عمرها 150 عام.. أقدم ورشة لصناعة السفن و الكبيرة بالإسكندرية و صاحبها: المهنة تقترب علي الاندثار و تصارع الزمن من أجل البقاء
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
علي الرغم من أن منطقة بحري بوسط الإسكندرية صغيرة في مساحتها عن باقي المناطق بعروس البحر الابيض المتوسط إلا أن موقعها الجغرافي الذي جعل البحر مكون أساسي في طبيعتها، وهذا ما أعطي أهالي المنطقة الي الالتجاء الي عدد من المهن التي تتمشي مع الموقع البحري و هي الصيد وصناعة أدواته وبيعها، و أفتتح الورش لتصنيع المراكب والسفن لتعبر فيما بعد أقدم ورش في الإسكندرية بشكل خاص و في مصر بشكل عام بل في العالم و أصل مهنة صناعة السفن ومؤسسيها في مصر تحديدًا في منطقة الأنفوشي، كل من تعلم الصانعة تعلمها منهم ثم مارسوها في المدن الآخرى، فهي قديمة العهد، موجودة قبل وجود الملك فاروق في قصر رأس التين، في البداية كان مكان ورش صناعة السفن بجوار قصر الملك، ولكن الملك فاروق أمر بنقل الورش لمنطقة الأنفوشي لأنها كانت تُسبب له الإزعاج.
وعندك مرورك هناك يلفت أنتباهك ورشه قديمة مر علي إنشائها 150 عام و تجد بداخلها رجلا في السبعينات من عمره و معه أبنه في بداية الثلاثين يساعده في صناعة مراكب الديكور يدويا، بل قام بتغيرها من ديكور إلى استخدامات أخرى.
والتقت بوابة الاسبوع معهم لمعرفة تفاصيل عن الورشة و صناعة المراكب الخشبية الكبيرة و مراكب الديكور.
يقول «إبراهيم القبطان» صاحب أقدم ورشة لصناعة المراكب بمنطقة الانفوشى بوسط الإسكندرية لـ الاسبوع أنه يعمل في المهنة منذ أكثر من 60 عام فهي مهنة أجدادي أما عن الورشة فيرجع أنشها من 150 عام واعتبر أنا خامس علي مدار اربع أجيال في تلك المهنه وأخبرنا عن مهنة صناعة السفن التي وصفها بإنها هوايته قبل أن تكون مهنته لافتا أن الورشة عاصرت الخديوي اسماعيل و الملك فاروق حيث كان والدي يصنع المراكب الشراعية من القماش لافتا أن والده أيضا قام بعمل يخت للرئيس جمال عبد الناصر.
وعن صناعة المراكب و السفن و مراحل تنفيذها قال «القبطان» لـ الاسبوع أن المراكب و السفن يتم تصنيعها من خشب شجر مصري مثل شجر التوت، نُحضره من أماكن متخصصة في خشب الشجر، وكمية الخشب المستخدم يتوقف على حجم السفينة بالطول فالمقاسات هنا تتراوح بين 3م و60م، فالمركب الصغيرة بالمجاديف طولها 3م، ومراكب السياحة والصيد تصل إلى 60م مصنعة من خشب أو حديد، أما المراكب أكبر من60م صعب صناعتها في الورشة، لأن ليس لدينا إمكانيات تضعه في البحر فمركب طولها 60م يكون عرضها من 18م لـ 20م لا تتوافر لدينا المعدات اللازمة، وتقوم شركات معينة بتصنيع هذا الحجم الكبير من السفن تتوافر فيها إمكانيات الصناعة".
