الجزيرة:
2025-03-16@02:47:52 GMT

تحديات مجموعة بريكس لمواجهة هيمنة الدولار

تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT

تحديات مجموعة بريكس لمواجهة هيمنة الدولار

نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية مقالا حول ما تمخّض عن قمة مجموعة بريكس التي عُقدت نهاية الشهر الماضي في جوهانسبورغ في جنوب أفريقيا، وركزت على نقاش المجموعة لإنهاء هيمنة الدولار الأميركي على التجارة العالمية، خاصة مع فرض عقوبات على أعضاء في المجموعة.

وقال ماثيو كرونيغ -الذي شارك في كتابة المقال مع إيما أشفورد- إنه يبدو أن بريكس تقدّم نفسها بوصفها محورا جديدا للسلطويين على النقيض من نادي الديمقراطيات، الذي تمثله مجموعة الدول السبع.

لكن التجمّع الجديد -حسب الكاتب- لديه نقاط ضعف، إذ إن هناك انقساما بين روسيا والصين اللتين تدفعان باتجاه عضوية إيران من جهة، في وقت تشعر فيه الهند والبرازيل من جهة أخرى بالقلق من أن تجعل هذه الخطوة وغيرها المجموعة من التكتلات المناهضة للولايات المتحدة، التي تهيمن على الاقتصاد العالمي.

وقال كرونيغ إن مجموعة بريكس تمتلك مجتمعة نحو 25% فقط من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، مقابل 60% لما تسمى بدول الاقتصاد الحر الكبرى.

من جهتها، ترى أشفورد أن أهمية توسّع بريكس مبالغ فيها، على الرغم من دعوة 6 دول جديدة للانضمام إلى الكتلة، وهي: السعودية والإمارات ومصر وإيران والأرجنتين.

واعتبرت أن في المجموعة دولا لها سجل حافل من العداء المتبادل والنزاعات الإقليمية، لذلك من الصعب أن تشهد تعاون الهند والصين بشكل كامل في العديد من القضايا، ناهيك عن إيران والسعودية.


تباين بريكس

وتعتقد أشفورد أن المجموعة متنوّعة بشكل كبير من الناحية الاقتصادية، لكن أيا من الدول الأعضاء الجدد لا تلبي الأساس المنطقي التنظيمي الأصلي المتمثل في الجمع بين الاقتصادات النامية العالية الأداء.

وأشارت إلى أن تاريخ منظمات مثل منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) يؤكد أن الدول قد تتعاون في القضايا الاقتصادية خلال انخراطها في أعمال عدائية أمنية، ولدى العديد من هذه البلدان أسباب وجيهة للبحث عن طرق لبناء ثقل موازنٍ للقوة الاقتصادية للولايات المتحدة وحلفائها في أوروبا وآسيا.

وتقول أشفورد إنه على الرغم من الخلافات بين أعضائها، فإن بريكس -التي انطلقت عام 2006- ظلت مجموعة متماسكة إلى حد كبير حتى الآن، وتشترك جميع دولها تقريبا في المخاوف بشأن الاستخدام المتزايد للعقوبات الأميركية لتقييد التجارة والاستثمار على المستوى العالمي.

وتملك معظم هذه الدول الحوافز اللازمة لمقاومة القيود الواسعة النطاق التي تفرضها المنظمات الغربية، مثل مجموعة السبع الصناعية الكبرى أو الاتحاد الأوروبي، على غرار العقوبات المفروضة على الطاقة في روسيا، حيث كانت الهند معارضا رئيسيا لوضع سقف أكثر تقييدا للأسعار العالمية.

وعما إذا كان توسيع بريكس سيسمح لدولها -على المدى الطويل- بالتعاون والضغط على هيمنة الدولار الأميركي، يقول كرونيغ إنه لا يوجد اتفاق داخل المجموعة على هدف التخلص من الدولار. وقد أبدت روسيا القدر الأكبر من الاهتمام بهذه المسألة، لكن جنوب أفريقيا المستضيفة للقمة تقول إن الموضوع لم يكن حتى على جدول الأعمال.

ومع أن هذه البلدان معرضة للخطر بسبب اعتمادها على الدولار، فإأنها لا تملك خيارا آخر موثوقا، حيث لا يزال الدولار يهيمن على التجارة العالمية وعلى 90% من معاملات الصرف الأجنبي. وحتى تنتهي هذه الهيمنة يتعين على العديد من الجهات الاقتصادية في مختلف أنحاء العالم الموافقة على إجراء التحول نحو عملة أخرى.


وتجري هذه الدول الكثير من التبادلات التجارية مع الصين، وليس مع بعضها بعضا. ولكن نظرا للقيود التي تفرضها بكين على رأس المال، والقيود المفروضة على قابلية تحويل العملة ومشاكلها الاقتصادية الأخرى، فإن العملة الصينية لا تعد بديلا مناسبا.

وأشارت أشفورد إلى أن الجدل بشأن تجاوز هيمنة الدولار معقد، فهناك القليل من الأدلة الحقيقية على أن هذه الهيمنة تتراجع، لأن هناك عددا قليلا من البدائل الحقيقية للعملة الأميركية، ولكن، كما لاحظ الباحثون، هناك احتمال قويّ لظهور رد عنيف على سياسات العقوبات الأميركية مع مرور الوقت، ويمكن أن يدفع توسع بريكس إلى البحث عن نظام بديل للمدفوعات للبنوك والشركات لتجاوز نظام سويفت الأوروبي.

لكن المشكلة تكمن في أن معظم دول بريكس لا تخضع للعقوبات، وجميعها لديها مصلحة في الحفاظ على العلاقات التجارية مع الدول التي تخضع للعقوبات، لذلك تخشى أن تستهدفها الولايات المتحدة في المستقبل.

يرى كرونيغ أن هناك مبررا نظريا وراء عدم رغبة البلدان في الاعتماد على الدولار، ولكن من أجل الابتعاد عنه، يجب أن يكون هناك بديل قابل للتطبيق، لكنه غير موجود حاليا.

فعلى سبيل المثال، أنشأت أوروبا وإيران آلية "إنستكس" لمحاولة الالتفاف على النظام المالي الأميركي لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني في عهد إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، لكنها لم تنجح. واضطر الاتحاد الأوروبي إلى إنشاء ما كان في الأساس نظام مقايضة.


وحسب كرونيغ، فإن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قلقة من خروج المنافسة عن نطاق السيطرة، وهي تحاول وضع حواجز الحماية في مكانها الصحيح، لكن هذا النهج يخاطر بإحداث تأثير معاكس من خلال جعل الحزب الشيوعي الصيني يعتقد أن له اليد العليا.

وأضاف كرونيغ أن واشنطن تحاول "التخلص من المخاطر" من خلال فرض ضوابط على الصادرات ضد الصين لحماية مجالات الأمن القومي الحساسة، في حين تظل مفتوحة للأعمال التجارية في مجالات أخرى. لكن مسؤولين صينيين يعتقدون أن واشنطن منخرطة في حرب اقتصادية شاملة تهدف إلى وضع الصين في حالة ركود.

ويرى كرونيغ أن التخلص من المخاطر هو النهج الصحيح من الناحية النظرية. ومن الناحية العملية، من الصعب معرفة أين يمكن رسم الخط الفاصل بين ما هو مسموح وما هو غير مسموح به.

وبالإضافة إلى الفصل الصعب في المجالات التي تتعلق بالأمن القومي، ينبغي أن يشمل الحد من المخاطر أيضا اتخاذ تدابير تعويضية، مثل التعريفات الجمركية، لمواجهة الممارسات التجارية في الصين، وهي ممارسات لا تهدد الأمن القومي الأميركي بشكل مباشر، ولكنها تنتهك قواعد ومعايير التجارة الدولية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: هیمنة الدولار

إقرأ أيضاً:

إيران ترفض بيان مجموعة السبع وتصفه بـ المتحيز وغير الواقعي

ردّ المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، مساء السبت، على البيان الصادر عن وزراء خارجية مجموعة السبع خلال اجتماعهم في كندا، مؤكداً أن ما ورد فيه من اتهامات ضد إيران "لا أساس له من الصحة".

