اتخذت شبكتا "فيسوك" و"إكس" المعروفة تويتر سابقاً، خطوات ملموسة للاستفادة من بيانات المستخدمين والمحتوى الذي ينشروه عبر حساباتهم الشخصية في تدريب نماذجهم الذكية، وذلك مع اشتداد المنافسة داخل سوق نماذج الذكاء الاصطناعي.

وقالت فيسبوك في سياستها للخصوصية بشأن علاقتها بالذكاء الاصطناعي رداً على سؤال يقول: من أين تحصل Meta على معلومات التدريب على الذكاء الاصطناعي؟

وأجابت على السؤال بقولها: "نظراً لأن الأمر يتطلب مثل هذه الكمية الكبيرة من المعلومات لتعليم النماذج الفعالة، يتم استخدام مجموعة من المصادر للتدريب، تتضمن المعلومات المتاحة للجمهور عبر الإنترنت والمعلومات المرخصة، بالإضافة إلى المعلومات من منتجات وخدمات Meta".

وأضافت: "عندما نجمع معلومات عامة من الإنترنت أو بيانات ترخيص من موفرين آخرين لتدريب نماذجنا، فقد تتضمن معلومات شخصية. على سبيل المثال، إذا جمعنا منشوراً عاماً على المدونة، فقد يتضمن اسم المؤلف ومعلومات الاتصال به. وعندما نحصل على معلومات شخصية كجزء من هذه البيانات العامة والمرخصة التي نستخدمها لتدريب نماذجنا، فإننا لا نربط هذه البيانات على وجه التحديد بأي حساب ميتا".

Announcing Belebele, a first-of-its-kind multilingual reading comprehension dataset. This dataset is parallel for 122 language variants, enabling direct comparison of how well models understand different languages.

Dataset ➡️ https://t.co/5smUz8c977 pic.twitter.com/1XtYmmspr1

— Meta AI (@MetaAI) September 1, 2023

 

اقرا: تفاصيل استخدام Meta للمعلومات لنماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي

كما نشرت فيسبوك أداة جديدة تسهل على المستخدمين تقديم طلب للشبكة الاجتماعية، لحذف بياناتهم من قواعد البيانات التي تجمعها المنصة من مصادر معلومات الطرف الثالث Third Parties.

وتتيح الأداة الجديدة للمستخدم بإجراء خيار من ثلاث، الأول الوصول وتحميل وتعديل أي معلومات شخصية عنه يتم جمعها من مصادر الطرف الثالث، والثاني يتعلق بطلب حذف أية معلومات شخصية تخص المستخدم، والثالث هو التقدم بشكوى أخرى متعلقة بتلك المعلومات.

وتركز الأداة الجديدة فقط على المعلومات التي يحصدها فيسبوك من مصادر الطرف الثالث، وبالتالي لا تتيح للمستخدمين مطالبة الشبكة الاجتماعية بعدم استخدام منشوراتهم من صور وفيديوهات ونصوص في تدريب نماذج ميتا للذكاء الاصطناعي، مما يجعل احتمالية حدوث ذلك مطروحة.

اقرا أيضا: شاهد: "غارمن" تطلق ساعتها الذكية "فنيو 3" الجديدة وهذه مميزاتها

ومع ذلك، قال توماس ريتشاردس، المتحدث باسم ميتا، إن حقوق المستخدمين في تحديد تعامل ميتا مع بياناتهم تتفاوت بحسب موقعهم الجغرافي، نافياً إطلاق الشركة أية أدوات أو مزايا للذكاء الاصطناعي على منصاتها الاجتماعية، مضيفاً أن ميتا لم تستخدم منشورات المستخدمين لتدريب نماذجها الذكية.

وأما منصة "X" المعروفة سابقاً بـ"تويتر"، فقد كان الأكر مختلفاً، حيث حدّثت المنصة الاجتماعية قائمة سياساتها للخصوصية وشروط الاستخدام بـ بند جديد يعلنها بوضوح: "الشركة قد تستخدم المعلومات التي يتم جمعها، وتلك المتاحة بشكل عام على الإنترنت، لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتعليم الآلة".

وأدّى هذا التحديث إلى فتح نقاش بين المستخدمين على إكس، ودخل خلاله مالك المنصة إيلون ماسك ليوضح أن المنصة ستستخدم فعلا البيانات المتاحة بشكل عام، ولن يتضمن ذلك أية معلومات خاصة مثل الرسائل الشخصية DM.

وفي أبريل، هدد ماسك، بمقاضاة شركة مايكروسوفت بتهمة استخدام بيانات منصة التغريدات دون موافقتها في تدريب الأنظمة البرمجية الذكية مثل "بينج شات".

