حفاوة إعلامية دولية بعودة سلطان النيادي
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
دينا محمود (لندن)
أخبار ذات صلة رئيس الدولة: التراث الإنساني المشترك ثروة للأجيال وجسر للتواصل بين الشعوب جسور أبوظبي تتزين احتفاءً بعودة سلطان النياديلليوم الثاني على التوالي، واصلت وسائل الإعلام الكبرى في العالم، متابعتها المكثفة، لوقائع رحلة عودة رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي إلى الأرض، بعدما اختتم مهمته التاريخية الناجحة، التي استغرقت ستة أشهر، قضاها مع ثلاثة رواد آخرين من جنسيات مختلفة، على متن المحطة الفضائية الدولية.
وفي سياق تغطيتها الشاملة للرحلة التي اسْتُكْمِلَت أمس، أجمعت كبريات الصحف والشبكات الإذاعية والتليفزيونية والمواقع الإلكترونية العالمية، على أن النجاح الباهر الذي كُلِّلَت به هذه المهمة، يعزز المكانة الرائدة لدولة الإمارات في مجال استكشاف الفضاء، ويعكس الجهود الحثيثة التي تبذلها الدولة عبر مركز محمد بن راشد للفضاء، لتطوير هذا القطاع الحيوي والمهم، من أجل خدمة الإنسانية بأسرها.
مهمة فريدة
وأبرزت صحيفة «دَيلي مَيل» البريطانية واسعة الانتشار، إجراء النيادي ورفاقه في المهمة، قرابة 200 تجربة علمية خلال الرحلة، التي رسخت اسم دولة الإمارات على الساحتين الإقليمية والدولية، بوصفها الدولة الأولى في المنطقة العربية، التي تنجز مهمة فضائية تستغرق ستة أشهر كاملة.
وفي تقرير تضمن عددا كبيرا من صور سلطان النيادي سواء داخل محطة الفضاء الدولية أو على متن المركبة الفضائية «دراجون» التي حملته وباقي طاقم المهمة إلى الأرض، استعرضت الصحيفة، تفاصيل كثير من هذه التجارب، مشيرة إلى أن فريق الرحلة تولى خلالها كذلك، تحديث أنظمة الطاقة في المحطة المأهولة بالرواد منذ عام 2000، وتركيب ألواح شمسية جديدة فيها أيضا.
أما شبكة «سكاي نيوز» البريطانية، والتي أبرزت بدورها أن رائد الفضاء الإماراتي أصبح الأول عربيا الذي يقضي كل هذه الفترة في المدار فضلا عن إجرائه مهمة سير فضائية هي الأولى أيضا بالنسبة لأيٍ من الرواد العرب، فقد أشارت إلى سلاسة عملية عودة المركبة «دراجون» إلى الأرض، بعد تأخير لهذه الخطوة ليوم واحد، بسبب سوء الأحوال الجوية، في المواقع التي كانت معدة للهبوط.
إنجازات تاريخية
وفي السياق ذاته، أكدت إذاعة «إن بي آر» الأميركية العريقة، في تقرير صوتي مطول بثته على موقعها الإلكتروني، أن مشاركة سلطان النيادي في هذه المهمة الفضائية التي اختتمت لتوها، مَثَّلَت الملمح الأبرز لها، لا سيما على ضوء المحدودية البالغة، لعدد رواد الفضاء في منطقة الشرق الأوسط بكاملها.
وشدد التقرير، الذي تضمن مداخلة لمراسلة هذه الإذاعة الغربية في إمارة دبي، على أن مهمة النيادي تشكل حجر زاوية مهما للمنطقة كلها، مُبرزا الإسهامات الإماراتية الرائدة في مجال استكشاف الفضاء، والبرنامج الطموح الذي دشنته الدولة لهذا الغرض قبل سنوات، وحرصت على تعزيزه عبر إقامة علاقات شراكة وتعاون، مع دول ذات خبرة عريضة على ذلك المضمار، مثل الولايات المتحدة وروسيا واليابان وكوريا الجنوبية.
وأشاد تقرير «إن بي آر»، بالإمارات وتجربتها المتفردة، كدولة فتية ذات مجتمع متماسك ومتعاضد، مؤكداً أن الدولة تتبنى رؤية استراتيجية ثاقبة، في ما يتعلق بكيفية الاستفادة من العائدات التي تجنيها من مواردها الكبيرة من النفط والغاز، وتسخير تلك الموارد لصالح البشرية، وذلك عبر قطع أشواط واسعة، في المجالات العلمية والتكنولوجية.
وسَلَّط الضوء في هذا الشأن، على الإنجاز التاريخي الذي حققته الإمارات في فبراير 2021، عندما أصبحت الدولة العربية الأولى التي تصل إلى كوكب المريخ، عبر مسبار الأمل، الذي يدور حاليا في مدار الكوكب الأحمر لدراسة طقسه. كما تطرق إلى خطط الإمارات لإطلاق المستكشف «راشد 2» للهبوط على سطح القمر، معتبرا أن كل ذلك، ينطوي على رسالة إماراتية واضحة مفادها «أنك إذا كنت قادرا على الحلم، فسنسعى لتجسيده على أرض الواقع»، مصداقا لتأكيد قادة الدولة على الدوام على «أن لا شيء مستحيل».
وحرص التقرير في الوقت نفسه، على رسم صورة مفصلة للنيادي وحياته الشخصية، وكونه أباً لستة أبناء، بجانب مسيرته التعليمية والمهنية المتميزة، التي شملت قضاءه عقديْن من الزمان تقريبا، في صفوف القوات المسلحة الإماراتية، منوها بأنه ثاني رائد فضاء في تاريخ الإمارات، بعد هزاع المنصوري، الذي سبق أن قام بمهمة، على متن محطة الفضاء الدولية، في سبتمبر 2019، استغرقت ثمانية أيام.
استقبال حماسي
استعرضت «إن بي آر» في تقريرها، الأجواء الحماسية التي كانت في استقبال سلطان النيادي لدى عودته أمس إلى الأرض، سواء من جانب رجل الشارع الإماراتي العادي، أو من قبل وسائل الإعلام، أو على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، وأبرزت أيضا الدعم الهائل، الذي حظي به على مختلف المستويات في دولة الإمارات.
ونقل التقرير عن رائد الفضاء الإماراتي قوله: «إنه يرى أن مهمته تمثل (لحظة تاريخية، ومبعثا للفخر) لوطنه ولمنطقته، وتأكيده على سعادته البالغة لمشاركته في هذه الرحلة الفضائية، التي لم يخض غمارها، سوى القليلين للغاية، من رواد الفضاء العرب».
وشدد تقرير الإذاعة الأميركية العريقة، على أن المقاطع المصورة التي بثها النيادي من الفضاء بشكل منتظم على حساباته على منصات التواصل، قادت لأن يتفاعل الكثيرون مع رحلته ويتعايشوا معها لحظة بلحظة، مشيرة في الوقت ذاته، إلى المشاركة الفاعلة له في المهمة، عبر إسهامه مع زملائه، في التجارب التي أُنْجِزَت خلالها.
ولم يغفل التقرير التأكيد، على أن اللحظة التي استقبل فيها رائد الفضاء الإماراتي نظيريْه السعودييْن علي القرني وريانة برناوي، أول رائدة فضاء في تاريخ المملكة، بين جنبات المحطة الفضائية الدولية في مايو الماضي، كانت من بين أبرز محطات مهمة «سبيس إكس كرو 6».
تحطيم الأرقام القياسية
احتفى موقع «إيدج ميدل إيست» الإلكتروني المعني بمتابعة أخر التطورات التكنولوجية على الساحتين الإقليمية والدولية، بعودة سلطان النيادي إلى الأرض، بعد مهمة -شدد الموقع في تقرير له- على أنها شهدت تحقيق «إنجازات استثنائية»، ترسخ مكانة دولة الإمارات على خريطة استكشاف الفضاء، وتعزز التعاون الدولي في هذا المضمار.