واضاف «القبطان» أننا نضع تصور هيكل من الخشب للمركب المراد تصنيعها، ثم نضع المسامير ونربط الصامولة، وبعد ذلك يتم عمل "الأرينة" وهي أرضية المركب وأساسها، والمركب إما تكون خشب أو حديد، والمصنعة من حديد تكون كلها حديد ماعدا الكابينة والداخلي فيها خشب ثم تمر بعدد من المراحل حتي تصل إلي الشكل النهائي في البداية يتم تصنيع "الأرينة" وهو هيكل مبدئي ثم "البدن" أي هيكل السفينة، ثم المقدمة ثم "البطيخة" وهي "منتصف السفينة"، وتوزع المسافات بالنسب الهندسية المعروفة لبناء السفينة، وبعدها يتم وضع عود المنتصف لضبط تلك المسافات، وبعدها يتم وضع "ألواح خشبية" بطول السفينة وضبط أربطة لتثبيت الألواح الخشبية بعضها ببعض، كما يتم تأسيس السفينة من الداخل إستعدادا لوضع "الكمرات" وهى الألواح الخشبية الرئيسية لتجميع هيكل السفينة.
واستكمل حديثه قائلا: يتم تقسيم السفينة إلى حجرات بعد صناعة «البدن» تأتى مرحلة «الآلفات» أي سد الثغرات بين الألواح الخشبية لمنع تسرب المياه، ثم يأتي الحداد و الأستورجى لدهانات الخشب، ثم يتم تركيب الماتور ومولد الكهرباء داخل السفينة مضيفا أن السفن السياحية يستخدم فيها جميع أنواع الخشب، ولكن مراكب الصيد يفضل استخدام أخشاب من أشجار التوت أو الكافور أو السنط، لقدرتها الكبيرة على تحمل مياه البحر والأمواج، أما السفن فأفضل نوع خشب لها هو خشب «التك»، وتصل الذي يتم وضعها فى الأرضيات وأسطح السفن السياحية، أما «البدن» جسم السفينة يمكن تصنيعه باستخدام خشب «الآرو» و «الموجنو» و «السويد».
أما عن تحديد مواصفات المركب والوقت المستغرق للإنتهاء منها، يقول «القبطان» أن الزبون يأتي إلي ويطلب مواصفات معينة للمركب أو اليخت الذي يُريده ثم أبدأ العمل فيها، والوقت المستغرق في المركب مختلف حسب المساحة، مثلًا مركب 3م تستغرق حوالي 20 أو 25 يوم، أما المركب التي تصل إلى 60 م تأخذ أكثر من عام أو عامين لافتا أن حجم السفينة و طولها يتراوح بين 40 و 60 مترا، وتسع لنحو 50 شخصا، ولكن السفن الكبرى بحجم 60 متر تحتاج إلى مياه عميقة للإبحار مؤكدا أن التكلفة تأتي وفق القدرة المالية لصاحبها وتكلفة الأخشاب والأدوات المستخدمة فى الصناعة والتنجيد والدهانات، وقد يستغرق إنشاء السفينة الواحدة عام تقريبا حتى تصبح جاهزة للإبحار.
واختتم «القبطان» حديثه ان صناعة السفن و المراكب بشكل عام تواجه تحديات كبيرة مما ادي الانقراض وذلك نتيجة وقف إصدار تراخيص السفن والمراكب صيد لافتا أن ورش صناعة السفن كانت تشتعل بالحركة في صناعة اليخوت التي كان يأخذها أصحاب الفنادق بشرم الشيخ و الغردقة أما الآن فلا يوجد بها سوى عدد قليل من أصحاب المهنة، بعد أن هجرها الصنايعية وتوجهوا إلى مهن أخرى لكسب لقمة العيش، وتركوا مهنتهم التي ورثوها عن أجدادهم مضيفا أننا الآن نعمل في صناعة المراكب المستبدلة و تغير المراكب القديمة وإعادة صناعتها و مراكب النزهة.
ومن جه أخري قال محمد القبطان ابن صاحب الورشة لـ الاسبوع إن مهنة صناعة المراكب الخشبية ورثتها عن والدي و أجدادي و مع تغير أوضاع المهنة وضعف الإقبال على صناعة مراكب الصيد واليخوت و السفر، جاء لي فكر في استغلال الورشة في وقت الفراغ، وصنع نماذج مصغرة من المراكب الديكور والتحف أحسن وأرخص وأقوى من المستوردة من الصين والمصنوعة يدويا لافتا أن مهنة صناعة مراكب الديكور ليست سهلة فهي تحتاج إلى فن ودقة عالية، قائلا: «مع العلم أنا لا استخدم سوى أدوات بدائية ويدويا» مضيفا أنني لم أكتفِ بصناعة المراكب للديكور ولكني فكرت في تطويرها لكي لا تصبح للزينة فقط، وصنعت مراكب صغيرة لسبوع المولود، ونماذج أخرى على شكل صينية لتقديم الطعام".
