عربي21:
2024-10-05@14:06:04 GMT

هل ستعود روسيا لاتفاق تصدير الحبوب؟

تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT

منذ أن أعلنت روسيا عن انسحابها من اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود في تموز/ يوليو الفائت، تنصبّ الجهود التركية على محاولة إقناعها بالعودة للاتفاق، لا سيما وأنها نجحت في ذلك أكثر من مرة سابقاً حين جمّدت موسكو مشاركتها في تطبيق الاتفاق. ولذلك، ومن بين ملفات عديدة ومتشابكة، فقد كانت مسألة مشاركة موسكو في الاتفاق مجدداً على رأس جدول أعمال القمة الثنائية التي جمعت بين الرئيسين بوتين وأردوغان في سوتشي يوم الاثنين، وقبل ذلك زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان لروسيا ولقائه نظيره الروسي لافروف ووزير الدفاع شويغو.



ذهب أردوغان إلى سوتشي مصرّاً على أمله في إقناع بوتين بالعودة للاتفاق، بينما بدا الأخير متشبثاً بموقف بلاده المطالب بـ"ضمانات" حقيقية في التنفيذ وليس مجرد "وعود" أو تعهدات.

في المرات السابقة وفي الانسحاب الأخير، تركزت التحفظات الروسية على التطبيق العملي للاتفاق من زاويتين؛ الأولى عدم التوازي في التطبيق والتصدير، بحيث استطاعت كييف تصدير حبوبها ومنتجاتها بينما واجهت موسكو عقوبات أوروبية ولا سيما من شركات التأمين، بما قلل كثيراً من استفادتها من بنود الاتفاق المكتوبة.

لم تسفر قمة بوتين- أردوغان عن عودة روسيا للاتفاق، لكن من قال إن ذلك كان منتظراً أصلاً؟ كانت روسيا صلبة في موقفها ومطالباتها بالضمانات، وهي الضمانات التي لا تملكها تركيا ولا الأمم المتحدة
وأما الثانية فهي عدم مطابقة التطبيق العملي للأهداف الإنسانية المرجوة وفق النصوص المكتوبة. فقد قال بوتين إن زهاء 70 في المئة من صادرات الحبوب ذهبت للدول الغنية وفي مقدمتها الأوروبية، في حين كان المخطط والمرجو أن تصل للدول الفقيرة ذات الحاجة الماسة لها وخصوصاً في القارة الأفريقية.

سابقاً وحالياً، أيدت تركيا أحقية التحفظات الروسية وَسَعَتْ لتطبيق أكثر توازناً والتزاماً بالنصوص والأهداف مما كان سابقاً، وأكدت أكثر من مرة أنها لا ترى الاتفاق من الزاوية الاقتصادية- التجارية فقط، وإنما كذلك كوسيلة فعالة لنزع فتيل التصعيد في حوض البحر الأسود، ومن هنا جاءت تسمية أردوغان للاتفاق بـ"جسر السلام".

لم تسفر قمة بوتين- أردوغان عن عودة روسيا للاتفاق، لكن من قال إن ذلك كان منتظراً أصلاً؟ كانت روسيا صلبة في موقفها ومطالباتها بالضمانات، وهي الضمانات التي لا تملكها تركيا ولا الأمم المتحدة. فدور تركيا في الاتفاق كان تقريب وجهات النظر وتيسير التفاوض وتهيئة أرضيته، دون أن تمتلك -ولا الأمم المتحدة- أوراق ضغط كفيلة بضمان التطبيق المطلوب من مختلف الأطراف. ولئن كانت أنقرة لا تملك إجبار الدول الأوروبية على رفع العقوبات عن روسيا، وهو شرط الأخيرة للعودة للاتفاق، فإن عودتها له لم تكن مرجحة ولن تكون.

ورغم ذلك، يمكننا القول إن الباب ما زال مفتوحاً على التوصل لاتفاق ما يشمل انخراط روسيا مجدداً في عملية التصدير. ليس بالضرورة أن تعود روسيا للاتفاق السابق بنصوصه الحرفية، بل ربما لم يعد ذلك ممكناً أصلاً، ولكن العودة للفلسفة والآلية والتقنيات المشمولة بالاتفاق بغض النظر عن عنوانه وتسميته. بمعنى أنه يمكن التوصل لاتفاق بديل أو مكمّل يمكن عدُّه تطويراً و/أو تعديلاً للاتفاق السابق، بحيث يشمل تصدير البضائع الروسية من جهة وضمانات أمنية من موسكو لتصدير الحبوب الأوكرانية من جهة ثانية.

ففي المقام الأول، أشار أردوغان إلى أنه قدم لبوتين مقترحات عملت عليها بلاده مع الأمم المتحدة. ورغم أن الرئيس التركي لم يعلن عن تفاصيل هذه المقترحات، إلا أنه من المفهوم أنها مقترحات تسعى للإجابة على التحفظات الروسية وتخطيها، وأنها الآن قيد الدرس بالنسبة لموسكو.

المرجح هو التوصل لاحقاً لاتفاق جديد منفصل عن الاتفاق السابق، لكن بشكل يجعله مكمّلاً له أو تعديلاً عليه. ويرجح لدينا أن تتضمن المقترحات التركية- الأممية المقدمة لروسيا نموذجاً لتصدير روسيا منتجاتها بشكل منفرد عبر تركيا، ولكن مع إعطاء أوكرانيا الضمانات الأمنية السابقة لتصدير حبوبها عبر البحر الأسود، وبحيث تكون أنقرة والأمم المتحدة ضامنَيْن ومتابعَيْن لتطبيق "الاتفاقين

ومن جهة ثانية، تحدث بوتين بدوره عن نية بلاده إرسال مليون طن من الحبوب على شكل هبة لِسِتِّ دول أفريقية بالتعاون مع كل من قطر وتركيا، بحيث تقدم الأولى دعماً مالياً والثانية لوجستياً فنياً للمشروع. هذا النموذج، الذي قال الرئيس الروسي إنه ليس بديلاً عن اتفاق تصدير الحبوب وإنما هو اتفاق إضافي له، يشكل مثالاً على تفاهمات أو اتفاقات يمكن إبرامها مع الجانب الروسي.

وعليه، فالمرجح هو التوصل لاحقاً لاتفاق جديد منفصل عن الاتفاق السابق، لكن بشكل يجعله مكمّلاً له أو تعديلاً عليه. ويرجح لدينا أن تتضمن المقترحات التركية- الأممية المقدمة لروسيا نموذجاً لتصدير روسيا منتجاتها بشكل منفرد عبر تركيا، ولكن مع إعطاء أوكرانيا الضمانات الأمنية السابقة لتصدير حبوبها عبر البحر الأسود، وبحيث تكون أنقرة والأمم المتحدة ضامنَيْن ومتابعَيْن لتطبيق "الاتفاقين".

وهكذا، ما زال ممكناً عودة روسيا لنفس فلسفة الاتفاق القديم وإن باسم جديد أو عنوان مختلف، لأنه ما زال يمثل مصلحة لجميع الأطراف، كما كان منذ اليوم الأول. كما أن تحسن مسار العلاقات التركية- الروسية سيفتح المجال في المدى المنظور للدبلوماسية التركية لأن تنشط بين كييف وموسكو، وهو ما يرفع فرص التوصل لاتفاق جديد.

twitter.com/saidelhaj

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه روسيا الحبوب تركيا تركيا روسيا اوكرانيا إتفاق الحبوب مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة رياضة رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأمم المتحدة تصدیر الحبوب البحر الأسود

إقرأ أيضاً:

روسيا: سنرد فوراً بحال استأنفت أمريكا تجاربها النووية

المناطق_متابعات

أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، اليوم السبت، أن موسكو تعتزم الرد على الفور وبشكل مماثل في حال استأنفت الولايات المتحدة تجاربها النووية.

وقال ريابكوف لقناة “روسيا اليوم”: “إذا بدأت العمليات، فهذا يعني أن الولايات المتحدة تتطلع إلى استئناف التجارب النووية.. وروسيا سترد على الفور بطريقة مماثلة”.

أخبار قد تهمك العثور على فأس من العصر البرونزي بشمال غرب روسيا 4 أكتوبر 2024 - 10:37 صباحًا رائدا فضاء روسيان يحطمان الرقم القياسي للبقاء على المحطة الدولية 22 سبتمبر 2024 - 7:53 صباحًا

وأضاف نائب وزير الخارجية الروسي، في إطار تعليقه على سحب التصديق الروسي على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية في نوفمبر 2023: “نفد صبر موسكو. لقد انتظرنا منذ 23 عاماً.. الجواب يعتمد بشكل كامل على النهج الذي ستتبعه الولايات المتحدة وحلفاؤها” وفقا لـ “العربية”.

وأوضح ريابكوف أن سحب التصديق لا يعادل الانسحاب من المعاهدة. “نحن نواصل العمل وفقاً لروحها ونصها”.

وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قد قالت الأسبوع الماضي إن روسيا استبعدت احتمال إجراء محادثات نووية مع الولايات المتحدة بسبب موقف واشنطن بشأن توسع حلف شمال الأطلسي.

وأضافت زاخاروفا: “لا نرى أي جدوى من الحوار مع واشنطن بدون احترام مصالح روسيا الأساسية. أولاً، مشكلة توسع حلف شمال الأطلسي في مناطق ما بعد الاتحاد السوفيتي تشكل تهديدات للأمن العام”.

كما كان المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قد أكد الأسبوع الماضي بأن روسيا لن تناقش توقيع معاهدة جديدة مع الولايات المتحدة بعد انتهاء سريان اتفاق يحد من الأسلحة النووية الاستراتيجية لدى كل جانب في عام 2026 لأن هناك حاجة إلى توسيعه ليشمل دولاً أخرى.

يأتي هذا بينما صرح الأمين العام الجديد للناتو، مارك روته، أن الحلف لا يرى “أي تهديد مباشر لاستخدام الأسلحة النووية” من جانب روسيا. وقال روته، رداً على سؤال بشأن التغييرات في العقيدة النووية الروسية في المؤتمر الصحفي الأول بمقر الحلف في بروكسل: “يمكنني القول بكل ثقة إن حلف الناتو لا يرى أي تهديد مباشر باستخدام الأسلحة النووية”. إلا أنه اتهم موسكو باعتماد “خطاباً نووياً غير مسؤولاً”.

مقالات مشابهة

  • ناشونال انترست: هكذا سيتغدى بوتين بترامب
  • روسيا: سنرد فوراً بحال استأنفت أمريكا تجاربها النووية
  • خامنئي: هدف امريكا تصدير الطاقة منطقة عبر إسرائيل الى الغرب
  • روسيا تعلّق على احتمالات الصراع المسلح مع أمريكا
  • اتفاق ينهي إضراب عمال موانئ الساحل الشرقي لأميركا
  • سفير روسيا لدى واشنطن: الولايات المتحدة تمهد الطريق أمام صراع نووي
  • بايدن عن لقاء محتمل مع رئيس روسيا: أشك في حضور بوتين
  • عاجل- بين الفلك والدين والاستراتيجيات.. هل ستعود شخصية حسن نصر الله للحياة كما توقعت ليلى عبد اللطيف؟
  • روسيا: إسرائيل لن تسمح للأمم المتحدة بلعب أي دور في تسوية صراع الشرق الأوسط
  • ديفيد هيرست: الفوضى التي تبثها إسرائيل في الشرق الأوسط ستعود لتلاحقها