أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الاثنين، مجددا، أن قرار الحكومة منع العباءة في المدارس يهدف إلى "الدفاع عن العلمانية ومبادئ الجمهورية"، على حد زعمه.

ماكرون يعلن منع الطلبة الذين يرتدون العباءات من دخول المدارس

وفي مقابلة أجراها معه اليوتيوبر "أوغو ديكريبت" على قناته، أوضح ماكرون قائلا: "نحن نعيش أيضاً في مجتمعنا مع أقلّية، مع أشخاص يغيرون وجهة الديانة ويأتون لتحدي الجمهورية والعلمانية"، حيث جاء هذا التصريح، ردا على سؤال طرحه عليه المذيع بشأن قرار الحكومة أخيرا حظر العباءة في المدارس والثانويات والمعاهد، علما بأن هذا الثوب الذي ترتديه بعض الفتيات المسلمات يُنظر إليه من قبل كثيرين على أنه وسيلة للدعوة إلى الإسلام.

وتابع ماكرون: "في بعض الأحيان حصل ما هو أسوأ..لا يمكننا التصرف كما لو أنه لم يقع هجوم إرهابي ولم يكن هناك صامويل باتي"، إذ أنه في 16 أكتوبر 2020، قُتل أستاذ التاريخ والجغرافيا صامويل باتي (47 عاماً) أمام مدرسته في المنطقة الباريسية طعنا بيد الجهادي عبد الله أنزوروف الذي قطع رأس المعلم قبل أن ترديه الشرطة قتيلا.

وقُتل هذا الأستاذ بعد أيام من عرضه على تلامذته خلال حصة حول حرية التعبير رسوما كاريكاتورية للنبي محمد،  حيث أوضح الجهادي في تسجيل صوتي أنه ارتكب فعلته "انتقاما للنبي".

وفي معرض شرحه مبرّرات قرار منع العباءة، أردف الرئيس الفرنسي موضحا: "أنا أقول فحسب إنّ هذا النظام موجود..لقد حدث ذلك لأن مدرسا كان يعطي درسا عن العلمانية في فصله، ومن ثم حصل هياج على مواقع التواصل الاجتماعي أعقبه إقدام أشخاص على ارتكاب الأسوأ".

واستطرد إيمانويل ماكرون ردا على استفسار المذيع: "أنا لا أقارن بين أعمال الإرهاب والزي الذي ترتديه بعض الفتيات المسلمات"، متابعا: "أنا فقط أقول لك إن مسألة العلمانية في مدرستنا هي مسألة جوهرية".

كما أكد ماكرون أنه يؤيد إجراء "تجارب" و"تقييم" لارتداء زي مدرسي موحد في المدرسة، وأنه يفضل في هذا الإطار "زيّا أحاديا" كونه "أكثر قبولا" من قبل المراهقين، مضيفا: "هناك الزيّ الرسمي، وهناك أيضا الزي الأحادي..أي من دون أن يكون لدينا زيّ موحد، يمكننا أن نقول (للتلامذة)..ارتدوا بنطلون جينز وقميصا وسترة.. مسألة الزي الأحادي هي برأيي أكثر قبولا، وقد تبدو أقل صرامة من وجهة نظر الانضباط".

وأوضح قائلا: "هذا الزي يحل الكثير من القضايا.. أولا.. العلمانية، وثانيا.. يوفر بعض الحشمة، فنحن لا نريد ملابس غريبة الأطوار للغاية".

وأعلن وزير التربية الفرنسي، غابريال أتال، الشهر الماضي، أنه "سيحظر ارتداء العباءة في المدارس" في فرنسا، مشددا على سعيه لوضع "قواعد واضحة على المستوى الوطني" لمدراء المدارس.

