هل ينبغي القلق من خطر الذكاء الاصطناعي على الديمقراطيات حول العالم؟
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
أثارت برمجيات جديدة مثل "تشات جي بي تي" اهتماما واسعا بالذكاء الاصطناعي التوليدي، حول العالم، بعد طرح هذه البرامج للاستخدام في نهاية العام الماضي، وذلك لقدرتها على إنشاء نصوص متقنة مثل رسائل البريد الإلكتروني والمقالات والقصائد، أو برامج معلوماتية أو ترجمات، في ثوان فقط.
ومع إجراء انتخابات في بلدان يبلغ عدد سكانها نحو 4 مليارات نسمة في عام 2024، في دول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا والهند وإندونيسيا والمكسيك وتايوان، تظهر مخاوف جدية من إمكانية تأثير تقنيات الذكاء الاصطناعي على آراء الناخبين ونزاهة العملية الانتخابية برمتها.
وقبل نحو عام من الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، أعرب الرئيس التنفيذي للشركة المنتجة لروبوت المحادثات "تشات جي بي تي" عن قلقه من استخدام الذكاء الصناعي للتدخل في نزاهة الانتخابات.
وأمام مجلس الشيوخ في مايو الماضي، قال سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن أيه آي": "أنا قلق من هذا الأمر"، مشيرا إلى ضرورة وضع قواعد وإرشادات توجيهية.
وقال ألتمان: "نعتقد أن التدخل التنظيمي من طرف الحكومات سيكون ضروريا للتخفيف من مخاطر النماذج التي تزداد قوة"، مشيرا إلى تحديات مثل التضليل وإلغاء الوظائف.
وتتسابق الشركات العملاقة والصغيرة على استخدام الذكاء الصناعي، وخصصت له بيانات ضخمة ومليارات الدولارات، بينما يخشى منتقدون من أن تؤدي هذه التكنولوجيا إلى تفاقم الأضرار على المجتمع.
وأثارت برامج الذكاء الاصطناعي التوليدي مخاوف بعد نشر صور زائفة لكنها تبدو واقعية، على وسائل الاجتماعي.
وتقول مجلة إيكونوميست في تقرير عن هذه القضية إنه حتى قبل ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية، كان التضليل يمثل بالفعل مشكلة في الديمقراطيات المختلفة.
وتشير إلى أنه إذا تضاعفت حملات التضليل بسبب هذه التقنية، فقد يقنع ذلك الناس بالتصويت بشكل مختلف، وقد يصبح اكتشاف شبكات الروبوتات الدعائية أكثر صعوبة ما يؤثر على ثقة الناخبين التي تراجعت بالفعل في دولة مثل الولايات المتحدة.
لكن المجلة تستبعد قدرة هذه التقنية حاليا على "تدمير تجربة البشرية مع الديمقراطية التي دامت 2500 عام"، مشيرة إلى أنها لن تكون قادرة على إقناع الناخبين في قضايا سياسية مهمة مثل تحديد هوية الرئيس الذي يريدون انتخابه.
وترى أن خوارزميات توليد الصور الجديدة مثيرة للإعجاب، ولكن من دون ضبطها والحكم البشري، فإنها لاتزال عرضة لإنتاج صور يصعب تصديقها، ما يجعل إمكانية التزييف العميق بعيدة المنال في الوقت الحالي.
وتشير رويترز إلى انتشار صورة جنائية زائفة لوجه الرئيس السابق، دونالد ترامب، على وسائل التواصل الاجتماعي صاحبها وصف زائف بأنها لترامب بعدما سلم نفسه لسجن في مقاطعة فولتون بولاية جورجيا.
ويظهر ترامب في الصورة وهو يقف أمام جدار مدون عليه أرقام وحروف ويرتدي قميصا أسود اللون. وصاحب الصورة تعليق يقول "الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب يسلم نفسه تمهيدا لمحاكمته بتهمة التلاعب بنتيجة انتخابات 2020".
وقال خبراء لرويترز إن الصورة ليست حقيقية ومنتجة باستخدام الذكاء الاصطناعي بسبب الحروف والأرقام المطبوعة في الخلفية والتي تبدو غير واقعية، وقالوا إن بعض الأدوات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي تواجه صعوبات في التعامل مع النص المطبوع.
وتقول إيكونوميست إنه حتى لو أثبتت الحملات الانتخابية المعززة بالذكاء الاصطناعي فعاليتها في بعض الأحيان، فالتأثير التراكمي لعمليات التأثير سينفر الناخبين منها ويجعلها غير قابلة للاستخدام.
ويشير التقرير إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي، التي تنتشر المعلومات المضللة فيها، قالت إنها تبذل جهودا لمنعب التلاعب في الانتخابات، وأصبحت منصات التكنولوجيا الكبرى، التي تعرضت لانتقادات بسبب نشرها معلومات مضللة في انتخابات عام 2016 في وضع أفضل حاليا من ناحية تحديد الحسابات المشبوهة.
ومع ذلك، فإن التنظيم الطوعي له حدود، ويمكن استخدام النماذج مفتوحة المصدر لتوليد نصوص وصور دون إشراف.
وقالت المجلة: "على الرغم من أنه من المهم أن نضع في اعتبارنا قدرة الذكاء الاصطناعي التوليدي على إعاقة الديمقراطيات، إلا أن الذعر غير مبرر. وقبل التقدم التكنولوجي في العامين الماضيين، كان الناس قادرين تماما على نقل جميع أنواع الأفكار المدمرة لبعضهم البعض".
وتوقعت أن تشوب حملة الرئاسية الأميركية لعام 2024 معلومات مضللة بشأن سيادة القانون ونزاهة الانتخابات لكن بسبب المشرحين أنفسهم وليس البرامج.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
أبوظبي تستضيف قمة «عالم الذكاء الاصطناعي» 2026
يوسف العربي (أبوظبي)
تستضيف أبوظبي قمة ومعرض عالم الذكاء الاصطناعي اعتباراً من عام 2026. ويمثل الإطلاق الاستراتيجي لعالم الذكاء الاصطناعي في العاصمة الإماراتية خطوة جديدة في مسيرة الدولة نحو ترسيخ مكانتها مركزاً عالمياً رائداً في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأكد مشاركون في قمة «عالم الذكاء الاصطناعي 2025» التي انطلقت في أبوظبي اليوم، أنه في الوقت الذي يشهد فيه عالم التكنولوجيا تحولاً جذرياً بفعل الذكاء الاصطناعي، تواصل دولة الإمارات ريادتها المقرونة بالاستثمار والابتكار لترسيخ مكانتها العالمية الرائدة في القطاع.
وأوضحوا أن الإمارات باتت نقطة ارتكاز لتبادل المعرفة، وتعزيز شبكات التعاون بين القطاعين العام والخاص في هذا المجال، لاسيما مع مشاركة إم جي إكس MGX الإماراتية في تحالف ستارجيت Stargate البالغ قيمته 500 مليار دولار، وتعاون مايكروسوفت بقيمة 1.5 مليار دولار مع شركة «جي 42» (G42) لتطوير مبادرات ذكاء اصطناعي مسؤولة، فضلاً عن إعلان «داماك» استثمار 20 مليار دولار في مراكز البيانات بالولايات المتحدة.
ووضعت أبوظبي نصب أعينها هدف التحول إلى أول حكومة في العالم تعتمد بالكامل على الذكاء الاصطناعي خلال العامين المقبلين، وهو ما يعد الدافع الأساسي وراء استراتيجية أبوظبي الحكومية الرقمية 2025 - 2027 التي تم الإعلان عنها مؤخراً.
وتحت شعار «موجة التغيير الكبرى: الذكاء الاصطناعي في كل شيء»، كشف اليوم الأول للمعرض عن حلولاً ونماذج أولية ومفاهيم ومشاريع جديدة من شركات التكنولوجيا العالمية والشركات الناشئة البالغ عددها 500 شركة من أكثر من 70 دولة مع وجود 200 متحدثاً، وبرنامج للمستثمرين يربط الشركات الناشئة بأكثر من 150 مستثمراً يديرون أصولاً تزيد قيمتها عن 50 مليار دولار.
إنجازات عالمية
من جانبه، قال معالي فيصل البناي، مستشار رئيس الدولة والأمين العام لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتقدمة، إن الإمارات حققت العديد من الإنجازات على صعيد تطوير تطبيقات وحلول الذكاء الاصطناعي.
وأضاف: إن السباق في مجال الذكاء الاصطناعي لايزال في بدايته، حيث إن معظم هذه التطورات حدثت خلال 24 شهراً، وهي مدة غير كافية عند مقارنتها بقطاعات أخرى لذلك لايزال لدينا الكثير للقيام به في هذا المجال. ولفت إلى أنه عند طرح «شات جي بي تي» لم يكن أحد يتوقع كل التطورات اللاحقة، حيث ساهمت هذه الخطوة في توسيع الفرص والإمكانات في العديد من المجالات، وأدرك المستخدمين بعد عامين أن التطبيق يمتلك إمكانيات أكبر من المتوقعة.
واستكمل: بعد 24 شهراً لا يمكن المقارنة بما كان عليه الذكاء الاصطناعي، حيث بات قادراً على القيام بمهام متعددة، لاسيما مع بروز ديب سيك الصيني، حيث يمكن لأي شخص حول العالم الاستفادة من هذه التطبيقات. وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يتدخل تدريجياً في مختلف القطاعات، بدءاً بالصناعة، والعمارة، والصحة، وغيرها.
رفع الإنتاجية
أخبار ذات صلةمن ناحيته، قال خليفة الشامسي، الرئيس التنفيذي لـ «إي آند لايف»: إنه عندما بدأنا وضع برنامج لشباب الخريجين الإماراتيين للذكاء الاصطناعي قبل أربع سنوات قررنا حينها الاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي في جميع أقسام المجموعة، الأمر الذي كان محل تساؤل من مسؤولي أقسام، مثل المالية والمشتريات والعقود، وغيرها من الأقسام لكن بعد فترة قصيرة كان الذكاء الاصطناعي حاضراً في كل شيء وفي كل مكان وفي جميع القطاعات.
ومن ناحيته، قال أحمد الكعبي، مؤسس «رايز ديجيتال» للذكاء الاصطناعي، إنه في الوقت الذي يشهد فيه عالم التكنولوجيا تحولاً جذرياً بفعل الذكاء الاصطناعي، تواصل دولة الإمارات ريادتها المقرونة بالاستثمار والابتكار لترسيخ مكانتها العالمية الرائدة في القطاع.
ونوه بأنه بعد مشاركة «إم جي إكس» في تحالف «ستارجيت» البالغة قيمته 500 مليار دولار، وتعاون «مايكروسوفت» بقيمة 1.5 مليار دولار مع شركة «جي 42» لتطوير مبادرات ذكاء اصطناعي مسؤولة باتت الإمارات نقطة ارتكاز لتبادل المعرفة، وتعزيز شبكات التعاون بين القطاعين العام والخاص في هذا المجال.
سباق عالمي
جاء الإعلان عن استضافة أبوظبي لقمة ومعرض عالم الذكاء الاصطناعي اعتباراً من عام 2026 خلال يوم افتتاح القمة الأولى لعالم الذكاء الاصطناعي 2025 بأبوظبي، والتي تعد أكبر تجمع لمختصي التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
وستنطلق في عام 2026 وسط موجة من الأخبار العالمية حول الاستثمارات المدفوعة بتحالفات الذكاء الاصطناعي، وظهور نماذج جديدة في هذا المجال تعيد تشكيل الخطاب السائد وتغير افتراضات السباق العالمي نحو الذكاء الاصطناعي.
وفي هذا السياق، قال معالي فيصل البناي: في أبوظبي ودولة الإمارات، يرتكز التزامنا بالابتكار في الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة والبحث والتطوير على منظومة ديناميكية تمكّن المواهب وتدفع عجلة التقدم الاستراتيجي وفخورون بدعم فعالية عالم الذكاء الاصطناعي في أبوظبي.
ومن جانبه، قال حميد مطر الظاهري، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة أدنيك: «تمثل إقامة فعاليات عالم الذكاء الاصطناعي في أبوظبي شهادة على التزام مجموعة أدنيك بترسيخ مكانة العاصمة كمركز عالمي للابتكار التقني والذكاء الاصطناعي، ويتماشى هذا الحدث مع رؤيتنا لتعزيز التطورات المتطورة، واستقطاب الخبرات العالمية ودعم الحوار الهادف حول مستقبل الذكاء الاصطناعي». مشاريع جديدة يأتي انطلاق معرض «عالم الذكاء الاصطناعي 2025» الحدث العالمي الرائد في مجال الذكاء الاصطناعي والذي ينظمه مركز دبي التجاري، ليجمع قادة وخبراء القطاع على مدار ثلاثة أيام موزعة على موقعين مميزين في العاصمة أبوظبي ودبي.
عمر العلماء: الإمارات تركز على نشر التقنيات لتحسن جودة الحياة
أبوظبي (الاتحاد)
قال معالي عمر سلطان العلماء، وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد: تركز دولة الإمارات على نشر الذكاء الاصطناعي في المجالات التي تسهم في تحسين جودة الحياة، حيث لا يتعلق الأمر بالجانب الاقتصادي وتحسين الإنتاجية فحسب، بل بتبني الذكاء الاصطناعي من الجميع، وثانياً أن يكون التحسين له قيمة كبيرة لغالبية السكان. وقال معاليه إنه مع توافر التطبيقات الحديثة في الإمارات مثل الممر الذكي في المطارات، فإن هناك حاجة مستمرة لزيادة الوعي أو إشراك الجمهور مع جلب المزيد من الأشخاص من جميع أنحاء العالم بأفكارهم إلى الإمارات.