"شيء لم ير منذ 20 عاما".. هزيمة في ساعات الفجر الأولى!
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
تعرضت قوة خاصة إسرائيلية ليلة 5 سبتمبر 1997 إلى كمين بعد نزولها جنوب ميناء صيدا اللبناني ومحاولة تسللها على الداخل، مأ أدى إلى ما وصف بأسوأ هزيمة للجيش الإسرائيلي منذ 12 عاما.
إقرأ المزيدتلك القوة الخاصة الإسرائيلية التابعة لوحدة "شايطيت 13" التي تعد نخبة سلاح "الضفادع البشرية" وكانت تتكون من 16 عنصرا، قوبلت بكمين من العبوات الناسفة والنيران الكثيفة من قبل مقاتلي جزب الله والجيش اللبناني، ما أدى إلى مقتل 12 من أفرادها بما في ذلك قائد المجموعة المقدم "يوسي كوراكين"، وإصابة أربعة آخرين.
الكومندوز الإسرائيلي نزل حينها شمال مدينة صور اللبنانية الساحلية وكان محملا بالمتفجرات في عملية لم يكشف عن هدفها.
فيما كان أفراد القوة البحرية الإسرائيلية الخاصة يسيرون متسترين بالظلام، فوجئوا بالقرب من بلدة الأنصارية بكمين من الألغام وبوابل من الرصاص، فسقط معظم أفراد المجموعة قتلى، وحوصر من بقي منهم حيا، فطلبوا النجدة والدعم الجوي والبحري، ونشبت معركة بالأسلحة النارية استمرت ثلاثة ساعات قبل أن يتم انتشال جثث 11 من أفراد الكومندوز، وإجلاء أربعة جرحى تم نقلهم بطائرة مروحية إلى مستشفيات في شمال إسرائيلي.
الجندي الثاني عشر القتيل لم تتمكن القوات الإسرائيلية التي هرعت للنجدة من العثور عليه، وقيل إن عبوات ناسفة كان يحملها على ظهره انفجرت وحولته إلى أشلاء.
وسائل إعلام إسرائيلية نقلت في ذلك الوقت عن الطبيب دانيال موشيه، الذي تولى استقبال القتلى والجرحى في مستشفى الجليل الغربي في نهاريا قوله: "لم أر شيئا كهذا منذ 20 عاما".
أما الجيش الإسرائيل فقد ذكر في تلك المناسبة أن القوة فيما كانت في طريقها لتنفيذ "مهمتها" تعرضت لعبوة ناسفة قوية ولإطلاق نار من مقاتلي حركة أمل وحزب الله، وأن قوة إنقاذ من المروحيات والسفن الحربية انضمت إلى معركة استمرت حتى الفجر. وقامت قوة الإنقاذ بإجلاء القتلى والجرحى والبحث عن جندي، عد في ذلك الوقت مفقودا.
القتال في المنطقة ألحق خسائر بالمدنيين اللبنانيين، وتحدث الجيش اللبناني عن مقتل امرأة وفتاة، كما أصيب ستة مدنيين لبنانيين آخرين بالقرب من بلدة الأنصارية، وأصيب أيضا ستة مقاتلين وأحد أفراد الجيش اللبناني.
القادة العسكريون الإسرائيليون نفوا أن تكون القوة الخاصة الإسرائيلية قد اكتشفت مسبقا وتعرضت لكمين، وفي إثرهم سوّقت تقارير إعلامية إلى رواية تقول إن الصدفة جمعت أفراد القوة الإسرائيلية بالمقاتلين، وقد يكون ذلك أدى إلى تفجير العبوات الناسفة التي كان يحملها الإسرائيليون!
لم يكشف الجيش الإسرائيلي ماذا كانت تفعل قوة كوماندوز بحرية تعد الأكثر شهرة في الجيش الإسرائيلي داخل لبنان، في حين رأى زعيم حركة أمل نبيه بري، أن القوة الخاصة البحرية الإسرائيلية كانت تنوي تفجير مقر حركة أمل في بلدة الأنصارية.
بمقتل 12 عسكريا من وحدات النخبة بالجيش الإسرائيلي، ارتفعت خسائر الإسرائيليين إلى 864 قتيلا، منذ فرضهم منطقة عازلة بعمق 9 أميال على طول الحدود في جنوب لبنان عام 1982.
ذلك الفشل العسكري الذريع الذي حاول الإسرائيليون في العلن التقليل منه وإرجاعه إلى الصدفة، تسبب في نقاش حاد في اجتماع بالمناسبة لمجلس الوزراء الإسرائيلي، ونقلت قناة 2 الإسرائيلية عن وزير البنية التحتية أرييل شارون الذي قاد عملية غزو واحتلال لبنان في عام 1982، دعوته إلى أن تتجنب إسرائيل تنفيذ مثل هذه العمليات الخطيرة، وتقوم بدلا من ذلك بضرب البنية التحتية المدنية التي يستخدمها المقاتلون اللبنانيون!
موقع "Spec Ops Magazine" المتخصص في الشؤون العسكرية وصف في مارس عام 2022 "كمين الأنصارية" بأنه أكبر إذلال عسكري لإسرائيل في لبنان منذ عام 1985، وأكثر معركة دموية لوحدة النخبة الإسرائيلية "شايطيت".
الموقع ذاته راي أيضا أن ذلك الكمين كان أكثر عمليات حزب الله الاستخباراتية تدميرا على الإطلاق، وأرجع الهزيمة في "كين الأنصارية" إلى "خيانة من قبل عميل لبناني مزدوج".
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا أرشيف حزب الله
إقرأ أيضاً:
تحقيق: هكذا فشل الجيش الإسرائيلي في حماية نير عوز بـ7 أكتوبر
القدس المحتلة- صباح السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وعند الساعة 5:34، وردت رسالة صوتية على شبكة الاتصالات العسكرية وفرق الحراسة بمستوطنات "غلاف غزة"، بعث بها سماغد كيسوفيم نائب قائد الكتيبة 51 في لواء "غولاني"، يطمئن السكان اليهود في المنطقة، وأعلن أن القوات رفعت حالة التأهب والاستنفار وفقا للأوامر المتبعة وتقييم الوضع.
وعكست الرسالة الفشل الذريع في منع معركة "طوفان الأقصى"، حيث اتضح أن جميع قوات العسكرية وبضمنها "فرقة غزة" كانت غافلة تماما عن خطط حماس للهجوم، وفق صحيفة "هآرتس" التي استعرضت أبرز محاور الفشل والإخفاق في انهيار القيادة العسكرية وسقوط كيبوتس "نير عوز" بأيدي المقاومين الفلسطينيين أكثر من 6 ساعات.
وتشير كلمات كيسوفيم عبر شبكة الاتصالات، حسب يانيف كوبوفيتش مراسل الشؤون العسكرية بـ"هآرتس"، إلى أنه والقوات الأخرى في القطاع لم يكونوا يعلمون أنه في غضون 55 دقيقة سيتسلل آلاف المقاومين الفلسطينيين إلى داخل الأراضي الإسرائيلية.
وعند الساعة 06:49 دخل أوائل المقاومين إلى الكيبوتس من البوابة الشمالية، ومن ثم من بوابة "كيرم" والبوابة الجنوبية، وبداية دخل 100-130 مقاتلا من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وفي الذروة 300-500 مقاتل من منظمات مختلفة، وبعد دقائق، بدأ أول اشتباك وتبادل لإطلاق النار، في "نير عوز"، المعزول عن القوات الإسرائيلية.
واستمر تبادل إطلاق النار بين عناصر فرقة الحراسة وقوات النخبة (من المقاومين) أكثر من ساعتين، وبعدها سقط الكيبوتس بأيدي المقاومين، وعند الساعة 09:22، وصلت، لأول مرة، مروحية قتالية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي وهاجمت جنوب المحور المؤدي من قطاع غزة إلى الكيبوتس، حيث تم تجمع عشرات المقاومين.
ووفق "هآرتس" لم يعلم الجيش الإسرائيلي بسقوط "نير عوز"، حيث طُلب من المروحية عبر الاتصال اللاسلكي إطلاق النار على الأراضي الإسرائيلية، لكنها وبفعل تحليقها المنخفض أصابها المقاومون بنيرانهم عند مشارف الكيبوتس، وهبطت اضطراريا.
إعلانومع استمرار المعارك عند تخوم "نير عوز"، كانت هناك 4 طلعات جوية أخرى لطائرات الهليكوبتر الحربية الإسرائيلية، التي أطلقت النار على المنطقة وأصابت عددا من المقاومين، وقتل أيضا عدد من سكان الكيبوتس المحتجزين.
وتتابع الصحيفة الإسرائيلية أن الأمر لم يقتصر على مهاجمة محور ومنطقة الكيبوتس، فعند 09:45، وردت تقارير عبر شبكة الاتصالات، ومجموعة قادة المجلس الإقليمي "إشكول"، حول إحراق منازل في "نير عوز"، وبعد دقائق، وصلت دبابة إلى بوابة الكيبوتس وأبلغت عن وجود مقاومين عند المدخل، قبل أن يتمكنوا من تفجيرها.
ووصلت قوات الاحتلال إلى المكان عند الساعة 13:10، بعد حوالي 40 دقيقة من آخر تحديد لهوية مقاتلي حماس وحركة الجهاد الإسلامي، لكنها لم تعثر على أي منهم، وفي المساء، انضمت قوات أخرى لعمليات التفتيش والإنقاذ.
وتقول "هآرتس" إن المقاومين الفلسطينيين اشتبكوا أكثر من 6 ساعات مع عناصر فرقة الحراسة وقتلوهم وأسروا نحو ربع السكان، ولم يدخل خلال تلك الساعات أي جندي إلى الكيبوتس، ولم يكن الجيش الإسرائيلي يعلم بما يحدث هناك.
كما لم تقع أي معركة في "نير عوز"، الذي تلقى الضربة الأكثر إيلاما وصدمة، و"كان هذا فشلا، ضمن فشل السابع من أكتوبر (تشرين الأول)"، حسب اعتراف هرتسي هاليفي رئيس الأركان المنتهية ولايته، خلال عرض نتائج التحقيق العسكري في الهجوم المفاجئ، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت".
وأظهرت نتائج التحقيقات في الهجوم المفاجئ على "نير عوز"، أن جيش الاحتلال فشل بالوصول إلى الكيبوتس، الذي كان يوجد فيه يوم الهجوم 386 شخصا، وقتل خلال الاشتباكات41 من المستوطنين العسكريين والمدنيين، وأُسر 76 آخرين، لا يزال 14 منهم محتجزين لدى حماس.
إعلان
انهيار
ووفق تحقيقات استعرضها يوآف زيتون مراسل الشؤون العسكرية لـ"يديعوت أحرونوت"، فإن القيادة الأمنية الإسرائيلية انهارت بالكامل وفقدت السيطرة، وإن القوات العسكرية في "نير عوز" لم تأت لحماية المستوطنين الذين طلبوا مساعدتها بكل الوسائل المتاحة، لكنهم تركوا وحدهم لمواجهة هجوم قوات النخبة.
ونقل زيتون عن فريق التحقيق، قوله إن "فشل الجيش الإسرائيلي في عدم الوصول إلى نير عوز ليس تكتيكيا أو أخلاقيا، بل هو منهجي، حيث لم تفهم القيادات العسكرية أن الوضع كان صعبا، ولم تعط الأولوية لإرسال القوات إلى هناك على حساب أماكن أخرى".
وذكر الفريق أن "انهيار أنظمة القيادة والسيطرة، وخاصة في لواء وفرقة غزة، عامل رئيسي في فشل بناء صورة وتقييم حقيقي للوضع، وكان متوقعا أن تسعى هيئة الأركان العامة لاستخلاص صورة وضع حقيقية، وعدم الاعتماد فقط على التقارير الاستخباراتية التي اتضح أنها كانت غير صحيحة ومضللة".
وحاول فريق التحقيق الإجابة عن 4 أسئلة رئيسية في التحقيق بالفشل والإخفاق الممنهج خلال الهجوم؛ ما هو تسلسل الأحداث؟ ولماذا وصل هذا العدد الكبير من المقاومين إلى نير عوز؟ ولماذا فشلت الكتيبة في القطاع بإيقاف المسلحين؟ ولماذا لم تصل قوات الاحتياط بالوقت المناسب لتغيير الوضع، وأضاف الفريق "لو وُجِّه تحذير، حتى لو كان قصيرا، كان من الممكن تقليل الأضرار".
ويظهر التحقيق -حسب يديعوت- أن الكتيبة 51 لم تكن مستعدة بشكل صحيح لسيناريو بحجم السابع من أكتوبر/تشرين الأول ولم تتلق أي تحذير، وانهارت سلسلة قيادتها بأقل من ساعة، ولم يتمكن مقاتلوها للتجمع لإجراء تقييم منظم للوضع، وكان عليها أن تتعاون مع فرق الحراسة بمستوطنات الغلاف لفهم حقيقة الوضع.
إعلانوأشار معدو التحقيق إلى أن إخفاق مراكز القيادة العسكرية في فهم الوضع الصعب، وحقيقة أنهم كانوا في حالة هجوم، وانهيار القيادة من مستوى اللواء والكتيبة إلى مستوى الفرقة، وخلصوا إلى أن "التحضيرات التي جرت السبت -قبل الهجوم- روتينية، وليست استعدادات للحرب، ولم تكن هناك وحدات مأهولة لحالات الطوارئ".