They trained illegally using Twitter data. Lawsuit time.

— Elon Musk (@elonmusk) April 19, 2023

ودخل مالك إكس إيلون ماسك، رسمياً إلى سوق الذكاء الاصطناعي بإعلانه تأسيس شركته xAI، المتخصصة في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي، معلناً أن هدفها الرئيسي هو "فهم الطبيعة الحقيقية للكون".

المصدر : وكالة سوا- وكالات

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: نماذج الذکاء الاصطناعی لتدریب نماذج

إقرأ أيضاً:

يساعدك في اتخاذ القرار.. كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي صورة الإنسان عن نفسه؟

يشهد العالم المعاصر تحوّلًا غير مسبوق في تاريخ الوجود البشري، تقوده التكنولوجيا بصفتها القوة الأكثر تأثيرًا في تشكيل ملامح الحياة الحديثة.

لم تعد التكنولوجيا مجرد أدوات أو منصات مساعدة، بل أصبحت بحد ذاتها بيئةً كلية نعيش فيها، وعاملًا حيويًا يُعيد صياغة مفاهيم الإنسان عن ذاته، وعن العالم، وعن الآخرين من حوله. وفي قلب هذا التحول تقف الأجيال الجديدة لا كمتلقٍّ سلبي، بل كنتاجٍ حيّ لهذا العصر الرقمي بكل تعقيداته وتناقضاته.

نتحدث هنا تحديدًا عن جيل Z (المولود بين 1997 و2012)، وجيل ألفا (المولود بعد 2013)، وهما جيلان نشآ في ظل تحوّل تكنولوجي عميق بدأ مع الثورة الرقمية في نهاية القرن العشرين، وتفاقم مع دخول الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز والميتافيرس والبيانات الضخمة إلى صلب الحياة اليومية.

جيل Z يمثل الجسر بين عالمين: عالم ما قبل الثورة الرقمية، وعالم أصبحت فيه الخوارزميات هي "العقل الجمعي" الجديد.

لقد عاش هذا الجيل مراحل الانتقال الكبرى: من الكتب الورقية إلى الشاشات، من الاتصالات الهاتفية إلى الرسائل الفورية، من الصفوف المدرسية إلى التعليم عن بُعد. أما جيل ألفا، فهو الجيل الذي لم يعرف سوى الرقمية منذ لحظة الميلاد، إذ تفتحت حواسه الأولى على شاشة، وتكوّنت مهاراته اللغوية من خلال مساعد صوتي، وتعلّم المفاهيم الأولى عن طريق تطبيقات ذكية وخوارزميات دقيقة تستجيب لسلوك المستخدم لحظيًا.

إعلان

إننا لا نتحدث عن تغيّر في أنماط الحياة فقط، بل عن إعادة تشكيل حقيقية للذات الإنسانية. ففي السابق، كانت الهوية تُبنى عبر التفاعل مع الأسرة، والمدرسة، والثقافة المحلية، وكانت تنشأ ضمن سياق اجتماعي واضح المعالم.

أما اليوم، فالأجيال الرقمية تبني صورها الذاتية في فضاءات افتراضية عالمية، تتخطى الحواجز اللغوية والثقافية والجغرافية. إنها هوية "مُفلترة"، تُنتجها الصور والمنشورات والتفاعلات المرسومة وفق خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي، وتُقاس بكمية "الإعجابات" والمشاهدات، لا بتجربة الذات العميقة.

هذا التحول لا يخلو من مفارقات. فعلى الرغم من الكمّ الهائل من التواصل الرقمي، تشير دراسات عديدة إلى تصاعد مشاعر الوحدة والعزلة، خصوصًا بين المراهقين والشباب.

وقد ربطت تقارير صحية بين الإفراط في استخدام التكنولوجيا وبين ارتفاع معدلات القلق، واضطرابات النوم، وضعف التركيز، وتراجع المهارات الاجتماعية.

جيل Z، برغم إتقانه المذهل للتكنولوجيا، يواجه صعوبة متزايدة في بناء علاقات واقعية مستقرة. أما جيل ألفا، فيُظهر مبكرًا قدرة رقمية خارقة، لكنها تقترن أحيانًا بضعف في التطور اللغوي والعاطفي، وكأن المهارات الإنسانية الكلاسيكية باتت تُستبدل تدريجيًا بكفاءات رقمية جديدة.

هذا لا يعني أن الأجيال الرقمية "أقل إنسانية"، بل إنها مختلفة في تركيبها المعرفي والعاطفي والاجتماعي. إنها أجيال تعيش فيما يمكن تسميته "الواقع الموسّع"، حيث تتداخل فيه الذات البيولوجية بالذات الرقمية، ويذوب فيه الخط الفاصل بين ما هو واقعي وما هو افتراضي.

وهذه الحالة تطرح سؤالًا وجوديًا جوهريًا: من أنا في عالم يُعاد فيه تشكيل الذات بواسطة أدوات لا أتحكم بها بالكامل؟ من يوجّهني فعلًا: أنا، أم البرمجية التي تختار لي ما أقرأ وأشاهد وأرغب؟

في هذا السياق، تتزايد الحاجة إلى تفكيك العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا من جديد. فنحن لم نعد فقط نستخدم التكنولوجيا، بل يُعاد تشكيلنا من خلالها، وقد أصبح الذكاء الاصطناعي شريكًا خفيًا في اتخاذ القرارات، وتوجيه السلوك، وحتى في تكوين القيم وتصورات العالم. منصات مثل تيك توك ويوتيوب وإنستغرام لم تعد وسائط ترفيهية فحسب، بل منصات لإنتاج الثقافة والهوية والسلوك الاستهلاكي.

إعلان

ولعل المفارقة الكبرى تكمن في أن هذه التكنولوجيا التي وُعدنا بها كوسيلة لتحرير الإنسان، باتت تخلق أشكالًا جديدة من التبعية. فمن جهة، تسهّل الحياة وتختصر الوقت، لكنها من جهة أخرى تُعيد تشكي إدراكنا بطريقة غير مرئية. إنها "القوة الناعمة" الأشد تأثيرًا في تاريخ البشرية.

في ظل هذا الواقع، لا يكفي أن نُحمّل الأفراد مسؤولية التكيف. المطلوب هو تفكير جماعي لإعادة توجيه العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا. المؤسسات التعليمية مطالبة بأن تراجع مناهجها، لا فقط لتُدخل التقنية، بل لتُعيد التوازن بين ما هو رقمي وما هو إنساني.

الأسرة، بدورها، لم تعد فقط مصدرًا للقيم، بل أصبحت "ساحة مقاومة" للحفاظ على الحميمية في وجه التمدد الرقمي. أما صانعو السياسات، فعليهم مسؤولية أخلاقية وتشريعية للحدّ من تغوّل التكنولوجيا في تفاصيل الحياة اليومية، ووضع ضوابط تحمي الأجيال من فقدان الجوهر الإنساني.

ينبغي ألا يكون السؤال: كيف نُقلل من استخدام التكنولوجيا؟ بل: كيف نستخدمها بطريقة تحافظ على إنسانيتنا؟ كيف نُدرّب أبناءنا على التفكير النقدي، والقدرة على التأمل، والانفتاح العاطفي، لا فقط على البرمجة والتصميم؟

نحن نعيش لحظة مفصلية، لحظة يُعاد فيها تعريف الإنسان، لا بالمعنى البيولوجي، بل بالمعنى الوجودي. وإذا لم نُحسن إدارة هذا التحوّل، فإننا قد نخسر القدرة على أن نكون ذاتًا فاعلة حرة في عالم تتزايد فيه السيطرة غير المرئية للأنظمة الذكية.

المستقبل لا تصنعه الآلات، بل الإنسان الذي يعرف كيف يتعامل معها. ولهذا، فإن المعركة الأهم ليست بين الأجيال والتكنولوجيا، بل بين الإنسان وإنسانيته.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • مدير مركز المعلومات الوطني بـ”سدايا” يكرّم الفائزين في “دوري الذكاء الاصطناعي”
  • لطافتك تكلف الذكاء الاصطناعي الملايين!
  • مؤتمر بإسطنبول يصدر توصيات حول الذكاء الاصطناعي
  • اتفاقية لجمعية الصحفيين توفر الذكاء الاصطناعي بلغة الإشارة
  • «ميتا»: الذكاء الاصطناعي يحقق تقدّماً ملحوظاً في فهم احتياجات المستخدمين
  • بعض ميزات الذكاء الاصطناعي في نظارات ميتا متاحة لكل مستخدميها
  • فضيحة سيغنال تضرب أروقة البنتاغون.. وزير الدفاع الأمريكي متورط بتسريب معلومات حساسة
  • بميزات الذكاء الأصطناعي .. ميتا تغزو الأسواق بنظاره ذكية بإمكانيات غير مسبوقة
  • يساعدك في اتخاذ القرار.. كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي صورة الإنسان عن نفسه؟
  • استشاري أمن معلومات: «بعض الوظائف ستختفي بسبب الذكاء الاصطناعي»