مفتاح المنطقة.. ماذا حققت مصر إقليميا خلال 6 أشهر من رئاستها لجامعة الدول؟
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
كانت وستظل مصر الداعم الأكبر لقضايا الأمة والمنطقة، بصفتها أكبر دولة عربية، ولهذا لن تتخلى أبدًا عن دورها كقوة إقليمية تقود وتتفاعل وتناصر الدول العربية، ولم تتأخر عن أشقائها نهائيا، وهمها الأكبر الحفاظ على وحدة البلدان العربية واستقرارها.
دور مصر في المنطقة العربيةماذا حققت مصر إقليميا في 6 شهور؟تولت مصر رئاسة مجلس الجامعة العربية خلال الستة أشهر الماضية، خلال الدورة 159، بدأت فى مارس الماضى، ومن المقرر أن تنتهى الأربعاء المقبل، عندما يقوم وزير الخارجية سامح شكرى رئاسة الدورة الجديدة، لنظيره المغربى ناصر بوريطة، خلال الاجتماع الوزارى بمقر الأمانة العامة.
وخلال الأشهر الماضية، نجحت مصر فى تحقيق العديد من الإنجازات، التى من شأنها خدمة الأهداف العربية الجمعية، عبر تحقيق التوافق تجاه القضية الدولية والإقليمية، ناهيك عن العمل على تجاوز الخلافات البينية، خاصة مع تصاعد الأزمات الدولية، وما ترتب عليها من تداعيات كبيرة، خلال الأشهر الماضية.
وهناك حالة من الزخم الدولي، باتت تحظى بها الدبلوماسية المصرية في المرحلة الراهنة، مع تفاقم الأزمات، وهو ما يبدو في تحولها إلى محطة مهمة، يتوقف عندها زعماء العالم وكبار المسؤولين في الآونة الأخيرة، بينما يحملون طموحات وآمال، تتراوح بين الشراكة الهادفة إلى تحقيق المصالح المشتركة، من جانب، والقيام بدور من شأنه احتواء الأزمات الراهنة، والتي باتت تتجاوز منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها الأزمة الأوكرانية، والتي تحمل تداعيات كبيرة، على كافة مناطق العالم بعدما ضربت قطاعات حيوية تمس حياة الشعوب، على غرار الغذاء والطاقة، ناهيك عن تزامنها مع أزمتي الوباء والتغير المناخي، وتأثيراتهما غير محدودة النطاق، والتي قد تأكل الأخضر واليابس حال الفشل في اتخاذ إجراءات دولية جماعية جادة لاحتوائها.
جامعة الدول تعقد الاجتماع التحضيري الثالث للقمة العربية الافريقية جامعة الدول العربية: نولي اهتماما كبيرا للارتقاء بعلاقتنا مع دول أمريكا اللاتينيةولعل الحديث عن التحول الكبير في الدور المصري، من مجرد قيادة منطقتها الجغرافية المحدودة إلى نقطة استقطاب دولي، يتجلى بوضوح، في العديد من المشاهد الأخيرة، والتي تعكس تجاوز النطاق الاقليمي، نحو أفاق دولية أوسع، في مؤشر صريح للدور الذي باتت تلعبه الدولة المصرية في الآونة الأخيرة باعتبارها "نقطة اتصال" بين أقاليم العالم، وهو ما يمنحها مساحة أكبر من المناورة، تضفي عليها مزيدًا من القدرة على الدفاع، ليس فقط عن حقوقها، وإنما حقوق أقاليمها المتشعبة، وشعوب دولهم، الذين باتوا يدفعون ثمن طموحات وأطماع القوى الكبرى، والتي تدفع العالم نحو "حافة الهاوية".
وفى هذا الإطار، يقول مندوب مصر لدى جامعة الدول العربية، السفير محمد مصطفى عرفى، فى كلمته أمام الجلسه الافتتاحية لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين، فى دورته 160، أن العمل خلال المجلس هو عمل سياسى بامتياز، يقوم على تجاوز الخلافات، وتحقيق التوافق بين الدول العربية، وهو ما تحقق بالفعل فى قرار عودة سوريا إلى مقعدها بالجامعة العربية.
والحديث عن عودة سوريا إلى مقعدها بالجامعة العربية يمثل أبرز وأهم الإنجازات التى تحققت خلال رئاسة مصر، حيث جاء القرار خلال اجتماع استثنائى لوزراء الخارجية العرب، فى شهر مايو الماضى، بعد غياب دام لحوالى 12 عاما، جراء الأحداث التى شهدتها البلاد جراء الفوضى التى ترتبت على الربيع العربي.
دور مصر في المنطقة العربيةرمانة ميزان المنطقةوكان قد أكد وزير الخارجية سامح شكرى، فى تصريحات سابقة، أن الأزمة السورية قضية عربية يجرى التعامل معها فى إطار عربي؛ فى ظل جمود التحركات الدولية، متمنيًا تضافر الجهود الإقليمية والدولية لتشجيع الحكومة السورية لاتخاذ خطوات مقابلة تعترف بما تم إنجازه.
وتزامنت ذروة الأحداث فى السودان مع رئاسة مصر لمجلس الجامعة العربية، حيث ارتكز الموقف المصرى على تحقيق أكبر قدر من التوافق حول ضرورة دعم الدولة السودانية والحفاظ على وحدتها وسيادتها الاقليمية مع تقديم الدعم الانسانى للمواطنين السودانيين.
وأصدرت جامعة الدول العربية القرار رقم 8913، الصادر عن اجتماع استثنائى فى مايو الماضى، داعية إلى إلى الوقف الفورى لكافة الأعمال القتالية، دون قيد أو شرط، وتعزيز الالتزام بالهدنة، سعيًا نحو عدم تفاقم الأوضاع الإنسانية والمعيشية للشعب السودانى، والحفاظ على مكتسباته وسلامة الدولة السودانية ومؤسساتها ومنشآتها.
واصلت مصر دعمها للقضية الفلسطينية خلال رئاستها للدورة 159، لمجلس الجامعة العربية، حيث دعت إلى العديد من الاجتماعات الاستثنائية لملاحقة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلى بالإدانة، خاصة مع اقتحاماته المتكررة للمقدسات الدينية فى القدس، وللمدن والقرى فئ الأراضى الفلسطينية.
وفى هذا الإطار، شدد وزير مفوض عبده دندراوى، مندوب مصر المناوب بجامعة الدول العربية، على أنه لا بدیل عن حل الدولتین بقیام دولة فلسطینیة مستقلة عاصمتھا القدس الشرقیة على خطوط یونیو 1967 وفقًا لقرارات الشرعیة الدولیة فى ھذا الشأن، ولحین تحقیق الھدف المنشود ستظل القضیة الفلسطینیة ھى القضیة العربیة المركزیة والأولى، بل والقضیة العادلة للمجتمع الدولى الذى أخفق فيتحمل مسؤولیاته تجاه الشعب الفلسطینى الشقیق وأظھر ازدواجیة غیر مقبولة فى المعاییر فى تعاطیه مع الاحتلال الإسرائیلى بما ساھم فى تقویض أسس ومبادئ القانون الدولى بصفة عامة وأضعف من إرساء منظومة دولیة تحترم تلك القوانین، بما ترتب علیه من تداعیات وخیمة نراھا تتفاقم وتزداد فيسلبیتھا كلما استمر الوضع على ما ھو علیه.
عبر 3 طائرات عسكرية..مصر ترسل مساعدات للسودان مقدمة من جامعة الدول العربية ماذا يحمل لقاء جامعة الدول العربية ووزارة الخارجية الأمريكية؟من جانبه قال الدكتور أحمد سيد أحمد المحلل السياسي، إن مصر لها دور بارز في القضايا العربية والدولية وتحركاتها لا تكون إلا لخدمة العرب، حيث إن الدائرة العربية شكلت إحدى الدوائر الأساسية في السياسة الخارجية المصرية في عهد الرئيس السيسي وأولت مصر الاهتمام بعلاقاتها العربية من خلال مسارين الأول وهو تنقية الأجواء العربية وبلورة المواقف العربية من أجل إيجاد موقف عربي موحد إزاء التحديات الداخلية والخارجية.
وأضاف سيد أحمد في تصريحات خاصة لـ صدى البلد، أن القاهرة تلعب دوراً مهمًا مع دول القلب وهي السعودية والإمارات أملاً في حل وتصفية المشكلات العربية، وكذلك الآلية القومية الثنائية والثلاثية والرباعية والخماسية، ودور مصر في تجميع الدول العربية وتوحيد آراء العرب من خلال اللقاءات التي كانت القاهرة القاسم المشترك في دعم القضايا العربية وتعزيز العلاقات في مواجهة التحديات مثل الإرهاب والفكر المتطرف والهجرة غير المشروعة وتسوية الأزمات العربية وتعظيم الدور العربي في ادارة الحروب والأزمات العربية في سوريا واليمن وليبيا والسودان وعكست استضافة مصر لمؤتمر دول جوار السودان الدور العربي المصري في دعم القضايا العربية ودعم الشعب السوداني والحفاظ على وحدة الدولة السودانية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مصر الدول العربية الجامعة العربية جامعة الدول جامعة الدول العربية جامعة الدول العربیة الجامعة العربیة
إقرأ أيضاً: