لماذا أقال زيلينسكي وزير دفاعه ريزنيكوف؟
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
مع دخول الحرب الروسية على أوكرانيا شهرها التاسع عشر، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إقالة وزير دفاعه أوليكسي ريزنيكوف، مشيراً إلى الحاجة إلى "نهج جديد". ماذا يعني إعلان زيلينسكي ولمَ أقيل ريزنيكوف؟
مع دخول الحرب الروسية على أوكرانيا شهرها التاسع عشر، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إقالة وزير دفاعه أوليكسي ريزنيكوف، مشيراً إلى الحاجة إلى "نهج جديد".
وريزنيكوف، الذي شغل منصب وزير الدفاع منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2021 أشرف على واحدة من أكبر عمليات الدعم العسكري تاريخياً وعلى مليارات الدولارات من الأسلحة والمساعدات العسكرية الأخرى التي تسلّمتها أوكرانيا من الغرب.
وفي مداخلته اليومية المسائية قال الرئيس الأوكراني "هذا الأسبوع، سيُطلب من البرلمان اتخاذ قرار بشأن الموظفين.. قررت استبدال وزير الدفاع الأوكراني.. أمضى أوليكسي ريزنيكوف أكثر من 550 يوماً في حالة من الحرب الشاملة. أعتقد أنّ الوزارة تحتاج نهجاً جديداً وأشكالاً أخرى من التفاعل مع الجيش والمجتمع".
وأعلن زيلينسكي ترشيح السياسي رستم أوميروف وهو من تتار القرم لخلافة ريزنيكوف.
وقال الرئيس الأوكراني "سيكون رستم أوميروف على رأس وزارة الدفاع"، متوقعاً "أن يدعم البرلمان الذي يعرف هذا الشخص جيداً، قرار ترشيحه لهذا المنصب".
وحتى صدور هذا الإعلان شغل أوميروف [41 عاماً] مركز رئيس صندوق أملاك الدولة السابق في أوكرانيا، وكانت مهمته تتمثل في جذب الاستثمارات إلى أوكرانيا، وقد شارك بشكل وثيق في عمليات تبادل أسرى الحرب.
كما شغل منصب كبير المفاوضين في مبادرة حبوب البحر الأسود، وأعرب أكثر من مرة عن شكوكه في التزام روسيا بالاتفاق.
ويأتي قرار تعيين أوميروف، في وقت حرج بالنسبة للهجوم المضاد الذي تشنه أوكرانيا على الجيش الروسي منذ مطلع حزيران/يونيو ولا تزال نتائجه ما دون المتوقع، ومع دخول علاقة كييف مع الحلفاء والمانحين مرحلة جديدة.
وتحاول أوكرانيا تسريع تدريب ونشر مقاتلات F-16، إضافة إلى الحصول على حزمة جديدة من المعدات والأسلحة الأخرى التي قد تساهم في دفع هجومها المضاد لاستعادة مناطق تسيطر عليها روسيا في شرق أوكرانيا وجنوبها.
وتشهد منطقة البحر الأسود حيث توجد موانئ ومنشآت أساسيّة للتجارة والتصدير، توترا متزايدا منذ انتهاء العمل في تموز/يوليو باتّفاق لتصدير الحبوب الأوكرانيّة عبر ممرّات بحريّة آمنة.
وبعد إعلان زيلينسكي رسميا تنحية وزير دفاعه، أعلن الأخير عبر فيسبوك استقالته الاثنين، وكتب في منشور أرفقه ببعض الصور "بعد قرار رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي، قدمت استقالتي إلى البرلمان الأوكراني.. أنا جاهز للتقرير. دعونا نحافظ على الخط".
ويشغل ريزنيكوف منصب وزير الدفاع منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، بعد أن شغل سابقًا مناصب حكومية أخرى مثل نائب رئيس الوزراء، وفقًا لسيرته الذاتية المنشورة على الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع.
وتأتي إقالته في أعقاب سلسلة من الفضائح المرتبطة بالفساد والتي تورطت فيها وزارة الدفاع الأوكرانية.
وعلى الرغم من ابتعاد اسمه عن أي شبهات تتعلق بالفساد إلا أن الخضات التي لحقت بوازرته لا تزال تلحق الضرر به.
وكان زيلينسكي قد أقال عددا من كبار المسؤولين في إدارته في مطلع العام الجاري بسبب فضيحة مرتبطة بشراء معدات عسكرية في زمن الحرب.
العودة إلى المدرسة: مدن أوكرانية تفتح فصولا تحت الأرض وبوتين يخاطب التلاميذ "روسيا لا تقهر" البيت الأبيض: كيم جونغ أون يعتزم لقاء بوتين في روسيا لبحث تزويد موسكو بأسلحةروسيا تعلن إسقاط ثلاث مسيّرات أوكرانية كانت في طريقها لضرب موسكووفي كانون الثاني/يناير، اضطر فياتشيسلاف شابوفالوف نائب ريزنيكوف للاستقالة بعد توجيه اتهامات لوزارة الدفاع بتوقيع عقود لشراء مواد غذائية بأسعار أعلى مرتين أو ثلاث مرات من الأسعار الحالية للمواد الغذائية الأساسية.
ومن ثم في أغسطس/آب، قام زيلينسكي بطرد جميع المسؤولين عن مراكز التجنيد العسكرية الإقليمية على خلفية مخاوف تتعلق بالفساد،مؤكدا وجود 112 دعوى جنائية ضد مسؤولين في مكاتب التسجيل والتجنيد العسكرية.