وأشار «محمد» أن التصميمات الجديدة جاءت بدافع التجديد والانتقال من الأشكال المستخدمة كديكور فقط إلى أشكال لها استخدامات فعلية، وكل ذلك يتم يدويًا بالكامل، والأسعار تبدأ من 25 جنيهًا، وأوضح أن الوقت المستغرق لعمل المراكب يختلف حسب حجم المركب والشكل، وأتمنى في المستقبل أن أقوم بتصدير المراكب إلى الخارج وأعلم هذه المهنة للعديد من الأشخاص.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الاسكندرية بحري صناعة السفن مهنة صناعة
إقرأ أيضاً:
مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة يكرم الفنانة الكبيرة لبلبة
قررت إدارة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة تكريم الفنانة الكبيرة لبلبة، في افتتاح الدورة التاسعة التي تعقد في الفترة من 2 إلى 7 مايو المقبل، حيث يمنحها المهرجان جائزة إيزيس للإنجاز تقديرا لمشوارها السينمائي الطويل.
وأكدت إدارة المهرجان أن مشوار الفنانة لبلة السينمائي بالغ الثراء والخصوصية، حيث بدأت مشوارها على الشاشة الفضية وهي طفلة لم تتجاوز الخامسة من عمرها، لتواصل عطائها عبر سنوات طويلة من الإبداع والتميز في تقديم العديد من الشخصيات المتنوعة، عبر مسيرة تضم 94 فيلما، تعاونت خلالهم مع كبار المخرجين مثل أنور وجدي ونيازي مصطفى ويوسف شاهين وعاطف الطيب ومحمد عبدالعزيز وسمير سيف وأسامة فوزي، وتقاسمت البطولة مع نجوم كبار مثل عمر الشريف وعادل إمام ونور الشريف وأحمد زكي ومحمود حميدة، ووصلت إلى قمة التوهج في أفلام مهمة مثل "ليلة ساخنة" و"ضد الحكومة" و "الآخر" و"وإسكندرية نيويورك" و"جنة الشياطين" و"معالي الوزير" و"حسن مرقص"، كما حققت نجاحا جماهيريا كبيرا في العديد من الأفلام الكوميدية مثل "عصابة حمادة وتوتو" و"خلي بالك من جيرانك" و"إحترس من الخط".
وأشارت إدارة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة، إلى أن لبلبة الطفلة الشقية التي قدمت للسينما 6 أفلام أشهرها "حبيبتي سوسو" و"4 بنات وضابط" و"البيت السعيد"، نجحت بعد أن أصبحت نجمة كبيرة أن تحصد جائزة أفضل ممثلة أكثر من مرة، من بينها جائزتين عام 1996 عن دورها في فيلم "ليلة ساخنة"، الأولى من بينالي السينما العربية من معهد العالم العربي بباريس، والثانية من مهرجان كيب تاون بجنوب أفريقيا، كما حصلت على العديد من الجوائز عن دورها في فيلم "جنة الشياطين"، فيما شاركت في عضوية لجنة تحكيم 16 مهرجان سينمائي دولي و11 مهرجان عربي.
وأوضحت إدارة المهرجان أن لبلبة هي نموذج رائع للفنانة الشاملة، حيث درست البالية الكلاسيكي، وقدمت كمغنية 268 أغنية، من بينها 30 أغنية للأطفال، حققت من خلالهم نجاحا كبيرا.
يذكر أن مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة يعقد دورته التاسعة برعاية وزارتي الثقافة والسياحة، والهيئة العامة للتنشيط السياحي، وشركة مصر للطيران، والمجلس القومي للمرأة، ومحافظة أسوان، وجامعة أسوان، ونقابة السينمائيين، وشركة ريد ستار.