5 سلوكيات تجعلك سائقًا وقائيًا؛ فهل تطبّقها؟
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
رصد-أثير
إعداد: جميلة العبرية
يقوم مؤخرًا معهد السلامة المرورية بتقديم عدد من الدورات في مجال السياقة الوقائية لقائدي الحافلات المدرسية بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم؛ فما مفهوم السياقة الوقائية، ومن هو السائق الوقائي؟
برصد لـ “أثير” من عدة مواقع إلكترونية فإن مفهوم السياقة الوقائية يعني اتخاذ الاحتياطات والتدابير اللازمة لتجنب الحوادث بغض النظر عن أسبابها وما يتعلق بها من مؤثرات خارجية، ويأتي ذلك عبر التأكد من سلامة السيارة أو المركبة أيا كان نوعها قبل استخدامها، وتطبيق أنظمة المرور على الطريق، والتركيز أثناء القيادة والانتباه للطريق ولحركة السيارات والمشاة والالتزام بربط حزام الأمان.
وتهدف السياقة الوقائية إلى الآتي:
– تجنب وقوع الحوادث
– الحفاظ على الأرواح والممتلكات
– الحفاظ على البيئة المرورية
– اتباع سلوكيات السياقة الوقائية (الملاحظة والقرار والتصرف)
ويُعرَف السائق الوقائي بأنه ذلك السائق الذي يتوقع أخطاء الآخرين على الطريق ويتجنبها بروح رياضية عالية ملتزمًا بالقانون. ووفق الإدارة العامة للمرور بسلطنة عمان فإنه بإمكان الجميع اتباع سلوك نموذجي أثناء القيادة وفق الآتي:
1- السياقة في حدود السرعة أو بالسرعة المناسبة لبيئة الطريق.
2- السياقة على مسافة آمنة من المركبة التي أمامك، بما لا يقل عن ثانيتين في حركة المرور العادية، وينبغي زيادة مسافة التتابع إذا كان الطريق زلقًا، أو الرؤية ضعيفة.
3- تخصيص وقت إضافي للرحلة لأنّ هذا سوف يجنبك الإفراط في السرعة أو تغييرات مفاجئة في الوجهة التي تقصدها، وبالتالي تتمكن من الوصول إلى وجهتك بأمان وأكـثـر استرخاء.
4- استخدم المؤشرات بصورة صحيحة عند تغيير المسار أو تغيير الاتجاهات، وهذا سيعطي السائقين الآخرين المزيد من الوقت للقيام برد فعل بشكل مناسب.
5- أظهر الاعتبار، والمجاملة لمستخدمي الطريـــــق الآخرين من خلال احترام قواعد الأولوية؛ وتفادي أي مشاحنة مع السائقين الآخرين أو المشاة.
ما دلالة الالتزام بالسياقة الوقائية؟
من يلتزم بالسياقة الوقائية وسلوكياتها يدل على أنه وصل لمرحلة الوعي الإيجابي والثقافي العالي، مع التحكم بالدوافع النفسية التي تدعوه إلى ارتكاب الأخطاء، والاستهتار، وغيرها من السلوكيات غير الآمنة.
ويبقى السؤال الذي يجب أن يسأله كل واحد فينا: هل أنا سائق وقائي؟
المصدر: صحيفة أثير
إقرأ أيضاً:
ورطة السائق الذي يؤشر للانحراف في كل الاتجاهات في وقت واحد
اعترف قائد الجيش السوداني، ضمنيًا، بارتكاب جميع الجرائم المنسوبة إليه، منذ حرب دارفور التي شارك في انتهاكاتها جنبًا إلى جنب مع قوات الدعم السريع، وحتى آخر ثائر يُساق إلى الإعدام في هذه الأثناء من "تكية" بأحياء الخرطوم.
لقد وقع "الكاهن"، كما يسميه أنصاره، في شرّ مقارناته، حين قارن بين المقاومة المدنية السلمية والبندقية، معربًا عن اتساع الهوة بين حرق الإطارات في الشوارع وقنص الأرواح بالرصاص. الرجل اعترف، دون مواربة، بأنه قتل ونكّل، وحكم بقوة السلاح، غير عابئ بما يُسجله التاريخ، وما تفهمه الأجيال من دلالات انعدام الحياء، في مشهد يضاهي كبار مجرمي الحروب.
هذا الاعتراف الثمين كشف عن عدائه الأصيل لأي تغيير مدني سلمي، وأي حُكم يقوم على القانون والعدالة. إنه لا يبحث إلا عن شرعية لحرب قذرة، يخوضها ضد أبناء شعبه الذين نشأوا وتربّوا على حلم الثورة، بينما يدّعي محاربة الدعم السريع. لقد بات واضحًا أن حربه الحقيقية ليست مع أولئك، بل مع الثورة ذاتها، الثورة التي منحته هذا المنصب المتقدم والحساس، الذي خانه فيها بدمٍ بارد.
في تصريحاته التي جاءت على الهواء مباشرة، كعواء في ليلٍ بلا قمر، عبّر قائد "المؤسسة الوطنية" ـ وهي إحدى ركائز الدولة المدنية ـ عن إيمانه العميق بالبندقية، لا بالحلول السياسية، وبإراقة الدماء لا بالحوار، وبسحق الخصوم لا باحتوائهم. وكأنما ينطق بلسان نيتشه حين قال: *"الجنون في الأفراد أمر نادر، لكنه في الجماعات والأمم والتاريخ هو القاعدة."*
هكذا، كشف قائد الجيش بوضوح لا لبس فيه، عن تورطه في كل الأحداث الدامية التي أعقبت الثورة، بدءًا من مجزرة فض الاعتصام، مرورًا بقتل المتظاهرين في الشوارع، وانتهاءً بتعزيز قدرات الدعم السريع، لا من أجل حماية الدولة، بل لمواجهة الثورة السلمية، التي كان شعارها الأبرز: "سلمية سلمية، ضد الحرامية". لقد أصبح هو نفسه مدافعًا عن الفساد، ومتاجِرًا بدماء الشهداء، من أجل الحفاظ على سلطته ومصالحه.
فأي رجل هذا الذي رمى به القدر في سدة الحكم؟!
وأي أخلاق يحملها هذا "الممثل القدير" لأدوار الخيانة، وهو يلعب دور الذراع الباطشة للحركة الإسلاموية في حربها ضد الثورة، لا في مواجهتها للدعم السريع؟!
لقد قال ألبير كامو ذات مرة: *"كل الطغاة يبدؤون بأن يكونوا محاربين باسم العدالة، وينتهون بأن يكونوا قتلة باسم النظام."*
ويبدو أن هذا القائد "الاستثنائي"، قد أتقن الدورين معًا ولا يزال يراهن على غش الناس حين يؤشر للانحراف في كل الاتجاهات في وقت واحد.
wagdik@yahoo.com