عربي21:
2024-12-28@20:59:23 GMT

هل ستعود روسيا لاتفاق تصدير الحبوب؟

تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT

منذ أن أعلنت روسيا عن انسحابها من اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود في تموز/ يوليو الفائت، تنصبّ الجهود التركية على محاولة إقناعها بالعودة للاتفاق، لا سيما وأنها نجحت في ذلك أكثر من مرة سابقاً حين جمّدت موسكو مشاركتها في تطبيق الاتفاق. ولذلك، ومن بين ملفات عديدة ومتشابكة، فقد كانت مسألة مشاركة موسكو في الاتفاق مجدداً على رأس جدول أعمال القمة الثنائية التي جمعت بين الرئيسين بوتين وأردوغان في سوتشي يوم الاثنين، وقبل ذلك زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان لروسيا ولقائه نظيره الروسي لافروف ووزير الدفاع شويغو.



ذهب أردوغان إلى سوتشي مصرّاً على أمله في إقناع بوتين بالعودة للاتفاق، بينما بدا الأخير متشبثاً بموقف بلاده المطالب بـ"ضمانات" حقيقية في التنفيذ وليس مجرد "وعود" أو تعهدات.

في المرات السابقة وفي الانسحاب الأخير، تركزت التحفظات الروسية على التطبيق العملي للاتفاق من زاويتين؛ الأولى عدم التوازي في التطبيق والتصدير، بحيث استطاعت كييف تصدير حبوبها ومنتجاتها بينما واجهت موسكو عقوبات أوروبية ولا سيما من شركات التأمين، بما قلل كثيراً من استفادتها من بنود الاتفاق المكتوبة.

لم تسفر قمة بوتين- أردوغان عن عودة روسيا للاتفاق، لكن من قال إن ذلك كان منتظراً أصلاً؟ كانت روسيا صلبة في موقفها ومطالباتها بالضمانات، وهي الضمانات التي لا تملكها تركيا ولا الأمم المتحدة
وأما الثانية فهي عدم مطابقة التطبيق العملي للأهداف الإنسانية المرجوة وفق النصوص المكتوبة. فقد قال بوتين إن زهاء 70 في المئة من صادرات الحبوب ذهبت للدول الغنية وفي مقدمتها الأوروبية، في حين كان المخطط والمرجو أن تصل للدول الفقيرة ذات الحاجة الماسة لها وخصوصاً في القارة الأفريقية.

سابقاً وحالياً، أيدت تركيا أحقية التحفظات الروسية وَسَعَتْ لتطبيق أكثر توازناً والتزاماً بالنصوص والأهداف مما كان سابقاً، وأكدت أكثر من مرة أنها لا ترى الاتفاق من الزاوية الاقتصادية- التجارية فقط، وإنما كذلك كوسيلة فعالة لنزع فتيل التصعيد في حوض البحر الأسود، ومن هنا جاءت تسمية أردوغان للاتفاق بـ"جسر السلام".

لم تسفر قمة بوتين- أردوغان عن عودة روسيا للاتفاق، لكن من قال إن ذلك كان منتظراً أصلاً؟ كانت روسيا صلبة في موقفها ومطالباتها بالضمانات، وهي الضمانات التي لا تملكها تركيا ولا الأمم المتحدة. فدور تركيا في الاتفاق كان تقريب وجهات النظر وتيسير التفاوض وتهيئة أرضيته، دون أن تمتلك -ولا الأمم المتحدة- أوراق ضغط كفيلة بضمان التطبيق المطلوب من مختلف الأطراف. ولئن كانت أنقرة لا تملك إجبار الدول الأوروبية على رفع العقوبات عن روسيا، وهو شرط الأخيرة للعودة للاتفاق، فإن عودتها له لم تكن مرجحة ولن تكون.

ورغم ذلك، يمكننا القول إن الباب ما زال مفتوحاً على التوصل لاتفاق ما يشمل انخراط روسيا مجدداً في عملية التصدير. ليس بالضرورة أن تعود روسيا للاتفاق السابق بنصوصه الحرفية، بل ربما لم يعد ذلك ممكناً أصلاً، ولكن العودة للفلسفة والآلية والتقنيات المشمولة بالاتفاق بغض النظر عن عنوانه وتسميته. بمعنى أنه يمكن التوصل لاتفاق بديل أو مكمّل يمكن عدُّه تطويراً و/أو تعديلاً للاتفاق السابق، بحيث يشمل تصدير البضائع الروسية من جهة وضمانات أمنية من موسكو لتصدير الحبوب الأوكرانية من جهة ثانية.

