بعد تحذيره منه.. لماذا مضى السوداني بالربط السككي مع إيران؟
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
أثارت خطوة رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، وضع حجر الأساس لأول مشروع ربط سككي بين العراق وإيران، تساؤلات عدة حول الفائدة المرجوة منها، ولاسيما أن السوداني نفسه سبق أن حذر من الإقدام عليها بسبب ضررها البالغ على موانئ البلاد.
وأثناء وضع حجر الأساس في منفذ الشلامجة الحدودي بمحافظة البصرة، السبت، تحدث السوداني عن أهمية مشروع الربط السككي في نقل المسافرين وزائري العتبات المقدسة (للشيعة)، من إيران وبلدان وسط آسيا، فضلا عن أهميته في تعزيز البنى التحتية لاقتصاد العراق.
وأكد السوداني بحضور نائب الرئيس الإيراني، محمد مخبر، أن المشروع يمثل ركيزة أخرى في تعزيز البنى التحتية لاقتصادِنا، ورفع قدرة العراق على التواصل مع دول الجوار، واستقبال المسافرين القادمين من إيران، وبلدان وسط آسيا، عبر مشروع الربطِ السككي.
خطوة السوداني هذه جاءت مغايرة لما كان يطرحه عندما كان نائبا في البرلمان، إذ أكد في مقابلة أجراها الأخير عام 2021، أن أي ربط سككي مع دول الجوار هو تفريط في جميع موانئ العراق، وبالتالي تفريط بأهم ورقة يمتلكها العراق بحكم هذا الموقع الجغرافي المتميز الذي يتمتع به.
"قتل الفاو"
وتعليقا على ذلك، قال المحلل السياسي العراقي، عماد باجلان، إن "ضرر المشروع وتداعياته على العراق يعلمها رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، وحديثه السابق عن خطورة الربط السككي مع دول الجوار أمر واضح لا يحتمل التأويل، لذلك هو اليوم في حرج كبير".
وأضاف باجلان لـ"عربي21" أن "السوداني تعرض إلى ضغوطات كبيرة من بعض الأحزاب، ولا سيما من عصائب أهل الحق، بقيادة قيس الخزعلي، الذي سبق له أن وصف رئيس الوزراء بأنه مجرد مدير عام، أي لا يمتلك صلاحيات له ولا يستطيع اتخاذ قرار بدون العودة للإطار التنسيقي".
وتساءل الخبير العراقي قائلا: "هل يعقل أن يحذر السوداني قبل عام واحد من مشروع الربط السككي في مقابلاته التلفزيونية، واليوم يذهب بنفسه ويضع حجر الأساس لها إن لم تكن عليه ضغوطات، ولا سيما من العصائب التي هي من تدير الحكومة اليوم"، بحسب قوله.
وأكد باجلان أن "خطوة السوداني هذه بالفعل كانت بمثابة إطلاق رصاصة الرحمة على ميناء الفاو الكبير وكل موانئ العراق".
وأوضح: "تزامن المشروع مع زيارة الأربعين (مناسبة دينية شيعية) وإثارة المشكلات في محافظة كركوك، كلها كانت للتغطية على هذه الصفقة التي ستكون أضرارها جسيمة على مستقل العراق، حسبما تحدث السوداني نفسه عن ذلك قبل توليه منصب رئيس الحكومة".
وشدد باجلان أن "السوداني مطالب بالخروج إلى الشعب العراقي، وتوضيح الفائدة المرجوة من مشروع الربط السككي، ولماذا غير رأيه بعدما كان يحذر منه. لكنه لن يستطيع التصريح بذلك، لأنه اليوم يمر في حرج كبير".
وكان وزير النقل العراقي السابق، عامر عبد الجبار، قال إن "الربط السككي مع إيران لأغراض نقل المسافرين فقط ادعاء كاذب لعدم ورود أي حصرية بذلك، وكان الأجدر تحديد مواصفات السكة بحمولة محورية 15 طنا، وغير ذلك فهو خداع للشعب العراقي".
وأكد عضو البرلمان العراقي، في حديث تلفزيوني لوسائل إعلام محلية، السبت، أن "وضع حجر الأساس أثناء انشغال المواطنين في الزيارة الأربعينية أمر مقصود"، واصفا الربط السككي بين العراق وإيران بأنه "رصاصة الرحمة على ميناء الفاو".
"مخصص للمسافرين"
وفي المقابل، قال عضو الإطار التنسيقي السابق، عائد الهلالي، في حديث لـ"عربي21" إن "الجميع يرفض رفضا قاطعا أن يكون هناك ربط سككي يعمل على تمرير البضائع من دول الجوار إلى العراق ومن خلالها إلى الموانئ الأخرى سواء عبر البحر الأبيض المتوسط أو عن طريق تركيا".
وأوضح الهلالي أن "القضية الأساسية التي لم تفهم في الربط السككي مع إيران هو أنه مخصص لنقل المسافرين فقط، لأن العراق فيه مناسبات دينية كبيرة ويحتاج إلى وسائل نقل هائلة".
وبيّن أن "الزوار الإيرانيين الذين يتوافدون على العراق يتجاوز عددهم الـ6 مليون شخص، ولا توجد إمكانية لدى العراق لنقل كل هؤلاء من الحدود الإيرانية إلى المدن العراقية، وأيضا في الاتجاه المعاكس يذهب زوار عراقيون إلى مدن إيرانية لغرض الزيارة الدينية".
وشدد الهلالي، وهو قريب من مكتب رئيس الحكومة، أن "الربط السككي مع إيران فقط من أجل نقل المسافرين، وليس البضائع، التي تؤثر بشكل كبير جدا على مشروع التنمية الذي أطلقه السوداني، ولا أعتقد أن الأخير يناقض نفسه في هذا الموضوع".
وفي أواخر أيار/ مايو الماضي، أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال مؤتمر دولي بالعاصمة بغداد، عن مشروع ضخم للنقل والبنية التحتية يربط البصرة بأوروبا مرورا بتركيا، عبر خط للسكك الحديدية وطرق معبدة.
ومن المخطط أن يشمل المشروع 1200 كيلومتر من البنية التحتية للسكك الحديدية والطرق السريعة، بدءا من ميناء الفاو في الخليج العربي بمدينة البصرة، وصولا إلى شمال العراق ثم تركيا.
وكان نائب الرئيس الإيراني محمد مخبر، قد توقع في تصريحات نقلتها وسائل إعلام إيرانية، السبت، أن تشهد عملية التبادل التجاري بين بلاد والعراق "قفزة هائلة" بعد استكمال الربط السككي الإستراتيجي بين البلدين، وأن ربط السكك الحديدية بين البلدين من شأنه أن يكمل طرق النقل الدولية.
وتابع: الدول التي تقع في شرق العالم، يمكنها الوصول والتواصل مع دول البحر الأبيض المتوسط من خلال هذا الخط، كما نأمل أن يلعب هذا الخط دورا خاصا في تسهيل السفر بين إيران والعراق.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية العراقي إيران العراق إيران سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الربط السککی مع إیران مشروع الربط حجر الأساس دول الجوار مع دول
إقرأ أيضاً:
وزير الكهرباء: مخطط زمني محدد لإنهاء الأعمال بمشروع الربط المصري السعودي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أجرى الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، اليوم السبت، زيارة ميدانية إلى محطة الربط المصري السعودي جهد 500 كيلو فولت تيار مستمر بمدينة بدر، لتفقد أعمال تركيب المحولات بالمحطة والذي تعد الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط من حيث الحجم وتكنولوجيا التصنيع والتشغيل والاستخدام على خطوط الربط مع الشبكات الكهربائية، وذلك بحضور المهندسة صباح مشالي، نائب الوزير، والمهندس جابر دسوقي، رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر، والمهندسة منى رزق، رئيس الشركة المصرية لنقل الكهرباء، ومشاركة مديري المشروع، والاستشاري، ومسؤولي الشركات القائمة على التنفيذ، وفريق العمل المسؤول عن مشروع الربط الكهربائي المصري السعودي بقدرة 3000 ميجاوات.
استعرض الدكتور محمود عصمت الوضع الراهن للمشروع ومعدلات تنفيذ الأعمال والمخطط الزمنى ومواعيد تسليم المراحل المختلفة في إطار مخطط تشغيل الخط وربطه مع الشبكة الموحدة، وكذلك خطة العمل الحالية ومراجعة تنفيذ ما تم التوجيه به خلال الزيارات السابقة وموقف وصول المعدات وفتح الاعتمادات وحجم تنفيذ الأعمال ومدى توافق ذلك مع المخطط الزمنى، وكذلك التعاون والتنسيق بين كافة الأطراف المعنية لتكثيف العمل وزيادة عدد الورادى والانتهاء من الأعمال الفنية الخاصة بارتفاع الأبراج فى مناطق المرتفعات المحيطة بالمطارات وعبور خطوط البترول وقناة السويس وبعض المناطق الأخرى فى مسار خط الربط.
ووجه بتذليل كافة العقبات والمعوقات، مطالبا بضرورة الالتزام بإنهاء المشروع وبدء التشغيل مطلع الصيف المقبل كأحد أهم المحاور لضمان استقرار الشبكة ومواجهة الأحمال المرتفعة المتوقعة، مشيرا إلى المتابعة المستمرة من القيادة السياسية لمستجدات تنفيذ مشروع خط الربط المصري السعودي، واجتماع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء بالشركات القائمة على التنفيذ لمتابعة المستجدات
وأكد الدكتور محمود عصمت وجود رؤية واضحة تشمل خطة شاملة ومتكاملة لرفع كفاءة منظومة الطاقة وإيجاد حلول عاجلة ومستدامة لاستقرار الشبكة الموحدة وتحسين جودة الخدمة ، مشيرا إلى الاعتماد على الطاقات المتجددة ورفع كفاءة تشغيل محطات التوليد وخفض استخدام الوقود وإيجاد حلول عملية للفقد فى شركات التوزيع، موضحا استمرار المتابعة الميدانية لإنهاء مشروع الربط الكهربائي مع السعودية والالتزام بالخطة الزمنية فى ضوء توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وأضاف، أن المشروع يهدف الى استغلال الاختلاف في وقت حدوث ذروة الحمل بين شبكتي البلدين بما فى ذلك من تعظيم الاستفادة من قدرات التوليد فى مصر والسعودية وخفض معدلات استهلاك الوقود والتشغيل الاقتصادى للشبكة، موضحا ان هذا المشروع يعد ربطا بين أكبر شبكتين كهربائيتين في المنطقة ونواة لربط كهربائي عربى شامل فى المستقبل وفتح المجال لسوق عربية مشتركة فى مجال الكهرباء والطاقة، وهو مايؤدي إلى استقرار وزيادة اعتمادية التغذية الكهربائية بين البلدين بالإضافة إلى حجم المردود الاقتصادى والتنموى.
بأتي ذلك فى إطار الجولات الميدانية والزيارات المستمرة لمختلف مواقع العمل، وفى ضوء الخطة العاجلة وبرنامج عمل الوزارة، والمتابعة اليومية لأعمال تنفيذ مشروع الربط الكهربائي المصرى السعودى، والتأكيد على الالتزام بالجداول الزمنية للانتهاء من المشروع وربطه على الشبكة الموحدة للكهرباء في مصر والسعودية مطلع الصيف المقبل وإيجاد حلول مستدامة للحفاظ على استقرار الشبكة القومية الموحدة وتحسين جودة التغذية
يذكر أن المشروع يتكون من 3 محطات محولات ضخمة ذات جهد عالٍ الأولى في شرق المدينة بالسعودية والثانية في تبوك، والثالثة في مدينة بدر شرق القاهرة ويربط بينهما خطوط هوائية يصل طولها لنحو 1350 كيلومتراً وكابلات أخرى بحرية، ويعمل على التنفيذ تحالف من 3 شركات عالمية.
1000041367 1000041399