المصدر: "فرانس برس"

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا إيمانويل ماكرون الإسلام باريس تويتر غوغل Google فيسبوك facebook العباءة فی

إقرأ أيضاً:

بعد 5 قرون من فصل الدين عن الدولة.. هل استنفدت العلمانية زمنها؟

بانر موازين (الجزيرة)

ووفقا لحلقة "عالم ما بعد الغرب.. هل هو قابل للتحقق؟" من برنامج موازين فإن السنوات القليلة الماضية شهدت حراكا قويا من الصين وروسيا تحديدا دفعت الولايات المتحدة التي تتسيد العالم منذ الحرب العالمية الثانية للحديث عن تخوفاتها من أن تترك فراغا ليحل غيرها فيه.

فخلال القمة التي عقدت في السعودية يوم 16 يوليو/تموز 2022، وضمت الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن بلاده لن تغادر الشرق الأوسط لتخلق فراغا تملؤه الصين أو روسيا أو إيران.

ووفقا لتقرير تم بثه خلال حلقة موازين، فإن هذا الحديث كان إعلانا صريحا عن القلق الأميركي من أن تتحول موازين القوى العالمية في ظل القدرات العسكرية والاقتصادية لدول أخرى تتصدرها الصين.

تحديات وفرص

يقول التقرير إن الصين تشبه في انطلاقتها الحالية الرأسمالية الغربية في بداية نهضتها مما يعزز التوقعات التي تضعها في صدارة الاقتصاديات العالمية بنهاية العقد الحالي، مع طفرة على صعيد التصنيع العسكري تهدد الهيمنة الأميركية المطلقة بل وتضع بكين قبلها في بعض الجوانب، كما تقول إلسا كانيا الباحثة في مركز أبحاث الأمن الأميركي الجديد.

وإلى جانب الصين، تأتي روسيا التي أعلن رئيسها فلاديمير بوتين في يوليو/تموز 2022 إستراتيجية جديدة للبحرية الروسية تقوم على اعتبار نهج الهيمنة الأميركية تحديا للأمن القومي لبلاده، وتؤكد ضرورة وجود عدد كاف من القواعد ونقاط التمركز خارج الحدود مع اعتبار الوجود في البحرين المتوسط والأحمر أمرا مهما للأمن الروسي.

وتعليقا على هذه التحولات، يقول الكاتب والسياسي المغربي الدكتور حسن أوريد (صاحب كتاب أفول الغرب) إن الموضوع تم طرحه بعد الحرب العالمية الأولى وتناولته العديد من الكتب الغربية التي تناولته من ناحية التحديات، مشيرا إلى أنه يرى الأمر مرتبطا بفرص تمتلكها قوى أخرى ذات حضارة كبيرة.

انتهاك الدين والنفعية المادية

أما المفكر اللبناني محمود حيدر، فقال إن العالم يعيش منعطفا عالميا يؤسس لتاريخ جديد، مشيرا إلى أن الغرب يحتل منطقة الجاذبية في هذا المنعطف وأنه إما أن يضمحل وينزوي نجمه كما يقول مفكروه وإما يعيد ترميم نفسه والدخول في الدورة الحضارية الجديدة.

ويرى حيدر أن مشكلة الغرب ليست مادية ولا عسكرية فقط وإنما هي فلسفية تتعلق بعطل تكويني في حضارته تتمثل في الفصل بين الله والعالم، لافتا إلى أن تأليه الإنسان جعله يعتقد بأنه قادر على حل كل مشاكل العالم.

ومن منظور عربي، يقول حيدر إن أفول الغرب يعود أيضا إلى فكرة وجود دورة حضارية حتمية هي التي جعلت الغرب يتمركز في لحظة من التاريخ مسيطرا ومهيمنا على العالم كله حتى وصل إلى مرحلة الإشباع في القدرة والقوة، وهي نفسها التي ستدفع بلاعب جديد نحو المركز.

لكن أوريد يرى أهمية عدم إغفال جانب النفعية في حضارة الغرب التي تجلت في شكل الليبرالية الاقتصادية والتي انتهت كما هو حاصل باستغلال الإنسان للإنسان، مؤكدا أن منظومة الرأسمالية تلعب دورا أساسيا في تراجع الحضارة الغربية، لأنها تقوم أساسا على تسعير كل شيء وتحويل المال إلى غاية في حد ذاته.

