صواريخ السهم آرو-3 منظومة طورتها إسرائيل بدعم أميركي
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
منظومة السهم "آرو-3" الدفاعية الإسرائيلية، مصممة لاعتراض الصواريخ الباليستية خارج الغلاف الجوي للأرض، ومطورة بدعم من الولايات المتحدة من خلال شركة "بوينغ"، ما يتطلب موافقة واشنطن على بيعها وتصديرها لدول أخرى.
وتبحث الأطراف المعنية تصدير هذه المنظومة الدفاعية إلى ألمانيا بحلول نهاية 2025، وعقد حفل توقيع لـ"اتفاقية التزام" بين إسرائيل وألمانيا، في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
منظومة "آرو-3" هي منظومة دفاعية مصممة للدفاع الصاروخي بعيد المدى، واعتراض الصواريخ الباليستية خارج الغلاف الجوي للأرض.
وتتكون من مجموعة من الأنظمة الاعتراضية وأخرى فرعية معيارية، مصممة لتوفير دفاع متعدد المستويات عالي الفعالية ضد تهديد الصواريخ البالستية.
وتعدّ المنظومة الطراز الأعلى من منظومات الدفاع الصاروخي الإسرائيلي، الممتدة من القبة الحديدية التي تعترض الصواريخ قصيرة المدى.
وتدمر منظومة "آرو-3" أي رؤوس حربية غير تقليدية على ارتفاع آمن، وطورت هذه المنظومة شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية، بالتعاون مع شركة "بوينغ" الأميركية لصناعة الطائرات.
بدأ استخدام منظومة "آرو- 3" في 2017 في القواعد الجوية الإسرائيلية، لتحمي الأصول الإستراتيجية الرئيسة، وتعمل نظاما دفاعيا وطنيا، ومن وظائف نظام أسلحتها المراقبة والكشف والتتبع والتمييز والاشتباك والقتل وتقييم الصواريخ الباليستية الواردة.
وفي 2019، وقّعت إسرائيل والولايات المتحدة اتفاقية إنتاج مشترك لنظام "آرو-3″، وفي سبتمبر/أيلول من السنة نفسها، بدأتا "الإنتاج الكامل" للنظام.
وفي قانون تفويض الدفاع الوطني المالي لعام 2021، خصص الكونغرس 77 مليون دولار لشراء منظومة "آرو-3″، والتنمية والإنتاج المشترك.
ويقال إن المنظومة الدفاعية قوية بما يكفي لتوفير غطاء وقائي لدول الاتحاد الأوروبي المجاورة لألمانيا.
مميزات منظومة "آرو-3"يتفاعل نظام "آرو-3" مع سلاح "آرو"، الذي يتضمن قاذفة ورادارا أرضيا ونظاما لإدارة المعارك، وتتميز منظومة "آرو-3" بمعزز يعمل بالوقود الصلب على مرحلتين، مع مركبة قتل حركية منفصلة.
اختبرت إسرائيل منظومة "آرو-3" لأول مرة في 25 فبراير/شباط 2013، ونجحت في الطيران على "مسار خارج الغلاف الجوي عبر الفضاء"، ونجحت في الاختبار الثاني الذي أجرته بتاريخ 3 يناير/كانون الثاني 2014.
وتتضمن المنظومة الدفاعية رادارا للتحكم في الإطلاق (FCR)، وذكرت الشركة المطورة أن الرادارات في المنظومة تستند إلى عقود من الخبرة في مجال الإنذار المبكر، والسيطرة على الإطلاق.
وصممت المنظومة لتكون فعالة بأسعار معقولة، مع الحفاظ على تقديم أفضل أداء، وضم أجهزة استشعار مشتركة لجميع أنواع المعترضات، وأجهزة مكافحة للتشويش والانقطاع، مع القدرة على تتبع التهديدات والاشتباك معها.
وتسمح المنظومة بالتسجيل الكامل للعمليات وإعادة تشغيله لاستخلاص أبرز المعلومات بعد إنهاء المهام، بالإضافة إلى قابلية التشغيل المتبادل مع نطاقات رادار متعددة.
آلية عمل المنظومة الدفاعيةمنظومة "آرو-3" الدفاعية مزودة برأس حربية قابلة للانفصال، والاصطدام بالهدف، وإعاقته خارج الخلاف الجوي للأرض.
يركب صاروخ أصغر من "آرو-2" في أنبوب إطلاق عمودي مقاسه 21 بوصة، ويصل نطاق طيرانه إلى 2400 كلم، وتستخدم معززات "آرو-3" ومركبة القتل التحكم في ناقلات الدفع للمناورة.
ويشتمل المعترض على توهج قابل للنشر، ما يحقق المزيد من الاستقرار الديناميكي الهوائي، إضافة إلى إمكانية الإدارة الآلية أو اليدوية الكاملة للعمليات.
وتستخدم دفاعات تحويل أصغر من التي في مركبات القتل الأخرى لتصحيح المسار، وتتميز "آرو-3" بمحرك دفع خلفي واحد يدور لتوفير سلطة التحكم الجانبية، إضافة إلى باحث كهروضوئي ذي محورين، ويشير نحو الهدف عندما تغير المركبة اتجاهها.
ويقع مركز التحكم في القاذفات في موقع الإطلاق، وله القدرة على تشخيص الصواريخ المعترضة وصيانتها، كما يمتاز بآليات أمان متعددة ومستقلة، لمنع الإطلاقات غير المقصودة.
الأطراف المعنية تبحث تصدير منظومة "آرو" إلى ألمانيا بحلول نهاية 2025 ويبدأ عملها في 2030 (رويترز)وتكون الاعتراضات من منصة الإطلاق واسعة التغطية ومتعددة الاتجاهات، ومهيئة لدعم صواريخ "آرو-3″ و"آرو-2".
ثم يستخدم النظام الصاروخي تقنية الضرب للقتل لتدمير الصواريخ القادمة، فيطلق الصاروخ عموديا، ومن ثم يغير اتجاهه نحو نقطة الاعتراض المقدرة، وتطلق مركبة القتل بمجرد تحديد الرأس الحربية المعادية وقرب الهدف بدرجة كافية.
بيع منظومة "آرو-3" لألمانيا
في يونيو/حزيران 2023، أعلنت ألمانيا أن روسيا هي أكبر تهديد أمني لها في أول إستراتيجية للأمن القومي في برلين، وكان ذلك أثناء الحرب الروسية على أوكرانيا (اندلعت في 24 فبراير/شباط 2022).
وكانت الحرب قد كشفت عن نقص في أنظمة دفاع بعض الدول الغربية، خاصة أنظمة الدفاع الأرضية لمواجهة الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة.
آلت هذه الظروف إلى موافقة الولايات المتحدة على بيع منظومة "آرو-3" الدفاعية لألمانيا، وأعلنت إسرائيل أن قيمة الصفقة ستبلغ 3.5 مليار دولار، ما يعني أنها أكبر صفقة لصادرات دفاعية إسرائيلية على الإطلاق.
وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية، إن الخطوة التالية في هذه الصفقة هي حفل توقيع "خطاب التزام"، أطرافه كبار مسؤولي الدفاع بين البلدين.
وأشار راديو الجيش الإسرائيلي إلى أن حفل توقيع هذا الخطاب مع ألمانيا، من المتوقع أن يكون في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
ونصّت الوثيقة على أن من شأن منظومة "آرو-3" الدفاعية "الإسهام في حماية ألمانيا، والشعب الألماني، والبنى التحتية والحيوية، من الصواريخ الباليستية".
ويبدأ الالتزام الأولي من برلين بدفعة أولية قدرها 600 مليون دولار لبدء المشروع، وسيتم الاتفاق على باقي الخطوات بعد توقيع خطاب الالتزام.
وورد في بيان وزارة الدفاع الإسرائيلية أن العقد الكامل سيوقع بحلول نهاية 2023، بعد الحصول على موافقة المشرّعين من البرلمانيين.
وسيتم تسليم منظومة "آرو-3" الدفاعية لألمانيا حسب الخطة في نهاية 2025، على أن يبدأ تشغيلها بحلول 2030.
ومن المتوقع أن تدفع هذه الصفقة الصادرات الإسرائيلية إلى مستوى قياسي جديد، بعد أن بلغ إجمالي الصادرات العام الماضي 12.5 مليار دولار، وفق ما أعلنته وزارة الدفاع الإسرائيلية.
وقال رئيس منظومة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية موشيه باتيل، إن "هذه خطوة أولى مهمة ستعقبها خطوة أخرى مهمة، بعد أن تبدأ منظومة "آرو-3″ عملها في ألمانيا في 2030".
وأضاف أن الاتفاق مع ألمانيا قد يزيد قيمة الصفقة إلى 4 مليارات دولار، لأن "دولا أخرى" أعربت عن اهتمامها بالمنظومة الدفاعية، ورفض ذكر أسماء الدول.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الصواریخ البالیستیة منظومة الدفاع
إقرأ أيضاً:
طلاب يقتحمون شركة دفاعية إيطالية متهمة بدعم إسرائيل
سيطر نحو 100 طالب على مقر شركة ليوناردو في مدينة تورينو شمال غرب إيطاليا للتنديد بما سموه تواطؤ مجموعة الصناعات الدفاعية الإيطالية في القصف الإسرائيلي لقطاع غزة، في حين نددت وزارة الدفاع الإيطالية بذلك ووصفت المحتجين بالمخربين.
وقال الطلاب، الذين رفعوا علم فلسطيني فوق مبنى ليوناردو، إن الشركة تدعم إسرائيل من خلال توفير المساعدة الفنية عن بعد وقطع الغيار لسلاح الجو الإسرائيلي، فيما أحجمت الشركة عن التعليق، وفق رويترز.
وأظهرت الصور المنشورة الطلاب في مقر ليوناردو وهم يلوحون بالأعلام الفلسطينية وتسلق بعضهم سطح هيكل طائرة داخل مقر الشركة، إلى جانب تعليقهم لافتات على المبنى تقول "لا أسلحة لإسرائيل" مع توجيه اتهامات للمجموعة بالتواطؤ في "الإبادة الجماعية" في غزة.
وكانت وسائل إعلام محلية، ذكرت أن عشرات الطلاب نظموا وقفة احتجاجية أمام منشأة الشركة، رفضا لما سموه استكرار التعاون بين الشركة وإسرائيل.
وعبر شركتها التابعة في الولايات المتحدة، تزود ليوناردو إسرائيل بالطائرات وتملك شركة رادار إسرائيلية تسمى رادا، حسب رويترز.
كروسيتو قال يجب أن نعامل هؤلاء الأشخاص على حقيقتهم فهم "مخربون خطرون" (الأناضول)وقد ندد وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروسيتو بالاحتجاج، قائلا على منصة إكس إن الطلاب كانوا "يدمرون ويشوهون" المقر حيث كان ينعقد
"اجتماع مهم مع موظفي وزارة الدفاع".
وأضاف "يجب أن نعامل هؤلاء الأشخاص على حقيقتهم، فهم مخربون خطرون.. المجرمون ليس لديهم أي لون سياسي، إنهم مجرد مجرمين"، وفق قوله.
وكان كروسيتو أكد في مارس/ آذار الماضي استمرار تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، على الرغم من تأكيدات الحكومة العام الماضي بأنها ستمنع مثل هذه المبيعات في أعقاب العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة المستمرة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
كما أوضح الوزير حينها أن الطلبات الموقعة مسبقا فقط هي التي سيجري تلبيتها بعد إجراء عمليات التحقق لضمان عدم استخدام
الأسلحة ضد المدنيين الفلسطينيين، إذ يحظر القانون الإيطالي تصدير الأسلحة إلى الدول التي تخوض حربا وتلك التي ينظر إليها على أنها تنتهك حقوق الإنسان.
ومن حين لآخر، تشهد مدن إيطالية مظاهرات مناهضة للحروب خاصة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان، يشارك فيها الآلاف من من الناشطين ومنتسبي النقابات ومنظمات المجتمع المدني، بعضها تحت عنوان "لنوقف الحروب، حان وقت السلام".