من قسم التقارير:
أبوظبي في 5 سبتمبر/ وام/ تولي دولة الإمارات اهتماماً بالغاً بالتراث بأنواعه ومجالاته المختلفة، وذلك انطلاقا من قناعة راسخة بما يمثله من مصدر إلهام حيوي لأبناء المجتمع يحفزهم على مزيد من العطاء من أجل مواصلة ما بدأه الأجداد والآباء، والمساهمة بفعالية في مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها الدولة.


وتمثل المهرجانات والمعارض والمسابقات التراثية المتنوعة التي تشهدها كافة إمارات الدولة على مدار العام أحد أبرز وسائل الإبقاء على التراث الثقافي حاضراً في عقول وقلوب الأجيال الجديدة، نظرا لما تتضمنه من أنشطة وفعاليات مفعمة بالقيم الإيجابية والمضامين التي تعزز الهوية الوطنية وتصونها.
البداية مع إمارة أبوظبي التي تنظم سنويا مجموعة كبيرة من الفعاليات التراثية ومن أبرزها معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية الذي يعد منصة للتعريف بثقافة دولة الإمارات وموروثها الأصيل من خلال الأنشطة المتنوعة والمبتكرة التي يقدمها بهدف رفع الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة والحياة البرية، إلى جانب التشجيع على ممارسة الرياضات الأصيلة والصديقة للبيئة بنحو مستدام
ويلعب المعرض دورا حيويا في التعريف، محلياً وإقليمياً ودولياً، بالعادات التراثية والحرف اليدوية التقليدية، التي مارسها الأجداد قديماً بما يعكس عراقة وعمق جذور التراث الإماراتي الأصيل، ويُرسخ قيم الاعتزاز والافتخار بأصالة الهوية الوطنية.
من جهته يمثل مهرجان الحصن تعبيرا حيا عن ثقافة إمارة أبوظبي واحتفالا بتراثها الغني يقام سنويا في موقع الحصن الذي يضم " قصر الحصن " المبنى الأهم في تاريخ العاصمة وذاكرتها، حيث يأخذ الحدث زواره في رحلة عبر الزمن من خلال تجارب تفاعلية تراثية تحتفي بتقاليد المجتمع الإماراتي وعاداته الأصيلة، من الضيافة وفنون الطهي إلى عروض الأداء والأزياء التقليدية والحرف اليدوية التي مازالت تلهم حياتنا اليوم.
وتتسع قائمة الفعاليات التراثية السنوية في إمارة أبوظبي لتضم مهرجان ليوا للرطب، والمهرجان الوطني للحرف والصناعات التقليدية في العين، ومهرجان سباق دلما التاريخي للمحامل الشراعية، وملتقى السمالية بنسختيه الشتوية والصيفية، ومهرجان الظفرة الذي يسلط الضوء على دور الإبل في ثقافة وتراث دولة الإمارات، وغيرها العديد من الفعاليات المميزة.
بدورها تشهد إمارة دبي سنويا مجموعة واسعة من الأحداث التي تعنى بحماية وتعزيز التراث ومنها سباق القفال للسفن الشراعية المحلية 60 قدماً، الذي ينظمه سنويا نادي دبي الدولي للرياضات البحرية، وبات موعدا يترقبه أهل الإمارات نظرا لما يجسده من صور الوفاء لماضي الآباء والأجداد.
ويعتبر "مهرجان دبي وتراثنا الحي" من أهم الأنشطة التي نجحت في رفع مستوى الوعي حول أصول التراث المادي وغير المادي لدولة الإمارات من خلال تسليط الضوء على قيمه الغنية بين جميع شرائح المجتمع، وإتاحة الفرصة أمام الجمهور للتعرف على أبرز الحرف اليدوية التقليدية في الدولة.
وفي إمارة الشارقة، تنطلق في شهر مارس من كل عام فعاليات "أيام الشارقة التراثية" التي أسهمت عبر دوراتها المتعاقبة في إبراز القيم الجمالية لمفردات التراث الإماراتي، وعناصره، وحرصت على ترسيخ القِيم والتقاليد والعادات الإماراتية عاكسة بذلك دور الشارقة الحضاري والثقافي والريادي، في إبراز صورة حية ونابضة بمفردات التراث الشعبي الإماراتي بصوره وأشكاله كافة وقيمه الجمالية.
وانطلقت مساء الخميس الماضي في مدينة دبا الحصن فعاليات النسخة العاشرة من مهرجان المالح والصيد البحري أحد أبرز المهرجانات التراثية والسياحية المُتخصصة في صناعة المالح على مستوى المنطقة الذي تنظمه غرفة تجارة وصناعة الشارقة وبلدية مدينة دبا الحصن والمجلس البلدي لمدينة دبا الحصن.
وتحول الحدث عبر دوراته السابقة إلى واحد من أهم المبادرات الهادفة إلى صون التراث الشعبي العريق وتعريف الأجيال على أصالة ماضي الأجداد من خلال الأنشطة التراثية والتوعوية والترفيهية المُشوقة والجاذبة التي يزخر بها.
ومنذ انطلاقته في عام 2011 حقق مهرجان ليوا عجمان للرطب والعسل شهرة واسعة بين السكان المحليين والزوار على حد سواء، وتحول إلى حدث سنوي غني بالفعاليات الثقافية والزراعية التي تجسد العادات والتقاليد الإماراتية العريقة، فضلا عما يقدمه من أنشطة ترفيهية وتعليمية تتيح فرصة التعلم والاستمتاع بالعديد من الورش الحرفية والفنون التقليدية والمأكولات الشهية.
وفي إمارة أم القيوين يترقب عشاق الرياضات التراثية سنويا فعاليات مهرجان أم القيوين لسباقات للهجن العربية الأصيلة، الذي يشهد مشاركة محلية وعربية واسعة في منافساته التي تعد جزءاً من موروث الإمارات الأصيل، فيما يهدف مهرجان أم القيوين البحري الذي تشهده الإمارة في مارس من كل عام إلى دعم مهنة صيد الأسماك والصيادين والتعريف بطقوسها والعادات الأصيلة المرتبطة بها.
وشكلت فعاليات أيام رأس الخيمة التراثية في موسمها الأول في ديسمبر الماضي حدثا تراثيا بارزا وإضافة نوعية للمشهد الثقافي بشكل عام في إمارة رأس الخيمة، ومنصة لإحياء التراث الثقافي المادي وغير المادي من أجل تعزيزه في نفوس الشباب وإبراز التنوع التراثي والثقافي في الإمارة بمختلف بيئاتها البرية والبحرية والجبلية.
وتضمن الحدث أنشطة وفعاليات متنوعة كعرض الحرف التقليدية والألعاب الشعبية وعروض الفنون الشعبية، كما تم عرض عدد من العادات التقليدية كعرض الزهبة وعرض اللقية وعادات الضيافة والترحيب بالضيف، وتضمن الحدث كذلك سوقا تراثيا شارك فيه 30 تاجرا وتاجرة من أصحاب رخص الغد والرخص التجارية.
وتجسد بطولة الفجيرة لجمال الخيل العربي التي تقام سنويا بجانب قلعة الفجيرة التاريخية جانبا من العناية الفائقة التي توليها الإمارات للخيل ورياضة الفروسية على وجه الخصوص، لما تحظى به من شعبية كبيرة وتاريخ طويل كجزء أصيل من تراث الدولة.
وتوفر إمارة الفجيرة سنويا كافة الإمكانيات اللازمة لإنجاح البطولة، وتحقيق أهدافها المنصبة في تعزيز رياضة الفروسية ونقل الموروث الثقافي العربي وقيمه الأصيلة إلى العالم، وقد نجحت البطولة عبر السنوات الماضية في استقطاب أهم المشاركين وسلالات الخيول الفريدة والاسطبلات ومرابط الخيل المميزة من حول العالم.

رضا عبدالنور/ مجدي سلمان

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: فی إمارة من خلال

إقرأ أيضاً:

قمة الرياض المزدوجة.. ما الذي سينبثق عنها؟

كثيرة هي القمم العربية والإسلامية حول الأمتين، ولكن هل استطاعت تلك القمم رغم إمكانيات دولها الاقتصادية والبشرية والتكنولوجية أن تضع حلولًا حتى وإن لم تكن منصفة تمامًا؟ هل استطاعت أن تغيّر مجرى الأحداث لصالحها عندما لم تجد من قبل الآخرين آذانًا صاغية؟.

حل الدولتين والأرض مقابل السلام الذي وإن لم يكن منصفًا للفلسطينيين، وإن كان واقعيًا، استهان به الآخرون واستمر العدو في سياسة بناء المستوطنات وقضم الأراضي حتى يأتي يوم تكون فيه كل أراضي فلسطين تحت السيطرة الصهيونية. قطاع غزة الذي فلت لسنوات من القبضة الحديدية للصهاينة بفعل مقاومته، أُعيد احتلاله بسبب ذل وهوان الأنظمة العربية المتخاذلة ومنها أنظمة الدول المجاورة، الأطفال والشيوخ والنساء يُقتلون على مرأى ومسمع العالم المتحضر!.

