقلين. "كانوا يستمتعون بالتعذيب، يضربون بالعصي الكهربائية، ويتركون المعتقلين يتعفنون في زنازين لا تصلح للحيوانات"، يقول السجان السابق، مُعربًا عن ندمه على صمته حيال تلك الجرائم.



من جهة أخرى، يروي أدهم العبسي، قصة الشهيد مازن حمادة، الذي نجا من صيدنايا في وقت سابق، لكنه استُدرج لاحقًا من قبل مخابرات نظام الأسد، ليُعثر على جثته بعد تحرير السجن. ويتحدث في شهادته التي عرضت في الفيلم الوثائقي: "كان مازن يكتب على جدران زنزانته، يوثّق تاريخه ومعاناته بقطعة جبن ملفوفة بالقصدير"، ويستطرد أدهم بألم، مُشيرًا إلى إنسانية المعتقلين التي حاول السجانون سحقها.




أرقام الرعب: إحصاءات الموت

تشير تقديرات المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن أكثر من 3000 معتقل أُعدموا داخل صيدنايا، إلى جانب آلاف آخرين قضوا تحت وطأة التعذيب. مئات المفقودين ما زال مصيرهم مجهولًا، بينما تكشف الشهادات عن أساليب تعذيبٍ وحشية، من "الدولاب" الذي يُقلَب فيه المعتقل حتى يُسحق، إلى غرف الأسيد والمكابس التي كانت تُستخدم لتصفية المعارضين. "رأيت أشخاصًا مُعلقين بسلاسل، أصابع أقدامهم تكاد تلمس الأرض، وجثثًا متفسخة تُترك في الممرات"، يروي أحد الناجين، مُشيرًا إلى أن الأطباء كانوا يشاركون في سرقة أعضاء المعتقلين قبل قتلهم.

 محاكماتٌ صورية وعدالةٌ مُغيَّبة

يفضح الوثائقي دور القضاء السوري الفاسد في شرعنة الجرائم، ويروي القاضي ميزر يونس، الذي عمل في محاكم "الإرهاب"، كيف كانت المحاكم الميدانية تُصدر أحكام إعدام خلال دقائق، دون تحقيق حقيقي. ويؤكد قائلاً: "كان القضاة مجرد أدوات لتنفيذ أوامر النظام". ويستطرد أن بعض المعتقلين أُعدموا دون عرضهم على القضاء، بينما سُجّلت وفاتهم بمحاكماتٍ وهمية.



أملٌ معلقٌ وصدمةٌ مستمرة

مع تحرير السجن في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، هرع السوريون إلى صيدنايا بحثًا عن ذويهم، متمسكين بأملٍ واهٍ. "كانت الشائعات تتحدث عن أبواب سرية تحت الأرض، فحفر الناس بحثًا عن أحبائهم"، يروي هشام نجار، شقيق أحد المفقودين. لكن الصدمة كانت أقسى: لا أبواب سرية، ولا ناجين جدد. ظلت وجوه الباحثين تروي حكاية ألمٍ لا ينتهي، بينما تبقى الآثار النفسية للمعتقلين - من اكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة - تحديًا يواجه المجتمع السوري.

 دعوةٌ للعدالة

ينتهي الوثائقي بدعوةٍ لتحقيق العدالة، مع مطالبات بإنشاء محاكم خاصة على غرار نورنبرغ لمحاسبة المسؤولين عن جرائم صيدنايا. "لن نسامح القتلة، ستنالهم يد العدالة مهما طال الزمن"، يؤكد أحد الناشطين الحقوقيين، مشيرًا إلى أن جرائم الإبادة الجماعية لا تسقط بالتقادم، حتى لو لجأ المجرمون إلى روسيا أو غيرها.

  وثائقيٌ يكتب التاريخ

"صيدنايا: حيث تُسحق العظام" ليس مجرد فيلم وثائقي، بل وثيقة تاريخية تُخلّد صمود الشعب السوري وتُعرّي إجرام نظام الأسد. بأسلوبه البليغ وصوره المؤثرة، ينجح العمل في إيصال رسالةٍ واضحة: الحقيقة قد تُغيَّب، لكنها لن تُمحى.

ومع استمرار البحث عن أسرار هذا المسلخ البشري، يبقى الأمل في أن تُشفى جراح سوريا يومًا، وأن ينال الضحايا عدالتهم. 

مقالات مشابهة

  • وثائقي لـعربي21 يروي شهادات حصرية عن جرائم نظام الأسد المخلوع في صيدنايا (شاهد)
  • وثائقي لـعربي21 يكشف وثائق حصرية عن جرائم نظام الأسد المخلوع في صيدنايا (شاهد)
  • الفيلم الوثائقي طريق البيت… السيرة الشخصية في إطار المجتمع وبدايات الثورة
  • الهيئة الملكية لـ “العُلا” واليونسكو تطلقان مؤتمر “الابتكار في التراث الوثائقي
  • كيف نُعيد الطفل إلى الطبيعة؟
  • "زين السعودية" تحصد جائزتين من مجلس الضمان الصحي من بين 157 مرشحاً
  • ارتفاع قياسي لأسعار الذهب في اليمن.. فرصة للادخار أم ملاذ للهروب من الأزمات؟
  • ???? تاج الدين “الرقيبة”.. وثائقي سقوط أحد أخطر ضباط الدعم السريع
  • الأعلى للإعلام يستدعي الممثل القانوني لقناة النهار بسبب مخالفات حياتك من الطبيعة
  • تنظيمية «القفال 34» إلى جزيرة صير بونعير الأربعاء