التعليم والتعلُّم حجر الزاوية.. والجامعة تدريسية بالدرجة الأولى
جهد واضح لتحديد الأولويات البحثية واستخدام الموارد بطريقة أفضل
يجب عدم الفصل بين عملنا كمؤسسة تعليمية بحثية وما نقدمه من خدمات مجتمعية
هناك طلبة متفوقون يحتاجون إلى برامج من نوع مختلف لصقل وتطوير المهارات

نظمت جامعة قطر، أمس، ملتقاها السنوي للعام الجامعي 2023-2024 الذي شهد توزيع الجوائز على المتميزين في المجالات الأكاديمية والإعلامية وخدمة المجتمع.


وقال سعادة الدكتور عمر الأنصاري، رئيس جامعة قطر في كلمة خلال الملتقى: «ألتقي بكم هذا اليوم في أول ظهور لي بعد أن تم تعييني رئيساً لجامعة قطر، أود أن أعبر عن خالص سعادتي وشكري لمجلس أمناء جامعة قطر على هذه الثقة الغالية، التي بدون شك، تصاحبها مسؤولية جسيمة وأمانة ثقيلة، أسأل الله سبحانه أن يُعينني ويقدرني على حملها».
وأعرب عن الثقة في أن تعاون الجميع وبتضافر الجهود سوف يحقق الأهداف سويا وإيصال الجامعة إلى مستويات أعلى وإلى مزيد من التقدم والتطور.
وأضاف متحدثا عن علاقته بجامعة قطر: «التحقت بالجامعة منذ فترة بعيدة تقترب من الأربعة عقود وكنت حينها قد أنهيت المرحلة الثانوية وتم قبولي في جامعة قطر وفي كلية الهندسة بالتحديد. والحقيقة أنني بدأت الدراسة في سنة 1984 واستمررت كجزء من منظومة الجامعة إلى هذا اليوم، فلم أخرج من الجامعة قط، ولم أعرف مكان عمل سوى الجامعة خلال هذه الفترة الطويلة». 
وأضاف: تعددت الأدوار التي قمت بها في الجامعة، فبدأت كطالب ثم معيد واحتضنتني الجامعة وابتعثتني للحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه، ثم عدت بعد ذلك كعضو هيئة التدريس في الجامعة واستلمت عددا من المناصب الإدارية. بداية كنت مسؤولا عن البرنامج التأسيسي في كلية الهندسة، وبعد ذلك عميداً لشؤون الطلاب، وبعد ذلك مساعداً لنائب الرئيس لشؤون الطلاب، وبعد ذلك نائبا للرئيس لشؤون الطلاب، وكان منصب نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية هو آخر المناصب التي عملت فيها في الجامعة قبل تعييني رئيسا لها. 
وتابع: قناعتي هي أن ما مررت به من خبرات خلال هذه العقود أعدتني لفهم التفاصيل المتعلقة بالعمل من زواياه المختلفة، وأتمنى أن تكون هذه الخبرات التي مررت بها معينا لي على تسيير الأمور وقيادة هذه المؤسسة والاستمرار في تطويرها كما فعل أسلافي من قبل. 
وتحدث الدكتور الأنصاري عن أهمية التعليم في رسالة الجامعة، موضحا أن التعليم والتعلُّم حجر الزاوية في رسالة الجامعة، فجامعة قطر في الأساس جامعة تدريسية بالدرجة الأولى وهو ما انعكس بوضوح على الخطة الإستراتيجية للجامعة؛ فكانت عملية التعليم والتعلُّم هي الغاية الأولى والأهم والتي وفرت لها الجامعة الكثير من الموارد وأعارتها الكثير من الاهتمام. وقد بذلت مجهودات واضحة خلال العمل على الخطة الإستراتيجية في الدورة السابقة لتطوير عملية التعليم والتعلم، وأرى أن هناك بعض التقدم الذي تم إنجازه في هذا الموضوع، ولكن هناك المزيد من العمل لابد القيام به في تطوير أساليب التدريس ومحتوى المقررات والخطط الدراسية لنتمكن من الوصول إلى محاور التميز التي أقرتها الجامعة.
وتطرق الدكتور عمر الأنصاري للبرامج الأكاديمية قائلًا: «إن الجامعة مقبلة في الفترة القادمة على دورة جديدة من التخطيط الأكاديمي نرجو أن ينتج عنها مواءمة أكبر مع سوق العمل واحتياجاته من خريجي مرحلة البكالوريوس، وتوفير فرص تعليمية أكثر تواؤماً مع سوق العمل وتطلعات الطلاب والاحتياجات الآنية والمستقبلية وعلى مستوى الدراسات العليا في الكليات المختلفة، لافتا إلى أن طبيعة البرامج التي تقدمها الجامعة وأعدادها وأعداد الطلاب في هذه البرامج في حاجة إلى نظرة تأملية من إدارة الجامعة بقطاعاتها المختلفة وبالشراكة مع الكليات تكون فيها احتياجات سوق العمل وأوليات الجامعة البحثية وأعداد الطلاب، والتكامل والتخادم والمخرجات التعليمية والبحثية، كُلها ضمن مجموعة من المعايير التي تساعد الجامعة على تقديم برامج نوعية تتواءم مع تطلعات الجامعة والمجتمع وتضاهي أفضل البرامج العالمية في مخرجاتها التعليمية والبحثية. 