ويوم السبت، ألقي القبض على إيهور كولومويسكي، أحد أقوى رجال الأعمال في أوكرانيا المتهم بالاحتيال وغسل الأموال.
وتأتي سلسلة الاعتقالات والإقالات هذه وسط حملة تشنها كييف لمكافحة الفساد استجابةً لطلب الاتّحاد الأوروبي.
وقال زيلينسكي إن استئصال ورم الفساد الذي يفتك بالحكومة الأوكرانية هو أمر حيوي وضروري بالنسبة لكييف للحصول على العضوية التي طال انتظارها في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
ووفقًا لتقرير منظمة الشفافية الدولية لعام 2021، تعد أوكرانيا ثاني أكثر الدول فساداً في أوروبا بعد روسيا. وعالمياً، احتلت المرتبة 122 من بين 180 دولة.
وفي العام 2019، ساهم الوعد الذي أطلقه الممثل الكوميدي السابق بمحاربة الفساد في وصوله السريع إلى السلطة.
ومنذ العام الماضي، أصبحت أوكرانيا رسميا دولة مرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي، إلا أن بروكسل أوضحت أن كييف ستحتاج إلى تكثيف حربها ضد الفساد إذا أرادت أن تصبح عضواً كامل العضوية.
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك في هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية زيلينسكي يزور دونيتسك وبوتين يؤكد أن هجوم أوكرانيا المضاد "فشل" زيلينسكي: القوات الأوكرانية "تتقدم" في هجومها المضاد شاهد: في أوكرانيا.. ازدهار وطفرة في تصنيع المُسيّرات الحربية فولوديمير زيلينسكي فساد روسيا أوكرانيا الاتحاد الأوروبيالمصدر: euronews
كلمات دلالية: فولوديمير زيلينسكي فساد روسيا أوكرانيا الاتحاد الأوروبي فرنسا إسبانيا السعودية فيضانات سيول لاجئون كرة القدم الحرب الروسية الأوكرانية عبد الفتاح البرهان فولوديمير زيلينسكي البيئة الشرق الأوسط فرنسا إسبانيا السعودية فيضانات سيول لاجئون كرة القدم فولودیمیر زیلینسکی الرئیس الأوکرانی
إقرأ أيضاً:
«صحيفة أمريكية»: هجوم ترامب على زيلينسكي يثير ردود فعل غاضبة في أوكرانيا
أثار الهجوم اللاذع للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ردود فعل غاضبة من الشعب الأوكراني.
وذكرت صحيفة ميامي هيرلد الأمريكية أن تصريحات ترامب تأتي في ظل تصاعد التحديات التي تواجهها أوكرانيا في مواجهة الحرب الروسية، في وقت تعتمد فيه بشكل كبير على الدعم العسكري والمالي الأمريكي لمقاومة القوات الروسية.
ووصف ترامب نظيره الأوكراني بـ "الدكتاتور" وهاجم بشكل خاص تصريحاتٍ له حول ضرورة إنهاء الحرب وفقًا لشروط تصب في مصلحة روسيا. كما ادعى أن تأييد الرئيس الأوكراني لا يتجاوز 4%، وهو ادعاء تم دحضه من قبل زيلينسكي الذي وصف هذه التصريحات بأنها "دعاية روسية"، حيث أظهر استطلاع حديث أن 57% من الأوكرانيين يثقون في زيلينسكي.
وتوسع ترامب في هجومه، متحدثًا عن تقديم الولايات المتحدة 350 مليار دولار كمساعدات لأوكرانيا، وهو رقم مبالغ فيه مقارنة بالأرقام الفعلية التي تشير إلى حوالي 183 مليار دولار. كما وصف زيلينسكي بـ "الكوميدي الناجح إلى حد ما"، في محاولة للإشارة إلى خلفيته التلفزيونية قبل أن يصبح رئيسًا.
وبالنسبة للانتخابات في أوكرانيا، التي تم تعليقها بسبب حالة الطوارئ، دعا ترامب إلى إجراء انتخابات، رغم أن القوانين الأوكرانية تمنع ذلك في ظل الظروف الراهنة. كما أشار إلى أن "ملايين الأشخاص" قد لقوا حتفهم في الحرب، رغم أن التقديرات تشير إلى عدد أقل من ذلك بكثير.
وقد أثار ترامب ردود فعل قوية في أوكرانيا، حيث عبر العديد من الأوكرانيين عن دعمهم لزيلينسكي في مواجهة الهجوم، مؤكدين أن إجراء الانتخابات في هذا الوقت لن يعود بالنفع سوى على روسيا. وأشار المعارضون إلى أن دعوة ترامب إلى الانتخابات قد تؤدي إلى مزيد من الانقسام في البلاد.
ومن جانب آخر، أعرب يوجين فينكل من جامعة جونز هوبكنز الأمريكية عن رأيه بأن هجوم ترامب قد أدى إلى تعزيز شعبية زيلينسكي، وزيادة وحدة الشعب الأوكراني حوله. وأكد أنه إذا كان ترامب يهدف إلى إضعاف زيلينسكي، فإن نتائج الهجوم كانت عكسية.
وفي الأثناء، يترقب المجتمع الدولي التطورات المقبلة، حيث من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع ترامب في واشنطن الأسبوع الجاري، في وقت يتداول فيه حلف شمال الأطلسي (الناتو) كيفية التعامل مع احتمالية مفاوضات سلام بين الولايات المتحدة وروسيا تُستثنى منها أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون.