المشهد اليمني:
2024-12-18@10:05:49 GMT

الفشل من الأقاليم إلى الحكم المحلي باليمن

تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT

الفشل من الأقاليم إلى الحكم المحلي باليمن

في عام 1956 وجه من القاهرة الراحلان أحمد محمد نعمان ومحمد محمود الزبيري خطاباً إلى الشعب اليمني بعنوان "مطالب الشعب" ضمناه المطالبة بتشكيل حكومة مؤقتة تلتزم المحافظة على استقلال البلاد وحريتها ووحدتها، وتطهيرها من الظلم والرشوة والاختلاس والفساد، وتنظيم الجيش وتحسين أحواله، وإلغاء الإجراءات التعسفية كافة التي تنهب أموال الناس تحت مسميات مختلفة، وإعلان تحريم قطع الرؤوس وزج الناس في السجون إلا بحكم قضائي، وإطلاق سراح المسجونين السياسيين والرهائن.

كما طالبا الحكومة المؤقتة بتقديم مشروعات قوانين إلى الجمعية التأسيسية المناط بها وضع دستور للبلاد وممارسة دور السلطة التشريعية كبرلمان مؤقت، وبعد إقرار الدستور تجرى انتخابات برلمانية على أن تعرض القوانين والقرارات الصادرة منها على البرلمان ليقرها أو يلغيها أو يعدلها حسب الضرورة.

ووضع الزعيمان النعمان والزبيري فصلاً تحت عنوان "الميثاق وطني" وشمل نصوصاً متقدمة حول شكل النظام السياسي وحقوق المواطنين الأساسية في حماية حرياتهم وصون كرامتهم، ثم طرحا تصورهما لنظام الحكم اللا مركزي وشرحا مزاياه وأسسه وتراتبية السلطان داخل كل لواء (محافظة)، وشرحا كيفية التحصيل المالي والاستقلال الإداري، وأن تكون الضرائب كافة بتشريعات معروفة وهي غير الضرائب المركزية.

لم يتمكن الزعيمان الوطنيان من إقناع الإمام أحمد بفكرتهما التي اشترطت أن "الملك يملك ولا يحكم" على رغم أن والده الإمام يحيى أعلن أثناء مقاومة الأتراك بأن يحكم أهل كل منطقة أنفسهم بأنفسهم، لكنه بعد تثبيت ملكه "هدم ما كان قد بدأ الأتراك في تثبيته من أسس اللامركزية في البلاد"، ولكن القضية ظلت حية في أذهانهما ولم تغب عن بالهما، وبقيت أمراً يلحان عليه بعد الثورة باعتبار أن اللامركزية تمنع تجمع السلطة في يد واحدة لأن "الأسس الحديثة في تنظيم الدولة يستلزم توزيع الاختصاصات بين الحكومة المركزية والهيئات المحلية".

اقرأ أيضاً شاهد.. تعذيب مواطن في تعز بطريقة وحشية بعد ربطه إلى شجرة والاعتداء عليه حتى سالت الدماء من وجهه (فيديو) درجات الحرارة المتوقعة في اليمن اليوم الثلاثاء محاولة حوثية للوصول إلى جبهة مهمة في تعز.. وإعلان عسكري للجيش بين لبنان واليمن شاهد ..امرأة يمنية تأكل من القمامة بصنعاء وتثير غضب اليمنيين وسط دعوات للخروج الثوري ضد الحوثي رسميًا.. الكشف عن صراعات كبيرة تضرب صفوف القيادات الحوثية وخلافات عميقة على تقاسم الجبايات لماذا لم تنضم اليمن لمجلس التعاون الخليجي؟.. صحفي كويتي يجيب ويكشف ”السبب الحقيقي” ماذا طلب عبدالملك الحوثي من أمريكا وما التنازلات التي قدمها لها؟.. فيديو لـ”صحفي أمريكي” أجرى مقابلة مع زعيم الحوثيين ياسين سعيد نعمان يهاجم الأنظمة السابقة ويحذر من استقطابات كارثية ويدعو شخصية محنكة لإنقاذ اليمن أول يمنيين يمارسان رياضة القفز المظلي الحر.. بطل يمني ونجله يحلقان في سماء هولندا ويرفعان علم اليمن ”فيديو” ساعة الصفر تقترب.. الحوثيون يخططون لاستغلال فعاليات ”المولد النبوي” لاجتثاث مؤتمر صنعاء رد على البرلمان وكشف علاقة الحوثي وموقفه من سبأفون.. رئيس الورزاء يستغرب الاستقطاب السياسي بشأن اتفاقية الاتصالات ”فيديو”

لم تمت فكرة اللامركزية الإدارية والمالية في شمال اليمن (الجمهورية العربية اليمنية سابقاً)، لكن تطبيقها لم يتم لأن صنعاء (وأقصد الحكومة المركزية) لم تكن جادة ولا راغبة في نقل صلاحياتها الإدارية والمالية إلى المحافظات على رغم الإعلان المتكرر عن نيتها بفعل ذلك.

وفي الواقع جرى انتخاب مجالس محلية حتى مستوى المحافظ، لكن صنعاء السياسية ظلت متحكمة في الاختيارات وأصرت على أن تكون لها الكلمة الفصل عند إصدار قرارات تعيين رؤساء المجالس المحلية الذين بطبيعة الحال صار ولاؤهم لمن أصدر قرار تعيينهم أكثر من ارتباطهم بالناخبين، بل إنهم همشوا المجالس المحلية وانتقلت المركزية من العاصمة السياسية إلى عاصمة المحافظة.

ثم بلغ الحديث عن اللامركزية أقصى مراحله عند التوقيع على "وثيقة العهد والاتفاق" في 18 يناير (كانون الثاني) 1994 وعوضاً عن التخفيف من حدة الخلافات والاحتقان الذي عطل الحياة السياسية في البلاد، وكانت تمهيداً للانفجار الكبير في 27 أبريل (نيسان) 1994 الذي انتهى في السابع من يوليو (تموز) من العام ذاته، بهروب قيادات الحزب الاشتراكي السياسية والعسكرية، وكان ذلك إيذاناً بتصاعد دعوات الانفصال التي بلغت أوجها في 2007.

وفي 10 فبراير (شباط) 2014 وقع عدد من الأحزاب والكيانات السياسية التي شاركت في مؤتمر الحوار الوطني علي وثيقة تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم، واعترض عليها ممثلو جماعة (الحوثي)، وتحفظ ممثل الحزب الاشتراكي رغم توقيعه.

والواقع أن المواطنين لم يطلعوا على دراسة علمية لتحديد الخطوط الجغرافية التي تفصل بين كل إقليم ولا الماهية الاقتصادية والديموغرافية التي حددت تلك الخطوط ولا مبرر الاستعجال في فرض أمر غاية في الحساسية أثر في كل الأحداث التي عصفت باليمن من تلك اللحظة التي كانت بمثابة نزوة تاريخية عابرة.

بمراجعة النص، الذي صدر عن اللجنة المكلفة بدراسة تقسيم البلاد إلى أقاليم فقد ذكر "توافق معظم" أعضاء اللجنة على اعتماد خيار الستة أقاليم على أن يجري تقسيم الجنوب إلى إقليمين وأربعة أقاليم في الشمال، وهي صياغة فيها إشارة إلى اعتراض بعض المكونات التي رفضت الفكرة صراحة، وبعضها تحفظ على فكرة التقسيم والاكتفاء بالحكم المحلي كامل الصلاحيات أو واسع الصلاحيات.

بعد مرور ثمان سنوات على اندلاع الحرب الضروس توارى المشروع الطموح الذي يتحدث عن قيام دولة اتحادية أو حكم محلي بكافة تفريعاته وانشغلت أطراف الحرب في المعارك إلى أن أعلن فجأة تكليف شركة ألمانية يمثلها وزير سابق القيام بدراسة تطبيق الحكم المحلي في محافظات حضرموت وتعز وعدن، بعد أن أعلن رئيس مجلس القيادة الرئاسي نيته منح حضرموت حكماً محلياً كامل الصلاحيات على سبيل التجربة، ثم تطبيقها في حال نجاحها في محافظات أخرى.

لا شك أن المركزية المفرطة تعطل وتعرقل كثيراً من الأعمال والنشاطات المحلية، وتزيد من نقمة الناس على المركز وإحباطهم منه لأنهم يحملونه مسؤولية كل فشل أمني وإداري وكل فساد مالي، لكن الطريقة التي يجري فيها الحديث الآن عن تطبيق اللامركزية تظهر خفة سياسية واستخفافاً بما يمكن أن يترتب من مخاطر فشلها بسبب تلاشي المركز القوي القادر على ضبط إيقاع الحركة. فعلى رغم أنه في ظل الظروف الطبيعية وبوجود مركز متماسك وواع بمتطلبات الحكم وقادر على إدارة المشهد تكون أمراً جيداً، لكن الواقع الحالي يثير كثيراً من التساؤلات والشكوك بأنه يأتي فقط في إطار المزايدات، كما أن الحديث عنه في هذا الوقت بالذات يعيد إلى السطح الحديث عن مهام "المجلس" وأدائه الركيك منذ يوم تشكيله وعجزه الفاضح عن تقديم أي فعل إيجابي للناس.

*إندبندنت عربية

المصدر: المشهد اليمني

إقرأ أيضاً:

مليشيا الحوثي تفرض حراسة مشددة على جثث الأسرى بعد تصفيتهم جنوب اليمن والأهالي يطالبون الأمم المتحدة بالتدخل العاجل

  

فرضت مليشيا الحوثي الإرهابية حراسة مشددة لمنع أي محاولة لاستعادة جثث الأسرى الأربعة التي تم تصفيتهم من قبلها في 5 ديسمبر/ 2024، بقطاع عهامة شمال غرب مديرية المسيمير بمحافظة لحج. 

 

وقالت مصادر عسكرية لـ"مأرب برس" إن مليشيا الحوثي لم تكتفي بالإعدام بل تركوا جثامين الأسرى في الموقع ووضعوا حراسة مشددة تهدف إلى منع أي محاولة لإستعاد الجثث.

 

ويوم امس قدم الأهالي مذكرة رسمية لمكتب رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومكتب الأمم المتحدة في العاصمة عدن، مطالبين بالتدخل العاجل لاستعادة جثث أبنائهم الذين أُعدموا بدم بارد.

 

وبحسب المذكرة، تعرّض الأسرى الأربعة: مالك أحمد سعيد حمودة (24 عامًا)، محسن محمد ناصر (32 عامًا)، وليد أحمد صالح حاجب (30 عامًا)، وبلال فضل حربي (24 عامًا)، لانتهاكات صارخة للقوانين الدولية، فقد أسرتهم جماعة الحوثي قبل 78 يومًا، ونقلتهم إلى موقع مجهول.

 

وأضافت المصادر إن هذا التعنت والتنكيل بجثث الأسرى يعود خلفيتها إلى اشتباكات عنيفة اندلعت في موقع أسرهم بين القوات المشتركة ومليشيات الحوثي مما أدت هذه الاشتباكات عن مقتل أحد قادة الحوثيين ما دفع المليشيا إلى اتخاذ خطوة انتقامية بإعادة الأسرى إلى الموقع نفسه وتنفيذ حكم الإعدام بحقهم.

 

وفي 06 ديسمبر-كانون الأول 2024 تحدث مصادرلـ"مأرب برس" إن تصفية الأسرى وترك جثثهم في العراء يكشف مدى استهتار الحوثيين بالقيم الإنسانية والأعراف الدولية داعيًا إلى موقف دولي حازم لوقف هذه الانتهاكات التي تقدم عليها المليشيات الحوثية". 

 

وطالب أهالي الضحايا المجتمع الدولي، وخاصة اللجنة الدولية للصليب الأحمر حيث قدموا مذكرة رسمية لمكتب رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومكتب الأمم المتحدة في العاصمة عدن مطالبين بالتدخل العاجل بالضغط على الحوثيين لاحترام القوانين الدولية واستعادة جثث أبنائهم لدفنهم بما يليق بكرامتهم الإنسانية.

مقالات مشابهة

  • اليمن ومستقبل الحكم المحلي
  • لحل أزمة اليمن.. الحوثي تعلن استعدادها الفوري لتوقيع خارطة الطريق
  • محمد الحوثي يكشف الموقف من سوريا والتهديدات ضد اليمن
  • محمد الحوثي يؤكد خلال زيارته لمجمع العرضي أن غارات العدوان الأمريكي لن تثني اليمن عن إسناد غزة
  • محمد علي الحوثي: غارات العدوان الأمريكي لن تثني اليمن عن إسناد غزة
  • اللواء سلطان العرادة يطالب الشركاء الإقليميين والدوليين إلى تصحيح مسار العملية السياسية في اليمن والتحرك العاجل لردع المليشيات الحوثية
  • مليشيا الحوثي تفرض حراسة مشددة على جثث الأسرى بعد تصفيتهم جنوب اليمن والأهالي يطالبون الأمم المتحدة بالتدخل العاجل
  • جيش الاحتلال يستعد بقوة لتوجيه ضربات قاضية لميليشيات الحوثي باليمن
  • خلال لقائه سفيرة فرنسا.. العرادة يدعو المجتمع الدولي إلى تصحيح مسار العملية السياسية في اليمن
  • داخلياً وخارجياً.. تعرّف على مظاهر الفوضى السياسية التي يشهدها الاحتلال