ففي المقام الأول، أشار أردوغان إلى أنه قدم لبوتين مقترحات عملت عليها بلاده مع الأمم المتحدة. ورغم أن الرئيس التركي لم يعلن عن تفاصيل هذه المقترحات، إلا أنه من المفهوم أنها مقترحات تسعى للإجابة على التحفظات الروسية وتخطيها، وأنها الآن قيد الدرس بالنسبة لموسكو.

المرجح هو التوصل لاحقاً لاتفاق جديد منفصل عن الاتفاق السابق، لكن بشكل يجعله مكمّلاً له أو تعديلاً عليه. ويرجح لدينا أن تتضمن المقترحات التركية- الأممية المقدمة لروسيا نموذجاً لتصدير روسيا منتجاتها بشكل منفرد عبر تركيا، ولكن مع إعطاء أوكرانيا الضمانات الأمنية السابقة لتصدير حبوبها عبر البحر الأسود، وبحيث تكون أنقرة والأمم المتحدة ضامنَيْن ومتابعَيْن لتطبيق "الاتفاقين

ومن جهة ثانية، تحدث بوتين بدوره عن نية بلاده إرسال مليون طن من الحبوب على شكل هبة لِسِتِّ دول أفريقية بالتعاون مع كل من قطر وتركيا، بحيث تقدم الأولى دعماً مالياً والثانية لوجستياً فنياً للمشروع. هذا النموذج، الذي قال الرئيس الروسي إنه ليس بديلاً عن اتفاق تصدير الحبوب وإنما هو اتفاق إضافي له، يشكل مثالاً على تفاهمات أو اتفاقات يمكن إبرامها مع الجانب الروسي.

وعليه، فالمرجح هو التوصل لاحقاً لاتفاق جديد منفصل عن الاتفاق السابق، لكن بشكل يجعله مكمّلاً له أو تعديلاً عليه. ويرجح لدينا أن تتضمن المقترحات التركية- الأممية المقدمة لروسيا نموذجاً لتصدير روسيا منتجاتها بشكل منفرد عبر تركيا، ولكن مع إعطاء أوكرانيا الضمانات الأمنية السابقة لتصدير حبوبها عبر البحر الأسود، وبحيث تكون أنقرة والأمم المتحدة ضامنَيْن ومتابعَيْن لتطبيق "الاتفاقين".

وهكذا، ما زال ممكناً عودة روسيا لنفس فلسفة الاتفاق القديم وإن باسم جديد أو عنوان مختلف، لأنه ما زال يمثل مصلحة لجميع الأطراف، كما كان منذ اليوم الأول. كما أن تحسن مسار العلاقات التركية- الروسية سيفتح المجال في المدى المنظور للدبلوماسية التركية لأن تنشط بين كييف وموسكو، وهو ما يرفع فرص التوصل لاتفاق جديد.

twitter.com/saidelhaj

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه روسيا الحبوب تركيا تركيا روسيا اوكرانيا إتفاق الحبوب مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة رياضة رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأمم المتحدة تصدیر الحبوب البحر الأسود

إقرأ أيضاً:

بوتين يحذر أن روسيا قد تضطر لاستخدام صواريخ أكثر قوة من أوريشنيك

حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من إمكانية اللجوء إلى صواريخ "أوريشنيك" الاستراتيجية مرة أخرى في الصراع الدائر مع أوكرانيا إذا استدعت الظروف ذلك، قائلا إن "الموقف الرسمي للرئيس الأمريكي المنتخب ترامب بشأن النزاع في أوكرانيا لم يُكشف عنه بعد".

وقال بوتين أن بلاده "تسعى جاهدة من أجل الانتهاء من الحرب مع أوكرانيا"، إلا أنه ذكر في الوقت نفسه أنه قد يتم استخدام الصاروخ البالستي الفرط صوتي متوسط المدى المعروف باسم "أوريشنيك" الروسي الصنع من جديد في الصراع الحالي.

وأوضح أن "موسكو ليست متعجلة لفعل ذلك.. لكن لا نستبعد احتمالية استخدامه اليوم وغداً إذا لزم الأمر"، مضيفا أن بلاده قد "تستخدم أسلحة متوسطة المدى أكثر قوة إذا لزم الأمر".


و"أوريشنيك" هو نظام صاروخي أرضي متنقل روسي متوسط المدى، ويعني اسمه "شجرة البندق"، تفوق سرعته سرعة الصوت، ويمكنه أن يقطع مسافة تتجاوز 5 آلاف كيلومتر، وتصفه روسيا بأنه "غير معرَّض للخطر"، وأعلنت عن استخدامه لأول مرة يوم 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، ضد منشأة عسكرية في أوكرانيا.

والصاروخ قادر على حمل حمولات مختلفة، ويستطيع الوصول إلى ارتفاعات "لا يمكن للدفاعات الجوية الموجودة في العالم" الوصول إليها، وفقا لصحيفة إزفيستيا الروسية.



من ناحية أخرى، قال الرئيس الروسي إن بلاده تقبل مقترحاً من رئيس سلوفاكيا، روبرت فيتسو، باستضافة بلاده محادثات سلام مع أوكرانيا لإنهاء الصراع بين الدولتين.

وذكر بوتين أن السلطات في براتيسلافا "يسعدها أن تجعل من بلادها ساحة للمفاوضات. لا نعارض إذا كان الأمر هكذا. لم لا؟ سلوفاكيا تتبنى موقفاً محايداً".

ويعتقد بوتين، أنه ليس هناك وقت كافٍ خلال العام الجاري من أجل توقيع اتفاقية جديدة لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا مع أوكرانيا، مع تبقي خمسة أيام على انتهاء العقد الحالي بنهاية العام 2024.

وحمل أوكرانيا مسؤولية عدم التوصل لعقد جديد لرفضها تمديد الاتفاقية التي بلغت مدتها خمس سنوات ويتم نقل الغاز من بلاده بموجبها إلى سلوفاكيا والتشيك والنمسا، موضحا  في تصريحات نقلها التلفزيون الروسي: "أعلنوا أنهم لن يجددوا العقد وكييف تعاقب أوروبا بهذا الإجراء".

وقال بوتين: "لا يوجد عقد ومن المستحيل إبرامه خلال ثلاثة أو أربعة أيام"، بحسب وكالة رويترز.

وتعتبر إمدادات الغاز من روسيا إلى أوروبا عبر أوكرانيا منخفضة نسبيا، حيث تم ضخ نحو 15 مليار متر مكعب من الغاز الروسي عبر أوكرانيا خلال العام 2023 ما يعادل 8 بالمئة فقط من تلك التدفقات إلى أوروبا من خلال طرق متنوعة في العامين 2018 و2019.


وينقل خط الأنابيب العائد إلى إلى الحقبة السوفيتية "أورنغوي-بوماري-أوزغورود" الغاز من سيبيريا عبر بلدة سودجا - التي تخضع لسيطرة أوكرانيا في الوقت الحالي - في منطقة كورسك الروسية، ثم تصل التدفقات عبر أوكرانيا إلى سلوفاكيا، ثم يتفرع إلى خطوط تنقل الغاز إلى التشيك والنمسا.

وقال الرئيس الروسي إن روسيا جاهزة لتصدير الغاز من خلال أوكرانيا لأي عميل، لكن هناك دعوى قضائية تجعل ذلك مستحيلاً.

كما أبدى بوتين استعداد روسيا لتوريد الغاز إلى أوروبا من خلال بولندا عبر خط الأنابيب "يامال-أوروبا".

مقالات مشابهة

  • بوتين يعترف بمسؤولية روسيا سقوط الطائرة الأذربيجانية
  • عاجل | الكرملين: بوتين يعتذر لرئيس أذربيجان عن حادث إصابة الطائرة الأذربيجانية في أجواء روسيا
  • تقرير: تركيا تطمح لاتفاق بحري مع سوريا مستوحى من التجربة الليبية.. كيف استفادت ليبيا ؟
  • هذه سياسة حزب الله الآن.. هل ستعود الحرب؟
  • بوتين يحذر أن روسيا قد تضطر لاستخدام صواريخ أكثر قوة من أوريشنيك
  • لوكاشينكو: بوتين جاهز لاستئناف تصدير الغاز لأوروبا
  • بوتين : روسيا تسعى إلى إنهاء النزاع في أوكرانيا
  • عاجل | بوتين: روسيا تسعى إلى إنهاء النزاع في أوكرانيا
  • بوتين: روسيا تسعى إلى إنهاء النزاع في أوكرانيا
  • عاجل. بوتين: روسيا تسعى إلى إنهاء النزاع في أوكرانيا