خبير إسرائيلي: فضائل التطبيع مع السعودية لا توازي سلبياته
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
تحدث خبير عسكري إسرائيلي، عن أهم فضائل ونواقص التطبيع بين الاحتلال الإسرائيلي والسعودية، مؤكدا أن التوصل لمثل هذا الاتفاق، سيشكل وجه المنطقة لسنوات عديدة، خاصة فيما يتعلق بالمطلب السعودي الخاص بالمشروع النووي المدني الذي يتضمن تخصيب اليورانيوم على أراضيه.
وأوضح يوآف ليمور، في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أن "إمكانية اتفاق تطبيع مع السعودية، يضع إسرائيل في إحدى المعاضل الأكثر تعقيدا في تاريخها؛ فمن جهة، هناك إمكانية لتطبيع العلاقات مع أكبر وأهم الدول العربية والإسلامية ولاحقا مع سلسلة دول أخرى أيضا؛ ومن جهة أخرى، تنازلات واسعة في مسائل تمس الأمن القومي الإسرائيلي، من شأنها أن تحدث تغييرات تكتونية في المنطقة".
وأضاف: "عن الجانب الإيجابي لا حاجة لمزيد من الحديث؛ فالسعودية هي الجائزة الكبرى؛ سياسيا، أمنيا وأساسا اقتصاديا".
وتابع: التطبيع معها سيفتح مسارا للاقتصاد الأكبر في المنطقة و"مصالحة تاريخية" مع الإسلام، كما أنه سيبني محورا أمنيا - سياسيا مستقرا، تكون إسرائيل في مركزه، تجاه التهديد الإيراني ويدحر المسالة الفلسطينية أو على الأقل يساعد على إعادة ترتيبها بموافقة كافة الأطراف".
هل يبقى التفوق العسكري؟
ولفت إلى أنه "مع وجود هذه الفضائل، لا يمكن تجاهل النواقص التي تأتي معها، فقد طرحت الرياض على واشنطن قائمة مطالب طموحة وعلى رأسها ثلاثة أمور هي؛ حلف دفاع، مشتريات مكثفة للأسلحة وقدرات عسكرية وتكنولوجية متطورة، وبرنامج نووي مدني يتضمن تخصيب اليورانيوم على الأراضي السعودية".
وأشار الخبير إلى أن "المطلب السعودي الأول، جيد لإسرائيل وللشرق الأوسط، لكن مشكوك أن تحصل السعودية على كامل مطالبها (حلف مشابه للناتو)، ويحتمل أن تضطر للاكتفاء بأقل (شراكة أمنية مركزية) وربما أيضا أقل بكثير، لكن مجرد وجود مثل هذا الاتفاق سيزيد التدخل الأمريكي في المنطقة بشكل كفيل بأن يردع ويلجم الجهات السلبية".
وأما المطلب السعودي الثاني، فرأه ليمور "إشكالية كبيرة من ناحية إسرائيل، فأسلحة ومنظومات سلاح متطورة، بما في ذلك التكنولوجيا العليا، ستضع السعودية في المقدمة العسكرية - التكنولوجية في المنطقة كتفا إلى كتف مع إسرائيل، والسؤال؛ ماذا سيحصل إذا ما وقع انقلاب أو تضرر ولي العهد محمد بن سلمان الذي يقود الإصلاحات؟".
وقال: "لهذا السبب بالضبط، تحرص واشنطن على الإبقاء على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل، وإسرائيل ستطالب بأن تحصل الآن على امتيازات واسعة كي تتمكن من أن تتعايش مع المطالب السعودية، وفي جهاز الأمن الإسرائيلي، يعملون منذ الآن على مثل هذه القائمة، لكن على إسرائيل أن تتأكد من أن هذه ستعطى لها قبل تثبيت الاتفاق مع السعودية".
المطلب السعودي الثالث، بحسب ليمور هو "الأكثر إشكالية؛ ظاهرا يدور الحديث عن برنامج مدني يستهدف الإبقاء على السعودية كقوة عظمى للطاقة العالمية حتى في عصر ما بعد النفط، لكن يمكنه أن يتحول بسهولة وفي غضون وقت قصير لأغراض عسكرية".
وبين أن "السعودية طرحت بضعة حلول ممكنة لإرضاء الموردين وعلى رأسه الاقتراح؛ أن تقام شركة أمريكية - سعودية تتحكم بعملية التخصيب وتتأكد من أنها لا تنفذ إلا لاستخدام مدني".
وأكمل معلقا: "مثل هذا الحل لن يكون جيدا إذا ما سيطرت قوى معادية على الحكم في السعودية أو إذا ما قررت ذات يوم تأمين الشركة، مثلما فعلت مع شركة النفط القومية لديها (أرامكو)".
المسار العسكري النووي
ونبه ليمور إلى أن "من يؤيد الصفقة، يدعي أنه في حال لم تورد أمريكا للسعودية قدرة على تخصيب اليورانيوم، فإن الصين أو فرنسا ستفعلان ذلك، وهذه حجة ضعيفة، ومشكوك أن تسيرا نحو خطوة بعيدة الأثر بهذا القدر ضد السياسة الأمريكية وبشكل من شأنه أن يضعهما تحت عقوبات من جهتها، ومشكوك أن تفعل السعودية ذلك لأن كل هدفها هو أن تدخل في كل هذه المسيرة تحت المظلة الأمريكية".