هذا الأمر كما يقول أوريد لا بد وأن ينتهي بالحروب أو الشعوبية، مضيفا أن العالم يعيش هذه الحروب وتلك الشعوبية التي عاشها العالم في ثلاثينيات القرن الماضي بسبب تغلب المادية على الأخلاقية حتى إن ديمقراطية الغرب نفسه تعيش أزمة واضحة حاليا كجزء من الانهيار والإخفاق.

مع ذلك، يقول حيدر، إن حضارة الغرب لم تقم على فصل الدين عن الدولة مع إيجاد توازن بين الأمرين ولكنها وصلت إلى مرحلة من التطرف قضت على الإيمان المسيحي تماما.

وقال حيدر إن كل النقلات الحضارية على مدار التاريخ كانت مرتبطة بالدين وإن الغرب ليس استثناء من ذلك، لكنه لفت إلى أن العلمانية الغربية انتهكت الدين بشكل كبير جدا حتى لم تعد لدى الإنسان الغربي ثقافة دينية فعلية لأنه تحول إلى خادم في مصانع الرأسمالية بأشكالها المختلفة.

وخلص حيدر إلى أن أكبر دليل على إلحاح سؤال الدين في الغرب هو اللقاء الذي جرى بين البابا المستقبل بندكت السادس عشر مع الفيلسوف الألماني الشهير هابرماس في محاولة لإيجاد توازن بين الدين والعلمانية في محاولة لترميم الحضارة الغربية ومؤسسات الدولة.

2/10/2024المزيد من نفس البرنامجأساتذة قانون: التاريخ لا يبدأ من 7 أكتوبر وحماس لها حق مقاومة الاحتلال بالسلاحplay-arrowمدة الفيديو 01 minutes 45 seconds 01:45هل تنتقل إسرائيل إلى "ما بعد الصهيونية"؟play-arrowمدة الفيديو 01 minutes 41 seconds 01:41موازين ــ التكافل في زمن الكوارثplay-arrowمدة الفيديو 50 minutes 23 seconds 50:23موازين- الإباضية.. النشأة والأفكارplay-arrowمدة الفيديو 50 minutes 11 seconds 50:11موازين ـ منظومة القضاء في الإسلامplay-arrowمدة الفيديو 50 minutes 33 seconds 50:33موازين- التبشير.. جذوره ومخاطرهplay-arrowمدة الفيديو 51 minutes 41 seconds 51:41موازين- العلاقات السياسية في الإسلام بين الأحكام الشرعية والمتغيرات الدوليةplay-arrowمدة الفيديو 51 minutes 44 seconds 51:44من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • بعد 5 قرون من فصل الدين عن الدولة.. هل استنفدت العلمانية زمنها؟
  • سابقة في تاريخ الجمهورية الخامسة الفرنسية: مشروع قرار لعزل الرئيس إيمانويل ماكرون
  • المادة 51.. ما النص الذي استندت إليه إيران في ضرب إسرائيل؟
  • طرق دبي تنجز تحسينات مرورية في مجموعة من المناطق المدرسية
  • دبي.. إنجاز 8 تحسينات مرورية لتعزيز انسيابية الطرق في مناطق مدرسية
  • دبي.. إنجاز 8 تحسينات مرورية لتعزيز كفاءة شبكة الطرق في 37 مدرسة
  • التعليم توجه بتخصيص محاضرات للحديث عن انتصارات أكتوبر وفضل الشهادة (مستند)
  • تفاصل جولة مدير عام التعليم العام لمتابعة مدارس إدارة تمي الأمديد بالدقهلية
  • وزير التعليم يتابع انتظام العملية التعليمية في 8 مدارس بالفيوم (صور)
  • حملة تطعيمات ضد الأمراض تجوب مدارس الإسماعيلية