انطلاق أعمال القمة الأفريقية الأولى حول المناخ في نيروبي مع آمال جذب للاستثمارات 

تهدف كينيا إلى الحصول على طاقة متجددة بنسبة 100% بحلول عام 2030

يسعى الزعماء الأفارقة إلى إبراز إمكانات القارة كقوة للطاقة النظيفة

نحو 500 مليون شخص محرومين من الكهرباء

 3% فقط من الاستثمارات العالمية في تحول الطاقة تصل إلى بلدان القارة 

 


افتتح الرئيس الكيني "وليام روتو" اليوم الإثنين في نيروبي أعمال قمة المناخ الأفريقية، في محاولة إلى جديدة، لجعل كينيا والقار ة الإفريقية على جدول الاهتمام العالمي، ومساعدة القارة على تجاوز أزمة المناخ.


قالت منصة إي يو أوبزيرفير، أن كينيا تستضيف قمة المناخ الإفريقية الأولى على الإطلاق هذا الأسبوع، حيث سيسعى الزعماء الأفارقة إلى إبراز إمكانات القارة كقوة للطاقة النظيفة.

وبحسب ما ذكرت شبكة فرانس 24، تهدف القمة إلى جعل القارة الإفريقية قوة ناشئة في مجال الطاقة المتجددة, وكذلك الدعوة إلى تخصيص مساعدات مالية دولية لها لمساعدتها على عبور تحديات المناخ، وتطوير جهود دول القارة لما يفيدها ويفيد العالم.

 

دعوة لتخصيص الأموال


خلال القمة، دعا روتو المجتمع الدولي إلى تخصيص أموال للقارة وتخفيف عبء الديون الذي يثقل كاهل البلدان الأفريقية.


وتُعقد قمة المناخ الأفريقية الأولى هذه، خلال فترة تتكثف فيها المفاوضات الدولية حول المناخ التي ستتوج بمعركة حول الحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين الذي سيجرى في دبي بالإمارات العربية المتحدة من أواخر نوفمبر إلى أوائل ديسمبر.

ومن المقرر أن تستمر القمة لمدة ثلاثة أيام، سيشارك خلالها قادة ومسؤولون من أفريقيا ومناطق أخرى، بينهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس.

وتريد القمة الخروج بصيغة ما بشأن التنمية والمناخ من أجل "اقتراح حلول أفريقية" خلال مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين.

وفي كلمته الافتتاحية، قال روتو "إن توفير الرخاء والرفاهية للأعداد المتزايدة من سكان أفريقيا من دون دفع العالم نحو كارثة مناخية أعمق ليس مجرد اقتراح أو أمنية صادقة. بل هي إمكانية حقيقية، أثبتها العلم".

وأضاف "الموضوع الرئيسي ... هو فرصة لا تضاهى يمكن أن تحصل عليها أفريقيا من خلال العمل من أجل المناخ.... لقد أطلنا التفكير في هذه المسألة، حان الوقت لننطلق".

وتابع"علينا أن ننظر إلى النمو الأخضر ليس فقط باعتباره ضرورة مناخية فحسب، بل أيضا باعتباره يوفر فرصا اقتصادية تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات، أفريقيا والعالم على استعداد للاستفادة منها".

وأكد روتو أن أفريقيا لديها القدرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي الكامل في مجال الطاقة بفضل الموارد المتجددة، معللا ذلك بما تقوم به كينيا التي تهدف إلى الحصول على طاقة متجددة بنسبة 100% بحلول عام 2030.


ويقول مراقبون، أنه إذ نجحت قمة نيروبي في وضع رؤية مشتركة بشأن التنمية الخضراء في أفريقيا سيمنح ذلك زخما للعديد من الاجتماعات الدولية المهمة قبل مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، بدءا من قمة مجموعة العشرين في الهند والجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، ثم في أكتوبر الاجتماع السنوي للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي في مراكش بالمغرب.

تحديات كبيرة للقارة 
 

وتوجد مسودة لــ"إعلان نيروبي" قيد التفاوض حاليًا.

ولدى افريقيا قدرات كبيرة، في إمكانات الطاقة المتجددة، بما في ذلك 40% من احتياطيات العالم من الكوبالت والمنجنيز والبلاتين، وكلها ضرورية للبطاريات والهيدروجين.


وتمتلك أفريقيا 60% من إمكانات الطاقة الشمسية في العالم.
لكن تواجه القارة تحديات كبيرة، فهناك نحو 500 مليون شخص محرومين من الكهرباء، حيث أن 3% فقط من الاستثمارات العالمية في تحول الطاقة تصل إلى أفريقيا.

 

أقل المناطق تلويثًا في العالم

 

على الرغم من أن افريقيا، تمثل أقل من 3% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بالطاقة على مستوى العالم حتى الآن، كما أن نصيب الفرد من الانبعاثات هو الأقل بين أي منطقة أخرى، فإن أفريقيا تعد أيضًا موطنًا للعديد من البلدان الأكثر عرضة لتغير المناخ.

واعتبر مراقبون أيضًا، أن  قمة المناخ الإفريقية في نيروبي، تبدأ قبل 87 يومًا من انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) في دولة الإمارات العربية المتحدة، وستكون الإجراءات التي تتخذ الآن حاسمة لبناء قدرات التكيف اللازمة بالإضافة إلى الحفاظ على درجة حرارة 1.5 درجة مئوية .

 

تعليقاً على الأمر،  قالت شارا تيسفاي تيرفاسا الخبيرة في مجال الطاقة، إن على القمة أن توازن بين التفاؤل والتقييم الدقيق للتحديات من أجل "رسم مسار جديد بحيث تصبح أفريقيا جزءا رئيسيا من المحادثة العالمية وتستفيد من فرص التحول".

 

وقال جوزيف نجانجا، الذي عينه روتو لرئاسة القمة، إن المؤتمر سيثبت أن "إفريقيا ليست مجرد ضحية، بل قارة ديناميكية لديها حلول للعالم".

وتم تشديد الإجراءات الأمنية وأغلقت الطرق حول مكان انعقاد القمة في وسط نيروبي، حيث تقول الحكومة إن 30 ألف شخص سجلوا أسماءهم لحضور الحدث الذي يستمر ثلاثة أيام.

ومن المتوقع أن تحتج جماعات المجتمع المدني بالقرب من القمة عند افتتاحها ضد ما يسمونه "أجندة المؤتمر التي تعرضت لتسوية كبيرة" بالتركيز على مصالح الدول الغنية.

 

 


 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الاستثمارات الاجتماعات التفاوض التفاؤل إفريقيا أعمال القمة للاستثمار الرئيس الكيني

إقرأ أيضاً:

لماذا لم يتحرّك الشعب المصري لإيقاف المذبحة في غزّة إلى الآن؟!

فضحت تصريحات المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، قبل أيام، تقاعس محمد بن سلمان وعبد الفتاح السيسي عما يحدث لسكان غزة من إبادة، وكشفت مدى اطلاع الولايات المتحدة على الغليان والغضب الشعبي المستتر في مصر والسعودية، فهناك هدوءٌ يسبق العاصفة يمكن له أن يتحول إلى اضطرابات من المحتمل جدا أن تؤثر سلبا على أهداف نتنياهو في السيطرة على غزة بعد تهجير أهلها.

وإن كان ويتكوف قد فرّق بين أسباب الغليان في مصر والسعودية، إذ إن البطالة والمديونية والأزمة الاقتصادية الخانقة قد تمثل دافعا للمصريين لاكتساح الشوارع، بينما قد يحرك التطرف الشباب السعودي للتعبير عن رفضه لما يحدث في غزة باتجاه انتهاج أساليب عنيفة، فإن سياق تصريحات ويتكوف أهم من فضحه لهشاشة الأنظمة العربية وانكشافها أمام شعوبها.

ويقع على رأس هذا السياق إصرار حماس على موقفها من عدم تسليم سلاحها ورفض سكان غزة للتهجير وإصرارهم على الصمود والبقاء، ثمّ الحالة المأزومة التي يوجد عليها نتنياهو المهدد داخليا بينما يضرب صفحا عن المسار التفاوضي ويستأنف حرب الإبادة؛ ليس فقط في سبيل الضغط على حماس حتى يرغمها على التنازل والقبول بشروطه التفاوضية، بل إنّ ما يدفعه لشنّها محاولته المستميتة الحفاظ على حكومته المتطرفة من الانهيار، تجنبا لتبعات المساءلة القانونية عن دوره في حرب السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، على الأقل إلى غاية 2026 موعد الانتخابات النيابية في إسرائيل، وهي قبضة حديدية تؤشر إلى تصدّع داخل المجتمع الصهيوني ينذر بحرب أهلية وشيكة.

نتنياهو الهارب من ضغط الداخل يُلقي برجليه إلى المجهول، لا يهمه كثيرا على أيّ أرض سيضعهما ولا يلتفت إلى كونه مقدما على خطوات سبق له وأن خطاها وأوصلته إلى طريق مسدود، فمنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وإلى اليوم وهو يبيد غزة ويهجر سكانها، وجيشه يتلقى ضربات المقاومة الموجعة التي ضعضعت ألويته وخاصة قواته البرية، التي يتوجس خيفة من إعادة إقحامها في جحيم غزة خشية من أن يفتح على نفسه جبهات جديدة؛ ليس مع المقاومة في غزة أو اليمن أو حتى إيران فحسب، بل مع ضباطه وجنود الاحتياط الرافضين للعودة إلى جوّ المعارك المرعب، والحريديم المصرين على الوضع الاستثنائي الذي يعفيهم من المشاركة في القتال، إلى جانب المعارضة المتربصة به بينما تنزلق به قدماه نحو الهاوية.

وفي وسط هذا الجو المشحون يكتفي نتنياهو بإلقاء الحمم النارية من السماء عبر سلاح الجو، لعله يكتشف بين الفينة والأخرى في لحظة إدراك، أنه يكرّر نفس الدرس بالعقل ذاته الذي رسب في امتحانه قبل شهرين، فسكان غزة يرفضون التهجير مهما كانت الأثمان ويتشبثون بأرضهم بصمود أسطوري يؤكّد من جديد أنهم لن يفرطوا فيها ولو كان الموت نهاية لهذه الملحمة الدامية. ويأبى نتنياهو الغبي إلا أن يعيد تكرار نفس الدرس غير مبالٍ بانقضاء الوقت من سنتيه اللتين سيظلهما على رأس الحكومة، ولا بضغط أهالي الأسرى والمتعاطفين معهم إلى جانب احتدام الشارع الرافض إقالته لرئيس الشاباك والمستشارة القضائية للحكومة.

سياق آخر لا يقل أهمية عن سابقيه أعقب تصريحات ويتكوف، تمثل في لقاء طحنون آل نهيان مع ترامب الذي تلاه إعلان الإمارات ضخ 1.4 تريليون دولار في الاقتصاد الأمريكي في شكل استثمارات، ثم زيارة محمد بن زايد لمصر ولقائه السيسي.

ويبدو أنّ ترامب من خلال تصريحات ويتكوف سعى إلى تهديد الإمارات التي تخشى على أمنها القومي أكثر من غيرها من سقوط نظام السيسي، ففي حال انتفض الشعب المصري فإن مصالح الإمارات في مصر لن تظل على حالها كما في السابق، إلى جانب أنّ أي سلطة جديدة تمثل إرادة هذا الشعب المنتفض ستسعى إلى استعادة ما غنمه ابن زايد من مصر طوال السنوات التي تلت سقوط حكم الإخوان والعمل على إنهاء تدخلاته في شؤونها مستقبلا، والأهم أنه سيخسر دورها الجيوسياسي المستمد من محورية القاهرة في العالم العربي، كما أنه وبخسارته لمصر سيخسر ليبيا إلى جانب خسارته المدوية في السودان، بل إن الإمارات ستصبح في موقف دفاع لأن الجميع سيهاجمها هذه المرة حكوماتٍ وشعوبا.

أما عن السبب وراء عدم تحرك الشعب المصري الذي قد يشكل في حال حدوثه بداية سقوط أحجار الدومينو في المنطقة، لا سيما في بعض اللحظات الحاسمة خاصة غزة، فإن ذلك يعود لسببين أساسيين هما القبضة المحكمة للجيش المصري المدعوم أمريكيا والمسنود إماراتيا، وغياب نخبة أو تنظيم يؤطر الشارع بعد تصفية نظام السيسي لجماعة الإخوان المسلمين، والتي كانت بمثابة عملية إخصاء حقيقية، ليس للشعب المصري فحسب، بل للشعوب العربية قاطبة.

مصر ليست هي قاطرة الأمة العربية فحسب، بل إنّها أقرب بوابة إلى غزة وشعبها يفوق المائة وعشرة ملايين نسمة، وإذا حدث أيّ تغيير على مستوى أنظمتها الاجتماعية والسياسية فإن ذلك سيعني انتقال موجاته الاهتزازية إلى بقية البلدان العربية التي ستشهد هي الأخرى زلزالا يهز أركانها، كما أنها أول من يتلقى صوت التغيير إن حدث في الجوار لتعيد ردّ صداه إلى دول أخرى.

زيارة ابن زايد إلى مصر أثبتت أنه لا يزال من خلال دولة الإمارات التي يحكمها، يسيطر على شؤونها الداخلية والخارجية عبر توجيهه لرئيسها عبد الفتاح السيسي ونقل ما رشح من مساومات وتوجيهات دارت بين طحنون بن زايد وترامب إلى الجانب المصري في شكل إملاءات وتحذيرات، مشهدٌ يؤكّد أنّ الشقيقة الكبرى للدول العربية لا تزال تغوص في أعماق الخذلان العربي المفضي إلى مزيد من المعاناة سيعيشها سكان غزة.

الواقع يقول إن العرب تجردوا من عروبتهم وإسلامهم وحتى من إنسانيتهم ومروءتهم ونخوتهم، ودخلوا سوق النخاسة القذرة تجارا يبيعون ويشترون ويفاوضون ترامب ويساومونه في كم يجب عليهم أن يدفعوا له من أموال ودماء في غزة حتى يحمي كراسيهم وجيوشهم الكرتونية من شعوبهم، التي حتى وإن ظلت تغلي على نار الخذلان والحسرة من عجزهم عن نصرة إخوانهم المطحونين تحت جحيم نتنياهو، يبدو أنّها قد كُتب عليها أن تشاهدهم وهم يرتقون شهداء دون أن يتحوّل غليانها ذاك إلى ثورة تحرق عروش حكامها الخانعين.

مقالات مشابهة

  • فرص عمل في الإمارات.. 6 مهن مطلوبة والتقديم لمدة 5 أيام- رابط
  • الناطق الرسمي باسم الحكومة: الإمارات شريك رئيسي في جريمة العصر بالسودان مهما كذبت
  • مفتي الجمهورية: الزكاة ركيزة أساسية لتحقيق العدالة الاجتماعية «فيديو»
  • المغرب يستنفر الإجراءات الوقائية لمواجهة الجراد القادم من أفريقيا جنوب الصحراء
  • المفتي: الزكاة ركيزة أساسية في تحقيق العدالة الاجتماعية والتكافل.. فيديو
  • أصداء إيجابية لبطولة انتقاء مواهب «الليجا» في الإمارات
  • الإمارات تشارك في حوار بطرسبيرغ للمناخ
  • لماذا لم يتحرّك الشعب المصري لإيقاف المذبحة في غزّة إلى الآن؟!
  • رمضان حول العالم| مهما اختلفت تفاصيله.. رمضان بيجمعنا
  • روسيا تتهم أوكرانيا بشن هجوم جديد على مواقع الطاقة لديها