تدشين النسخة الألمانية من كتاب «جسور لا أسوار» للدكتور حمد الكواري 
د. إشراقة حامد الباحثة والمترجمة السودانية النمساوية تسمي مشروعها الدائم «الإنسان» 
تمثيل قطري رسمي وثقافي في الحدث الكبير
الكاتبات العربيات يقدمن قصصاً عن الاغتراب والمعاناة 
 

اختتم في العاصمة الألمانية برلين، أمس الأول، معرض الكتاب العربي والذي استمر على مدى ثلاثة أيام في بيت الثقافة العربية (الديوان) حيث ترعاه وتشرف عليه سفارة قطر في برلين، في مهمة جادة لربط الثقافة العربية بالثقافة الالمانية، والاقتراب باللغة العربية وجمالياتها من القارئ الالماني سواء من خلال الترجمة الى الألمانية او الى من تعرف على العربية من الجمهور الالماني.


وقد شرف الافتتاح سعادة الشيخ عبد الله بن محمد بن سعود آل ثاني، سفير دولة قطر في برلين، ورئيس مجلس أمناء الديوان، والذي رحب في كلمته الافتتاحية بالحضور في معرض الكتاب الاول في بيت الثقافة العربية «الديوان»، واعلن في كلمته عن مبادرة الديوان بترجمة الكتاب العربي الي الألمانية. وسوف تتنوع الكتب المترجمة من الادب الى الفن والفلسفة والسياسة، وفي هذه المبادرة ما يتفق مع رؤية قطر 2030 وما فيها من خطط للتبادل الفكري والثقافي مع الآخر، ثم توالت الكلمات الافتتاحية من الدكتور ميخائيل مولر، النائب في البرلمان الألماني، وعضو اللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية، وهو مسؤول قسم الشرق الأوسط والأدنى، ثم سعادة الدكتور مصطف أديب، سفير دولة لبنان، وعميد السلك الدبلوماسي العربي، وسعادة السيد رالف بيسته، رئيس قسم الثقافة والاتصال في وزارة الخارجية الالمانية، والسيد بشار شبارو، الامين العام لاتحاد الناشرين العرب. 

«جسور وأسوار» د. الكواري
 أما ضيف الشرف في هذا المعرض، والذي كان له ايضا كلمة ترحيبية في الافتتاح، فهو الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، وزير الدولة رئيس مكتبة قطر الوطنية، وقد اعقب كلمات الترحيب، الجولة العامة في المعرض وبين الـ 66 دار نشر المشاركة في المعرض، تلا ذلك اول الفعاليات الثقافية المصاحبة، وهي ندوة لعرض كتاب «جسور لا أسوار» للدكتور حمد الكواري، وهو مقاربة جديدة لعلاقة الشمال بالجنوب، كما يصف الكتاب نفسه من عنوانه، وقد بدأت الندوة بقراءة للكاتب لصفحات من كتابه باللغة العربية، ثم قرئت نفس الصفحات باللغة الألمانية، حيث تم تدشين النسخة الألمانية من الكتاب في تلك الندوة التي شارك فيها ممثل دار النشر الألمانية السيد فايت هويف، واعقب الندوة حفل توقيع للكتاب، وتهافت عدد كبير من القراء الالمان للحصول على نسخة موقعة من الكاتب للكتاب الذي يعمل على بناء جسر جديد بين العرب وبقية شعوب العالم، وحرص الدكتور حمد الكواري على ان يحصل جميع الراغبين على نسخة الكتاب الموقعة منه.

