الإمارات... فعاليات تعبق بأصالة التراث على مدار العام
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
من قسم التقارير:
أبوظبي في 5 سبتمبر/ وام/ تولي دولة الإمارات اهتماماً بالغاً بالتراث بأنواعه ومجالاته المختلفة، وذلك انطلاقا من قناعة راسخة بما يمثله من مصدر إلهام حيوي لأبناء المجتمع يحفزهم على مزيد من العطاء من أجل مواصلة ما بدأه الأجداد والآباء، والمساهمة بفعالية في مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها الدولة.
وتمثل المهرجانات والمعارض والمسابقات التراثية المتنوعة التي تشهدها كافة إمارات الدولة على مدار العام أحد أبرز وسائل الإبقاء على التراث الثقافي حاضراً في عقول وقلوب الأجيال الجديدة، نظرا لما تتضمنه من أنشطة وفعاليات مفعمة بالقيم الإيجابية والمضامين التي تعزز الهوية الوطنية وتصونها.
البداية مع إمارة أبوظبي التي تنظم سنويا مجموعة كبيرة من الفعاليات التراثية ومن أبرزها معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية الذي يعد منصة للتعريف بثقافة دولة الإمارات وموروثها الأصيل من خلال الأنشطة المتنوعة والمبتكرة التي يقدمها بهدف رفع الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة والحياة البرية، إلى جانب التشجيع على ممارسة الرياضات الأصيلة والصديقة للبيئة بنحو مستدام
ويلعب المعرض دورا حيويا في التعريف، محلياً وإقليمياً ودولياً، بالعادات التراثية والحرف اليدوية التقليدية، التي مارسها الأجداد قديماً بما يعكس عراقة وعمق جذور التراث الإماراتي الأصيل، ويُرسخ قيم الاعتزاز والافتخار بأصالة الهوية الوطنية.
من جهته يمثل مهرجان الحصن تعبيرا حيا عن ثقافة إمارة أبوظبي واحتفالا بتراثها الغني يقام سنويا في موقع الحصن الذي يضم " قصر الحصن " المبنى الأهم في تاريخ العاصمة وذاكرتها، حيث يأخذ الحدث زواره في رحلة عبر الزمن من خلال تجارب تفاعلية تراثية تحتفي بتقاليد المجتمع الإماراتي وعاداته الأصيلة، من الضيافة وفنون الطهي إلى عروض الأداء والأزياء التقليدية والحرف اليدوية التي مازالت تلهم حياتنا اليوم.
وتتسع قائمة الفعاليات التراثية السنوية في إمارة أبوظبي لتضم مهرجان ليوا للرطب، والمهرجان الوطني للحرف والصناعات التقليدية في العين، ومهرجان سباق دلما التاريخي للمحامل الشراعية، وملتقى السمالية بنسختيه الشتوية والصيفية، ومهرجان الظفرة الذي يسلط الضوء على دور الإبل في ثقافة وتراث دولة الإمارات، وغيرها العديد من الفعاليات المميزة.
بدورها تشهد إمارة دبي سنويا مجموعة واسعة من الأحداث التي تعنى بحماية وتعزيز التراث ومنها سباق القفال للسفن الشراعية المحلية 60 قدماً، الذي ينظمه سنويا نادي دبي الدولي للرياضات البحرية، وبات موعدا يترقبه أهل الإمارات نظرا لما يجسده من صور الوفاء لماضي الآباء والأجداد.
ويعتبر "مهرجان دبي وتراثنا الحي" من أهم الأنشطة التي نجحت في رفع مستوى الوعي حول أصول التراث المادي وغير المادي لدولة الإمارات من خلال تسليط الضوء على قيمه الغنية بين جميع شرائح المجتمع، وإتاحة الفرصة أمام الجمهور للتعرف على أبرز الحرف اليدوية التقليدية في الدولة.
وفي إمارة الشارقة، تنطلق في شهر مارس من كل عام فعاليات "أيام الشارقة التراثية" التي أسهمت عبر دوراتها المتعاقبة في إبراز القيم الجمالية لمفردات التراث الإماراتي، وعناصره، وحرصت على ترسيخ القِيم والتقاليد والعادات الإماراتية عاكسة بذلك دور الشارقة الحضاري والثقافي والريادي، في إبراز صورة حية ونابضة بمفردات التراث الشعبي الإماراتي بصوره وأشكاله كافة وقيمه الجمالية.
وانطلقت مساء الخميس الماضي في مدينة دبا الحصن فعاليات النسخة العاشرة من مهرجان المالح والصيد البحري أحد أبرز المهرجانات التراثية والسياحية المُتخصصة في صناعة المالح على مستوى المنطقة الذي تنظمه غرفة تجارة وصناعة الشارقة وبلدية مدينة دبا الحصن والمجلس البلدي لمدينة دبا الحصن.
وتحول الحدث عبر دوراته السابقة إلى واحد من أهم المبادرات الهادفة إلى صون التراث الشعبي العريق وتعريف الأجيال على أصالة ماضي الأجداد من خلال الأنشطة التراثية والتوعوية والترفيهية المُشوقة والجاذبة التي يزخر بها.
ومنذ انطلاقته في عام 2011 حقق مهرجان ليوا عجمان للرطب والعسل شهرة واسعة بين السكان المحليين والزوار على حد سواء، وتحول إلى حدث سنوي غني بالفعاليات الثقافية والزراعية التي تجسد العادات والتقاليد الإماراتية العريقة، فضلا عما يقدمه من أنشطة ترفيهية وتعليمية تتيح فرصة التعلم والاستمتاع بالعديد من الورش الحرفية والفنون التقليدية والمأكولات الشهية.
وفي إمارة أم القيوين يترقب عشاق الرياضات التراثية سنويا فعاليات مهرجان أم القيوين لسباقات للهجن العربية الأصيلة، الذي يشهد مشاركة محلية وعربية واسعة في منافساته التي تعد جزءاً من موروث الإمارات الأصيل، فيما يهدف مهرجان أم القيوين البحري الذي تشهده الإمارة في مارس من كل عام إلى دعم مهنة صيد الأسماك والصيادين والتعريف بطقوسها والعادات الأصيلة المرتبطة بها.
وشكلت فعاليات أيام رأس الخيمة التراثية في موسمها الأول في ديسمبر الماضي حدثا تراثيا بارزا وإضافة نوعية للمشهد الثقافي بشكل عام في إمارة رأس الخيمة، ومنصة لإحياء التراث الثقافي المادي وغير المادي من أجل تعزيزه في نفوس الشباب وإبراز التنوع التراثي والثقافي في الإمارة بمختلف بيئاتها البرية والبحرية والجبلية.
وتضمن الحدث أنشطة وفعاليات متنوعة كعرض الحرف التقليدية والألعاب الشعبية وعروض الفنون الشعبية، كما تم عرض عدد من العادات التقليدية كعرض الزهبة وعرض اللقية وعادات الضيافة والترحيب بالضيف، وتضمن الحدث كذلك سوقا تراثيا شارك فيه 30 تاجرا وتاجرة من أصحاب رخص الغد والرخص التجارية.
وتجسد بطولة الفجيرة لجمال الخيل العربي التي تقام سنويا بجانب قلعة الفجيرة التاريخية جانبا من العناية الفائقة التي توليها الإمارات للخيل ورياضة الفروسية على وجه الخصوص، لما تحظى به من شعبية كبيرة وتاريخ طويل كجزء أصيل من تراث الدولة.
وتوفر إمارة الفجيرة سنويا كافة الإمكانيات اللازمة لإنجاح البطولة، وتحقيق أهدافها المنصبة في تعزيز رياضة الفروسية ونقل الموروث الثقافي العربي وقيمه الأصيلة إلى العالم، وقد نجحت البطولة عبر السنوات الماضية في استقطاب أهم المشاركين وسلالات الخيول الفريدة والاسطبلات ومرابط الخيل المميزة من حول العالم.
رضا عبدالنور/ مجدي سلمان
المصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: فی إمارة من خلال
إقرأ أيضاً:
تعبيراً حياً عن ثقافة أبوظبي شعار اختصر فعاليات مهرجان الحصن
تحتضن إمارة أبوظبي عبق التاريخ وأصالة التراث في الدورة التاسعة من مهرجان الحصن السنوي، الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة في موقع الحصن خلال الفترة من الخامس والعشرين من 25 يناير إلى التاسع من 9 فبراير 2025.
في أجواء ساحرة ترسم أجمل صور الدمج بين الماضي والحاضر جاء مهرجان الحصن كنافذة مشرعة على الماضي العريق الذي ينبض في قلب أبوظبي وروحها الثقافية، ليكون «تعبيراً حياً عن ثقافة أبوظبي»، كما يعكس الشعار المميز لهذه الدورة.
هذا المهرجان ليس مجرد حدث سنوي، بل هو نموذجاً لموقع تلتقي الحرف التقليدية فيه التي تحمل أصوات الأجداد مع الأنشطة الإبداعية الحديثة التي ترسم ملامح المستقبل.
ويمتزج التراث والفنون الشعبية مع العروض الموسيقية الحية لفنانين إماراتيين، ليصنع تجربة تنبض بالحياة وتلبي تطلعات الزوار من مختلف الأعمار والثقافات.
ولأن القهوة العربية أساس في تاريخ الثقافة الإماراتية فكان لها أن تروى حكايتها في المهرجان
إن موقع الحصن ، بما يمثله من شاهد حي على مسيرة أبوظبي التاريخية، يتحول إلى مسرح ثقافي فريد ينقل الزوار عبر الزمن ليستكشفوا ماضي الإمارة العريق وحاضرها الزاهر.
وفي أجواء مليئة بالسحر والإلهام، يقدم المهرجان ورش عمل تعليمية وتجارب للطهي الإماراتي الأصيل، حيث تتعانق رائحة القهوة العربية مع نغمات الأغاني التراثية، لتشكل بانوراما ثقافية غامرة.
كما يتيح المهرجان للزوار فرصة التعمق في تاريخ أبوظبي عبر زيارة قصر الحصن العريق، وبيت الحرفيين الذي يروي قصص الحرف اليدوية التي كانت رمزا للحياة اليومية.
يجتمع في الإمارات ماض غني بالتاريخ وحاضر مفعم بالإنجازات. ومن هنا يبرز مهرجان الحصن أهمية تعزيز الهوية الوطنية وتعميق فهمنا للثقافة الإماراتية التي تمثل جذورا راسخة تثمر إبداعاً مستداماً، يضيء للعالم مكانة الإمارات التاريخية والحضارية.
"تعبيراً حيّاً عن ثقافة أبوظبي".. شعار اختصر فعاليات مهرجان الحصن
تقرير: مها ياسر#مركز_الاتحاد_للأخبار pic.twitter.com/LmYp2ftLpg
المصدر: الاتحاد - أبوظبي