بثقة متزايدة، تروج إيران منذ فترة لكونها المنتصر في الحرب الاستخباراتية المستمرة ضد إسرائيل منذ سنوات، وهو تطور تدعمه مستجدات على الساحات الإسرائيلية والإقليمية والدولية، بحسب تقرير لموقع "المونيتور" الأمريكي (Al Monitor) ترجمه "الخليج الجديد".

وتعتبر كل من إيران وإسرائيل الدولة الأخرى العدو الأول لها، وتمتلك تل أبيب ترسانة نووية لم تعلن عنها رسميا وغير خاضعة لرقابة دولية.

التقرير أضاف أنه خلال الأسبوع الماضي،  أصدرت إيران إعلانين رئيسيين، مدعية ما تعتبره مكاسب كبيرة ضد إسرائيل، بينما يتقاتل الجانبان على الجبهة الاستخباراتية.

وقال التلفزيون الرسمي إن الإسرائيليين "تعرضوا للإهانة مرة أخرى"، وروى كيف أحبط قسم المخابرات بوزارة الدفاع الإيرانية "مؤامرة تخريبية ضد صناعة الصواريخ" في البلاد.

وأفادت السلطات الإيرانية بأن الخطة المزعومة كانت تتضمن إدخال أجزاء معيبة في أنظمة تصنيع الصواريخ، وهو ما كان من الممكن أن يوقف خط الإنتاج. وقد ربطوا محاولة التخريب بجهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد)، وعملائه المحليين، وفقا للتقرير.

وتابع: منذ ذلك الحين، تدفق الإعجاب في الصحف ووسائل الإعلام التي تمولها الدولة، وجاء في عنوان أحد وسائل الإعلام المحافظة: "تم التصدي لأكبر عملية تخريب عسكرية منذ 100 عام"، في حين جلبت سلسلة من البرامج التلفزيونية متحدثا وخبيرا تلو الآخر للتعليق على "الانتصار".

وأردف أن كل ذلك لم يحدث إلا في غضون أيام قليلة من صدور بيان آخر لجهاز الاستخبارات الإيراني يفيد بتفكيك شبكات "إرهابية" تقودها إسرائيل في مختلف أنحاء البلاد.

و"سلط الإعلانان الضوء على محاولة إيران تقديم نفسها على أنها الجانب الفائز في الحرب الاستخباراتية، التي كان يُنظر فيها إلى إيران في وقت سابق على أنها الطرف الأضعف"، وفقا للتقرير.

واستطرد: "أثار تواتر ومستوى اختراق العمليات الاستخباراتية، التي تحمّل طهران إسرائيل المسؤولية عنها، داخل إيران في السنوات الخمس عشرة الماضية أكثر من دهشة، من اغتيال كبار الخبراء النوويين والصاروخيين إلى عمليات تخريب متعددة تهدف إلى شل المنشآت النووية".

اقرأ أيضاً

لـ3 أسباب أبرزها في 2024.. بايدن يفضل اتفاقا غير رسمي مع إيران

عزلة نتنياهو

و"من خلال الترويج حول المحاولتين الأخيرتين "الفاشلتين"، تريد طهران إرسال إشارة إلى العالم الخارجي بأنها ترتد وتحول اللعبة لصالحها"، كما أضاف التقرير.

ورأى أن "إيران تجد نفسها في وضع أفضل وسط الأزمة السياسية الأخيرة في إسرائيل، حيث واجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أحد أخطر التحديات الداخلية في حياته المهنية وسط انخفاض سريع في معدل شعبيته بسبب إصلاحاته القضائية المثيرة للجدل وطريقة تعامله مع الاحتجاجات عليها".

وزاد بأن "صورة الحكومة الضعيفة التي يقودها سياسي (نتنياهو) هي أفضل أداة دعائية يمكن للسلطات الإيرانية استغلالها، ومما يزيد من مصلحة الجانب الإيراني العلاقات الفاترة على ما يبدو بين نتنياهو وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لا سيما في ضوء الاتفاق النووي الإيراني (لعام 2015)".

وفي 2018، انسحبت إدارة الرئيس الأمريكي حينها دونالد ترامب من هذا الاتفاق الذي نص على رفع تدريجي للعقوبات على طهران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي، لمنع إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إن برنامجها مصمم للأغراض السلمية، وبينها توليد الكهرباء.

و"تستمر إيران في القول بأن نتنياهو أطلق تحذيرات لا هوادة فيها بشأن برنامج إيران النووي. وبالنسبة لهم، فإن فشله في إقناع الولايات المتحدة بتوجيه ضربة عسكرية إلى المواقع النووية الإيرانية يشكل مؤشرا على عزلته المستمرة"، كما تابع التقرير.

وأردف: "لدعم هذا التأكيد، تشير طهران إلى استعداد واشنطن لإبقاء نافذة الدبلوماسية النووية مفتوحة، متجاهلة طلب إسرائيل بعدم التوصل إلى اتفاق مع طهران لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة (اتفاق 2015). ووجهة النظر الشعبية في طهران هي أن نتنياهو فشل في حشد الدعم ضد إيران بسبب الخلافات المتزايدة مع واشنطن".

اقرأ أيضاً

مواجهة شطرنج عسكرية.. حسابات إسرائيلية معقدة لمهاجمة إيران

نووي وصواريخ

وعلى الرغم من الجمود في محادثات الاتفاق النووي، يبدو أن إيران تتمتع بتسوية غير مكتوبة مع الولايات المتحدة، ولا تشكل الضربة العسكرية على الأقل تهديدا وشيكا مثيرا للقلق، وفقا للتقرير.

وأضاف أنه "في تعبير عن فخرها، أكدت السلطات الإيرانية أيضا كيف تمكنت، على الرغم من الضغوط الإسرائيلية، من زيادة التخصيب النووي، ولم تواجه سوى القليل من العقوبات أو لم تواجه أي عقوبة من الغرب، في حين اكتسبت حتى نفوذا للحصول على المزيد من التنازلات في محادثات خطة العمل الشاملة المشتركة".

وأردف أن "ذلك يقترن بالانفراج الأخير مع السعودية (استأنفتا العلاقات بوساطة الصين)، والذي لم يكن من الممكن أن يأتي في وقت أفضل. وكانت إيران في حاجة ماسة إلى فرصة وسط عزلة دولية بسبب حملتها في الداخل على الاضطرابات غير المسبوقة التي أثارتها وفاة (الشابة) مهسا أميني في 16 سبتمبر/أيلول 2022، أثناء احتجازها لدى الشرطة".

واستطرد: "بالنسبة لطهران، أدى التقارب السعودي إلى رفع هذا العبء، على الأقل مؤقتا، وأثبت أيضا أنه يرمز إلى عدم قدرة إسرائيل على حشد القوى العربية الإقليمية وراء فكرة مهاجمة إيران عسكريا".

التقرير اعتبر أنه "من خلال الاستفادة من كل هذه الحسابات، سرّعت إيران في الأشهر الأخيرة برنامجها للصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، وقدمت نسخا بحرية وأخرى تفوق سرعتها سرعة الصوت، متجاهلة الانتقادات الغربية والإسرائيلية".

اقرأ أيضاً

إيران تعلن ضبط شبكة إرهابية مرتبطة بإسرائيل خططت لتفجيرات

المصدر | ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إيران إسرائيل برنامج نووي نتنياهو إیران فی

إقرأ أيضاً:

واشنطن تطرح صفقة طويلة الأمد مع إيران.. لا حرب ولكن! - عاجل

بغداد اليوم - بغداد

كشف مصدر مطلع، اليوم الثلاثاء (28 كانون الثاني 2025)، عن رسالة شفوية مقتضبة من البيت الأبيض إلى طهران تتضمن رؤية الرئيس الأمريكي الجديد لطبيعة العلاقة مع إيران.

وقال المصدر، لـ"بغداد اليوم"، إن "رسالة شفوية وصلت مساء الأحد من البيت الأبيض إلى بغداد، ومنها إلى وسطاء عراقيين لنقلها إلى طهران، تضمنت نقاطًا محددة تمثل خلاصة موقف واشنطن تجاه إيران".

وأضاف المصدر أن "الرسالة أكدت أن الرئيس الأمريكي لا يسعى إلى الحرب مع طهران، بل يهدف إلى التوصل إلى صفقة طويلة الأمد تنهي حالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، مع التشديد على حماية المصالح الأمريكية في المنطقة".

وأشار إلى أن "رؤية الرئيس الأمريكي تتركز على منع إيران من الوصول إلى القدرة على إنتاج أسلحة نووية، في إطار صفقة شاملة تضمن تفوق حليفته في المنطقة، في إشارة إلى إسرائيل".

ولفت إلى أن "إيران تضررت بشدة في العديد من المحاور الإقليمية، مما يتيح فرصة جديدة لواشنطن لتحقيق تفاهمات طويلة الأمد معها، رغم أن الرسائل الأمريكية لا تزال غير علنية وتعتمد على وسطاء متعددي الأطراف".

وفي 22 كانون الأول الجاري، كشف مصدر مقرب من حكومة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أن الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب سلم طهران رسالة عبر سلطنة عمان في الأيام القليلة الماضية بهدف التفاوض على ملفات عديدة من بينها الملف النووي.

وقال المصدر مشترطاً عدم الإفصاح عن هويته لأنه غير مخول بالتصريح الرسمي لـ"بغداد اليوم"، إنه "في الأيام القليلة الماضية تسلمت إيران رسالة من الإدارة الأمريكية المنتخبة عبر سلطنة عمان وهي من القنوات المهمة في تبادل الرسائل بين طهران وواشنطن".

وأضاف، إن "رسالة ترامب التي كتبها إلى المسؤولين الإيرانيين يؤكد فيها استعداد للتفاوض مع طهران وإمكانية التوصل إلى اتفاق نووي غير الاتفاق الذي جرى التوصل إليه عام 2015 وانسحب منه ترامب شخصياً عام 2018".

وأوضح المصدر الإيراني إن "ترامب لن ينتظر أكثر من بضعة أشهر لتسلمه الرد من المسؤولين الإيرانيين بشأن استعدادهم للتفاوض على جملة من الملفات من أبرزها الملف النووي".

ووفق المصدر إن الرسالة الأمريكية توحي بأن "ترامب جاد للغاية لحوار مباشر ورفيع المستوى مع إيران في بداية عمله، وإذا قبلت إيران فإن هناك احتمالاً للتوصل إلى اتفاق، رغم أنه لن يكون هناك ما يضمن أنه حتى في حال التوصل إلى اتفاق فإن أمريكا ستلتزم به".

ويرى المصدر إن حكومة بزشكيان تعتقد بأن مواصلة التصعيد النووي من قبل طهران لن يؤدي إلى نتيجة وربما سيتم إحالة الملف إلى مجلس الأمن الدولي وعلى شكل فصول سبعة من مواثيق الأمم المتحدة باعتبارها تهديدا للسلم والأمن الدوليين، وستقع البلاد في فخ العقوبات الدولية واسعة النطاق، كما ستنضم روسيا والصين إلى الغرب في هذا الأمر، وللأسف ما كان يجب أن يحدث وخلال أقل من ثماني سنوات، انخفضت قيمة العملة الوطنية للبلاد بحوالي 300%".

وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي خلال الاثنين الماضي خلال مؤتمر صحفي على ما ذكرته "بغداد اليوم"، بالقول إنه "لا يعلم بتسلم طهران رسالة من ترامب".

وفي الأسبوع الماضي، سافر الوفد التجاري العماني برئاسة نائب وزير التجارة العماني إلى طهران والتقى وناقش مع وزير الصناعة والتعدين والتجارة.

من جانبه، قال سفير إيران لدى عُمان موسى فرهنك، أول أمس الأحد، "على أعتاب العام الجديد، ومع زيارة وزير خارجية سلطنة عمان إلى طهران، سنشهد مرحلة جديدة من العلاقات بين طهران ومسقط وجولة جديدة من التعاون الإقليمي بين إيران وجيرانها".

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن لدى إيران خلافات مع الولايات المتحدة "جوهرية وأساسية للغاية" و"قد لا يتم حلها، لكن يجب علينا إدارتها بحيث يتم تقليل التكاليف والتوترات".

وأكد على هامش لقاء الوفد الحكومي أن قناة سلطنة عمان نشطة، وقال إن هناك دائما قنوات اتصال بين إيران وأمريكا، مبيناً "إن إمكانية تبادل الرسائل بين البلدين عبر السفارة السويسرية وطرق أخرى لا تزال قائمة".

مقالات مشابهة

  • إيران تبدي استعدادا مشروطا لمحادثات نووية مع الغرب
  • إيران تعلن شرطها لبدء المفاوضات النووية
  • طهران تتهم الاتحاد الأوروبي بالفشل في الحفاظ على الاتفاق النووي
  • وزير خارجية إيران: طهران لم تتلق رسالة من ترامب بخصوص المفاوضات
  • هكذا تراجع إيران حساباتها مع ترامب
  • عراقجي: إيران مستعدة لسماع عرض ترامب بشأن "الاتفاق النووي"
  • إيران: ننتظر عرض ترامب بخصوص الملف النووي
  • واشنطن تطرح صفقة طويلة الأمد مع إيران.. لا حرب ولكن!
  • واشنطن تطرح صفقة طويلة الأمد مع إيران.. لا حرب ولكن! - عاجل
  • عراقجي: إيران مستعدة لسماع عرض ترامب بشأن "الاتفاق النووي"