صحيفة الاتحاد:
2024-12-26@03:18:02 GMT

حفاوة إعلامية دولية بعودة سلطان النيادي

تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT

دينا محمود (لندن)

أخبار ذات صلة رئيس الدولة: التراث الإنساني المشترك ثروة للأجيال وجسر للتواصل بين الشعوب جسور أبوظبي تتزين احتفاءً بعودة سلطان النيادي

لليوم الثاني على التوالي، واصلت وسائل الإعلام الكبرى في العالم، متابعتها المكثفة، لوقائع رحلة عودة رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي إلى الأرض، بعدما اختتم مهمته التاريخية الناجحة، التي استغرقت ستة أشهر، قضاها مع ثلاثة رواد آخرين من جنسيات مختلفة، على متن المحطة الفضائية الدولية.


وفي سياق تغطيتها الشاملة للرحلة التي اسْتُكْمِلَت أمس، أجمعت كبريات الصحف والشبكات الإذاعية والتليفزيونية والمواقع الإلكترونية العالمية، على أن النجاح الباهر الذي كُلِّلَت به هذه المهمة، يعزز المكانة الرائدة لدولة الإمارات في مجال استكشاف الفضاء، ويعكس الجهود الحثيثة التي تبذلها الدولة عبر مركز محمد بن راشد للفضاء، لتطوير هذا القطاع الحيوي والمهم، من أجل خدمة الإنسانية بأسرها.

مهمة فريدة
وأبرزت صحيفة «دَيلي مَيل» البريطانية واسعة الانتشار، إجراء النيادي ورفاقه في المهمة، قرابة 200 تجربة علمية خلال الرحلة، التي رسخت اسم دولة الإمارات على الساحتين الإقليمية والدولية، بوصفها الدولة الأولى في المنطقة العربية، التي تنجز مهمة فضائية تستغرق ستة أشهر كاملة.
وفي تقرير تضمن عددا كبيرا من صور سلطان النيادي سواء داخل محطة الفضاء الدولية أو على متن المركبة الفضائية «دراجون» التي حملته وباقي طاقم المهمة إلى الأرض، استعرضت الصحيفة، تفاصيل كثير من هذه التجارب، مشيرة إلى أن فريق الرحلة تولى خلالها كذلك، تحديث أنظمة الطاقة في المحطة المأهولة بالرواد منذ عام 2000، وتركيب ألواح شمسية جديدة فيها أيضا.
أما شبكة «سكاي نيوز» البريطانية، والتي أبرزت بدورها أن رائد الفضاء الإماراتي أصبح الأول عربيا الذي يقضي كل هذه الفترة في المدار فضلا عن إجرائه مهمة سير فضائية هي الأولى أيضا بالنسبة لأيٍ من الرواد العرب، فقد أشارت إلى سلاسة عملية عودة المركبة «دراجون» إلى الأرض، بعد تأخير لهذه الخطوة ليوم واحد، بسبب سوء الأحوال الجوية، في المواقع التي كانت معدة للهبوط. 

إنجازات تاريخية 
وفي السياق ذاته، أكدت إذاعة «إن بي آر» الأميركية العريقة، في تقرير صوتي مطول بثته على موقعها الإلكتروني، أن مشاركة سلطان النيادي في هذه المهمة الفضائية التي اختتمت لتوها، مَثَّلَت الملمح الأبرز لها، لا سيما على ضوء المحدودية البالغة، لعدد رواد الفضاء في منطقة الشرق الأوسط بكاملها.
وشدد التقرير، الذي تضمن مداخلة لمراسلة هذه الإذاعة الغربية في إمارة دبي، على أن مهمة النيادي تشكل حجر زاوية مهما للمنطقة كلها، مُبرزا الإسهامات الإماراتية الرائدة في مجال استكشاف الفضاء، والبرنامج الطموح الذي دشنته الدولة لهذا الغرض قبل سنوات، وحرصت على تعزيزه عبر إقامة علاقات شراكة وتعاون، مع دول ذات خبرة عريضة على ذلك المضمار، مثل الولايات المتحدة وروسيا واليابان وكوريا الجنوبية.
وأشاد تقرير «إن بي آر»، بالإمارات وتجربتها المتفردة، كدولة فتية ذات مجتمع متماسك ومتعاضد، مؤكداً أن الدولة تتبنى رؤية استراتيجية ثاقبة، في ما يتعلق بكيفية الاستفادة من العائدات التي تجنيها من مواردها الكبيرة من النفط والغاز، وتسخير تلك الموارد لصالح البشرية، وذلك عبر قطع أشواط واسعة، في المجالات العلمية والتكنولوجية.
وسَلَّط الضوء في هذا الشأن، على الإنجاز التاريخي الذي حققته الإمارات في فبراير 2021، عندما أصبحت الدولة العربية الأولى التي تصل إلى كوكب المريخ، عبر مسبار الأمل، الذي يدور حاليا في مدار الكوكب الأحمر لدراسة طقسه. كما تطرق إلى خطط الإمارات لإطلاق المستكشف «راشد 2» للهبوط على سطح القمر، معتبرا أن كل ذلك، ينطوي على رسالة إماراتية واضحة مفادها «أنك إذا كنت قادرا على الحلم، فسنسعى لتجسيده على أرض الواقع»، مصداقا لتأكيد قادة الدولة على الدوام على «أن لا شيء مستحيل».
وحرص التقرير في الوقت نفسه، على رسم صورة مفصلة للنيادي وحياته الشخصية، وكونه أباً لستة أبناء، بجانب مسيرته التعليمية والمهنية المتميزة، التي شملت قضاءه عقديْن من الزمان تقريبا، في صفوف القوات المسلحة الإماراتية، منوها بأنه ثاني رائد فضاء في تاريخ الإمارات، بعد هزاع المنصوري، الذي سبق أن قام بمهمة، على متن محطة الفضاء الدولية، في سبتمبر 2019، استغرقت ثمانية أيام.