وأشار التقرير إلى الأرقام القياسية التي سجلها النيادي خلال مشاركته في المهمة، والتي تشمل إكماله قرابة أربعة آلاف ساعة عمل في الفضاء، انخرط على مدار أكثر من رُبعها في تجارب علمية، نُفِذَت بالتعاون مع 25 جامعة إماراتية ودولية، إضافة إلى 10 من وكالات الفضاء المرموقة، تمثل دولا كالولايات المتحدة وكندا وفرنسا واليابان.
واعتبر «إيدج ميدل إيست» أن النجاح الكبير الذي حققته مهمة سلطان النيادي، باعتبارها الأطول لأي رائد فضاء عربي، يؤكد حجم النجاحات التي يحققها «برنامج الإمارات لرواد الفضاء»، الذي دُشِّنَ عام 2017، ضمن حزمة من مشروعات «البرنامج الوطني للفضاء» في الدولة، وذلك في خطوة تستهدف تأسيس البنية التحتية لهذا القطاع على الصعيد المحلي، وتأهيل رواد فضاء إماراتيين، وإرسال أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية، وهو ما تحقق بالفعل، من خلال رحلة النيادي.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: سلطان النيادي الإمارات الفضاء محطة الفضاء الدولية رواد الفضاء محطة الفضاء رائد الفضاء الإماراتی سلطان النیادی إلى الأرض فی تقریر على أن
إقرأ أيضاً:
ما هي منظمة حاباد اليهودية التي اختفى أحد حاخاماتها في الإمارات؟
أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، أن حاخاما يهوديا من منظمة "حاباد" اختفى في الإمارات منذ أربعة أيام في ظروف غامضة.
وتشتبه السلطات الإسرائيلية بأن الحاخام زفي كوغان، والذي ذكرت وسائل إعلام أنه ضابط في الجيش أيضا، تعرض للاختطاف أو القتل من قبل "جهة معادية" خلال وجوده في الإمارات.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" فإن كوغان كان يقيم في الإمارات بشكل رسمي بصفته مساعدا للحاخام اليهودي الأكبر في أبو ظبي.
وينتمي كوغان إلى منظمة "حاباد" أو "شاباد" اليهودية، والتي برزت خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وفي تموز/ يوليو ظهر علم "حاباد" باللون الأصفر على إحدى دبابات الاحتلال، التي دمرها مقاتل من كتائب القسام، بواسطة عبوة ناسفة في تل السلطان برفح.
ويظهر على العلم الملون بالأصفر، تاج أزرق، وتحته بالعبرية عبارة "مشيح" أو مسيح، ويقصد بها المسيح المخلص وفقا للاعتقاد اليهودي الذي سيأتي في آخر الزمان ليقود اليهود.
وترفع هذا العلم منظمة حاباد أو "حاباد لوبافيتش"، وهي من أشهر المنظمات اليهودية الأرثوذكسية الحسيدية، حول العالم، والتي تمتلك علاقات واسعة على مستوى السياسيين، وتنفتح على العلمانيين لتحقيق أهدافها.
والحسيديون هم اليهود المتدينون الغربيون، القادمون من دول أوروبا الشرقية، ونسبة انفتاحهم أكبر من الحريديم، وهم اليهود الشرقيون والذين يبقون منغلقين على أنفسهم، وخاصة على الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال، والتي حرموها مؤخرا.
تأسيس المنظمة
يعود تأسيس الحاباد إلى عام 1775 على يد الحاخام شنيور زلمان ليادي واشتق اسمها من اختصار الكلمات العبرية الثلاث "دآت، بيناه، حوكماه"، وتعني "الحكمة والفهم والمعرفة"، وفي الثلاثينيات نقل أحد حاخاماتها مركزها من مدينة لوبافيتش بروسيا إلى بولندا، ثم مع الحرب العالمية الثانية والعلاقة السيئة مع النازيين انتقلوا إلى الولايات المتحدة.
وخلال العقود التي تلت الخمسينيات، باتت منظمة حاباد، واحدة من أكثر المنظمات اليهودية انتشارا حول العالم، وتشعبت في العديد من القطاعات مستهدفة اليهود في العالم، وكان يتزعمها آنذاك، الحاخام، مناحيم مندل شنايرسون، والذي وصل تقديس أتباعه له إلى حد أن يطلقوا عليه لقب المسيح.
