سودانايل:
2024-11-15@22:54:12 GMT

“في ذكرى السودان”

تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT

والبشير في آخر أيامه على رأس النظام -إذ ليس لديه هو أي نظام بل كان جزء منه- كان كثور أعمى في سفينة!

البشير حاول أن يُفكّر في طريقة تحميه داخلياً و خارجياً منذ فترة طويلة-تحديداً منذ إنفصاله عن شيخه الترابي و إنقسام حراكهم الإسلامي-، خبرته الداخلية في “شق الصف” داخل الأحزاب و الحركات المعارضة له -بل داخل حزب النظام الذي جاء به ذاته- أغرته أنه قادر على حماية نفسه و عرشه باللعب على الحبال كلها!

داخلياً خلق البشير جيشاً مواز للقوات المسلحة بل و فتح له من خزائن الدولة و أغدق عليه في الصرف حتى فات تسليح و قدرات الجيش الحكومي نفسها و في غرور منه أطلق عليها “الدعم السريع” بصلاحيات تحرك غير مقيدة نظامياً لا إداريا كتحركات الجيش!

البشير كان و ظل يُفاخر بتلك المليشيات و أمر برلمانه و بتشريع ما يلزم لجعلها قوات معترف بها “شرعيا”!

البشير كان يخاف من رجولة قوات الشعب المسلحة التي هو يعرفها جيداً في نفس الوقت كان يخشى من أجهزة النظام الذي هو مجرّد عضو عسكري فيه و إن كان رئيس الجمهورية! ظهور تلك المليشيات جعل في السودان الدولة ثلاثة “فرق” مسلحة مقاتلة: الجيش و الأمن و الدعم السريع.



و بينما كان صلاح قوش يطور قوة جهازه -الأمن- في فترات قيادته له و البشير خوفا منه يُرضِعُ الدعم السريع كان النظام كله ببشيره يُحطِّم “عمداً” في خطة مدروسة جيش السودان؛ قوات الشعب المسلحة!

و عندما إشتعلت الثورة و سبقتها ثورات متفرقة كان الواضح للجميع مقدار التشوه و الضعف و العجز الذي أصاب جيش السودان و قيادته و أركان حربه في جميع أفرعه و وحداته. الشعب كان يستنجد بقواته المسلحة بينما كانت قيادات الجيش العليا في تردّد من أمرها أهي قوات لحماية الوطن و الشعب أم هي حامية للأنظمة؟!

حتى عندما حاول النظام التضحية برأسه البشير ليعيش هو كان أداء من يتزعمون تلك التضحية فاشل و مشهد أولئك الجنرالات و هم يُعلِنون بيانهم الأول و يؤدون القسم أمام بعضهم البعض مسرحية فاضحة مُخزية!

في غمرة و خضم كل تلك الأحداث و الثورة في أشدها و ألقِهَا كان “جنرال الخلا” حميدتي -من صنعه البشير حارس له مع كل تلك المليشيات الخاضعة بأمره- يُلقِي سَمعه و يَلتزم أوامر أنظمة من دول صديقة و مجاورة. حميدتي و قواته كانت ورقة البشير و “كرته” الرابحة بين الأنظمة العربية بدفعها بمظلة الجيش السوداني و تحت إسمه مليشيات مأجورة مرتزقة في حروبٍ السودانُ -الدولة و الشعب- لا ناقة له فيها و لا جمل!

كرت البشير هذا جذب الأنظار إليه دولياً و إقليمياً و أفريقياً و عربياً! فتلك المليشيات تُكافح الهجرة غير الشرعية و المتاجرة بالبشر و تخوض حروب الوكالة و تتحرك بسهولة لا قيود من أي نوع عليها “تذكروا شعارها”.

سقط البشير و تشرد النظام الذي جاء به مابين كتائب ظل و قيادات ظلام و أشباح و جثامين بالية مازالت تحاول الصراع للبقاء من خلف المجلس العسكري الصوري التابع لها.

حميدتي الآن “يُوَرنَشْ"

و المسخُ الذي يصنعهُ البشير بيديه و تُبَاركُهُ لَهُ الحركة الإسلامية و الكيزان و يُشرِّعُهُ له برلمان حزبه المؤتمر الوطني ينقلبُ عليه و يَفترسُ ينهَشُ السودان كله!
و تحالفُ عربي (ما) قيادة فيه تكيدُ للسودان حِقدَاً دَفيناً مِن عُقدَةِ قدِيمَة (مَا)؛ تنتهزُ الفُرصَة لحظة إشتِعَال الثورَة و تُدَبِّرُ فلي ليل الغدر أمراً للسودان و جيشه و شعبه (مَا)!
يُحَاولون استخدام المسخ الذي صنعهُ البشير لنفسه لأنفسهم هم؛ ويصعدُ أدرَاج السُلطة في السودان ذاك النكرة و مليشياته من الملاقيط المرتزقة حميدتي و يا أسفاً – أسفاً و أسفاً و أسفاً- فصعُود المسخ تم على أكتاف و حساب ماضي و حاضر و مستقبل جيش السودان قوات الشعب المسلحة!