لا بأس، ولكن أن تُقام مهرجانات للسينما في القاهرة عاصمة المعز لدين الله الفاطمي وتُقام أنشطة رياضية أخرى في بلاد أخرى (ومنها رالي تي تي ودان في ليبيا) لإلهاء الشعوب عن قضيتها الحقيقية فذاك قمة الاستخفاف بعقول الجماهير العربية والإسلامية.

لقد سارت غالبية الأنظمة العربية في ركب الذل والاستسلام من خلال التطبيع الكامل مع العدو، وأقصى ما يدعو إليه الحكام العرب هو دولة فلسطينية منزوعة السلاح على جزء يسير جدًا من فلسطين التاريخية ربما يكون قطاع غزة الذي يفتقر لأبسط مقومات الحياة (الموارد الطبيعية) لأن الضفة تُهضم تدريجيًا وبخطى متسارعة.

قمة الرياض العام الفائت كانت بخصوص غزة الخاوية على عروشها وهذا العام حول غزة ولبنان شعارها “وحدة الصف لوقف العدوان الإسرائيلي”… شعار براق ولا شك، ولكن ما الذي قدّمه العرب والمسلمون لغزة خلال العام الماضي الحافل بالمجازر والإبادة الجماعية وهدم المؤسسات الخدمية ودور العبادة؟.

قمة الرياض الحالية تريد من العرب والمسلمين جميعًا أن يصطفوا إلى جانب العدو ضد المقاومين في غزة والضفة ولبنان، يريدون ممن لم يقوموا بالتطبيع مع العدو أن يُسارعوا إلى ذلك… وإلا فإنه سيُطاح بهم… لقد عقدوا العزم على وأد القضية الفلسطينية، القرارات الأممية تدعو إلى حل الدولتين وحق العودة، فهل تحقق ذلك؟ المهجّرون بدل أن يعودوا إلى أوطانهم لحق بهم الآخرون والعرب والمسلمون ساكتون ويتفرجون بل متآمرين على الشعب الفلسطيني وقواه الحية.

القمة في أفضل الأحوال، لن تخرج علينا إلا بعبارات الشجب والتنديد والاستنكار، إنها قمم موسمية أو سمّها طارئة إن شئت، وسيتكلم كل حاكم وهو في مكانه عن أحوال الأمة لدغدغة مشاعر جماهيرهم المُسلّط عليها أصناف الذل والقهر، وسينقل الإعلام العربي والغربي البيانات الإنشائية وتُلقى في مكب الخنوع.

ترى لماذا يشتري الحكام العرب أسلحة بمختلف أنواعها من جميع الدول؟ في السابق كانت الذريعة تحرير فلسطين، لماذا يشترونها وقد عهدوا إلى أمريكا وغيرها حمايتهم من شعوبهم؟ سوف تتكدس ويُركبها الصدأ والهدف الرئيس من شرائها هو دعم اقتصاديات الدول المصنعة وتحريك عجلة الاقتصاد بها… تبا لمن يصطف خلف العدو… ويناصب الأحرار العداء.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

مقالات مشابهة

  • «الشارقة للآثار» تختتم النسخة السادسة من مُلتقى الساحل الدولي
  • انطلاق فعاليات مؤتمر سايبركيو في أبوظبي
  • انطلاق فعاليات مهرجان طيبة الدولي للفنون بأسوان
  • قمة الرياض المزدوجة.. ما الذي سينبثق عنها؟
  • دي-كاف يختتم فعالياته.. 90 فاعل ثقافي يتابعون فعاليات المهرجان
  • مهرجان الممالك القديمة
  • “دبي للثقافة” تنظم “منتدى آيكوم الدولي 2024” بالتعاون مع “آيكوم – الإمارات” 12 نوفمبر
  • انطلاق فعاليات الأسبوع الثقافي بمسجد مبروكة النمر في كفر الشيخ
  • مكتبة الإسكندرية تختتم فعاليات المؤتمر الدولي "من الحجر إلى الكتابة ومن الكتابة إلى الرقمنة"
  • الإمارات.. 6 متطلبات لإلغاء تصريح إقامة الكفيل بدون المكفولين