ندوة أدبية ونقاشية نسائية 
وفي اليوم الثاني من المعرض، بدأت فعاليات المعرض بندوة أدبية ونقاشية نسائية شارك فيها تسع أديبات عربيات من مختلف اقطار العالم العربي، واغلبهن ممن ضمهن المهجر الالماني، او الاوروبي، وحسب البرنامج كان على كل منهن ان تقدم كتابها الجديد، او اصدارها الاخير، حيث ان الاصدارات المقدمة جميعها حديثة، صادرة خلال العامين الاخيرين فقط، واما المشاركات في الندوة فهن: د. هدى النعيمي، الكاتبة القطرية، وجاءت متحدثة حول كتابها الاخير الصادر عن دار نشر جامعة حمد بن خليفة في الدوحة، والكتاب بعنوان «حين يبوح النخيل» وهو عبارة عن سيرة ذاتية للكاتبة وأنشطتها العلمية والأدبية على مدى العقود الماضية ما بين تخصصها العلمي في الفيزياء الطبية وهواها الدائم للكتابية الادبية التي مكنتها من اصدار ثمانية اصدارات ادبية حتى الآن، وما يزال في جعبتها الكثير، تحدثت الدكتورة هدى حول الكتاب وتجربتها الانسانية التي يضمها الكتاب الذي يتضمن تجربتها الخاصة في مواجهة سرطان الثدي بكل ما في التجربة من ألم جسدي، وإنساني ومعاناه صامتة، وقد كانت الدكتورة هدى الصوت النسائي الخليجي الوحيد في الندوة، ولذلك تحدثت بصوت الكاتبة الخليجية، واعتبرها المشاركون والمشاركات تمثيلا جيدا لقلم المرأة من منطقة الخليج في تلك الندوة.
اشترك في الندوة ايضا الدكتورة إشراقة مصطفى حامد، وهي كاتبة وباحثة ومترجمة سودانية /‏ نمساوية، اكملت مراحل التعليم في السودان، وهي مقيمة في النمسا منذ ثلاثين عاما، وتعمل الدكتورة اشراقة على تقريب الصوت النسوي العربي الى الثقافة الالمانية، وتعمل على مشاريع خاصة تصب في هذا الاتجاه، وهي تجمع الاصوات العربية، والمسلمة لتقدمها في ثوب الادب والفن والابداع، الى الطيف الالماني، وكما قالت، فهي تفرح وتشعر بنشوة النجاح عندما يتقابل الطرفان على حب الانسانية، ويتقبل كل منهما الاخر، وتعتبر الدكتورة إشراقة ان مشروعها الذي لا ينتهي هو «الانسان».

إشراقة و»سيرتنا»
وفي هذا الندوة، تقدم الدكتورة اشراقة عددا من الأصوات النسائية العربية المهاجرة الى الغرب، ولكل صوت منها حكاية قد تدمع عيناك عند سماعها لكنك لا تلبث ان تشعر بالفخر للبطولات العربية النسائية، هنا في اوروبا، والكتاب الذي قدمته اشراقة كان بعنوان «سيرتنا» ومن العنوان تعرف انه ليس سيرة واحدة، بل عدة سير لنساء عربيات، واما العنوان الاخر غير الظاهر على غلاف الكتاب، فهو كما تقول اشراقة (لن يكتب سيرتنا سوانا)، ولذلك فقد اشتركت اشراقة في الندوة ومعها سيدتان ممن اشتركن في كتابه «سيرتنا» وهما المخرجة المصرية فايزة حبي، والكاتبة العراقية ندى الفواح، وكلتاهما هجرت بلادها لتعيش في احدى مدن المانيا لأسباب خاصة بها، تقدمها في كتاب «سيرتنا».

رازان.. والقذافي
ومن ليببا حضرت معرض الكتاب العربي، والندوة المصاحبة، الروائية والكاتبة رازان المغربي، وللكاتبة رازان تجربة حياتية ثرية في الكتابة الادبية تحت نظام متسلط متمثلا في ديكتاتور ليبيا السابق، معمر القدافي الذي كان يتحكم حتى فيما تكتبه الاقلام الليبية، وزاران كانت مقاومة للديكتاتورية، والتسلط وانضمت الى صفوف الثورة الليبية منذ بدايتها، لتكتب وتؤرخ الواقع اللبيبي الذي لا يعرفه الا المقربون، واما الكتاب الذي قدمته رازان في تلك الندوة فهو روايتها الاخيرة وهي بعنوان «الرسام الانجليزي» الصادرة عن دار الاختلاف، والرواية تحكي حكاية جدارية البراديا وطبرق، الجدارية القديمة التي رسمها جندي انجليزي وجد نفسه محاصرا بين الفنان الذي هو شخصيته الحقيقية، وبين كونه جنديا في الجيش البريطاني الذي جاء محاربا الى ارض غريبة هي ليبيا، وبالتحديد «طبرق»، وقد شـكلت الروائية رازان المغربي عالما متخيلا حول الجدارية وحول الرسام الانجليزي، او الجندى الانجليزي المجهول.

نجاة.. «لا ماء يرويها»
اشتركت في الندوة ايضا الدكتورة نجاة عبدالصمد، الكاتبة والمترجمة السورية، والتي سبق وفازت روايتها «لا ماء يرويها» بجائزة كتارا للرواية عام 2018، وما تزال تتذكر قطر بكل جمالها وروعتها عندما زارتها لاستلام جائزة كتارا للرواية، الدكتورة نجاة عبد الصمد طبيبة بتخصص نساء وولادة، وما تزال تمارس عملها، لتقابل مرضاها في عيادتها في برلين بألمانيا، وهي القادمة من سوريا وتحتضن سوريتها داخل الاضلع ولا تنام الا مع ذكرياتها، كما انها لا تنسى كونها طبيبة ايضا، وينعكس هذا على اغلب رواياتها، وخاصة روايتها الأخيرة التي قرأت جزءا منها في الندوة، والرواية بعنوان «خيط البندول» حيث مسرح الرواية هو عيادة الطبيب اسامة، وهو طبيب متخصص في الامراض النسائية، وفي ذات الوقت يعاني من عدم الانجاب مع زوجته، وترصد الرواية معاناه الزوجين مع علاج العقم، ومراحل العلاج داخل عالم اطفال الانابيب، والتلقيح الصناعي، وارتدادات هذا الانجاز الطبي العظيم داخل الاسر التي تعاني مع عدم الانجاب، ورصد الاثر الايجابي على الاسرة، والمجتمع المحيط بها وهو موضوع لم يطرق كثيرا في الادب العربي، كما تقول الروائية والطبيبة نجاة عبدالصمد.

حقيبة نسائية
ديما مصطفى سكران، احدى المبدعات المشاركات في الندوة، وهي كاتبة وباحثة سورية، وتعمل في مجال البحث العلمي، وتحقيق المخطوطات، حصلت على جائزة العجيلي للقصة القصيرة، وصدر لها مؤخرا، مجموعة قصصية بعنوان «حقيبة نسائية» وهي المجموعة التي قرات منها في الندوة قصة شفافة، حازت اعجاب الحضور، وفي حقيبة ديما النسائية، مجموعة قصصية تبحر فيها الكاتبة في حيوات الكثير من الشخصيات النسائية، والرجالية، لتسلط الضوء على هواجس المسكوت عنه، وتعقيدات العلاقة بين الذات النسوية، والاخر.