إذ فجأة أمسينا لنصبح و تلك المليشيات من الجنجويد تسيطر على السودان كله و تقوم بمهام الجيش و الشرطة و الأمن و هي العدو المجرم الغريب المغتصب القاتل! و الجيش -قياداته العليا على الأقل- تُبَاركُ المَسخ!

حميدتي و عصابته ما كانوا ليُخيفوا أهل السودان أو حتى يعنون لهم وزناً و لا قيمة لكن الذي اكتشفه شعب السودان كان أمراً بشعاً مُفزع! ففي خضم فرحة الناس بالثورة و سُقوط نظام البشير أكتشف السودان أن قواته المسلحة لم يُعد من وجود لها!! فقط مجموعة من كبار الرتب العسكرية و أركان الحرب جلست في كراسي المجلس العسكري بلا ملامح لا رجولة لا كرامة لا شرف لا وطنية و لا هوية! أشباح لبشر ما يدّعون إنتمائهم للسودان و شعبه و جيشه و هم أوَّل من خان الجيش و الشعب و الوطن!

و حميدتي سارح يتلاعب بهم في ظنه أن حكم السودان و شعب السودان أمر هو بسهولة و يسر بالغه! حميدتي هذا النكرة و كل من معه قطاع الطرق و المرتزقة و كل تلك القادات من أنصاف الرجال في الجيش حتما مصيرها من مصير قائدهم البشير. و لا أسفاً على جيش لم يحفظ دم و عرض و كرامة شعبه داخل ساحات قيادته!!

"مُجرّد كتابه قديمه من ٢٠١٩"

وأبشر يا شهيد
محمد حسن مصطفى

mhmh18@windowslive.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: جیش السودان

إقرأ أيضاً:

الإمارات تُخطِّط لتقليل معدل صرف 2 مليار دولار تدعم بها حميدتي.. وأفريقيا الوسطى تقترب من السودان وتبتعد عن الدعم السريع

كشف تقرير لمجلة “أفريكا إنتليجنس” الفرنسية، المتخصصة في الشؤون الاستخباراتية بالمنطقة، ان رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى فوستين آرشانج تواديرا، أصبح يبتعد عن زعيم مليشيا الدعم السريع محمد حمدان حميدتي، وبات يقيم علاقات مع عدوه عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني.
وقالت “أفريكا إنتليجنس” انه في المقابل تريد بانغي اعتقال قادة المتمردين في جمهورية أفريقيا الوسطى الموجودين في السودان الشقيق.
على ذات الصعيد، كلف تواديرا أقرب مستشاريه بتطوير شراكة مع جهاز المخابرات العامة السوداني. للعمل معاً على القضايا الثنائية التي ناقشها تواديرا والبرهان في سبتمبر عندما التقيا على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك.
كان من المقرر أن يُعقد الاجتماع في البداية في بانغي، لكن البرهان قرر في النهاية عدم الذهاب لأسباب أمنية لكنهما التقيا أخيراً في الولايات المتحدة، طلب تواديرا تعقب واعتقال وتسليم اثنين من قادة المتمردين في جمهورية أفريقيا الوسطى اللذين يعملان من السودان، حيث أقاموا قواعد خلفية.
تضيف الدورية الاستخباراتية أن داعمي حميدتي الذين ترتكب قوات الدعم السريع التابعة له فظائع ضد المدنيين، يبدو انهم بدأوا يشعرون بالتعب والشك. الإمارات العربية المتحدة (مثال على ذلك) تُخطِّط لتقليل معدل صرف ما لا يقل عن 2 مليار دولار يشتبه في استخدامها لدعم حميدتي، سواء من حيث المعدات العسكرية التي يتم نقلها جوّاً من كينيا على وجه الخصوص، ومن حيث اللوجستيات، خاصّةً عبر تشاد المجاورة.

صحيفة السوداني

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • اليونان تجري محادثات مع إسرائيل لتطوير “القبة الحديدية”
  • خالد عمر: صراعات “حلف بورتسودان” تعمق الأزمة
  • صوفيا المريخ تُحيي ذكرى والدها بأغنية “بويا” بعد عقد من الغياب
  • نائب رئيس الأركان يقوم بزيارة تفقدية إلى لواء “صالح المحمد الآلي/ 94”
  • الجيش الذي “لا يرتدي النعال”.. الاستخبارات الصينية تعرض صوراً لعملية استهداف حاملة الطائرات “إبراهام” وكيف اختبأت المدمرات الأمريكية ضمن تشكيلة الأسطول الصيني (تفاصيل مثيرة)
  • الإمارات تُخطِّط لتقليل معدل صرف 2 مليار دولار تدعم بها حميدتي.. وأفريقيا الوسطى تقترب من السودان وتبتعد عن الدعم السريع
  • دلالات ورسائل استهداف “القواعد العسكرية الصهيونية” في فلسطين المحتلة
  • مستقبل حميدتي وقوات الدعم السريع بعد الخسائر العسكرية الأخيرة
  • ما دلالات غياب أردوغان عن كلمة بشار الأسد خلال “قمة الرياض”؟ / فيديو
  • نتنياهو في رسالة للشعب الإيراني: “تغيير النظام يقترب ووقت الحرية قادم”