"بلومبرغ": تباطؤ النمو في الصين يؤجل إعلان تفوقها على أمريكا
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
يبدو أن قدرة الصين على الإطاحة بالولايات المتحدة عن قمة اقتصادات العالم في وقت قريب تراجعت بشكل ملحوظ، مع تباطؤ الاقتصاد الصيني وتعثر جهود إنعاشه حتى الآن، وتشير البيانات إلى أن الصين لن تتمكن من جعل اقتصادها الأكبر على مستوى العالم، بعد أن تراجعت الثقة فيه بدرجة كبيرة، بحسب تحليل نشرته وكالة "بلومبرغ" للأنباء.
ووفقاً لتحليل أعدته خدمة "بلومبرغ إيكونوميكس" للتحليلات الاقتصادية لن يتمكن إجمالي الناتج المحلي للصين، من تجاوز إجمالي الناتج المحلي للولايات المتحدة قبل منتصف الأربعينيات على أقرب تقدير، وإذا حدث ذلك سيكون التفوق بهامش محدود، قبل أن يتراجع الاقتصاد الصيني إلى المركز الثاني مجدداً.
وتقول المتخصصة في اقتصادات قطاعات التكنولوجيا والخدمات المالية، جاسمين ناج: إنه "قبل جائحة فيروس كورونا المستجد التي تفشت في الصين أواخر 2019 وأوائل 2020 كان المحللون يتوقعون وصول الاقتصاد الصيني إلى المركز الأول كأكبر اقتصاد في العالم أوائل العقد المقبل".
وفي تحليل "بلومبرغ إيكونوميكس" الصادر، اليوم الثلاثاء، قال المحللون: "الصين تتحول إلى مسار أبطأ للنمو الاقتصادي بأسرع مما توقعنا.. الازدهار الذي أعقب انحسار الجائحة فقد زخمه، وهو ما انعكس في التباطؤ الحاد للقطاع العقاري وتلاشي الثقة في قدرة حكومة الصين على إدارة الاقتصاد، وهناك احتمال في ترسيخ الثقة الضعيفة وهو ما سيؤدي إلى عرقلة دائمة لإمكانيات النمو".
ويتوقع المحللون الآن تراجع معدل نمو اقتصاد الصين وهو ثاني أكبر اقتصاد في العالم إلى 3.5% بحلول 2030، ثم إلى حوالي 1% من إجمالي الناتج المحلي بحلول 2050، وكانت التوقعات السابقة تشير إلى نموه بمعدل 4.3 % بحلول 2030 و 1.6% بحلول 2050.
وسجل اقتصاد الصين خلال العام الماضي نمواً بمعدل 3% وهو أحد أقل معدلات النمو خلال عقود، بسبب تداعيات قيود كبح فيروس كورونا المستجد والأزمة العقارية.
وعندما تم رفع قيود كورونا زادت الآمال في تعافٍ سريع للاقتصاد خلال العام الحالي، لكن التعافي سرعان ما فقد قوة دفعه مع تراجع الصادرات واشتداد حدة أزمة القطاع العقاري.
وتراجع مؤشر مديري مشتريات القطاع الخاص في الصين خلال الشهر الماضي، مع تراجع الإنفاق الاستهلاكي، وفي الوقت نفسه خفض المحللون الذين استطلعت بلومبرغ آراءهم توقعاتهم لنمو الاقتصاد الصيني خلال العام المقبل إلى أقل من 5%.
وجاءت هذه التوقعات المعدلة في الوقت الذي يعيد فيه العالم النظر في كيفية التعامل مع الصين التي ربما تكون قد اقتربت من ذروة قوتها، حتى لو لم تكن قد بدأت مسيرة التراجع.
#الصين تتخذ إجراءات جديدة لتعزيز الاقتصاد بعد الجائحة https://t.co/vxFtSHE1yY
— 24.ae (@20fourMedia) August 27, 2023وفي الوقت نفسه تبحث الولايات المتحدة عن دليل على المشكلات الهيكلية عميقة الجذور في الصين، وتبحث عن الفرصة التي تعزز في النهاية قبضة الغرب في مواجهة منافس جيوسياسي ضعيف، في حين تفكر تلك الدول في التداعيات المتتالية لتباطؤ الاقتصاد، وبالفعل فإن تعثر الاقتصاد الصيني خلال العام الحالي بدأ يؤثر على أسواق الأسهم والسلع في العالم.
كما تواجه الصين حالياً تحديات أعمق وأطول مدى، فقد سجلت الصين في العام الماضي أول انخفاض في عدد سكانها منذ ستينيات القرن الماضي، ما يثير المخاوف بشأن تراجع إنتاجية الاقتصاد الصيني.