إيمان بنت اليمن 
اما الدكتورة ايمان العذري، فهي باحثة وكاتبة يمنية، حاصلة على الدكتوراه من كلية الاداب بجامعة عين شمس بالقاهرة، صدر ديوانها الشعري الاول عام 2004 بعنوان «لربما أنست نارا « والديوان الثاني عام 2010 بعنوان «محاريب في سجون النصر»، ثم صدر لها رواية باللغة الالمانية رواية بعنوان «المكعب السحري للقدر» حيث الراوي فيها راو مطلق المعرفة، وتدور احداثها في عالم مليء بالمتناقضات، الحب والكره، الوفاء والخيانة، الملائكة والشياطين، كل هذا في قالب جمع ما بين العاطفة، والفنتازيا، والطابع البوليسي، حيث البطل الحقيقي للرواية – ليس ليلي – ولكنه القدر، وقرأت الدكتورة ايمان في تلك الندوة الشيقة جزءا من روايتها تلك باللغة الالمانية، ثم انها قرأته مرة اخرى باللغة العربية لاظهار الفرق بين وقع اللغتين.
احدى المشاركات في الندوة ايضا هي خلود شرف الدين، وهي شاعرة وكاتبة سورية، عضو في منظمة القلم الالمانية، وحاصلة على جائزة ابن بطوطة عن ادب الرحلات، عام 2019 عن يومياتها «رحلة العودة الى الجبل، يوميات في ظلال الحرب» وايضا حاصلة على خمس منح دولية، صدر لها مؤخرا عن دار الساقي رواية «يوميات لا شأن لي بها» وهي الرواية التي قدمت منها الروائية بعض الفقرات، والرواية عبارة عن نشيد يتحرك بين عوالم متوازنة بين الماضي والحاضر، الوهم والخيال، حيث لغة الرواية سردية بتقنية معاصرة، وطرح فلسفي واسئلة حول الوجود الاخلاقي وما نخرج به من رحلة الحياه بشكل عام. 
واما المشاركة التي تلت خلود فهي الروائية المغربية ريم نجمي، وهي صحفية وكاتبة، تعمل في القسم العربي لدويتشه فيله كمحررة ومنتجة منفذة لعدد من البرامج الحوارية والإخبارية التلفزيونية والإذاعية، وريم نجمي خريجة أكاديمية دويتشه فيله في بون والمعهد العالي للإعلام والاتصال في الرباط تخصص إعلام سمعي بصري، وهي أيضا حاصلة على ماجستير في الإعلام من جامعة بون ولها عدد من الإصدارات الأدبية في الشعر، والرواية والترجمة، وقدمت ريم في الندوة قراءة من روايتها الجديد ة «تشريح الرغبة».

يارا المبدعة
ومن الجميل ان تضم الندوة ابداعات فنية بالاضافة الى الابداع الأدبي، حيث تنضم الى الكاتبات الكاتبة يارا وهبي، وهي صحفية سورية مقيمة في ألمانيا عملت مراسلة للعديد من الصحف العربية، لكنها فنانة ورسامة مبدعة، تجيد الرسم على الزجاج، والمرايا والورق والقماش، واحيانا على ورق الرز الشفاف، وقد اقامت لأعمالها الفنية هذه معرضا في مدينة «فايمر» الألمانية حمل عنوان «رؤية جديدة للشرق»، وكان المعرض بمثابة محاولة لنقل أفكار جديدة حول الشرق والمدن القديمة المندثرة، وركزت عملها بشكل خاص على دمشق والقدس، كما ترى يارا، الكاتبة والرسامة المبدعة، وقد كان ليارا دور في هذه الندوة بقراءه شيء من روايتها الأخيرة «وشمس اطلت على البلاد الغربية» وهي ما وصفها احد النقاد بأنها «تشكّل ما يشبه البانوراما التاريخية التي تضع حياة الكثير من السوريين والألمان تحت عين المجهر، لترصد حركة التاريخ منذ الحرب العالمية الثانية التي شهدت الهجرات القسرية الأوروبية، مرورًا بانقسام ألمانيا، ثم صعود اليمين المتطرف فيها مرة أخرى، وصولًا إلى لحظة وصول السوريين المهاجرين إلى محطة القطار في مدينة ألمانية صغيرة تدعى زالفيلد، حيث تدور أحداث الرواية، يارا وبالحس الفني العالي الذي تملكه، قرأت فقرة عميقة الأثر من روايتها الجد يدة تلك، وقد احسنت الاختيار للجزء المقروء.