استقبال حماسي
استعرضت «إن بي آر» في تقريرها، الأجواء الحماسية التي كانت في استقبال سلطان النيادي لدى عودته أمس إلى الأرض، سواء من جانب رجل الشارع الإماراتي العادي، أو من قبل وسائل الإعلام، أو على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، وأبرزت أيضا الدعم الهائل، الذي حظي به على مختلف المستويات في دولة الإمارات.
ونقل التقرير عن رائد الفضاء الإماراتي قوله: «إنه يرى أن مهمته تمثل (لحظة تاريخية، ومبعثا للفخر) لوطنه ولمنطقته، وتأكيده على سعادته البالغة لمشاركته في هذه الرحلة الفضائية، التي لم يخض غمارها، سوى القليلين للغاية، من رواد الفضاء العرب».
وشدد تقرير الإذاعة الأميركية العريقة، على أن المقاطع المصورة التي بثها النيادي من الفضاء بشكل منتظم على حساباته على منصات التواصل، قادت لأن يتفاعل الكثيرون مع رحلته ويتعايشوا معها لحظة بلحظة، مشيرة في الوقت ذاته، إلى المشاركة الفاعلة له في المهمة، عبر إسهامه مع زملائه، في التجارب التي أُنْجِزَت خلالها.
ولم يغفل التقرير التأكيد، على أن اللحظة التي استقبل فيها رائد الفضاء الإماراتي نظيريْه السعودييْن علي القرني وريانة برناوي، أول رائدة فضاء في تاريخ المملكة، بين جنبات المحطة الفضائية الدولية في مايو الماضي، كانت من بين أبرز محطات مهمة «سبيس إكس كرو 6».

تحطيم الأرقام القياسية
احتفى موقع «إيدج ميدل إيست» الإلكتروني المعني بمتابعة أخر التطورات التكنولوجية على الساحتين الإقليمية والدولية، بعودة سلطان النيادي إلى الأرض، بعد مهمة -شدد الموقع في تقرير له- على أنها شهدت تحقيق «إنجازات استثنائية»، ترسخ مكانة دولة الإمارات على خريطة استكشاف الفضاء، وتعزز التعاون الدولي في هذا المضمار.
وأشار التقرير إلى الأرقام القياسية التي سجلها النيادي خلال مشاركته في المهمة، والتي تشمل إكماله قرابة أربعة آلاف ساعة عمل في الفضاء، انخرط على مدار أكثر من رُبعها في تجارب علمية، نُفِذَت بالتعاون مع 25 جامعة إماراتية ودولية، إضافة إلى 10 من وكالات الفضاء المرموقة، تمثل دولا كالولايات المتحدة وكندا وفرنسا واليابان.
واعتبر «إيدج ميدل إيست» أن النجاح الكبير الذي حققته مهمة سلطان النيادي، باعتبارها الأطول لأي رائد فضاء عربي، يؤكد حجم النجاحات التي يحققها «برنامج الإمارات لرواد الفضاء»، الذي دُشِّنَ عام 2017، ضمن حزمة من مشروعات «البرنامج الوطني للفضاء» في الدولة، وذلك في خطوة تستهدف تأسيس البنية التحتية لهذا القطاع على الصعيد المحلي، وتأهيل رواد فضاء إماراتيين، وإرسال أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية، وهو ما تحقق بالفعل، من خلال رحلة النيادي.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: سلطان النيادي الإمارات الفضاء محطة الفضاء الدولية رواد الفضاء محطة الفضاء رائد الفضاء الإماراتی سلطان النیادی إلى الأرض فی تقریر على أن

إقرأ أيضاً:

الإخوان المسلمون في سوريا يطالبون بعودة دستور 1950.. ماذا تعرف عنه؟

أصدرت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا الأحد بيانًا دعت فيه إلى اعتماد دستور 1950 لفترة انتقالية مؤقتة لمنع الفراغ الدستوري. وأشار البيان إلى أن هدم نظام المخلوع بشار الأسد الاستبدادي كان مكلفًا وصعبًا.

ودعت الجماعة إلى التكاتف لبناء دولة العدل والقانون على قاعدة السواء في الوطن في هذه الظروف المحيطة.

سقوط الطغيان وبناء الأوطان#بيان_رسمي pic.twitter.com/H1hF4n7OCO — إخوان سورية (@IkhwanSyriaAR) December 21, 2024
وأكدت الجماعة أنها تمد يدها إلى حكومة تسيير الأعمال برئاسة محمد البشير، وتقدم كل إمكاناتها لبناء الدولة السورية، ومؤسساتها التشريعية، والتنفيذية، والقضائية.



وطالبت في بيانها، على أهمية الإسراع في بناء مؤسسات دولة مستقرة ترتكز على القاعدة الشعبية الثورية التي قادت عملية التغيير. وشددت الجماعة على ضرورة أن تضم هذه المؤسسات تمثيلاً واسعاً لمختلف شرائح الشعب السوري لتحمل مسؤوليات المرحلة المقبلة.

وبشأن القرار الأممي 2254، قالت الجماعة إنها تدرك أن الجزء الأول من القرار والمتعلق بإنشاء إدارة انتقالية بالمشاركة بين المعارضة والنظام لم يعد قائماً بعد سقوط النظام، ولكن البلاد ما زالت بحاجة إلى دستور جديد وانتخابات حرة.

دعت الجماعة إلى اعتماد دستور 1950 لفترة انتقالية مؤقتة لمنع الفراغ الدستوري، ريثما يتم تشكيل جمعية تأسيسية لصياغة دستور جديد يحافظ على هوية البلد ويصون حقوق جميع المكونات. يتبع ذلك إجراء انتخابات حرة تشريعية ورئاسية.

دعوى قديمة
وفي عام 2017 أطلق عدد من الثوار السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي حملة لدعم الدستور السوري عام 1950، بديلا عن دستور 7319 المعمول به في نظام البعث.



وقالوا إن دستور عام 1950 هو الدستور الوحيد الذي تم وضعه عن طريق جمعية تأسيسية منتخبة واستطاع أن يمثل جميع الأطياف السياسية والدينية والعرقية، وبآلية ديمقراطية، واعتمد نظاما برلمانيا يقوم على التوازن والتعاون بين السلطات، وهي ضرورة حكمت ظروف المرحلة السائدة آنذاك.

لكن دستور 1950 لم يعمل به طويلا، فسرعان ما غير مع انقلاب حزب البعث، وتولي حافظ الأسد على الحكم عبر انقلاب عسكري.

 فصاغ على مقاسه لأول مرة الدستور 7319، وظل بدون أي تعديل إلا في استثنائيين إثنين، الأول عام 1981 للتخلي وقتها عن علم اتحاد الجمهوريات العربية المتحدة، وقد ترك الأمر يوم إذ لحافظ لاختيار العلم البديل.

 أما المرة الثانية التي عدل فيها الدستور فكانت عام 2000 لتعديل السن القانونية لرئيس الجمهورية من سن ال40 إلى 34، بما يتناسب عند تلك المرحلة مع سن بشار الأسد لتوريثه للحكم الذي بقي على رأسه، متمسكا بذات الدستور حتى عام 2012.

 وعقب انطلاق الثورة السورية قام بشار بإجراء تعديلات شكلية، ولم ينفعه إلغاء المادة الثامنة التي يحتكر بموجبها حزب البعث قيادة الدولة والمجتمع والدولة.


دستور 1950 وبداية الحكم المدني
وفي عام 1950، وضعت سوريا "دستور الاستقلال"، وهو أول دستور مدني من نوعه للبلاد. اطلعت اللجنة المكلفة بصياغته على 15 دستوراً أوروبياً وآسيوياً للوصول إلى "أرقى المعايير الممكنة".

وجاءت المادة الثالثة من الدستور لتحدد أن "دين رئيس الجمهورية الإسلام، والفقه الإسلامي هو المصدر الرئيسي للتشريع"، وهو ما استمر في الدساتير اللاحقة.

حدد دستور عام 1950 صلاحيات رئيس الجمهورية، ومنح البرلمان دوراً تشريعياً أوسع من خلال منعه نقل صلاحياته التشريعية إلى الحكومة، حتى بشكل مؤقت. كما عزز الدستور من سلطة القضاء عبر إنشاء المحكمة الدستورية العليا لضمان مراقبة دستورية القوانين وحماية الحقوق.

كفل الدستور حرية الرأي والصحافة، والاجتماع والتظاهر، والمحاكمة العادلة، ومنع الاعتقال التعسفي والتوقيف دون محاكمة لفترة طويلة، وحفظ حق الملكية والمشاركة في الحياة الاقتصادية وتأطير الملكية العامة للدولة، وحماية حقوق الفلاحين والعمال على وجه الخصوص.

كما يعتبر مرجعاً يمكن البناء عليه في الفترة الانتقالية لضمان المساواة بين السوريين كافة بمختلف قومياتهم وطوائفهم ومذاهبهم.

مصطفى السباعي ودين الدولة
يعد لمؤسس جماعة الإخوان المسلمين في سوريا٬ وأول مراقب عام لها الشيخ مصطفى السباعي٬ دورا في صياغة دستور عام 1950.


 فحين احتدم الجدل في البرلمان حول مسألة دين الدولة في دستور عام 1950، الذي شكلت جمعية تأسيسية لإقراره، وقف السباعي الذي كان عضوا في لجنة صياغة الدستور، ليدافع عن روح الإسلام المعتدل في وجه نواب حزب البعث وأتباع أكرم الحوراني في حزب الشباب.

 قائلا إن سوريا دولة برلمانية، وحق التشريع يعود فقط للبرلمان، فلا توجد سلطة دينية بإمكانها إرغام البرلمان على قبول دستور لا يقره البرلمان ولا يرضى به.

وأوضح مصطفى السباعي أن الهدف من تسمية دين الدولة٬ هو لمنحها مسحة روحية وأخلاقية، تساعد في تحديد النظام والقانون، وأن المسألة عمليا مرتبطة بأكثرية السكان، وبما أن 90% من سكان سوريا مسلمون، ليصبح الإسلام تلقائيا دينا للدولة.

وكانت هذه الردود الدفاعية كفيلة بوضع حدود للنقاش الذي امتد إلى الشارع، قبل أن يتقدم السباعي بمقترح حل الخلاف القائم، ومكن الجمعية التأسيسية من إقرار الدستور حين استبدل عبارة الإسلام دين الدولة، بأن الإسلام دين رئيس الدولة.


عُطل دستور 1950 أكثر من مرة بسبب تجدد الانقلابات العسكرية، ثم عُطل مع قيام الوحدة بين سوريا ومصر عام 1958 حتى عام 1961 مع سنة الانفصال، حيث أعيد إحياؤه، وبقي معمولاً به حتى 8 آذار/مارس 1963، عندما سيطر حزب البعث على السلطة وألغى الدستور والحريات العامة وأغلق الصحف.

مقالات مشابهة

  • وزير الدولة لشئون الشباب الإماراتي يتفقد وكالة الفضاء المصرية ويشيد بالتعاون العلمي بين البلدين
  • وزير الرياضة ونظيره الإماراتي يعقدان جلسة حوارية حول ريادة الشباب واستكشاف الفضاء
  • وزير الرياضة ونظيره الإماراتي يعقدان جلسة حوارية حول ريادة الشباب واستكشاف الفضاء «صور»
  • أول رائد فضاء إماراتي يزور وكالة الفضاء المصرية للتعاون المستقبلي - 10 صور
  • وكالة الفضاء المصرية تستضيف وزير الدولة لشؤون الشباب الإماراتي
  • تعاون مصري إماراتي في علوم الفضاء
  • "صبحي" يقوم بجولة تفقدية بمركز شباب الجزيرة عقب ندوة "تجربة سلطان النيادي"
  • اليوم.. انطلاق ندوة تجربة سلطان النيادي لإلهام الشباب بمشاركة مصر والإمارات
  • قالن.. الفيلسوف والموسيقار الذي قدم استشارات مهمة لهيئة تحرير الشام
  • الإخوان المسلمون في سوريا يطالبون بعودة دستور 1950.. ماذا تعرف عنه؟