وفي بيان نقلته وسائل إعلام رسمية، وصف بقائي البيان بأنه "تحريف صارخ للواقع واتهام خبيث لإيران فيما يتعلق بسلوكها في المنطقة"، مشيراً إلى أن دول مجموعة السبع تسعى لتشويه صورة بلاده من خلال هذه المزاعم.

وأضاف أن "الاتهامات التي تروج لها هذه الدول بشأن زعزعة إيران للاستقرار في المنطقة ليست سوى محاولة للتغطية على سياساتها الفاشلة في الشرق الأوسط"، مشددًا على ضرورة محاسبة مجموعة السبع على دعمها المستمر لانتهاكات حقوق الإنسان في فلسطين المحتلة.

الملف النووي

وفيما يتعلق بالملف النووي، أكد بقائي أن الأنشطة النووية الإيرانية تتماشى مع احتياجاتها التقنية والصناعية، ويتم تنفيذها وفق التزاماتها الدولية. كما وصف المخاوف التي أعربت عنها مجموعة السبع بأنها "لا أساس لها"، مشيراً إلى أن العائق الحقيقي أمام نزع السلاح النووي في المنطقة هو إسرائيل، التي تواصل تطوير أسلحة الدمار الشامل، وترتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان بحق الفلسطينيين.

محلل أمريكي: جماعة الحوثيين عرائس تحركها إيرانشواطئ إيران تتحول إلى اللون الأحمر بعد سقوط الأمطار.. ما السبب؟تركيا تعتقل 5 أشخاص في 3 ولايات بتهمة التجسس لصالح إيرانالصين: نطالب بإنهاء العقوبات أحادية الجانب وغير القانونية ضد إيرانالخارجية الصينية: ندعم سياسة إيران بمواصلة التعاون مع وكالة الطاقة الذريةإيران: لن ندخل بمفاوضات مباشرة مع أمريكا إلا من موقع متكافئبسبب الاتفاق النووي.. أمريكا تدعو مجلس الأمن لإدانة سلوك إيران

أما على الصعيد الإقليمي، فقد شدد المتحدث الإيراني على أن بلاده لن تتهاون في الدفاع عن شعبها وسيادتها، مؤكداً أن القدرات العسكرية الإيرانية ذات طبيعة دفاعية بحتة وتهدف إلى ضمان الأمن والاستقرار في المنطقة. كما نفى أي تدخل إيراني في الحرب الأوكرانية، داعياً الدول الغربية إلى تصحيح سياساتها بدلاً من تحميل الآخرين مسؤولية إخفاقاتها.

وكان وزراء خارجية الدول الصناعية السبع الكبرى قد أصدروا بياناً مشتركاً عقب اجتماعهم في كندا، حذروا فيه من أن إيران "يجب ألا تمتلك الأسلحة النووية مطلقاً"، متهمين النظام الإيراني بأنه "مصدر لعدم الاستقرار في المنطقة".

وتضم مجموعة السبع الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان، إلى جانب ممثل عن الاتحاد الأوروبي. وقد اختُتم اجتماع وزراء خارجية هذه الدول يوم الجمعة في مدينة شارلوفو الكندية.

مقالات مشابهة

  • إيران ترفض بيان مجموعة السبع وتصفه بـ المتحيز وغير الواقعي
  • محللون: سوريا تواجه تحديات داخلية وتدخلات خارجية
  • من الإنتاج إلى التمويل... 5 تحديات تواجه قانون الأدوية الحرجة في الاتحاد الأوروبي
  • اليمن ضمن قائمة دول تًخطط أمريكا لمنع دخول مواطنيها إلى أراضيها نهائيًا.. تعرف عليها
  • السلطات الأمريكية تحظر مواطني دول عربية من دخول الولايات المتحدة
  • الدول التي تدرس إدارة ترامب فرض حظر سفر عليها
  • بينها دول عربية.. قائمة أميركية لحظر السفر على عشرات الدول
  • 8.5 مليار درهم قيمة مساهمة مجموعة «أدنيك» في الاقتصاد الوطني خلال 2024
  • "أدنيك" تساهم بـ8.5 مليارات درهم في اقتصاد الإمارات خلال عام
  • مجلس الأمن: مجموعة “أ3+” تدعو إلى وقف إطلاق النار في السودان