القطاع الصحي والطبي
‏وقال رئيس الجامعة: «إن فكرة إنشاء مظلة تجتمع تحتها التخصصات الطبية والصحية هي محاولة لتوفير التكامل والتخادم بين هذه التخصصات واستخدام موارد الجامعة بطريقة أفضل وكذلك لتحسين فرص هذه الكليات والتخصصات في خلق علاقة وثيقة ومستدامة مع أصحاب المصلحة والشركاء في القطاع الصحي والطبي على مستوى الدولة، منوهاً بالتأثير الإيجابي للقطاع في مجال الصحة العامة بالإضافة إلى القدرة على خلق شراكة نوعية تمكن طلاب الكليات في القطاع الصحي من استكمال التعليم الإكلينيكي في المستشفيات والمؤسسات الطبية والصحية سواء العامة أو الخاصة، بالإضافة إلى قدرة الكليات على فهم والاستجابة للمتطلبات البحثية والعلمية لهذه القطاعات. 
وأضاف رئيس الجامعة: «أما فيما يتعلق بباقي التفاصيل الأخرى، مثل: التعليم والتعلُّم والبرامج الأكاديمية والبحث العلمي وشؤون الطلاب فينطبق على هذا القطاع ما ينطبق على باقي كليات الجامعة، ولا شك أن من المهم أن تتضافر الجهود نحو مزيد من التكامل والدمج بين القطاع وبين باقي قطاعات الجامعة». 


البحث العلمي
وفي حديثه عن البحث العلمي، قال سعادة رئيس جامعة قطر: «ليس هناك أدنى شك أن البحث العلمي في الجامعة قطع شوطا كبيرا وحقق تقدما مشهودا في السنوات الماضية. كان هناك جهدٌ واضحٌ في العمل على تحديد أولويات الجامعة البحثية بما يتماشى مع رؤية الدولة ومحاور التنمية في الدولة في المرحلة القادمة. 
وأكد د. الأنصاري ضرورة أن ينصبَّ الجهد المرحلة القادمة في أن تكون الأبحاث والبرامج والمشاريع البحثية كلها ذات صلة وثيقة باحتياجات سوق العمل في الدولة. وكل ما استطاعت الجامعة أن ترتبط بهذه الأوليات والاحتياجات؛ كل ما كانت أكثر قدرة على التأثير. 
وقال إن هذا الموضوع ينقلنا إلى النقطة التالية وهي تأثير الأبحاث التي تقوم بها الجامعة في التنمية وإيجاد حلول للتحديات التي يواجهها المجتمع وسوق العمل في الدولة، منوهاً بضرورة أن تبدأ الجامعة بإنشاء نظام يمكِّنها من قياس تأثير أبحاثها، بحيث تتمكَّن من توجيه هذه الأبحاث لتعظيم تأثيرها، لافتا إلى العلاقة بين الجانبين الأكاديمي والبحث في الجامعة، فلا شك أن هذه العلاقة يجب أن تكون علاقة تكامل بحيث يكمِّل كل جانبٍ الجانب الآخر ويزيد من قوته وفاعليته. 

خدمة المجتمع والتنمية
‏وأكَّد سعادة رئيس الجامعة في كلمته أن خدمة المجتمع أو ما أصبحنا نُطلق عليه تنمية المجتمع من العناصر الأساسية في رسالة الجامعة، ولكن يجب أن نتذكر أن ما نستطيع أن نقدمه من خدمة مجتمعية وتنمية ينبُع من قوتنا في مجال التعليم والبحث العلمي. 
وقال: في السنوات الأخيرة ظهرت بوضوح أهمية ترسيخ ثقافة الريادة والابتكار كعناصر أساسية ضمن رسالة الجامعة وأهدافها. فيجب ألا نحاول في أي وقت من الأوقات أن نفصل بين عملنا الأساسي كمؤسسة تعليمية بحثية وما نقدمه من خدمات مجتمعية أو مشاركة في التنمية، وشدد سعادته على ضرورة أن يكون التركيز في الأساس على التعليم والأبحاث التي تكون الدافع والمحرك لكل ما تقوم به الجامعة بعد ذلك من خدمة مجتمع وتنمية.

