مدير «كليات التقنية»: سلطان النيادي نموذج ملهم لشباب الوطن
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
أكد الدكتور فيصل العيان، مدير مجمع كليات التقنية العليا، أن رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي يعد نموذجاً ملهماً للشباب ويعكس قدرة أبناء الإمارات على التحدي وإثبات الذات في شتى المجالات.
وتقدم بالتهنئة إلى دولة الإمارات قيادة وحكومة وشعباً بمناسبة عودة النيادي سالماً إلى الأرض، لتكتمل فرحة الوطن به وبإنجازه التاريخي، فالنيادي أنجز مهمة تاريخية تعد فخراً لكل إماراتي وعربي.
وأشار إلى أن سلطان النيادي خلال الستة أشهر التي قضاها في محطة الفضاء الدولية تمكن من إجراء 200 مهمة بحثية علمية، إضافة إلى تجربته في الفضاء التي شارك فيها أبناء الإمارات وجعلهم يعيشون معه هذه الرحلة التاريخية، ويتابعون لحظة بلحظة رحلة عودته سالماً.
وأضاف أن دولة الإمارات عندما اختارت أن تدخل السباق العالمي في استكشاف الفضاء كانت على ثقة كاملة بثروتها البشرية وقدرات أبنائها الطامحة للتميز والتفوق والريادة العالمية، واليوم الدولة تنافس وتلعب دوراً مؤثراً في مجال الفضاء.
وذكر أن رحلة النيادي تحمل في طياتها الكثير من المعاني والإنجازات والدروس للغد، فهي طموح قيادة وثقت في أبنائها واعتبرتهم ثروتها التي تنافس بها العالم، وإلهام للشباب الإماراتي والعربي للانطلاق نحو التنمية بكل ثقة، وتأكيد جديد لقدرة الإنسان العربي على المساهمة في العلوم وصنع المستقبل وبناء الحضارة، ومساهمة إماراتية في صناعة الغد، والأهم أنها خير دليل على أن نهج الإمارات المؤمن بالإنسان هو الرهان الرابح لكل من أراد النجاح والريادة. (وام)
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات كليات التقنية العليا سلطان النيادي الإمارات
إقرأ أيضاً:
معاناة مضاعفة لعائلات الأسرى الأشقاء في سجون الاحتلال
نابلس- لا يشغل بال الفلسطينية هالة حنني (أم محمد) غير التفكير بأولادها الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، فتبيت وهي تفكر بهم وتصحو على ذلك أيضا، ولا تملك غير الدعاء لهم في ظل ما يكابده الأهالي من معاناة وقهر على فراق أبنائهم ومنع زيارتهم أو التواصل معهم بأي شكل في سياق حملات الاعتقال المتصاعدة.
ويوما بعد آخر يزداد قلق أهالي الأسرى على أبنائهم، فممارسات الاحتلال القمعية تجاههم وظروف الاعتقال وآلياته المذلة فاقت الوصف، في ظل تسجيل أرقام قياسية في أعداد الأسرى وقتل الاحتلال العشرات منهم، وأكثر من غيرهم عانى ذوو الأسرى ممن لديهم أكثر من أسير بسجون الاحتلال كحال أم محمد التي باتت تحاصرها الهواجس والقلاقل من كل مكان.
وعبر هاتفها جلست الستينية أم محمد ترصد آخر الأخبار عن أبنائها الثلاثة الأسرى وهم صهيب ومحمد وجمال لعلها تجد ما يهدئ روعها ويطمئنها عليهم، خاصة جمال الذي أصيب بوعكة صحية في معتقله ولا تعرف عنه شيئا، ثم تبحث في الهاتف ذاته عما تختزنه من صور لهم تقر بها عينها بين حين وآخر.
أمهات الأسرى يطالبن بكشف جرائم الاحتلال بحق أبنائهن داخل السجون (الجزيرة) قلق مركّبيعد الفراغ والتشتت أخطر وأسوأ ما تعيشه أم محمد وعائلتها هذه الأيام، فاعتقال أبنائها -كما تقول للجزيرة نت- تركها تصارع مصاعب الزمن وحدها في منزلها الكائن في حارة القبة وسط بلدة بيت فوريك قرب نابلس شمالي الضفة الغربية، فقد كانوا ثلاثتهم يملؤون المكان ويكسرون وحدتها، وزاد اعتقالهم هواجسها وخوفها عليهم وعلى عوائلهم خارجه.
وتضيف أم محمد -التي سبق أن جربت مرارة السجن باعتقال أشقائها وأبنائهم وأحفادها وزوجها الشيخ حسام حنني وإبعاده إلى مرج الزهور لعام كامل مطلع تسعينيات القرن الماضي، وهي اليوم تعيشه مرة أخرى مع أبنائها- أن "الاعتقال هذه المرة كان أصعب وأشد بفعل تغييب أبنائي قسرا وحجب أي خبر عنهم".
وتقول "منذ نحو 4 عقود وأنا أقارع الاحتلال وسجونه، لكن الاعتقال في هذه الأيام أشد مرارة وألما، خاصة أن الاحتلال يمنع الزيارات ويقطع كل أشكال التواصل مع الأسرى ويحرمهم من أبسط حقوقهم من الطعام والشراب واللباس، وحتى ظروف الاحتجاز".
إعلانكل ذلك وأكثر يزيد في حزن أم محمد، وتعيش خوفا دائما على مصير أبنائها، خاصة عندما تسمع عنهم ما لا تطيق في ظل انتشار الأمراض واستشهاد نحو 50 أسيرا تحت التعذيب منذ بدء الحرب على غزة، وتضعف أكثر كلما سألها أحفادها عن آبائهم الأسرى.
ولا تدع والدة الأسرى المكلومة أي خبر أو معلومة عنهم تفوتها، وتواصل سؤال الأسرى المحررين عن أبنائها وماذا حل بهم، ولا تدخر جهدا لدى المؤسسات المتابعة لشؤون الأسرى للغرض ذاته، لعلها تحظى بما يخفف حزنها وقلقها عليهم، فكل ما تعرفه عنهم هو أماكن اعتقالهم فقط.
وحسب نادي الأسير الفلسطيني، شنت إسرائيل منذ بدء عدوانها على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023 أكثر من 12 ألف اعتقال ضد الفلسطينيين بالضفة الغربية والقدس، ولا يزال يقبع منهم 10 آلاف و300 أسير في سجونها، وهي أرقام لا تشمل حالات الاعتقال من قطاع غزة التي بلغت آلافا، استشهد منهم العشرات ولم يفصح الاحتلال عن هوياتهم، وهم رهن الاخفاء القسري، إلى جانب كثيرين أعدموا ميدانيا.
وتُقلق هذه المعلومات والظروف التي يعيشها الأسرى ذويهم وتجعلهم في حالة تخوّف مستمر على حياتهم، وهي حالة مركبة ومضاعفة تعيشها العائلات التي لديها أكثر من أسير كحال أم محمد حنني، وإيمان حمزة التي يغيّب الاحتلال اثنين من أبنائها خلف قضبانه.
إيمان حمزة ترفع صورة تجمع ولديها الأسيرين خلال فعالية تضامنية مع الأسرى (الجزيرة) غياب له ثمنهوعند دوار الشهداء وسط نابلس التقت الجزيرة نت بإيمان حمزة التي جاءت كعادتها لتشارك في فعالية نظمت للتضامن مع الأسرى، وحملت صورة واحدة تجمع ابنيها الأسيرين عماد الدين وأحمد ياسين (في العشرينيات من العمر)، وهتفت كالعشرات من أمهات الأسرى وذويهم منددة بجرائم الاحتلال وانتهاكاته بحق الأسرى، وناشدت المؤسسات الحقوقية والإنسانية.
وطوال ساعة من الاعتصام التضامني لم تفارق الدموع إيمان، وتقول للجزيرة نت إنها وعائلتها تفتقدهما كثيرا، وهي لا تعرف أدنى معلومات عنهما، ويقلقها أكثر حال عماد الذي اعتقل وهو مصاب برصاص الاحتلال في قدمه، ورأته في صورة انتشرت عبر مواقع التواصل لأسرى داخل سجن إسرائيلي وأيديهم وأرجلهم مكبلة وملقون أرضا.
إعلانوشكّل غياب الأسيرين الشقيقين فارقا في حياة عائلتهما، سواء على المستوى المادي أو المعنوي، ولا سيما والدهما المصاب بمرض السرطان، وأرهقها أكثر عدم معرفة أخبارهما، ودفعا حتى الآن وبعد نحو عامين على اعتقالهما أكثر من 2300 دولار أجرة للمحامين للاطمئنان عليهما، فكلاهما لا يعرف ما حل بأخيه، وتصلهما معلومات متضاربة عن عائلتهما.
وفي الفعالية التضامنية شاركت إيمان وزوجها -الذي أنهى على عجل جلسة علاجه في المشفى وحضر إلى دوار الشهداء لمؤازرتها- وحملت العديد من الأمهات صور أبنائهن الأسرى، ومنهن كثيرات لهن أسيران أو أكثر، وحضرن لنصرة أبنائهن وإيصال رسائل إلى كل العالم للوقوف معهم، مطالبات بـ"وضع حد لجرائم الاحتلال التي تفتك بأبنائهن" كما تقول إيمان ورفيقاتها.
ظروف صعبةومثل إيمان تعيش عائلة إعمر في مدينة قلقيلية العذاب مضاعفا باعتقال أبنائها نور الدين ونضال وعبد السلام منذ سنوات طويلة، وقد حُكموا بالسجن المؤبد مرات عدة.
وأخطر ما تعانيه عائلات الأسرى اليوم -خاصة من لديها أكثر من أسير- كما يقول مدير نادي الأسير الفلسطيني في نابلس مظفر ذوقان هو "الخوف والقلق على مصير أبنائها، في ظل ارتفاع وتيرة الاعتقالات وكذلك عمليات قتلهم داخل السجون بفعل التعذيب والعقاب غير المسبوق".
و"ثمة خشية على حياتهم فعلا، خاصة أن الاحتلال يمنع زيارتهم" وفق ذوقان، ويضيف "هناك صمت دولي على جرائم الاحتلال شجعه على التمادي أكثر ضدهم، كما يواجه الأسرى الأشقاء سياسة عقاب أخرى تتمثل بمنع لقائهم ببعضهم، وبالتالي زيادة معاناتهم النفسية".
وإضافة إلى ذلك فاقم اعتقال الأشقاء المعاناة الاقتصادية لذويهم، بسبب ما يحتاجونه من مصاريف وتكاليف مادية كبيرة، خاصة تلك التي تدفع للمحامين لمتابعة ملفاتهم، واحتياجات الأسرى أنفسهم.