صحيفة الاتحاد:
2024-10-06@09:32:09 GMT

حفاوة إعلامية دولية بعودة سلطان النيادي

تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT

دينا محمود (لندن)

أخبار ذات صلة رئيس الدولة: التراث الإنساني المشترك ثروة للأجيال وجسر للتواصل بين الشعوب جسور أبوظبي تتزين احتفاءً بعودة سلطان النيادي

لليوم الثاني على التوالي، واصلت وسائل الإعلام الكبرى في العالم، متابعتها المكثفة، لوقائع رحلة عودة رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي إلى الأرض، بعدما اختتم مهمته التاريخية الناجحة، التي استغرقت ستة أشهر، قضاها مع ثلاثة رواد آخرين من جنسيات مختلفة، على متن المحطة الفضائية الدولية.


وفي سياق تغطيتها الشاملة للرحلة التي اسْتُكْمِلَت أمس، أجمعت كبريات الصحف والشبكات الإذاعية والتليفزيونية والمواقع الإلكترونية العالمية، على أن النجاح الباهر الذي كُلِّلَت به هذه المهمة، يعزز المكانة الرائدة لدولة الإمارات في مجال استكشاف الفضاء، ويعكس الجهود الحثيثة التي تبذلها الدولة عبر مركز محمد بن راشد للفضاء، لتطوير هذا القطاع الحيوي والمهم، من أجل خدمة الإنسانية بأسرها.

مهمة فريدة
وأبرزت صحيفة «دَيلي مَيل» البريطانية واسعة الانتشار، إجراء النيادي ورفاقه في المهمة، قرابة 200 تجربة علمية خلال الرحلة، التي رسخت اسم دولة الإمارات على الساحتين الإقليمية والدولية، بوصفها الدولة الأولى في المنطقة العربية، التي تنجز مهمة فضائية تستغرق ستة أشهر كاملة.
وفي تقرير تضمن عددا كبيرا من صور سلطان النيادي سواء داخل محطة الفضاء الدولية أو على متن المركبة الفضائية «دراجون» التي حملته وباقي طاقم المهمة إلى الأرض، استعرضت الصحيفة، تفاصيل كثير من هذه التجارب، مشيرة إلى أن فريق الرحلة تولى خلالها كذلك، تحديث أنظمة الطاقة في المحطة المأهولة بالرواد منذ عام 2000، وتركيب ألواح شمسية جديدة فيها أيضا.
أما شبكة «سكاي نيوز» البريطانية، والتي أبرزت بدورها أن رائد الفضاء الإماراتي أصبح الأول عربيا الذي يقضي كل هذه الفترة في المدار فضلا عن إجرائه مهمة سير فضائية هي الأولى أيضا بالنسبة لأيٍ من الرواد العرب، فقد أشارت إلى سلاسة عملية عودة المركبة «دراجون» إلى الأرض، بعد تأخير لهذه الخطوة ليوم واحد، بسبب سوء الأحوال الجوية، في المواقع التي كانت معدة للهبوط. 

إنجازات تاريخية 
وفي السياق ذاته، أكدت إذاعة «إن بي آر» الأميركية العريقة، في تقرير صوتي مطول بثته على موقعها الإلكتروني، أن مشاركة سلطان النيادي في هذه المهمة الفضائية التي اختتمت لتوها، مَثَّلَت الملمح الأبرز لها، لا سيما على ضوء المحدودية البالغة، لعدد رواد الفضاء في منطقة الشرق الأوسط بكاملها.
وشدد التقرير، الذي تضمن مداخلة لمراسلة هذه الإذاعة الغربية في إمارة دبي، على أن مهمة النيادي تشكل حجر زاوية مهما للمنطقة كلها، مُبرزا الإسهامات الإماراتية الرائدة في مجال استكشاف الفضاء، والبرنامج الطموح الذي دشنته الدولة لهذا الغرض قبل سنوات، وحرصت على تعزيزه عبر إقامة علاقات شراكة وتعاون، مع دول ذات خبرة عريضة على ذلك المضمار، مثل الولايات المتحدة وروسيا واليابان وكوريا الجنوبية.
وأشاد تقرير «إن بي آر»، بالإمارات وتجربتها المتفردة، كدولة فتية ذات مجتمع متماسك ومتعاضد، مؤكداً أن الدولة تتبنى رؤية استراتيجية ثاقبة، في ما يتعلق بكيفية الاستفادة من العائدات التي تجنيها من مواردها الكبيرة من النفط والغاز، وتسخير تلك الموارد لصالح البشرية، وذلك عبر قطع أشواط واسعة، في المجالات العلمية والتكنولوجية.
وسَلَّط الضوء في هذا الشأن، على الإنجاز التاريخي الذي حققته الإمارات في فبراير 2021، عندما أصبحت الدولة العربية الأولى التي تصل إلى كوكب المريخ، عبر مسبار الأمل، الذي يدور حاليا في مدار الكوكب الأحمر لدراسة طقسه. كما تطرق إلى خطط الإمارات لإطلاق المستكشف «راشد 2» للهبوط على سطح القمر، معتبرا أن كل ذلك، ينطوي على رسالة إماراتية واضحة مفادها «أنك إذا كنت قادرا على الحلم، فسنسعى لتجسيده على أرض الواقع»، مصداقا لتأكيد قادة الدولة على الدوام على «أن لا شيء مستحيل».
وحرص التقرير في الوقت نفسه، على رسم صورة مفصلة للنيادي وحياته الشخصية، وكونه أباً لستة أبناء، بجانب مسيرته التعليمية والمهنية المتميزة، التي شملت قضاءه عقديْن من الزمان تقريبا، في صفوف القوات المسلحة الإماراتية، منوها بأنه ثاني رائد فضاء في تاريخ الإمارات، بعد هزاع المنصوري، الذي سبق أن قام بمهمة، على متن محطة الفضاء الدولية، في سبتمبر 2019، استغرقت ثمانية أيام.

استقبال حماسي
استعرضت «إن بي آر» في تقريرها، الأجواء الحماسية التي كانت في استقبال سلطان النيادي لدى عودته أمس إلى الأرض، سواء من جانب رجل الشارع الإماراتي العادي، أو من قبل وسائل الإعلام، أو على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، وأبرزت أيضا الدعم الهائل، الذي حظي به على مختلف المستويات في دولة الإمارات.
ونقل التقرير عن رائد الفضاء الإماراتي قوله: «إنه يرى أن مهمته تمثل (لحظة تاريخية، ومبعثا للفخر) لوطنه ولمنطقته، وتأكيده على سعادته البالغة لمشاركته في هذه الرحلة الفضائية، التي لم يخض غمارها، سوى القليلين للغاية، من رواد الفضاء العرب».
وشدد تقرير الإذاعة الأميركية العريقة، على أن المقاطع المصورة التي بثها النيادي من الفضاء بشكل منتظم على حساباته على منصات التواصل، قادت لأن يتفاعل الكثيرون مع رحلته ويتعايشوا معها لحظة بلحظة، مشيرة في الوقت ذاته، إلى المشاركة الفاعلة له في المهمة، عبر إسهامه مع زملائه، في التجارب التي أُنْجِزَت خلالها.
ولم يغفل التقرير التأكيد، على أن اللحظة التي استقبل فيها رائد الفضاء الإماراتي نظيريْه السعودييْن علي القرني وريانة برناوي، أول رائدة فضاء في تاريخ المملكة، بين جنبات المحطة الفضائية الدولية في مايو الماضي، كانت من بين أبرز محطات مهمة «سبيس إكس كرو 6».

تحطيم الأرقام القياسية
احتفى موقع «إيدج ميدل إيست» الإلكتروني المعني بمتابعة أخر التطورات التكنولوجية على الساحتين الإقليمية والدولية، بعودة سلطان النيادي إلى الأرض، بعد مهمة -شدد الموقع في تقرير له- على أنها شهدت تحقيق «إنجازات استثنائية»، ترسخ مكانة دولة الإمارات على خريطة استكشاف الفضاء، وتعزز التعاون الدولي في هذا المضمار.
وأشار التقرير إلى الأرقام القياسية التي سجلها النيادي خلال مشاركته في المهمة، والتي تشمل إكماله قرابة أربعة آلاف ساعة عمل في الفضاء، انخرط على مدار أكثر من رُبعها في تجارب علمية، نُفِذَت بالتعاون مع 25 جامعة إماراتية ودولية، إضافة إلى 10 من وكالات الفضاء المرموقة، تمثل دولا كالولايات المتحدة وكندا وفرنسا واليابان.
واعتبر «إيدج ميدل إيست» أن النجاح الكبير الذي حققته مهمة سلطان النيادي، باعتبارها الأطول لأي رائد فضاء عربي، يؤكد حجم النجاحات التي يحققها «برنامج الإمارات لرواد الفضاء»، الذي دُشِّنَ عام 2017، ضمن حزمة من مشروعات «البرنامج الوطني للفضاء» في الدولة، وذلك في خطوة تستهدف تأسيس البنية التحتية لهذا القطاع على الصعيد المحلي، وتأهيل رواد فضاء إماراتيين، وإرسال أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية، وهو ما تحقق بالفعل، من خلال رحلة النيادي.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: سلطان النيادي الإمارات الفضاء محطة الفضاء الدولية رواد الفضاء محطة الفضاء رائد الفضاء الإماراتی سلطان النیادی إلى الأرض فی تقریر على أن

إقرأ أيضاً:

عقد على دخول الإمارات سباق استكشاف الفضاء… وإطلاق ” MBZ-SAT ” أبرز الإنجازات المرتقبة

يواصل قطاع الفضاء الإماراتي، خلال العام الجاري، تعزيز ريادته الإقليمية والعالمية، عبر مجموعة من الإنجازات التاريخية، التي يتوج بها مسيرة عقد من الزمن منذ دخول الدولة، بشكل رسمي في السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي، وذلك مع الإعلان عن إنشاء وكالة الإمارات للفضاء، وبدء العمل على مشروع إرسال “مسبار الأمل” لكوكب المريخ، في يوليو 2014.
وتبرز تجربة الإمارات في مجال استكشاف الفضاء، كواحدة من أهم قصص النجاح على المستويين الإقليمي والعالمي، بالنظر لحجم الإنجازات التي حققتها والمشاريع الاستثنائية، التي أطلقتها خلال فترة وجيزة من الزمن، مع التركيز على صناعة جيل من رواد الفضاء والطواقم الإدارية والفنية الإماراتية القادرة على مواصلة النجاح في هذا القطاع.
وتبدأ اليوم فعاليات “أسبوع الفضاء العالمي”، الذي تستمر حتى 10 أكتوبر من كل عام، للاحتفال بمساهمات علوم وتكنولوجيا الفضاء في تحسين وضع الإنسان.
وتأتي المناسبة هذا العام، في الوقت الذي لاتزال الإمارات تسطر الإنجاز تلو الآخر، في مجال علوم وصناعة الفضاء، ومن أحدثها القمر الاصطناعي “محمد بن زايد سات”، المتوقع إطلاقه خلال الشهر الجاري.
ويعد إطلاق “محمد بن زايد سات”، خطوة بارزة في مسيرة التقدم التكنولوجي لدولة الإمارات، إذ تم تطويره وبناؤه بالكامل بواسطة فريق من المهندسين الإماراتيين، وشاركت الشركات المحلية في تصنيع ما يقرب من 90 % من هيكله الميكانيكي، ومعظم وحداته الإلكترونية.
وجرى تطوير القمر الاصطناعي «MBZ-SAT»، في مركز محمد بن راشد للفضاء بدبي، ليصبح القمر الاصطناعي المدني الأكثر تطورا في المنطقة، في مجال التصوير الفضائي عالي الدقة والوضوح، حيث تم تزويده بنظام مؤتمت لترتيب الصور على مدار الساعة، يضمن له توفير صور تحاكي بجودتها أعلى معايير الدقة لصور الأقمار الاصطناعية المخصصة للاستخدامات التجارية في العالم.
ومنذ بداية العام 2024، أعلنت دولة الإمارات عن مجموعة من المشروعات الطموحة في مجال استكشاف الفضاء، ومنها انضمامها إلى مشروع تطوير وإنشاء محطة الفضاء القمرية “Gateway” إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وكندا والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى إعلانها إرسال أول رائد فضاء إماراتي وعربي إلى مدار القمر.
وستتولى الإمارات مسؤولية تشغيل وحدة معادلة الضغط الخاصة بالمحطة، لمدة قد تصل إلى 15 عاما قابلة للتمديد.
ويبلغ وزن وحدة معادلة الضغط 10 أطنان، وطولها 10 أمتار، وعرضها 4 أمتار، بينما تبلغ أبعاد المحطة كاملة (42 × 20 × 19 مترا).
وستحصل الإمارات على مقعد دائم، وإسهامات علمية في أكبر برنامج لاستكشاف القمر والفضاء، وستكون بين أوائل الدول التي ترسل رائد فضاء إلى القمر، كما سيكون للدولة الأولوية في الحصول على البيانات العلمية والهندسية المقدمة التي ستحصل عليها المحطة، ما يعزز مسيرتها المعرفية.
وفي يناير الماضي، أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء، عن بدء ثاني دراسة إماراتية لمحاكاة الفضاء، وهي جزء من بحوث محاكاة مهمات الاستكشاف البشرية “هيرا” التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”.
بدوره، احتفل مشروع مهمة الإمارات لاستكشاف المريخ “مسبار الأمل”، في 9 فبراير الماضي، بالذكرى السنوية الثالثة لوصول المسبار إلى مداره، حيث أعلن سلسلة من الاستكشافات الجديدة والمتفردة، المستمدة من القياسات الأولى للغلاف الجوي للمريخ على مدار عام مريخي كامل.
وفي الشهر ذاته، أنجزت مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات، مراجعة التصميم الأولي للمهمة التي تعد مرحلة رئيسة في ضمان نجاح وأمان المهمة الفضائية، إلى جانب تسليط الضوء على آخر التفاصيل والمستجدات حولها.
وتمتد المهمة على مدار 13 عاما، تنقسم على 6 سنوات، لتطوير وتصميم المركبة الفضائية، و7 سنوات لاستكشاف حزام الكويكبات الرئيس بين المريخ والمشتري، وإجراء سلسلة من المناورات القريبة لجمع بيانات لأول مرة عن سبع كويكبات في حزام الكويكبات الرئيس تنتهي مع الكويكب السابع “جوستيشيا”.
وفي يوليو الماضي، وقّعت شركة الياه سات للاتصالات الفضائية (الياه سات)، عقدا مع شركة ” سبيس إكس” لإطلاق قمريها الصناعيين الجديدين والمتطورين من أقمار المدار الأرضي الثابت “الياه 4″ (AY4) و”الياه 5” (AY5)، باستخدام مركبة الإطلاق فالكون 9.
وتُعدّ الاتفاقية خطوة مهمة في برنامج تطوير القمرين الصناعيين إلياه 4 والياه 5، بتكلفة إجمالية تقدر بنحو 3.9 مليار درهم (1.1 مليار دولار)، ويشمل ذلك المركبة الفضائية والبنية التحتية الأرضية والإطلاق والتأمين.
يذكر أن نتائج المسح الاقتصادي لقطاع الفضاء في الدولة لعام 2022، أظهرت ارتفاع إجمالي الإنفاق في القطاع بنسبة 6.61% مقارنة بالعام السابق، وشكل الإنفاق الحكومي نسبة 55.7% من الإجمالي بزيادة بلغت 12.7% مقارنة بالعام السابق، وشكل الإنفاق التجاري نسبة 44.3% من إجمالي الإنفاق في قطاع الفضاء.

وارتفع الإنفاق في مجال البحوث والتطوير بنسبة 14.8%، حيث شكل الإنفاق على البحوث والتطوير في مجال استكشاف الفضاء نسبة 76.8% من إجمالي الإنفاق.وام


مقالات مشابهة

  • 25 لاعباً في قائمة "الأبيض" لمواجهتي كوريا الشمالية وأوزبكستان
  • عقد على دخول الإمارات سباق استكشاف الفضاء
  • عقد على دخول الإمارات سباق استكشاف الفضاء.. أبرز الإنجازات المرتقبة
  • عقد على دخول الإمارات سباق استكشاف الفضاء… وإطلاق ” MBZ-SAT ” أبرز الإنجازات المرتقبة
  • الإمارات: سنبذل قصارى جهودنا ليظل مجال الفضاء حيوياً وآمناً
  • ما الذي قاله قائد أنصار الله عبد الملك الحوثي عن الضربة الصاروخية الإيرانية التي أرعبت “إسرائيل”؟
  • قائد الثورة يكشف تفاصيل حساسة بشأن الهجوم الإيراني على كيان العدو والمواقع التي تم استهدافها وما الذي حدث بعد الضربة مباشرة
  • “وام” تفوز بجائزة أفضل جهة إعلامية تنشر ثقافة ممارسة الرياضة المجتمعية
  • فيديو | محمد بن زايد يؤكد أهمية تعزيز قيم التكافل التي تميز مجتمع الإمارات
  • مهمة فضائية أوروبية تهدف لإحداث كسوف كلي للشمس كل شهر!