التجربة الطلابية
‏وتحدث الدكتور الأنصاري عن التجربة الطلابية التي قال إنها كانت وما زالت وستظل، بمشيئة الله، أحد المحاور الأساسية التي تهتم بها الجامعة وتوفر الجامعة الكثير من الموارد لتقديم خبرة متكاملة تمكِّن الطالب من التعلم واكتساب المعارف والمهارات التي تتواءم مع متطلبات سوق العمل. 
وقال رئيس الجامعة: «تقدم جامعة قطر نموذجا تعليمياً يكون فيه قطاع شؤون الطلاب شريكاً حقيقيا مع باقي القطاعات في العملية التعليمية، لافتا إلى أهمية الاستمرار في تطوير البرامج التي تقدم لطلبة الجامعة لتشمل هذه البرامج فئات الطلاب المختلفة. وفي حين أن هناك أعدادا ليست قليلة من الطلبة من الذين يحتاجون إلى خدمات خاصة ودعم إضافي ليتمكَّنوا من تحقيق متطلبات الدرجة العلمية.
وأوضح أن هناك فئات أخرى من الطلبة من أصحاب المهارة والمتفوقين الذين يحتاجون إلى برامج من نوع مختلف؛ حتى يتمكَّنوا من خلالها من صقل وتطوير مهاراتهم والوصول إلى المستوى الذي تمكِّنهم مهاراتهم وتفوقهم من الوصول إليه. 
كما أكد رئيس الجامعة ضرورة تطوير بيئة محفزة لكافة أبنائنا من الطلاب وتوفير الموارد والإمكانات التي تساعد في رفع الدافعية والتميز، الأمر الذي سيكون له أثر إيجابي على نجاح الطلاب وتعزيز إيمان الطلاب بالقدرة على التميز وثقل مهارتهم الشخصية. 

الأعمال الإدارية والخدمية
‏وتحدث رئيس الجامعة عن الأعمال الإدارية والخدمية في عمومها، مؤكدا أنها من المواضيع المهمة جدا التي تشغل بال الكثير، والمقصود هنا: هو مجموعة الخدمات التي تقدمها الجامعة بصورة عامة لكل منسوبيها سواء كانت إدارية بحتة، مثل: الموارد البشرية والمالية وخدمات تقنية المعلومات أو الخدمات التي تقدمها القطاعات الأخرى للجميع، مثل: تعيين أعضاء هيئة التدريس وإنشاء ومراجعة البرامج الأكاديمية وتوفير المنح البحثية للباحثين ولأعضاء الهيئة التدريسية. فكل ما كانت هذه الوحدات تعمل بكفاءة أكبر وتوفِّر خدمات أكثر سلاسة وفاعلية لمنسوبي الجامعة؛ كلما انعكس ذلك إيجاباً على أداء الجامعة ككل. وفي جميع الأحوال، يتوجَّب علينا كمؤسسة أن نتأكَّد أنَّ هذه الوحدات تقدِّم خدماتها بالكفاءة المطلوبة لضمان سير العمليات والإجراءات بسلاسة وفي الوقت المحدد.

تكريم المتميزين
وقد تضمن الملتقى السنوي لجامعة قطر تكريم المتميزين من أعضاء هيئة التدريس والموظفين والخريجين وشارك في تقديم الجوائز كُلٌ من: الدكتور إبراهيم الكعبي، نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، والدكتور خالد الخنجي، رئيس الإستراتيجية والتطوير، والدكتور هتمي الهتمي مدير العلاقات العامة والاتصال. 
وجرى تكريم كل من الدكتور محمد أحمد الغوطي، الأستاذ في العلوم البيئية بكلية الآداب والعلوم لحصوله على جائزة التميز الأكاديمي 2023، د. نادر محمود السيد، أستاذ مشارك في المحاسبة بكلية الإدارة والاقتصاد لحصوله على جائزة التميز في التدريس 2023، د. منتصر فايز الحمد، أستاذ مشارك في اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم لحصوله على جائزة التميز في خدمة المجتمع 2023، د. عثمان محمد الذوادي، أستاذ مساعد في التسويق بكلية الإدارة والاقتصاد لحصوله على جائزة خدمة المجتمع 2023، د. مها عبد الله الأصمخ، أستاذ مساعد ورئيس قسم العلوم الحيوية الطبية لحصولها على جائزة التميز الدولي. 
وقد تم تكريم الحاصلين على جائزة المساهمة الإعلامية المتميزة 2023، وهم كُلٌ من: الدكتور محمد الرهاوي، أستاذ مشارك في قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب والعلوم والدكتورة نوف الكواري، مساعد العميد لشؤون الطلبة بكلية التمريض. فيما تم تكريم الحاصلين على جائزة الخريج الشاب المتميز 2023، وهم كُلٌ من: الخريج محمد حاكم، المدير التنفيذي لشركة لينكس للدعاية والإعلان والتسويق، والسيد سلمان يوسف، معلم لغة عربية ومقدم برامج في تلفزيون قطر.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر جامعة قطر

إقرأ أيضاً:

بعد حراك الجامعات.. وزارة التعليم الأمريكية سترجع سياسات عدم التمييز وتعقد تسويات

 أبدت وزارة التعليم الأمريكية بعض "المخاوف" بشأن التمييز ضد الطلاب المسلمين والعرب والفلسطينيين في جامعة إيموري في أتلانتا بولاية جورجيا، وتوصلت إلى تسوية مع المؤسسة لحل القضية.

ووافقت الجامعة على مراجعة سياسات وإجراءات عدم التمييز، بما في ذلك السياسات المتعلقة بالاحتجاجات وتعريف التحرش، الذي يشمل التحرش على أساس أصول مشتركة فعلية أو متصورة، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز".

وقالت الوزارة إن الجامعة وافقت أيضا على تطوير التدريب والاستطلاعات أثناء تقييم تعاملها مع الاحتجاجات في الحرم الجامعي التي اندلعت العام الماضي ضد دعم الولايات المتحدة لحرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة.


واعتبرت الجامعة أنه "لم يتم العثور على أي مخالفات من جانبها، وأنها وقعت طواعية على اتفاقية حل لتحسين السياسات التي تعالج التمييز".

ويذكر أن العنوان السادس من قانون الحقوق المدنية لعام 1964 يحظر التمييز العنصري في برامج التعليم الأمريكية التي تتلقى تمويلا اتحاديا.

وشهدت جامعات أمريكية احتجاجات دامت شهورا حيث طالب المتظاهرون بإنهاء الدعم الأمريكي لـ"إسرائيل" وإنهاء استثمارات الكليات في الشركات التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

وكان ناشطون قد قالوا في نيسان/ أبريل من العام الماضي إن السلطات وبناء على طلب من إدارة جامعة إيموري استخدمت أجهزة الصعق الكهربائي والغاز المسيل للدموع ضد الطلاب المحتجين.


وقالت وزارة التعليم إنها "قلقة من أن العنف غير المبرر لنشاط إنفاذ القانون الذي انعكس في مقاطع فيديو واسعة النطاق من الاعتقالات خلال احتجاجات إبريل نيسان 2024 ربما خلق بيئة معادية داخل مجتمع الحرم الجامعي لأعضاء الجامعة من الفلسطينيين أو العرب أو المسلمين".

وتوصلت وكالات حكومية أمريكية إلى تسويات مماثلة مع مؤسسات وشركات أخرى منذ بدء حرب غزة، بما في ذلك مع جامعات مثل جامعة جونز هوبكنز وجامعة كاليفورنيا.

وتوصلت وزارة العدل أمس الخميس إلى اتفاق مع فندق دبل تري باي هيلتون أورلاندو في سي وورلد بولاية فلوريدا لحل مزاعم السياسة التمييزية ضد استضافة العرب.

مقالات مشابهة

  • مليون و400 ألف جنيه منحة من التعليم العالي لمشروع طلابي بجنوب الوادي
  • ما هي مبادرة مصر GATE نبوغ التي اطلقتها وزارتي التعليم اليوم.. تفاصيل
  • رئيس جامعة المنيا يتفقد سير العملية الامتحانية في 3 كليات اليوم
  • جامعة المنيا تتابع سير الإمتحانات في 3 كليات
  • رئيس جامعة المنيا يتفقد امتحانات الفنون الجميلة والتربية الرياضية والحاسبات
  • تميّز أكاديمي لطلبة بكالوريوس علم التجميل في عمان الأهلية وتوجّه لإستحداث برنامج للماجستير
  • رئيس جامعة عين شمس يشهد احتفالية تجديد اعتماد كلية الطب للمرة الثالثة
  • بعد حراك الجامعات.. وزارة التعليم الأمريكية سترجع سياسات عدم التمييز وتعقد تسويات
  • رئيس جامعة القاهرة يستقبل الشيخ الدكتور عمار بن ناصر المعلا ملحق التعليم وعلوم التكنولوجيا لدولة الإمارات بالقاهرة والوفد المرافق من سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة
  • تجديد اعتماد «طب عين شمس» للمرة الثالثة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم