حمص-سانا

تضمنت ندوة أقامها المركز الثقافي في حمص توقيع كتاب “ما وراء الغياب في شعر توفيق أحمد” للكاتب والناقد محمد شريف سلمون، وإعلان جمعية شيبلا إصدارها الأدبي الأول على الساحة الثقافية.

وتضمن الكتاب تحليلاً لعشرين قصيدة من قصائد الشاعر توفيق أحمد، جاءت في مجموعته الشعرية “أكسر الوقت وأمشي” التي نشرها في ثمانينيات القرن الماضي وهو لم يتجاوز بعد الثانية والعشرين من العمر، دون أن يحدث عليها أي تعديل لاحقاً كما يفعل الكثيرون بعد تجاربهم الأولى، وهو ما أشار إليه الكاتب سلمون الذي سلط الضوء على شاعر امتلك زمام القصيدة ومقوماتها منذ صغره.

بدوره لفت الدكتور نزيه بدور في قراءته النقدية للكتاب إلى أن سلمون اتبع الأسلوب التفكيكي من زاوية الحداثة خلال استحضار العنصر الإبداعي في قصائد الشاعر أحمد واصفاً الكتاب بالقيم وبأنه يشكل إلى جانب دواوين الشاعر التسعة قيمة مضافة للمكتبة العربية.

من جهته، رأى الدكتور الناقد هايل الطالب أن الكتاب تناول التجربة الشعرية السورية المعاصرة خلال فترة الثمانينيات، والتي من المفترض أن تأخذ اهتماماً في الوسط الثقافي، داعياً إلى المزيد من الدراسات التي تضيء على الأعمال الأدبية والشعرية في تلك الحقبة، واصفاً تجربة الشاعر توفيق أحمد بالمهمة.

وتخللت الندوة فقرات تراثية غنائية وموسيقية قدمها كورال شيبلا الذي يضم ثلاثة وثلاثين شاباً من الموهوبين بالعزف والغناء بإشراف المايسترو محمد بريمو، إضافة الى عرض توثيقي عن سورية مهد الحضارات الإنسانية.

المحتفى به الشاعر توفيق أحمد عبر عن تقديره لاختيار كتاب جديد يتضمن أشعاره في حفل إشهار جمعية شيبلا ودار نشرها، فقرأ قصيدتين من قصائده التي يتغزل فيهما بحمص وطبيعتها وأهلها والتي سكنت فؤاده منذ طفولته فأغدقها حباً وشوقاً وعرفاناً.

وأشار أحمد في تصريح لـ سانا إلى أن مؤلف الكتاب سلمون نجح في هذه الدراسة من خلال تحليله لمجموعة من القصائد المتنوعة التي تحكي عن الطفولة والوطن والمرأة والمجتمع لشاعر شاب كان قد نظمها في مرحلة ما قبل الشهادة الثانوية دون أن تحتاج إلى تنقيح أو تعديل، معرباً عن سعادته بهذا الإنجاز الأدبي.

بدورها شرحت المديرة التنفيذية لمشروع شيبلا الدكتورة آلاء دياب أن هذا المشروع هو بمثابة مؤسسة ثقافية تم التحضير لها منذ سنتين، وتضم جمعية ثقافية وفرقة للفنون الشعبية ودار نشر وكورالا، إضافة إلى تطبيق إلكتروني خاص بها، مبينة أن الدار تهدف إلى إغناء الأدب السوري المعاصر والتركيز على تجارب رائدة وغنية، وخاصة في مرحلة الثمانينيات وما بعدها لأن الأدب هو جزء من الهوية السورية المعاصرة.

أما الكاتب سلمون فأشار إلى أنه اختار في بحثه تجربة الشاعر والإعلامي الكبير توفيق أحمد بقصائده الأولى التي أبدع فيها وهي تدفع القارئ للتساؤل عن غياب الفاعل الشعري وتهميشه، وهو مصطلح استحدثه الناقد العراقي يادكار الشهرزوري، ما شجعه على الاستفادة من هذه التجربة وتوظيفها في القصيدة الشعرية التي ينطبق عليها ما ينطبق على السرد.

حنان سويد

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: توفیق أحمد

إقرأ أيضاً:

كتاب “تشريح إعلامي”.. آراء عن صناعة المحتوى وإستراتيجيات وتحديات الإعلام

وقع الإعلامي محمد الشقاء كتابه الجديد “تشريح إعلامي” في معرض الكتاب الدولي في جدة حيث حظي بحضور واهتمام من الوسط الإعلامي والمهتمين بالقضايا الإعلامية وصناعة المحتوى.

الكتاب الذي يقع في نحو 145 صفحة وصادر عن دار جداول للنشر يحوي آراء المؤلف في صناعة المحتوى وإستراتيجيات وتحديات الإعلام كما يحتوي على أربعة أبواب.

الشقاء ناقش في كتابه جملة من الموضوعات توزعت بين إستراتيجيات الاتصال، والإعلام في مؤسساتنا الإعلامية، وحتى إدارات الإعلام في منظّماتنا الحكومية والخاصة، وأيضًا ما يتعلق بصناعة المحتوى، إضافة إلى التّحديات التي تواجه الإعلاميين، والموضوعات عن الثّقافة الإعلامية التي يرى ضرورة أن يتسلَّح بها الإعلاميون وخاصة الجدد منهم.

وحاول الإعلامي محمد الشقاء  أن يكون سرده مختصرًا وخاليًا إلى حد ما من لغة التوجيه، وقام بسرد بعض المواقف والتجارب التي شاهدها أو عاشها خلال مشواره الإعلامي، كما حاول من خلال الموضوعات المطروحة أن ينطلق بفكرة مختلفة وقضية ذات قيمة لدى المنتمين للإعلام والاتصال بشكل عام.

ويشير المؤلف إلى أن صناعة وإنتاج المحتوى أعظم تحدٍ لإدارات ومراكز الإعلام في منظّماتنا الحكومية أو الخاصة، وهو النتاج الذي لا يستوعب أو يفهم حجم تأثيره وقوته صُنّاع القرار بتلك المنظمات؛ لاختلاف تخصصهم؛ فكثير منهم لا يهمه المحتوى والمخرج بقدر ما يهمه ما يحققه ذلك لأهداف جهته، ولا يشعر بأهمية وجودة المخرجات الإعلامية أو التسويقية إلا مَن هو في إطارها ويعمل في مجالها؛ لذا قلّ أن يفهم صناع القرار الدور المهم لمراكز وإدارات الإعلام، بل إن بعضهم يتخّوف من هذا الدور، ويجعله في آخر اهتماماته، جرّاء ضعف الثقة أو الخوف من محتوى قد يتسبب في إحراجه منظمته، فتجده يختار الطريق الأسلم، وهؤلاء قلة؛ لكنهم يتحملون تراجع جهاتهم إعلاميًا، وضعف التسويق لمخرجاتهم مقارنة بغيرهم، من هنا تظهر جليًا أهمية فهم الدور الحقيقي لإدارات أو مراكز الإعلام أو إدارات التسويق وتأثيرها البالغ في إظهار مؤسساتنا بالشكل المناسب ودورها الكبير في رسم الصورة الذهنية وتحقيق الأهداف المتضمنة في إستراتيجياتها، انطلاقًا من الإستراتيجية الاتصالية، وأهدافها التي هي بالأصل مستمدة من الإستراتيجية الكبرى المنظّمة.

اقرأ أيضاًالمنوعاتفي ظل مخاوف انخفاض الطلب و”الفائدة الأمريكية”.. النفط والذهب يتجهان لتسجيل تراجع أسبوعي

وبيّن أن على كاتب المقال إن أراد أن يكون ذا قيمة وتأثير؛ أن يأتي بفكرة جديدة مثيرة للانتباه والاهتمام، كما أنه مُطالب بنقل تجربته ومعرفته وفكره للمجتمع ولصناع القرار.

