مؤسس ومالك «المحيسني القابضة».. أحمد المحيسني الشاب الذي دخل مجال الأعمال مضطرًا فحقق النجاح العريض
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
لم يختر مجال الأعمال عن تخطيطٍ مسبق، كلما في الأمر أنه استثمر معاناته فنجح، ولم يركن لليأس فوصل؛ تحطمت السيارة التي يمتلكها ولم يجد المال لإصلاحها، ليقرر ابن الخامسة عشرة الدخول إلى معترك الحياة العملية، فانتهى به المطاف مؤسسًا لأكثر من ١٠ شركات ناجحة .. تلك حكاية رائد الأعمال أحمد المحيسني، حكاية النضال والكفاح منذ الصفر والصغر .
"دراسة وعمل "
يتجه معظم الناس لبدء رحلتهم العملية بعد أن ينهوا تعليمهم الجامعي عادةً، وبعد أن يبلغوا من العمر مايجعلهم مؤهلين لخوض هذا المعترك، لكن الأقدار اختارت للمحيسني أن يبدأ كفاحه العملي وهو في الصف الأول الثانوي، حين فاقت تكلفة إصلاح سيارته قدراته المادية، والتي تعرضت لحادثة سير أثناء سفره للمدينة المنورة رفقة والدته ..كان من الضروري إصلاح السيارة، ولم يملك المال، لهذا عقد اتفاقًا مع صاحب الورشة أن يعمل لديه مقابل تخفيض تكاليف الصيانة.. مر الشهر وتم التمديد بطلب من صاحب الورشة هذه المرة، لما لمسه من ذكاء ونبوغ لدى المحيسني، الذي تعلم من خلال هذه المدة كثيرًا من المهارات، موزعاً وقته ما بين المدرسة والورشة ..
"انتباه للاحتياج"
يتميز رواد الأعمال الناجحين بدقة الملاحظة، والانتباه للتفاصيل، ورؤية مالا يراه سواهم، فيخلقوا التغيير ويبتكروا الحلول والخدمات، هذا يتمثل في الشاب المحيسني ، الذي لاحظ أثناء الشهور الثلاثة في ورشة السيارات حجم المعاناة التي يتعرض لها أصحاب المركبات في إصلاح أعطال سياراتهم، ونقص الخدمات التي تسهل الوقت والجهد، وارتسمت في ذهنة فكرة أول مشروع: امتلاك محل لصيانة السيارات بطريقة مختلفة عن السائد !
وهذا ماكان؛ باع سيارته الخاصة وافتتح مركزاً مختصاً بصيانة السيارات ، وظل مهتمًا بتطوير المشروع حتى أصبح من المشاريع الرائدة بإيرادات ربحية عالية، ليتوسع بعدها لأكثر من 42 فرعًا في المدن السعودية، وذلك خلال 18 سنة تحت اسم "دوكس لصيانة السيارات".
الشركة العقارية
كوّن المحيسني رأس مال من الشركة الأولى، وكان شغفه القديم " العقار" مستمرا، ولاحظ مجدداً أن الساحة تخلو من نظام تسويقي محترف ولا يوجد ما يسمى إدارة الأملاك باحترافية ، وهذا ما قدمه المحيسني في مشروعه الثاني : الشركة العقارية، التي تأسست في العاصمة الرياض، ومن ثم القصيم، حتى بات لها ستة فروع على مستوى السعودية . وهكذا استمرت أعمال ومشاريع وأفكار المحيسني، حتى تكونت مجموعة شركات أحمد المحيسني القابضة، التي توزعت ما بين قطاع الصيانة، والتسويق، والبرمجة، والأغذية، والعقارات، بحيث كل شركة مستقلة تمامًا بفريق عملها وإدارتها وموظفيها، وكان مصدره في اختيار الدخول في كل المجالات هو احتياج اكتشفه في السوق السعودي .. ودراسة مستفيضة.
تطبيق يحقق الانتشار
نجاحٌ آخر في مسيرة رائد الأعمال أحمد المحيسني، نعني به تأسيس تطبيق "ازهلها" عام 2016، وكان مبعث الفكرة وجود الخبرة الكافية في التسويق، والصيانة والـ"IT" ، تخطيط مطول، دراسة مستفيضة، فريق عمل منظم، ثم بدأت الإنطلاقة.. ليحقق تطبيق ازهلها نجاحًا واسعًا، وصل إلى أربعة ملايين مستخدم، وأكثر من ثمانية ملايين طلب. وأحرز انتشارًا محليًا غير مسبوق، مقدما ثلاث خدمات هي التوصيل، والصيانة، وبيع وشراء السيارات. ينهج المحيسني في مشاريعه دائمًا لاستقطاب الكفاءات المتميزة ، ويعمل على صقلها وتأهيلها وتدريبها، ويختار فريق عمله بذكاء، ويرى أن الفريق المنظم المميز هو أسرع طرق الوصول والنجاح ، وتخرج رفقته أكثر من 27 شابًا وشابة يعملون حاليًا في مناصب قيادية وتنفيذية في عدة مؤسسات وقطاعات .. مسهمين في نهضة الوطن واقتصاده وجودة الحياة فيه.
"اختر بذكاء"
يلفت المحيسني لأهمية الاختيار والتوقيت في الاستثمار، قائلاً "اختر ما تستثمر فيه لأنه سيصبح مصيرك». وعن منهجه في المشاريع والعمل يقول: دائمًا أذهب للاستثمار الذي نحن بحاجة إليه، ويعدّ أساسيًا .. لن تجد تحت مظلة المحيسني القابضة أيًا من الاستثمارات الكمالية، فجميعها سواء التكنولوجية، أو العقارية، أو الغذائية، أو الصيانة من المتطلبات الأساسية لاستمرار الحياة"، كما يصف ريادة الأعمال بأنه المجال الذي دائمًا يحتاج الأذكياء ويوضح: في بعض الأحيان الذكاء الزائد قد يكون نقمة، وليس نعمة، حيث يعطي حسابات بعيدة المدى تؤثر على العمل!
"تكريم مستحق"
ولكل ما سبق، ولكل الجهود والعمل الدؤوب، لم يكن غريبًا أن يتم اختيار رائد الأعمال أحمد المحيسني في عام 2019 لنيل جائزة "عصاميون"، وعدة جوائز أخرى كجائزة "الشاب العصامي" .. وعن المستقبل وهل يكتفي بما تحقق؟ يقول المحيسني : نمتلك شركة "آماز" وهي مختصة بكل ما يتعلق بالتسويق والبرمجة، لدينا أكثر من 38 جهة حكومية عملنا معها، في نطاق التسويق والبرمجة. وهذه الشركة حصلت على شارة الخبراء من غوغل، وتعد الأولى في السعودية التي تحصل على هذه الشارة.. لدينا في المجموعة عقود متنوعة مع جهات حكومية ما بين برمجة، وتسويق، وعقار، وإدارة أملاك، ونحن مستمرون بالتطوير والقادم أفضل وأجمل.
المصدر: صحيفة عاجل
إقرأ أيضاً:
عالم بالأزهر الشريف: الجهاد يشمل جميع الأعمال التي تقربنا إلى الله
قال الشيخ السيد عبد الباري، من علماء الأزهر الشريف، إن الحديث النبوي الذي سأل فيه سيدنا أبو ذر النبي صلى الله عليه وسلم: «يا رسول الله، أي العمل أفضل؟»، أجاب النبي عليه قائلًا: «إيمان بالله وجهاد في سبيله»، يُعد من الأحاديث العظيمة التي تبين لنا مفهوم الجهاد في الإسلام، مشيرًا إلى أن الجهاد ليس محصورًا في القتال فقط، بل يمتد ليشمل جميع الأعمال التي تقرب المسلم إلى الله تعالى.
وأوضح الشيخ السيد عبد الباري، خلال حلقة برنامج «مع الناس»، المذاع على قناة الناس، اليوم الاثنين، أن الإيمان بالله يعني أن يؤمن الإنسان في قلبه يقينًا بأن الله تعالى على كل شيء قدير، وأن قدرته لا حد لها، وأنه إذا أراد شيئًا قال له «كن فيكون».
وأضاف أن الصحابة كانوا في البداية يفهمون الجهاد بمعناه التقليدي، أي القتال في سبيل الله، لكن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن لهم أن الجهاد يشمل العديد من الأفعال التي تساهم في إعانة النفس والآخرين، مثل العفة عن السؤال والاعتماد على النفس، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لو خرج الرجل ليعف نفسه عن أن يسأل الناس أو يتكفف الخلق، فهو في سبيل الله، ولو خرج ليعيل أولاده الصغار، فهو في سبيل الله، ولو خرج ليخدم أبويه الشيخين الكبيرين، فهو في سبيل الله».
وأوضح أن هذا الحديث يوضح لنا أن الجهاد يشمل كل عمل يقوم به المسلم بنية خالصة لوجه الله، سواء كان ذلك في العمل لكسب الرزق أو في مساعدة الأبناء والآباء، مؤكدا أن العمل من أجل تحسين حياة الإنسان، سواء في رعاية أسرته أو في تيسير أمور الناس، هو نوع من الجهاد الذي يثاب عليه المسلم.
وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم أيضًا نصيحة عظيمة بأن الإنسان يمكن أن يرتقي إلى درجات عالية في الأعمال الصالحة عن طريق مساعدة الآخرين في أعمالهم اليومية، مثل مساعدة صانع أو تعليم شخص محتاج، موضحا أن الجهود الصغيرة التي نقوم بها في حياتنا اليومية، مثل مساعدة شخص ضعيف أو معاق، تعتبر من الأعمال التي تقربنا إلى الله.