الخليج الجديد:
2024-11-08@04:00:20 GMT

الديمقراطية الأفريقية بالمعايير الفرنسية

تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT

الديمقراطية الأفريقية بالمعايير الفرنسية

الديمقراطية الأفريقية بالمعايير الفرنسية

يتساءل عدد من أشقاء الجزائر في تونس: لماذا لم تبادر بطرح وساطة في أزمة تونس الخانقة وتدعو للعودة إلى المسار الدستوري كما في النيجر.

هناك انقلاب ترضاه فرنسا وتدعمه، وانقلاب ترفضه وتندد به. أما الدستور والمؤسسات والانتخابات والشرعية فهي مهمة حيناً وغير ذات بال حيناً آخر.

سبق أن فعلت الجزائر ونجحت عندما جمعت الباجي قايد السبسي وراشد الغنوشي وقرّبت بينهما، وكانت سبباً رئيسياً في التوصل إلى نزع فتيل الأزمة في البلاد.

الوزير الأسبق محمد عبو، أبرز مشجعي انقلاب قيس سعيّد يدعو اليوم إلى إسقاطه حالة تبيّن كم كانت النخبة التونسية قصيرة النظر وتُدفّع اليوم شعبَها ثمن ذلك.

"تونس تؤكد أهمية الاحتكام للقانون واستعادة النظام الدستوري، وتدعو جميع أطراف الغابون إلى ضبط النفس وإعلاء المصلحة الوطنية العليا حفاظاً على أمن واستقرار وسلامة البلد"!

لم تتذكر وزيرة الخارجية الفرنسية أن تونس التي لا تبعد عن النيجر كثيرا شهدت قتل المؤسسات الدستورية وسُجن رئيس البرلمان المنتخب شرعياً ودستورياً واعتُقل سياسيون وإعلاميون.

* * *

لا تتساوى الانقلابات في المعيار الفرنسي، فهناك انقلاب ترضاه وتدعمه، وانقلاب ترفضه وتندد به. أما الدستور والمؤسسات والانتخابات والشرعية فهي مهمة عندها حيناً وغير ذات بال حيناً آخر.

الأسبوع الماضي، اعتبرت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، أن ما حصل في النيجر "إنكار للديمقراطية"، وأكدت أن "باريس ستواصل دعم النظام الدستوري، حتى وإن تردد آخرون".

ورأت كولونا، في تصريح إعلامي، أن "الأحداث الأخيرة في النيجر تؤكد أن المؤسسات الديمقراطية مهمة والانقلابيين سيفشلون"، مشددة على أنه "لا يوجد انقلابيون ديمقراطيون".

نعم هكذا قالت، لا يوجد انقلابيون ديمقراطيون، من دون أن يرفّ لها جفن، أو تتذكر لوهلة صغيرة أن هناك بلداً اسمه تونس لا يبتعد عن النيجر كثيراً، حصل فيه ما يشبه قتل المؤسسات الدستورية، ووُضع رئيس برلمانه المنتخب شرعياً ودستورياً في السجن، ويُعتقل فيه سياسيون وإعلاميون ومدونون.

لكن ليست فرنسا وحدها، فالجزائر، الشقيقة الكبرى كما يسميها التونسيون، لا تلتفت شرقاً إلى جارتها تونس، بينما تطرح مبادرة سياسية لحل الأزمة في النيجر، وتتضمن "استعادة المسار الدستوري" في غضون ستة أشهر، بقيادة شخصية مدنية متوافق عليها.

يتساءل عدد من أشقاء الجزائر في تونس، لماذا لم تبادر بطرح وساطة في الأزمة الخانقة التي تعيشها البلاد، والعودة إلى المسار الدستوري كما في النيجر، وقد سبق أن فعلت، ونجحت، عندما جمعت الباجي قايد السبسي وراشد الغنوشي وقرّبت بينهما، وكانت سبباً رئيسياً في التوصل إلى نزع فتيل الأزمة في البلاد.

لكن الغرابة لا تقف عند هذه المواقف فقط، فقد ذُهل تونسيون، للمرة الثانية بعد انقلاب النيجر، من بيان وزارة الخارجية التونسية من الانقلاب في الغابون!

فقد ذكر أن "تونس تؤكد أهمية الاحتكام للقانون واستعادة النظام الدستوري، وتدعو جميع الأطراف الغابونية إلى ضبط النفس وإعلاء المصلحة الوطنية العليا حفاظاً على أمن واستقرار وسلامة هذا البلد". نعم تدعو تونس إلى استعادة النظام الدستوري.

وحديث الغرابة لا يتوقف، وكم يحتاج المتابع إلى صبر خرافي لتحمّل كل هذا العذاب. فقد تابع تونسيون، الأسبوع الماضي، حديث الوزير الأسبق محمد عبو، الذي كان أبرز مشجعي الرئيس قيس سعيّد على تفعيل الفصل 80، على مدى أشهر من الزمن، وهو يدعو اليوم إلى إسقاطه. ورغم أن في هذا شجاعة تُحسب لعبّو في محاولة إصلاح خطأ جسيم، فإنّها تبيّن كم أن النخبة التونسية كانت قصيرة النظر، وتُدفّع اليوم شعبَها ثمن ذلك.

*وليد التليلي كاتب صحفي تونسي

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الديمقراطية الانقلابات فرنسا الشرعية أفريقيا الجزائر تونس الدستور المؤسسات انقلاب النيجر الانتخابات النظام الدستوری فی النیجر

إقرأ أيضاً:

محافظ القاهرة يشهد الجلسة النقاشية لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الأفريقية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهد د. إبراهيم صابر محافظ القاهرة ،و د. ياسمين فؤاد وزيرة البيئة الجلسة النقاشية التى عقدتها منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الأفريقية UCLG-A على هامش فعاليات اليوم الثاني للمنتدى الحضري العالمي بحضور جان بيير امباسي سكرتير عام المنظمة، والسفير د. محمد حجازي ،  مدير المكتب الإقليمي لمكتب شمال افريقيا لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الافريقية.


وأكد محافظ القاهرة أن انعقاد المنتدى الحضري العالمي بمدينة القاهرة هو حدث كبير،  حيث احتفلت مدينة القاهرة هذا العام بمرور ١٠٥٥  على إنشاءها،  فهى مدينة تجمع بين تاريخ الأجداد والحداثة. 


وأضاف محافظ القاهرة ان العاصمة  شهدت  خلال الـ 10 سنوات الماضية تطورًا حضريًا غير مسبوق في مجالات البنية التحتية ، والإسكان ، والقضاء على العشوائيات ،  بالإضافة إلى شبكة الطرق القومية التي أطلق عليها الرئيس عبدالفتاح السيسى شرايين حياة  ، حيث ساهمت في الربط بين شرق القاهرة وجنوبها  ، وبين القاهرة والمحافظات المجاورة .


وأضاف محافظ القاهرة أن هدفنا هو خدمة المواطنين وحل مشاكلهم،  ولدينا رؤية لتفعيل دور القطاع الخاص والمجتمع المدنى والجمعيات الأهلية باعتبارهم شركاء اساسين في تحسين جودة الحياة ، مشيرًا إلى أن المحافظة تقوم بعمل تجربة جديدة في منطقة عزبة الهجانة وهي التطوير بالمشاركة مع القطاع الخاص.
وأشار محافظ القاهرة إلى أن القاهرة لن تدخر جهدا في  سبيل نجاح استضافة  القاهرة  لقمة أفريسيتي المقرر عقدها في  2025 لتكون إضافة لأعمال وانجازات منظمة المدن والحكومات المحلية الافريقية .
وأكد محافظ القاهرة أن الجهد الذى تقدمه المنظمة يبرز إرادة المدن الافريقية لتحقيق التغيير وتقديم الرؤى لمواجهة التحديات التي تواجهها مدننا .

وأكد جان بيير امباسي سكرتير عام المنظمة أن المنظمة تعول على قدرة مصر لانجاح مؤتمر الافريسيتى الذى تنظمه القاهرة فى الفترة من ١ - ٥ ديسمبر ٢٠٢٥ حيث يعد أهم مؤتمر بعد المنتدى الحضرى العالمى ، مشيرًا إلى أن القاهرة هى أكبر مدن القارة تاريخُا ونموذجًا للتطور الحضرى 
وأضاف سكرتير عام المنظمة أن أعمال التطوير الحضرى والعمرانى التى تحدث فى مصر تعد نموذجًا للعمل فى أفريقيا .

مقالات مشابهة

  • أخنوش يجري مباحثات مع الوزير الأول بدولة النيجر
  • المنتخب السوداني يفقد «3» من لاعبيه المؤثرين في مباراته المقبلة أمام النيجر
  • افتتاح مونديال الأندية 2025 يشعل الأزمة بين الترجي التونسي واتحاد الكرة
  • طرابلس | القبض على مجموعة من الجنسيات الأفريقية متلبسون ببيع جيف الأغنام والأبل
  • التكبالي: بإمكان البرلمان إنهاء عمل المجلس الرئاسي لأنه حالة طارئة وليس مضمّنا في الإعلان الدستوري
  • رئيس الفريق الدستوري بمجلس النواب: الداخلية تؤدي مهام جسيمة
  • المسرح الملكي بالرباط يستضيف حفل الكرة الذهبية الأفريقية في كرة القدم بدل مراكش
  • مصر تستضيف البطولة الأفريقية للتجديف بمشاركة 13 دولة
  • محافظ القاهرة يشهد الجلسة النقاشية لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الأفريقية
  • منتخب السودان يعسكر بالمغرب استعداداً لمواجهة النيجر في أمم إفريقيا