وتطرق الشقاء إلى “الذّكاء الاصطناعي” الذي أصبح يقوم بمعظم أعمال صانعي المحتوى، ويُعتبر مرجعًا موثوقًا يحوي معلومات دقيقة يمكن الاستناد إليها والإشارة إليها في محتواها الصحفي، وفي هذا إشكالية يجب التنبه لها، وهي أن مخرجات الذكاء الاصطناعي ما هي إلا مصادر (تحتاج إلى تدقيق)، ولا تُقارن بمحركات البحث الاعتيادية؛ فهذه الأخيرة عادة نتائجها صحيحة؛ لأن المصدر والمرجع واضح وبعضه مرتبط بالصفحات الرسمية للجهات صاحبة المعلومات الأصلية، ويمكن القول: إن الذكاء الاصطناعي ليس ذكيًا على كل حال، فهو يعتمد على مدخلات ويخرج بنتائج لمعلومات وحقائق متداخلة، وطريقة عمله أشبه “بـحاطب ليل”، فهو لا يستخدم عقله وذاكرته، بل عينيه في توليد المعلومة.

ومما جاء في الكتاب أن الصحافة الاستقصائية فنّ عظيم لم يعد حكرًا على المؤسسات الصحفية، بل وُجد صحفيون يمارسون ذلك على منصّاتهم ونجحوا، وحاولت مؤسسات إعلامية الاستحواذ عليهم؛ خاصة بعض القنوات الإخبارية، ولا شك أن الصحافة الاستقصائية تحتاج إلى جهد وعمل مُضن ٍ كبير ولا تتوقف مصادرها على المصادر المفتوحة، بل تتعداها إلى الملفات المغلقة ودهاليز المنظمات والبيانات الضخمة المتاحة، وإلى كل معلومة ووثيقة مختبئة لم يسبق أن رأت النور، وأكّد محمد الشقاء حاجة مؤسساتنا الصحفية إلى مزيد من الصحفيين الاستقصائيين، وإلى توسيع دائرة هذا الفن وتشجيعه، واكتشاف المزيد من المهتمين بهذا الشأن، سواءً في جامعاتنا أو من خلال البحث عن من لديه علامات نضج بتبنيه وتحفيزه من خلال ابتعاثه وتدريبه من قبل الهيئات والمنظمات المعنية؛ لأن مثل هؤلاء هم من سيكونون واجهة البلد الإعلامية ووجهها المشرق وخط دفاعها الإعلامي الأول مستقبلًا.

من جانب آخر دشن الإعلامي الشقاء في ذات اليوم كتابه الأخير “مع محمد الوعيل.. ذكريات وحكايات” والصادر عن دار صوت المؤلف الذي وثق فيه الكاتب حياة ومسيرة ومهنية الراحل الوعيل وذكريات الشقاء معه خلال عمله معه في عدة محطات صحفية.

مقالات مشابهة

  • أحمد شكري: خلاف شخصي مع هاني رمزي وراء استبعادي من المشاركة في أولمبياد لندن
  • مقرر لجنة الحريات في رابطة الكتاب الأردنيين .. عليك السلام يا أحمد حتى نراك حراً طليقاً
  • كتاب “تشريح إعلامي”.. آراء عن صناعة المحتوى وإستراتيجيات وتحديات الإعلام
  • حكاية شارع «الجبرتي» بالإسكندرية.. سبب تسميته باسم صاحب كتاب «عجائب الآثار»
  • السر "هيثم أحمد زكي".. حورية فرغلي تكشف لـ "البوابة نيوز" رفض مصافحة ناهد السباعي لها
  • إيهاب توفيق والسقا يساندان سناء البيسي على المسرح
  • جزائرية وسعودي يتأهلان في الحلقة الثالثة من «أمير الشعراء»
  • سعودي وجزائرية يتأهلان في الحلقة الثالثة من “أمير الشعراء”
  • نظرات في كتاب: (مبدعون من افريقيا) لمؤلفه الموسيقار: طارق علي الدخري
  • مكسيم خليل الجنرال الذي ابتسم أخيرًا في دمشق بعد 12 عامًا من الغياب