وفي الوقت نفسه فإن حملات الملاحقة التي شنتها السلطات الصينية منذ 2020، ضد الكيانات الاقتصادية الخاصة العملاقة وبخاصة في مجال التكنولوجيا مثل مجموعة علي بابا غروب وتينسنت وبايدو، أدت إلى تآكل ثقة المستثمرين في بيئة الأعمال الصينية، كما ساهم في تآكل الثقة تصاعد التوترات الجيوسياسية بين بكين وكل من الولايات المتحدة والحكومات الغربية الأخرى.
وأجرت غرفة التجارة الأمريكية مسحاً شمل 183 شركة تعمل في هونغ كونغ التابعة سياسياً للصين، حيث قال 68% من هذه الشركات إنها تشعر بقلق متزايد بشأن استدامة أنشطتها في الجزيرة.. علاوة على ذلك، أعادت شركات التفكير في استثماراتها الجديدة في هونغ كونغ، مع زيادة أعداد الشركات التي تقيم مقارها في سنغافورة لخدمة السوق الآسيوية بدلاً من هونغ كونغ.
كما ألغت الولايات المتحدة الوضع الخاص الذي كانت تتمتع به هونغ كونغ، ويتيح لها معاملة تجارية متميزة.
ويتوقع محللو "بلومبرغ إيكونوميكس" نمو الاقتصاد الأمريكي خلال العام الحالي بنسبة 1.7% سنوياً، في حين يتوقعون تراجعه تدريجياً ليسجل 1.5% بحلول 2050.
وكل هذه الحقائق الاقتصادية تشير إلى نتيجة واحدة، وهي أن الولايات المتحدة ستحتفظ بمكانتها على قمة الاقتصاد العالمي لسنوات عديدة مقبلة، ولن تستطيع الصين أن تحل محلها.
#واشنطن: صبر الشركات الأمريكية ينفد بسبب #الصين https://t.co/xCaVGxvcUd
— 24.ae (@20fourMedia) September 3, 2023المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الصين اقتصاد الصين أمريكا والصين أمريكا الاقتصاد الأمريكي اقتصاد الولایات المتحدة الاقتصاد الصینی اقتصاد الصین خلال العام هونغ کونغ فی الصین فی الوقت
إقرأ أيضاً:
إعلان نوايا مشترك بين المغرب والبرتغال لتعزيز العدالة في إطار كأس العالم 2030
وقع المغرب والبرتغال، إعلان نوايا مشترك لتعزيز العدالة بين البلدين، وذلك في إطار التحضير لاستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2030 التي سينظمها البلدان مع إسبانيا.
وجاء ذلك خلال زيارة عمل لوزير العدل، عبد اللطيف وهبي، اليوم الجمعة 24 يناير 2025، إلى الجمهورية البرتغالية، حيث التقى بنظيرته السيدة ريتا ألركاو جوديس بمقر وزارة العدل البرتغالية في لشبونة.
ويهم الإعلان تعزيز الولوج إلى العدالة لجميع الأطراف المشاركة في تنظيم كأس العالم 2030؛ ورقمنة المساطر القضائية لتسهيل وتسريع معالجة القضايا المرتبطة بالحدث الرياضي؛ ورفع كفاءة مهنيي العدالة من خلال برامج تدريب متخصصة في مجالات إدارة النزاعات عبر الحدود، والأمن القانوني، وحماية حقوق الأطراف؛
كما يشمل تعزيز التنسيق القضائي الثنائي من أجل إدارة فعالة للقضايا العابرة للحدود؛ وتطوير وسائل بديلة لتسوية المنازعات لضمان معالجة فعالة للخلافات ذات الطابع التنظيمي والتجاري المتصلة بالحدث الرياضي؛ ووضع خطط عمل استراتيجية لتنفيذ برامج التعاون القانوني والقضائي المشترك.
وأكد الوزيران خلال اللقاء على العلاقات الوطيدة بين البلدين وأهمية التعاون في مجال العدالة، مع الإشادة بالاتفاقيات الثنائية التي تعكس هذا التعاون. كما أبرزا الدور المحوري للقضاء الحديث والفعال في تعزيز الأمن القانوني، والشفافية، واحترام سيادة القانون، بما يضمن نجاح تنظيم الأحداث الدولية الكبرى.
وفي سياق مشاركة إسبانيا إلى جانب المغرب والبرتغال في تنظيم كأس العالم، بحث الوزيران إمكانية تعزيز التعاون الثلاثي من خلال إبرام اتفاقيات مستقبلية تدعم التنسيق المشترك بين الدول الثلاث. كما أكدا أن الالتزام بتنفيذ مضامين إعلان النوايا سيظل قائماً حتى اختتام فعاليات البطولة في عام 2030.