بوابة الوفد:
2024-07-08@12:59:47 GMT

حكم الشرع في تمني الموت وطلبه

تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT

يسأل الكثير من الناس عن حكم الشرع فى تمني الموت فأجاب الشيخ الالباني رحمه الله وقال طلب الموت  لا يجوز، ولا يجوز تمنيه أيضًا؛ لقول النبي ﷺ: لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به؛ فإن كان لا بد متمنيًا فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي.
وكان من دعائه عليه الصلاة والسلام: اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحينيي ما علمت الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي فنوصيك بهذا الدعاء، أصلح الله حالك وقدر لك ما فيه الخير والصلاح وحسن العاقبة.

ومشروع في هذا أن يقال: (غفر الله له) أو (رحمه الله) ونحو ذلك إذا كان مسلما، ولا يجوز أن يقال (المغفور له) أو (المرحوم)؛ لأنه لا تجوز الشهادة لمعين بجنة أو نار أو نحو ذلك، إلا لمن شهد الله له بذلك في كتابه الكريم أو شهد له رسوله عليه الصلاة والسلام، وهذا هو الذي ذكره أهل العلم من أهل السنة، فمن شهد الله له في كتابه العزيز بالنار كأبي لهب وزوجته، وهكذا من شهد له الرسول ﷺ بالجنة كأبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان وعلي وبقية العشرة ، وغيرهم ممن شهد له الرسول عليه الصلاة والسلام بالجنة كعبدالله بن سلام وعكاشة بن محصن رضي الله عنهما أو بالنار كعمه أبي طالب وعمرو بن لحي الخزاعي وغيرهما ممن شهد له الرسول ﷺ بالنار، نعوذ بالله من ذلك، نشهد له بذلك.
أما من لم يشهد له الله سبحانه ولا رسوله بجنة ولا نار، فإنا لا نشهد له بذلك على التعيين، وهكذا لا نشهد لأحد معين بمغفرة أو رحمة إلا بنص من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، ولكن أهل السنة يرجون للمحسن ويخافون على المسيء، ويشهدون لأهل الإيمان عموما بالجنة وللكفار عموما بالنار، كما أوضح ذلك سبحانه في كتابه المبين قال تعالى: وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا الآية [التوبة:72] من سورة التوبة، وقال تعالى فيها أيضا وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ الآية [التوبة:68] وذهب بعض أهل العلم إلى جواز الشهادة بالجنة أو النار لمن شهد له عدلان أو أكثر بالخير أو الشر لأحاديث صحيحة وردت في ذلك.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

أزمة اللاجئين السودانيين

وأنا أتابع المآسي الناتجة عن المعارك الدائرة في السودان بين فصيلين سودانيين، والثمنَ الباهظ الذي دفعه السودانيون من جراء ذلك، تذكرتُ تصريحًا للرئيس الأوغندي الراحل عيدي أمين، بطل الملاكمة السابق، عندما عرض على ألدِّ أعدائه الرئيس التنزاني جوليوس نيريري، تسويةَ خلافاتهما في حلبة الملاكمة، بدلًا من إدخال الشعبين التنزاني والأوغندي في متاهات الحروب، التي هما في غنى عنها، وأتصور أنّ هذا الاقتراح هو الأنسب لعبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي السوداني، ومحمد حمدان حميدتي قائد قوات الدعم السريع في السودان؛ فعندما يتقابلان على حلبة الملاكمة أو المصارعة، فإنهما بذلك سيحقنان دماء السودانيين الأبرياء، وسيوِّفران الكثير للشعب السوداني الذي يدفع الثمن غاليًا في المنافي الداخلية والخارجية.

بعد مرور أكثر من عام على حرب السودان، تزداد معاناة ملايين السودانيين الفارين من جحيم الأوضاع الكارثية، وهي المعاناة الأسوأ على مدار تاريخ كلّ الحروب التي شهدتها القارة السمراء، ولعل الصديق الصحفي السوداني أحمد قاسم البدوي، كان دقيقًا في وصف حالة هؤلاء، في تقرير عنونه لموقع «تسامح نيوز» بـ«النازحون السودانيون: رحلة الفرار من الموت إلى الموت».

غطت أخبار غزة على ما يجري في السودان، الذي تُرك يواجه مصيره بمفرده، مع بعض التدخلات العربية لطرف على حساب طرف آخر، ولكن هل انتبه العرب إلى أنّ ما يعادل ربع سكان السودان قد فرّوا من مساكنهم، حسب إحصائية جديدة بشأن النازحين واللاجئين في السودان؟! التفاصيل التي نقلتها وكالة «أسوشيتد برس» عن المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، تشير إلى أنّ حوالي ثمانية ملايين شخص فرّوا من منازلهم جراء الحرب في السودان، وأنّ عدد النازحين داخليًّا وصل إلى أكثر من عشرة ملايين شخص، ولجأ أكثر من مليوني شخص إلى الخارج، معظمهم إلى تشاد وإفريقيا الوسطى وجنوب السودان ومصر وكينيا، والحالة كهذه فإنّ الهجرة والنزوح لا يخلوان من المخاطر، إذ حذرت وكالة الغذاء التابعة للأمم المتحدة الأطراف المتحاربة من وجود خطر جدي من انتشار المجاعة والموت على نطاق واسع في منطقة دارفور الغربية وأماكن أخرى في السودان، إذا لم تسمح بدخول المساعدات الإنسانية، حيث الاحتياجات الإنسانية «ضخمة وحادة وفورية».

في تقريره يرسم أحمد قاسم البدوي صورة قاتمة السواد للاجئين إلى مصر - وهو واحدٌ منهم، بعد أن خاض التجربة مع والدته وبعض أهله - ففي الوقت الذي ترتفع فيه وتيرة النزاع المسلح بين قوات الجيش السوداني وقوات مليشيا الدعم السريع، تحوّلت المدن المأهولة بالسكان إلى مدن أشباح، تفوح منها رائحة الموت والدمار، ويلوذ منها الناجون بأرواحهم فرارًا من مصير مجهول إلى مصير آخر لا يقل سوءا، وعن اختيار السودانيين للجوء شمالًا يذكر البدوي أنه في الوقت الذي يعيش فيه آلاف النازحين السودانيين أوضاعًا مأساوية على تخوم غابات إقليم الأمهرة الأثيوبي، بعد أن احتجزتهم السلطات الأثيوبية هناك، يفضِّل غالبية السودانيين من ضحايا الحرب رحلة الفرار شمالًا إلى مصر، ولكن مع ذلك فإنّ تلك الرحلة لا تخلو من المخاطر بأيِّ شكل كان، ويدلل على ذلك بما أظهرته أرقام الموت المختلفة، خلال أسبوع واحد فقط؛ ومنها وفاة أسرة سودانية كاملة في حادث سير في الطريق إلى أسوان، وغيرها من حوادث الموت عطشًا تحت ضربات الشمس الحارقة في قلب الصحراء.

في ظروف كهذه، تنشط بعض الجماعات التي تستغل الظروف والتي تعمل دون ضمير، للاستفادة من الوضع بإدخال السودانيين إلى مصر بطرق غير مشروعة؛ لذا - كما يقول البدوي - يتعرض العديد من المهاجرين بهذه الطرق إلى حوادث مختلفة، وشهدت مستشفيات مدينة أسوان استقبال العديد من حالات الحوادث، إلى جانب امتلاء مشرحة مستشفيات أسوان بالموتى السودانيين، وكشفت تقارير صحفية أنّ جملة الوفيات في أسبوع واحد بلغت ٢٤ حالة، (لحظة كتابة المقال) هذا فضلا عن حالات أخرى في الطريق إلى مستشفيات أسوان، ممَّا جعل القنصلية السودانية هناك تطلق تحذيرًا لمواطنيها ورعاياها من خطورة الدخول إلى مصر بطرق غير شرعية، لما يعرِّضهم للخطورة والمساءلة القانونية، عدا الحوادث المرورية للمركبات المستعملة في التهريب، والتعرض للنهب والابتزاز من قبل عصابات تهريب البشر، وهو ما يعرّضهم أيضًا لمخالفة القانون المصري. وما لم يذكره القنصل هو أنّ هؤلاء كانوا أمام خيارين أحلاهما مُر، فلا أمان في السودان وقد شهدت عمليات القتل والنهب والانتقام، وليس أمامهم إلا الهروب.

وإذا كان البدوي قد تناول تجربته ومشاهداته عن اللاجئين السودانيين إلى مصر، فماذا إذا قرأنا عن مأساة المهاجرين إلى الداخل وإلى ليبيا وتشاد وإفريقيا الوسطى وأثيوبيا؟ بالتأكيد هي ليست أقل مأساوية؛ فالإنسان يعيش دائمًا على أمل، لذا نجده يهرب من الموت إلى موت قد يكون أشدَّ إيلامًا، رغم أنّ طعم الموت واحد.

وبعيدًا عن المآسي الإنسانية، فإنّ الكاتب والصحفي السوداني عزمي عبد الرازق، يرسم - في مقال نشره في موقع «الجزيرة نت» - صورة قلمية محزنة عن حال العاصمة السودانية الخرطوم، التي لم تعد كما كانت؛ فلا شيء مما تبقّى فيها يدلّ على أنها هي الخرطوم، عروس النيلَين، بعبقها وأصالتها، فيتعذّر التعرُّف عليها، بعد تدمير الكثير مِن معالمها الأثرية النادرة أو محوها بالكامل، حيث أصاب الدمار متحف الخرطوم الطبيعي، الذي نفقت فيه كلُّ الحيوانات والطيور نفوقًا بطيئًا، بسبب العطش والجوع، ولا توجد منه عيّنات أخرى في السودان.

عندما يفقد الوطن - أيّ وطن - الأمن والسلام، لا بد أن يحنّ للأيام الخوالي، التي كان الناس يعيشون فيها في أمان، والمثير للانتباه أنّ هذا ما حدث في العراق وليبيا وسوريا واليمن، ممّا يؤكد أنّ البديل كان أسوأ ولهذا السبب ثار الناس.

إنّ الأوضاع اللا إنسانية التي يحياها ملايين السودانيين جراء الحرب بين فصيلين أو شخصين، تنذر بمزيد من المآسي والدمار وتشتيت الشعب السوداني في المنافي الداخلية والخارجية. ويتساءل الكثيرون عن نهايات الحرب، و«الكثيرون» المقصودون هنا هم «السودانيون»، لأنّ العرب - على ما يبدو - لا يأبهون بما يحصل في السودان ولا في غزة، ولا في غيرهما من البلدان العربية؛ ولكن - رغم تفاؤلي الدائم - فإني لا أرى ضوءا في النفق، لأنّ هناك من يغلب مصلحته الشخصية على مصلحة الوطن، والنتيجة هي أنّ البلد الواحد يصبح أكثر من بلد، ويصبح لكلِّ إقليم أو ولاية أو محافظة قطعة قماش ترفرف في الهواء تُسمى «عَلَمًا»، وهذا ما حدث في أكثر من بلد عربي، وأستذكر هنا ما قاله السلطان قابوس -طيب الله ثراه-: «إنّ وجود نظام قوي في أيِّ بلد، أفضل من وجود نظام ضعيف»، وهذه حقيقة، ولكن كيف إذا كان النظام أصلًا ضعيفًا ولكنه مرتهنٌ بالخارج، ينفذ أجنداته فقط؟ أليس في ذلك دمار للوطن؟!

زاهر المحروقي كاتب عماني مهتم بالشأن العربي ومؤلف كتاب « الطريق إلى القدس»

مقالات مشابهة

  • السعودية تلعب بالنار… والحوثيون يحددون الهدف داخل المملكة (صور)
  • انتهاء عمليات تسويق الشعير في درعا
  • الموت يغيّب النائب السابق أنور الصباح
  • الموت يفجع الديوان الملكي السعودي
  • أزمة اللاجئين السودانيين
  • يسكن نَفَرٌ من الأموات على الجسر
  • بلطف الله عايشة.. نشوى مصطفى تنجو من الموت
  • في العراق فقط.. الاغنياء يتعالجون على نفقة الدولة والفقراء ينتظرون الموت!
  • أول تعليق من «التعليم» بشأن لايف من داخل لجنة امتحان الكيمياء للثانوية العامة
  • الباص الفوكسي: شبح الموت يطارد عدنو يرعبها!