كتبت كلير شكر في"نداء الوطن": ثمة من يرى أنّ اندفاعة رئيس مجلس النواب نبيه بري باتجاه تبني طاولة حوار رئاسية على أن تليها جلسات انتخابية مفتوحة، لا دورات انتخابية مفتوحة، محاولة «التفافية» على الضغوط الدولية المرتقب تطور وتيرتها مع الوقت، في حال بقي الاستعصاء الرئاسي مسيطراً على المشهد الداخلي. اذ يقول المتابعون إنّ بري يتصرف على قاعدة تبرئة ذمته من تهمة التعطيل التي يواجَه بها من جانب الدول المعنية، وتحديداً الولايات المتحدة التي سبق وطالبته، عبر أكثر من مسؤول بفتح أبواب البرلمان لإنجاز الاستحقاق الرئاسي.
وهو لذلك، قرر مدّ يد التعاون من خلال إعادة إنعاش الجلسات الانتخابية، واذا ما تمّ تعطيلها، وهو الأمر المرجح، فيكون بذلك قد أدّى قسطه للعلى، ليرمي الطابة في ملعب الخصوم الذين سيتحملون مسؤولية إغلاق البرلمان وتأجيل الاستحقاق.في الواقع، لا معطيات جدية تفيد بإمكانية حصول أي خرق رئاسي في المدى المنظور. في هذه المرحلة، وحده النشاط القطري، المدعوم سعودياً وأميركياً، قد يحرّك المياه الراكدة، اذا ما بلغت مفاوضاته مع الإيرانيين مطارح مشتركة قد تساعد على انجاز الاستحقاق ضمن تسوية شاملة. أمّا غير ذلك، فيبدو أشبه بالدوران ضمن حلقة مقفلة.ولهذا، لم تحمل «رسالة الودّ» التي وجهها الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط تجاه «حزب الله» أي استثناء يمكن الركون إليه، ولو أنّه توجّه بالمباشر إلى الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصر
الله بالدعوة إلى الحوار، اذ قال «صحيح أنّ «حزب الله» رشح سليمان فرنجية وتمسك به، لكن في الإمكان الوصول معه إلى حل وسط إذا جلسنا وتحاورنا، ويمكن محاورته على اسم آخر. يجب أن نجلس مع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ليس من أجل انتخاب الرئيس فقط، بل أيضاً من أجل مستقبل لبنان». وهي بنظر المواكبين، تصوّب على هدفين:الأول، التأكيد على أنّ التفاهم مع «حزب الله» ممر إلزامي لأي اتفاق سياسي، رئاسي بالتحديد، ومن دونه لا إمكانية للعبور إلى الاستقرار السياسي وبالتالي العمل على لجم التدهور والانهيار الحاصل. وهو الخطّ لذي رسمه الاشتراكيون لأنفسهم في هذه المرحلة لكي يبقوا صلة الوصل قائمة مع مختلف الأطراف.الثاني، الفصل بين المسارين اللبناني والسوري، أي بين موقف الحزب التقدمي من الاستحقاق الرئاسي والقائم على قاعدة الحوار، وبين الموقف من الحراك الدرزي في محافظة السويداء والذي يؤيده الاشتراكيون، الذين أعلنوا صراحة وقوفهم «إلى جانب حراك أبناء الشعب السوري في محافظة السويداء الذين يطالبون بالحد الأدنى من العدالة والعيش الكريم وحقوقهم الطبيعية، وفي رفضهم لسياسات الإذلال والتجويع التي مارسها ويمارسها النظام السوري بحق الشعب السوري في كل المناطق والمحافظات السورية، بعدما أمعن لسنوات في القتل والتهجير».ولهذا، بدت رسالة جنبلاط أشبه بمحاولة لقطع طريق خلاف محتمل مع «حزب الله» بسبب الحراك السوري المستجد، وهو لا يعبّر عن تطور نوعي في الملف الرئاسي اللبناني. وقد أكد رئيس الحزب التقدمي تيمور جنبلاط أمس أنّ «الأفق السياسي مقفل ولا حلول. وطالما أن أي خيار صدامي سيأخذنا إلى مآسٍ جديدة وبعدها سنعود للحوار الذي لا بديل عنه. الأفضل إذاً وقف تضييع الوقت وتراكم المآسي، وأن نذهب لحوارٍ جاد للخروج من الأزمة».
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية:
حزب الله
إقرأ أيضاً:
لبنان..مُرشح حزب الله ينسحب من السباق الرئاسي
أعلن رئيس "تيار المردة" اللبناني سحب ترشحه للرئاسة في لبنان وأعلن دعمه لقائد الجيش جوزيف عون.
وأصدر سليمان فرنجيه بياناً أكد فيه انسحابه "لتهئية ظروف مناسبة لانتخاب رئيس
للجمهورية اللبنانية"، حسب وكالة الأنباء اللبنانية.
هل ينتخب قائد الجيش اللبناني رئيساً للبلاد؟https://t.co/e31zeBx119
— 24.ae (@20fourMedia) January 6, 2025
وقال فرنجية: "أما وقد توفرت ظروف انتخاب رئيس للجمهورية يوم غد، وإزاء ما آلت إليه الأمور، فإني أعلن سحب ترشيحي الذي لم يكن يوماً هو العائق أمام عملية الانتخاب. وإذ أشكر كل من اقترع لي، فإني وانسجاماً مع ما كنت أعلنته في مواقف سابقة، داعم للعماد جوزيف عون الذي يتمتع بمواصفات تحفظ موقع الرئاسة الأولى".
وتمنى فرنجية في بيانه لـ"مجلس النواب التوفيق في الانتخاب، وللوطن أن يجتاز هذه المرحلة بالوحدة والوعي والمسؤولية".
وذكر النائب ووزير العدل اللبناني السابق أشرف ريفي، أن هناك فرصة لانتخاب جوزيف عون رئيساً للجمهورية في 9 يناير (كانون الثاني) الجاري. وكشف ريفي، في تصريحاته، أن لقاء قريباً سيجمع قائد الجيش جوزيف عون ورئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع.
ويُذكر أن سليمان فرنجية هو مرشح حزب الله للرئاسة الجمهورية، منذ نهاية ولاية الرئيس السابق ميشال عون، وأصر الحزب على رفض أي مرشح غيره للمنصب منذ 3 أعوام تقريباً، ولكن مع هزيمة الحزب في الحرب التي شنتها إسرائيل، واهتزاز بنيته السياسية، بعد اغتيال قياداته، وانهيار قدراته العسكرية، والسياسية، فيبدو أنه في طريقه إما للتحالف مع مرشح جديد، أو القبول بفوز عون، في تراجع تكتيكي على الأقل في المرحلة الراهنة في انتظار الأفضل ربما، بعد التعافي من الضربات الإسرائيلية القاصمة، في الجنوب، ومن انهيار النظام في دمشق.