زمن قياسي
كل هؤلاء المبدعات والكتب الادبية المتنوعة، تم تقديمها للحضور في زمن قياسي من خلال مقدمة الندوة، ومديرتها المبدعة المصرية اماني الصيفي، وهي كاتبة وباحثة في تخصص الدراسات الأدبية، لها العديد من الأبحاث المحكمة باللغتين العربية والانجليزية، وكتاب تحت النشر باللغة الانجليزية، تشتغل حاليا على بحث ما بعد الدكتوراه، حول الجماليات والبيئة والمرأة في الأدب.
 أدارت الدكتورة أماني بحكمة واقتدار شديد، ونجحت في منح 

الكاتبات فرص متساوية لتقديم انفسهن وشيء من ابداعاتهن، ثم اعلنت الدكتورة اماني، اعلنت عن توقيع الكاتبات لكتبهن في الركن الذي خصصة المنظمون لتوقيع الكتب، وبعد ان استمتع الحضور بالقراءات الادبية من الكاتبات، اتجه الجميع الى ركن حفل التوقيع، ومنحت كل كاتبة مساحة خاصة، وزمنا خاصا لتوقيع كتابها، وقد كان لي – كاتبة هذه السطور – حظ وافر من الزمن لتوقيع كتاب «حين يبوح النخيل» الصادر حديثا عن دار جامعة حمد بن خليفة بالدوحة.

اليوم الثاني
في اليوم الثاني للمعرض عقدت ندوة حول «دور المؤسسات الاكاديمية في تعزيز التفاهم الثقافي بين المجتمعات الالمانية والعربية» شاركت فيها كل من الدكتورة ليسيلي ترامونتييب، المديرة التنفيذية والمنسقة لمركز دراسات الادنى والأوسط في جامعة ماربورغ، وكذلك يشارك في الندوة السيد نيلز فيشر، من الأكاديمية الكاثوليكية للتبادل الدولي ورئيس قسم الأوسط الأوسط، وادار الندوة الدكتور شتيفان فايدنر، وهو عالم في الدراسات الإسلامية، وايضا كاتب ومترجم يجيد عدة لغات. وانتهت فعاليات اليوم الثاني بوصلة موسيقية جميلة.
جدير بالذكر أن البيت الثقافي العربي المعروف باسم «الديوان» أنشئ في نوفمبر 2017 من قبل دولة قطر بهدف تعزيز التواصل والتفاهم بين العرب والألمان، من خلال نشر الثقافة العربية، وإطلاع المتلقي الألماني والأوروبي بشكل عام على الدور الثقافي الحضاري والإنساني للعرب في مختلف العصور، ونبعت فكرته من حقيقة إدراك قطر دور الثقافة في مد جسور التواصل البشري والحضاري والحوار والتفاهم، حيث تلعب الثقافة دورا محوريا في التعرف على الآخر، وفهم وجهات نظره لتعزيز قيم الحوار الثقافي والتفاهم المتبادل. ويعمل البيت الثقافي العربي الديوان، من خلال تنظيم الفعاليات الثقافية، على خلق حالة من الحوار والتفاعل بين الجالية العربية والجمهور الألماني، حيث تغطي فعالياته جزءا كبيرا من عناصر التبادل الثقافي، من معارض فنية وفوتوغرافية ومسرح وموسيقى وأفلام.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر برلين الديوان د هدى النعيمي الثقافة العربیة الکتاب العربی الیوم الثانی معرض الکتاب فی الندوة من خلال عن دار حمد بن

إقرأ أيضاً:

"الكويت الدولي" يستعرض أهمية الكتاب في تعزيز ثقافة المجتمع

عقدت عائشة المحمود، الأمين العام المساعدة لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في دولة الكويت، وخليفة الرباح مدير معرض الكويت الدولي للكتاب، مؤتمراً صحفياً للحديث عن فعاليات وأنشطة الدورة الـ 47 للمعرض، وذلك في أرض المعارض الدولية.

وقالت المحمود في بداية المؤتمر إن هذه الدورة من معرض الكويت للكتاب تأتي تحت رعاية الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح، رئيس مجلس الوزراء، وتحمل شعار "العالم في كتاب" وتم اختيار هذا الشعار لهذه الدورة ليكون تعبيراً عن أهمية الكتاب ودوره في تقديم الثقافة للمجتمع على كافة أطيافها وألوانه، وتطرقت المحمود إلى النشاط الثقافي المصاحب للمعرض، لتلبية ذائقة زوار المعرض الأدبية والثقافية وقالت: "ارتأينا أن نقدم رؤية جديدة في النشاط الثقافي المصاحب عبر ثلاث منصات مختلفة، المنصة الأولى هي (رواق الثقافي)، التي تم استحداثها العام الماضي، وهي ذات طابع شبابي وتقدم بشكل كامل من قبل المجلس الوطني كأنشطة ورؤية".

وقالت المحمود: "القسم الآخر سيكون في المقهى (الثقافي) وهو عبارة عن مشاركة بين المجلس الوطني، ومؤسسات النفع العام، والجهات الحكومية ذات الصلة وستقدم أنشطة متنوعة خلال فترتين صباحية ومسائية"، والمنصة الثالثة عبر زاوية جديدة تم استحداثها هذا العام لأول مرة هي (زاوية كاتب وكتاب) وستكون في رواق الثقافة، مشيرة إلى أن جناح ثقافة الطفل التابع للمجلس الوطني سيقدم أنشطة متنوعة للطفل كما اعتدنا خلال الفترتين الصباحية والمسائية، وسيقدم هذا العام بالتعاون مع الهيئة العامة الشباب".

90 نشاطاً وقالت المحمود: النشاط الثقافي المصاحب للمعرض هذا العام عبر الأجنحة المتنوعة يفوق التسعين نشاطاً ثقافياً، تمت مراعاة التنوع الثقافي بحيث لا تكون أدبية خالصة أو فكرية خالصة إنما يحاكي كل رؤى الثقافة المختلفة للمجتمع مثل السينما، الدراما، الأمسيات الشعرية، فسنتضيف عدداً من الأقلام، والأصوات الأدبية المهمة مثل الروائي طارق إمام، وعائشة إبراهيم، وكذلك أسماء مميزة من الكويت، وعلى مستوى الشعر ستقام أمسيات شعرية لأصوات كويتية وعربية وخليجية مثل الشاعر جاسم الصحيح.
وتابعت: (المقهى الثقافي) يستضيف عدداً من الأنشطة، منها النشاط المتعلق بشخصية معرض الكويت الدولي للكتاب وهو أ.د عبدالله الغنيم، حيث سيتم تكريمه في اليوم الأول للمعرض خلال الفترة المسائية في الساعة 6 مساءً، بالإضافة إلى محاضرة الكاتب المسرحي القدير عبدالعزيز السريع، وأيضاً محاضرة للدكتور سليمان العسكري، وأكدت أن في الأنشطة احتفاء بكثير من رموز الثقافة الكويتية.
وذكرت المحمود أن هناك تعاوناً مع رابطة الأدباء الكويتيين والعديد من مؤسسات النفع العام والمجتمع المدني، في تقديم عدد من الأنشطة، وأيضاً وزارة النفط، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وغيرها من الجهات الحكومية.
 أما فيما يخص زاوية كاتب وكتاب، فقالت: "أردنا أن تكون هذه الزاوية هي محاولة ربط القارئ بالكاتب بطريقة مباشرة وستكون هناك أمسية للروائي سعود السنعوسي، والروائية بثينة العيسى، إلى جانب كتاب من خارج الكويت وعدد من الأصوات العربية".
وأعلنت المحمود أن ضيف شرف الدورة الحالية لمعرض الكتاب هي المملكة الأردنية الهاشمية، وستقدم أربع محاضرات رئيسية في رواق الثقافة منها محاضرة في اليوم الأول عن العلاقات الثنائية التي تجمع المملكة الأردنية بدولة الكويت، وأيضاً محاضرة عن المشهد الفني في الأردن، ومحاضرة حول القدس والأقصى والرعاية الهاشمية، بالإضافة إلى محاضرة حول الصناعات الإبداعية في الأردن. مشاركات واسعة

وفي تفاصيل معرض الكتاب، أكد مدير معرض الكويت الدولي للكتاب خليفة الرباح أن الافتتاح سيكون يوم الأربعاء الموافق 20 نوفمبر "تشرين الثاني" 2024، في تمام الساعة العاشرة، بحضور وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني عبد الرحمن المطيري.

وذكر الرباح أن المعرض يستمر حتى 30 نوفمبر "تشرين الثاني" الجاري وتشارك فيه 31 دولة منها 19 عربية و12 أجنبية إضافة إلى مشاركة 544 دار نشر منها 400 دار نشر مشاركة بشكل مباشر و160 مشاركة عبر توكيل لدور نشر مشاركة في المعرض.
وبين الرباح أن عدد الكتب المسجلة في الاستعلام الآلي للمعرض بلغ 243 ألف عنوان من ضمنها 14630 عنوان حديث وبلغ عدد العناوين الخاصة بالطفل 47367 عنوان منهم 1929 عنوان حديث. وعن الخدمات المقدمة للجمهور، أوضح الرباح أن إدارة المعرض تقدم خصماً خاصاً للجمهور بواقع 25 في المئة على أي كتاب في المعرض بالإضافة إلى تخصيص مراكز للاستعلام الآلي للجمهور في المعرض والشاشات التفاعلية، كما يمكن البحث من خلال الهاتف عبر موقع المعرض الإلكتروني أو عن طريق رمز الاستجابة السريعة (QR code) المتواجد بأجنحة دور النشر المشاركة.

منصة مؤلف كما أشار الرباح الى خدمة جديدة يقدمها المعرض للجمهور في هذا العام وهي (منصة المؤلف) لتقدم المعلومات عن كيفية إصدار كتاب داخل الكويت وكيفية اتخاذ كافة الإجراءات القانونية التي تحفظ حق المؤلف وملكيته وتتكون هذه المنصة من ثلاثة أقسام تخص المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ووزارة الاعلام ومكتبة الكويت الوطنية.
ولفت إلى أن المعرض يقدم هذا العام (البرنامج المهني) لمدة يومين وتتخلله حلقات نقاشية للناشرين العرب للحديث عن صناعة النشر وفنه وآفاق النشر العربي لتمكين الناشرين من الأدوات المناسبة لتطوير صناعتهم بما يصب في مصلحة النشر العربي. وقال الرباح إن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب تعاون مع رابطة الأدباء الكويتية التي ترعى جميع الأدباء الكويتيين لعرض كتب المؤلفين حيث يستطيع أي مؤلف عرض وبيع كتابه من خلال جناح الرابطة في المعرض.
وأشار الرباح إلى شخصية المعرض هذا العام، وهو الدكتور عبد الله الغنيم وتم اختياره لمساهماته الكبيرة في الثقافة الكويتية وتاريخها، مبيناً أن الدكتور الغنيم قد تم تكريمه ومنحه وساماً خاصاً من المملكة الأردنية الهاشمية لدوره في إثراء قاموس القرآن الكريم بالتعاون مع مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.

مقالات مشابهة

  • برلين 1927.. سيمفونية مدينة متعطشة للحداثة
  • "الكويت الدولي" يستعرض أهمية الكتاب في تعزيز ثقافة المجتمع
  • فعاليات بألمانيا تناقش الإرث الاستعماري لمؤتمر برلين عام 1884
  • الجزيرة ترصد آثار القصف الإسرائيلي على بعلبك
  • «الكيلاني» تشارك في الاجتماع التحضيري لقمة برلين 2025
  • ثلوج متوقعة على مناطق في بلاد الشام منتصف الأسبوع
  • انطلاق معرض الكتاب القبطي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية غدا
  • «الاتحاد العربي للمعارض»: تنفيذ استراتيجية لتنشيط الصناعة العربية تبدأ من مصر
  • عودة اجواء الشتاء إلى بلاد الشام ومصر والعراق والسعودية
  • الدكتورة عذاري الزعابية تحصد جائزة الملك حسين لأبحاث السرطان