ويقدر عدد أتباع الحاباد، من الحسيديم بنحو 95 ألف شخص، أي ما يمثل قرابة 13 بالمئة من الحسيديم حول العالم، ولها نفوذ واسع في الولايات المتحدة.
التخلص من الفلسطينيين
تعد منظمة حاباد، من المنظمات المتطرفة، التي لا تؤمن بوجود الفلسطينيين، وتدعو للتخلص منهم وطردهم من فلسطين المحتلة، وتعارض أي اتفاق يمكن أن يمنحهم جزءا من أراضيهم.
ونشطت منذ بدء العدوان على غزة، عبر دعم جيش الاحتلال، بالتجهيزات اللوجستية للجنود، وجمع التبرعات لتوفير احتياجاته، والحضور بشكل واضح باسمها خلال العدوان.
ونظمت العديد من الفعاليات، ورفعت لافتات، تدعو فيها بصراحة إلى عودة الاستيطانية إلى قطاع غزة، فضلا عن توسيع التهام الأراضي في الضفة الغربية لصالح الاستيطان.
وقام عدد من جنود الاحتلال، في بداية العدوان، برفع لافتة على أحد منازل بيت حانون شمال غزة، وأطلقوا عليه اسم "أول بيت حاباد" في غزة، وأقاموا فيه احتفالا بعيد الحانوكاه اليهودي، قبل أن ينسحبوا على وقع ضربات المقاومة ويدمروا المنطقة.
وخلال المعارك في غزة، رفعت رايات ولافتات منظمة حاباد، وشعار المسيح كرايات وعلى الدبابات التي فجرتها المقاومة وظهر ذلك على الأقل في توثيقين مصورين لكتائب القسام.
كما قامت المنظمة بنصب شمعدان يهودي للاحتفال بعيد الحانوكاه في قطاع غزة، قبل أن ينسحبوا من المنطقة التي جرى فيها الاحتلال بدايات العدوان.
السيطرة على الجيش
كشفت تقارير عبرية، أن 80 بالمئة من الفعاليات التربوية الدينية، لجنود جيش الاحتلال، والتي يشارك فيها ضباط من قادة السرايا والرتب الأكبر، ويطلق عليها "أيام السبت التربوية"، تنفذها منظمات يمينية استيطانية، تخضع جميعها لحركة حاباد اليهودية.
وقالت صحيفة معاريف العبرية، إن الجيش تخلى عن المجال التربوي للجنود لصالح منظمات يهودية لها أجندة مثل حاباد، وهو ما يعتبره ضباط خطرا على خطاب الهوية الإسرائيلية.
وتمكنت حاباد من التسلل إلى القطاع التربوي في جيش الاحتلال، عبر بند التمويل، والذي يشترط فيه الجيش، أن تنظيم الفعاليات من أية جهة، يجب أن تموله المنظمة بنفسها عبر التبرعات، وحاباد من أقوى المنظمات التي يمكنها جمع التبرعات من اليهود المتطرفين، لإقامة فعاليات توراتية داخل الجيش.
مناطق التواجد
تسيطر منظمة حاباد على منطقة تدعى كفار حاباد، وهي الضاحية الملاصقة لمطار بن غوريون على أراضي يافا المحتلة، والتي يقدر عدد قاطنيها بأكثر من 7 آلاف نسمة، وهم من أتباعها، كما أن لهم وجودا في صفد، منذ تسلل اليهود من أوروبا الشرقية إلى فلسطين المحتلة، ما بين 1777- 1840، وقاموا بإنشاء مجتمع خاص بهم، ومعابد ومحاولات استيطانية مبكرة عبر الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين.
كما أن لهم تواجدا بعشرات الآلاف في كل من فرنسا وكندا، إضافة إلى الإمارات، والتي أنشأوا فيها المركز المجتمعي اليهودي والذي يحوي كنيسا ولفائف من التوراة، ويوفر الدواجن الحلال وفقا للشريعة اليهودية "الطعام الكوشير"، لأتباع المنظمة في الإمارات، ويترأس مركز الحاباد الحاخام ليفي دوشمان.