أكد مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أنه لا توجد حتى الآن أية إشارة تلوح في الأفق بشأن عودة روسيا لاتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر موانئ البحر الأسود بعد اتهام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للغرب بالتخلي عن تعهداته المنصوص عليها في الاتفاق.
وأوضح كاتب المقال باتريك وينتور محرر الشئون الدبلوماسية بالجارديان، أن الرئيس بوتين أعلن في تصريحات صحفية بعد محادثاته أمس الإثنين مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مدينة سوتشي الروسية أن الدول الغربية لم تفي بتعهداتها في إطار الاتفاق بشأن الصادرات الروسية من الأغذية والأسمدة، مؤكدا في نفس الوقت أن بلاده مستعدة تماما لإحياء الاتفاق فور التزام الدول الغربية بتلبية مطالب موسكو المنصوص عليها في الاتفاقية.


وينوه المقال أن الرئيس بوتين أوضح أن بلاده على استعداد للعودة مرة أخرى للاتفاق في حالة قيام الدول الغربية بالتوقيع على مذكرة تنص على تسهيل عملية تصدير المواد الغذائية والأسمدة الروسية ورفع العقوبات عن صادرات روسيا من المحاصيل الزراعية.
ويوضح المقال الموقف الغربي في هذا الصدد حيث يشير إلى تصريحات غربية تؤكد أن الدول الغربية قامت بالفعل بإصدار بيان يوضح الإعفاءات الواسعة من العقوبات الغربية ضد روسيا والتي شملت الصادرات الغذائية والأسمدة.
ويشير المقال كذلك إلى ما ذكرته الدول الغربية من أن روسيا تمكنت من تصدير ما يقرب من 56 مليون طن من الحبوب في إطار اتفاق تصدير الحبوب عبر موانئ البحر الأسود، محققة أرباحا بلغت قيمتها حوالي 41 مليار دولار، في الوقت الذي تؤكد فيه موسكو أن الكثير من العراقيل والعوائق اللوجستية بسبب العقوبات الغربية تحول دون تحصيل المدفوعات من الدول المستوردة للصادرات الروسية. 
وسلط المقال الضوء على تصريحات بوتين التي أكد فيها أن انسحاب روسيا من اتفاقية الحبوب منذ حوالي شهرين لم يؤثر على أسعار الغذاء في الأسواق العالمية، مؤكدا أنه على العكس من ذلك انخفضت أسعار السلع الغذائية ولا يوجد أي دليل على وجود نقص في واردات الغذاء في أسواق الحبوب العالمية.
ويشير الكاتب إلى أن الموقف الروسي قد يوحي بأن روسيا قد استفادت من انسحابها من اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية في الوقت الذي تقوم فيها القوات الروسية بقصف مخازن الحبوب الأوكرانية التي كانت تقوم من خلالها بتصدير منتجاتها من الحبوب للعديد من دول العالم.
ويلفت الكاتب في هذا السياق إلى أن الطائرات الروسية دأبت على استهداف مخازن الحبوب الأوكرانية منذ انسحاب موسكو من الاتفاقية، مستشهدا بالهجوم الروسي الأخير على مخازن للحبوب الأوكرانية في منطقة أوديسا والذي أدى إلى تدمير ما يقرب من 220،000 طن من الحبوب، طبقا لما ذكرته مصادر أوكرانية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: تصدير الحبوب موانئ البحر الأسود روسيا الحبوب الأوکرانیة الدول الغربیة تصدیر الحبوب

إقرأ أيضاً:

صادرات القمح الروسي إلى المغرب تحقق ارتفاعا قياسيا

شهدت صادرات القمح الروسي إلى المغرب قفزة ملحوظة منذ بداية عام 2025، حيث تم شحن 124,000 طن من القمح إلى المملكة في الفترة الممتدة بين 1 يناير و9 مارس، مقارنة بـ54,300 طن فقط في نفس الفترة من العام الماضي، ما يعكس زيادة ضخمة تقدر بـ130%.

هذه الزيادة الكبيرة تتزامن مع تحديات مناخية واجهت المغرب، مما أدى إلى تراجع إنتاجه المحلي من الحبوب وزيادة اعتماده على واردات القمح.

وتُظهر هذه الأرقام المتزايدة بوضوح تعزيز التبادل التجاري بين الرباط وموسكو في المجال الزراعي، حيث تمثل روسيا أحد اللاعبين الرئيسيين في أسواق الحبوب العالمية. وعلى الرغم من الصعوبات التي تواجهها العديد من دول المنطقة، فإن روسيا تمكنت من تحقيق إنتاج قياسي في الحبوب خلال السنوات الأخيرة، ما يساهم في تعزيز مكانتها كمورد رئيسي للقمح إلى العديد من الدول، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وفي وقت تزداد فيه حدة المنافسة على أسواق الحبوب العالمية، سجلت روسيا أيضًا زيادات في صادراتها إلى دول مثل نيجيريا ولبنان والكاميرون، حيث تم تصدير كميات ضخمة من القمح خلال الشهور الماضية، في خطوة تعكس التوسع الكبير للصادرات الروسية في هذه الأسواق الحيوية.

وفي سياق هذا النمو الكبير في صادرات القمح، تسعى روسيا إلى تحقيق أهداف طموحة لمستقبل القطاع الزراعي، حيث تتطلع إلى زيادة إنتاجها من الحبوب إلى 170 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030، مع زيادة قدرتها التصديرية إلى 80 مليون طن. هذا التوجه يعكس نية روسيا الجادة في تعزيز دورها كمصدر رئيسي للقمح في الأسواق العالمية، الأمر الذي قد يغير بشكل كبير هيكل التجارة الزراعية الدولية.

وكانت وزارة الاقتصاد والفلاحة، قد أعلنت عن دعم جزافي للقمح اللين المستورد خلال الفترة من 1 يناير إلى 30 أبريل 2025، وذلك في مسعى لتخفيف الأعباء المالية على شركات الطحن وضمان توافر القمح بأسعار معقولة للمستهلكين.

هذا القرار يأتي في وقت حساس بالنسبة للقطاع الزراعي المغربي، الذي يعاني من تقلبات المناخ والطلب المتزايد على الحبوب.

 

مقالات مشابهة

  • واشنطن تنفي وجود قائمة بدول يمنع على مواطنيها دخول الأراضي الأمريكية
  • وسط تحسن العلاقات والتواصل بين ترامب وبوتين.. الضمانات الأمنية حجر الزاوية لإنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية
  • تقرير: التصعيد بين واشنطن وطهران يلوح في الأفق.. وأوروبا مطالبة بإيجاد مخرج
  • هل اقتربت نهاية الحرب الروسية الأوكرانية؟ اتصال مرتقب بين ترامب وبوتين يوم الثلاثاء
  • القوات الأوكرانية تنسحب من منطقة كورسك الروسية بعد سبعة أشهر من القتال
  • صادرات القمح الروسي إلى المغرب تحقق ارتفاعا قياسيا
  • "الدفاع الروسية": تدمير عدد من الآليات الأوكرانية في مقاطعة كورسك خلال 24 ساعة
  • ماكرون: قد نرسل قوات إلى أوكرانيا دون موافقة روسيا
  • اقتربت على النهاية.. تطورات الحرب الروسية الأوكرانية| ماذا يحدث؟
  • محلل سياسي: الحرب الروسية الأوكرانية نحو اتفاق سلام محتمل