خلال ظهوره في قناة الجزيرة مباشر أراد طه عثمان إسحق أن يقنع المشاهدين بأنه مطلع على الأحداث فعزز كل الشكوك حول جماعته السياسية، بأنها متورطة في هذه الحرب، وأنها لا تزال مشاركة بفعالية من داخل غرف عمليات الدعم السريع، وأن القرار المتفق عليه هو التزحزح من خانة الحياد المدّعاة إلى تبني رواية دقلو بالكامل إزاء مجمل الأحداث،

بما في ذلك حشد التبريرات للهجوم على مطار مروي، والحديث عن تعنت البرهان وتبرئة الجنجويد من كل شيء، وتحويلهم إلى ضحايا، دعك من فيديوهات القتل والنهب والإغتصاب والتهجير، هذه قضايا انصرافية بالنسبة للإطاريين،

ولأن هذا الموقف مُخجل ومُخزي لابد من اختراع طرف ثالث وتحميله مسؤولية إطلاق الرصاصة الأولى، سمهم الفلول وإن شئت الكِيزان- بالكسرة- كما يرددها الدعامة، لا بد من الطرق على هذا الجانب عبر دعاية حربية يشارك فيها بعض الناشطين والحرابلة،

وهو خط تم رسمه للواثق البرير وطه عثمان والدقير أيضًا لا يحيدون عنه، مقابل إعادتهم للسُلطة وتسديد فواتير الفنادق والرحلات والشجون الصغرى، ولعل طه المولع بالروايات الحمدانية ترك الكثير من الفتوق بلا رتق، منها أن بروتوكول المناورات العسكرية بين الجيش السوداني والجيش المصري مفعّل منذ سنوات طويلة،

فلماذا أثار سخط حميدتي في أبريل فقط؟ وكيف يشعل الطرف الثالث حرباً وهو يعلم أن الجيش الذي يناصره غير مستعداً لها،

بدليل أن الدعم السريع هجم بقوة وكاد يسيطر على الدولة بالكامل! ومن أين لطه والبرير وعرمان باليقين المطلق حول مزاعم ما جرى حول المدينة الرياضية فجر ذلك اليوم؟ وإذا كان طه بالفعل على تواصل مع حميدتي ومتأكد من حياته، لماذا هو وحده فقط بينما كبار قادة الدعم السريع والسفراء الغربيين فقدوا الاتصال بقائد الميليشا منذ أشهر؟ أم أنهما روحان حللنا بدنا فـإذا أبصرته أبصرتهم!!

عزمي عبد الرازق

.

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

عاجل - الجيش السوداني يعلن تطهير مناطق غرب أم درمان من الدعم السريع ومأساة نزوح جديدة تضرب الفاشر

أعلن الجيش السوداني، اليوم الأربعاء، استعادة السيطرة الكاملة على مناطق غرب أم درمان بعد طرد قوات الدعم السريع منها، مؤكدًا تحقيق "انتصارات نوعية" ضمن عملياته العسكرية في القطاع الغربي.

وجاء في بيان صادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية أن "قوات العمل الخاص بالقطاع الغربي التقت بقوات المرخيات في منطقتي قندهار ودار السلام، وتم تطهيرهما من مليشيا دقلو الإرهابية"، في إشارة إلى قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو المعروف بـ "حميدتي".

"أطباء بلا حدود" تدين الهجوم على مستشفى تابع لها في جنوب السودان: "انتهاك صارخ للقانون الدولي" انتصارات للجيش.. ماذا يحدث في السودان؟

وأضاف البيان أن الجيش ضبط أموالًا مزورة وعددًا من المعدات العسكرية المتقدمة، بينها منظومات تشويش وطائرات مسيّرة ومدافع، كانت قد خلفتها قوات الدعم السريع أثناء انسحابها من المنطقة.

هجوم بمسيّرات في مجمع الصفوة والجيش يتصدى

في المقابل، كشف مصدر عسكري سوداني أن قوات الدعم السريع شنت هجومًا بمسيّرة انقضاضية استهدفت مواقع للجيش السوداني في مجمع الصفوة السكني، الواقع غربي أم درمان، دون الكشف حجم الخسائر.

وتأتي هذه التطورات بعد إعلان سابق للجيش في نهاية مارس الماضي عن طرد قوات الدعم السريع من جميع مناطق العاصمة الخرطوم، لكن آثار الدمار في المدينة ما زالت تتكشف تباعًا.

الشرطة: تدمير مؤسسات الدولة يقدّر بمليارات الجنيهات

من جانبه، صرّح العميد أمير عباس مدني من قوات الشرطة السودانية أن قوات الدعم السريع دمرت عددًا كبيرًا من المرافق العامة والمؤسسات الرسمية، أبرزها دار الشرطة وسط الخرطوم، مشيرًا إلى أن الأضرار المادية الناتجة عن الحرب تقدّر بمليارات الجنيهات السودانية.

ويأتي هذا التصريح تزامنًا مع الذكرى الثانية للحرب التي اندلعت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والتي خلّفت حتى الآن أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة، فيما رجحت دراسات صادرة عن جامعات أميركية أن عدد القتلى قد يصل إلى 130 ألف شخص.

93 ألف نازح من الفاشر ومأساة إنسانية تتكشف

وفي غرب البلاد، تعيش مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور أوضاعًا مأساوية، حيث تشهد موجة نزوح جماعي جديدة.

وأعلن آدم رجال، المتحدث باسم المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين في دارفور، أن نحو 93 ألف نازح من مخيم زمزم توجهوا خلال الساعات الماضية إلى منطقة طويلة التي تبعد 60 كيلومترًا عن الفاشر.

وأشار رجال إلى أن النزوح يجري وسط ظروف إنسانية قاسية، إذ يعاني النازحون من نقص حاد في الماء والغذاء والرعاية الصحية، ما أدى إلى وفاة العديد من الأطفال والنساء بسبب الجوع والعطش والأمراض والصدمات النفسية.

ودعا رجال المنظمات الإنسانية إلى التدخل العاجل لتقديم خدمات الطوارئ، محذرًا من أن المنطقة المنكوبة لا تملك أي مقومات لاستقبال هذا العدد الضخم من النازحين.

قصف عنيف في الفاشر وتمشيط أمني واسع

ميدانيًا، واصلت القوات المسلحة السودانية قصفها المدفعي على مواقع الدعم السريع في أطراف مدينة الفاشر، موقعة خسائر بشرية ومادية في صفوف المليشيا، حسب مصادر عسكرية تحدثت للجزيرة.

وأكدت المصادر أن الجيش نفذ حملات تمشيط في الأحياء الجنوبية للمدينة، أسفرت عن اعتقال متسللين من قوات الدعم السريع وضبط كميات كبيرة من الأسلحة، بالإضافة إلى تدمير طائرات مسيّرة حاولت مهاجمة الدفاعات العسكرية للجيش.

صور أقمار اصطناعية تكشف حجم الدمار في دارفور

وفي سياق متصل، أظهرت صور أقمار اصطناعية، التقطت بين 10 و15 أبريل الجاري، تصاعد أعمدة الدخان في مناطق متفرقة من مدينة الفاشر، نتيجة القصف المدفعي وهجمات المسيّرات التي نفذتها قوات الدعم السريع.

وتُظهر الصور آثار حرائق واسعة في مخيمي زمزم وأبو شوك للاجئين، وهو ما يعكس حجم المأساة التي يعيشها المدنيون في إقليم دارفور، الذي يقطنه أكثر من 1.5 مليون نسمة.

السودان في مواجهة أسوأ أزمة إنسانية

في ظل استمرار الحرب وغياب أي حلول سياسية في الأفق، يواجه السودان أسوأ أزمة جوع في العالم حسب الأمم المتحدة، إضافة إلى انهيار الخدمات الصحية والتعليمية، وغياب الدولة عن إدارة الشأن العام.

وبينما يستمر القتال على الأرض، تتصاعد الدعوات المحلية والدولية للتهدئة وفتح ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية، إلا أن الواقع الميداني يشير إلى مزيد من التصعيد، مما يُنذر بتفاقم الكارثة في البلاد التي كانت تُعد من أكبر الدول الإفريقية من حيث الإمكانات الزراعية والمائية.

مقالات مشابهة

  • اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني و”الدعم السريع”
  • عاجل - الجيش السوداني يعلن تطهير مناطق غرب أم درمان من الدعم السريع ومأساة نزوح جديدة تضرب الفاشر
  • قائد في الجيش السوداني يكشف عن حجم خسائر الدعم السريع في معارك غرب أم درمان
  • الإمارات تقطع بعدم قدرة الجيش السوداني والدعم السريع على تحقيق الاستقرار في البلاد
  • الجيش السوداني يكشف عن حصوله على غنائم كبيرة من الدعم السريع
  • عاجل| مقتل 8 من ميليشيا الدعم السريع في مواجهات عنيفة مع الجيش السوداني
  • الجيش السوداني يعلن القضاء على 8 أفراد من قوات الدعم السريع
  • الجيش السوداني: نفذنا ضربات جوية ناجحة استهدفت تجمعات الدعم السريع شمال شرق الفاشر
  • الجيش السوداني: نفذنا ضربات جوية ناجحة استهدفت تجمعات الدعم السريع
  • في الذكرى الثانية للحرب.. قائد في الجيش السوداني يكشف عن أول مدينة قهرت الدعم السريع