وتابع: "تعليل آخر يطرحه من يؤيد الصفقة، أن الإمارات تحوز منذ الآن برنامجا نوويا مدنيا، غير أنهم في أبو ظبي يفعلون هذا بعد أن وقعوا على البروتوكول الإضافي للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي يحظر معالجة البلوتونيوم وتخصيب اليورانيوم، وهم يعملون تحت رقابة وثيقة فيما أن قسما من السياقات تنفذ في دول أخرى، ولأجل الانتقال إلى المسار العسكري، سيحتاجون إلى الوقت والموارد والمرافق، ما سيتيح للدول الغربية ما يكفي من الفرص لوقف المسيرة".
في المقابل، "سيعطي الاتفاق السعودية استقلال كامل، الأمر سيطلق سباقا إقليميا عندما تطالب دول أخرى مثل؛ تركيا، مصر، العراق والأردن، لنفسها قدرات تخصيب مستقلة مشابهة، كنتيجة لذلك سيتضعضع استقرار المنطقة وجملة جهات ستحوز المفتاح للانطلاق المحتمل لقدرات التخصيب العسكري".
وأما بالنسبة "لإسرائيل؛ من شأن هذا أن يكون كارثة حقيقية تتناقض تناقضا مطلقا مع سياستها المعلنة بألا تسمح لأي جهة في المنطقة الحصول على قدرة نووية عسكرية".
وسبق أن أوضح الوزير الإسرائيلي رون ديرمر، أن "إسرائيل لا تستبعد نووي مدني في السعودية، رغم أن القرار في الموضوع لم يتخذ بعد، في الأشهر الأخيرة تجرى مداولات بمشاركة مجموعة ضيقة من كبار المسؤولين الذين يبحثون في الموضوع تحت التوجه للبحث عن حلول تتيح لإسرائيل التعايش معه بسلام".
ورأى الخبير، أنه "مشكوك أن يكون متوفرا ابتكار كهذا، لهذا محظور على إسرائيل أن تجمل الواقع وعليها أن تنظر إليه في العيون وأن تسأل نفسها باستقامة فيما إذا كانت فضائل الاتفاق مع السعودية توازي نواقصه، والجواب واضح؛ أفضل الخبراء يعتقدون أن لا، واساسا بسبب المسألة النووية".
وأشار إلى أن "رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يعتقد خلاف ذلك، وهذا مدهش، ليس فقط لأنه كرس العقود الأخيرة للصراع ضد النووي الإيراني، بل لأنه قبل عام واحد فقط حذر من على كل منصة ممكنة من اتفاق الغاز مع لبنان، وزعم أنه يشكل خطرا أمنيا على إسرائيل، أما الآن، هو يقف على خطر أكبر بعدة أضعاف، الحسم فيه بأي تجاه يصمم وجه المنطقة لسنوات عديدة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الاحتلال الإسرائيلي السعودية امريكا السعودية الاحتلال الإسرائيلي التطبيع مع الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تخصیب الیورانیوم مع السعودیة فی المنطقة إلى أن
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: اليمن قد يواجه اجتياحا بريا أميركيا لمنع هجمات الحوثيين
رجح الخبير العسكري العقيد حاتم الفلاحي أن تكون الضربة التي وجهتها الولايات المتحدة وحلفاؤها أمس السبت لجماعة أنصار الله (الحوثيون) مقدمة لعملية برية تستهدف تقليص مناطق سيطرة الجماعة في اليمن.
وأمس السبت، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه أمر بتوجيه ضربة قوية إلى قادة الحوثيين وقواعدهم العسكرية، لكن الجماعة قالت إن الغارات استهدفت أحياء سكنية في العاصمة صنعاء.
وأكد الرئيس الأميركي أن إدارته "لن تتسامح مع هجوم الحوثيين على السفن الأميركية، وسنستخدم القوة المميتة الساحقة حتى نحقق هدفنا".
ودعا ترامب إيران إلى وقف دعم هذه الجماعة و"عدم تهديد الشعب الأميركي أو رئيسه أو ممرات الشحن العالمية".
وفي تحليل للجزيرة، قال الفلاحي إن الولايات المتحدة لا تستهدف فقط ردع الحوثيين وإيران من خلال هذه الضربات، ولكنها أيضا قد تمهد الطريق لعملية برية تنفذها قوات الشرعية اليمنية.
مواقع عسكرية مهمة
واستهدفت الضربات الأميركية مواقع كانت معروفة بوجود قادة الحوثيين الكبار فيها -خصوصا منطقة الجيراف شمال صنعاء- "لكنهم انسحبوا منها قبل 6 أشهر، وبقيت المنطقة للتدريب والتحشيد"، بحسب الفلاحي.
كما أن لدى الحوثيين منصات صواريخ متحركة، مما يمكنه من نقلها وشن هجمات بها من أي مكان، مما يعني أن استهداف بعض القواعد لن يوقف هجمات الجماعة، برأي الخبير العسكري.
إعلانوعلى عكس إدارة جو بايدن أعادت إدارة ترامب وضع الحوثيين على قوائم الإرهاب، وهي أيضا تعمل فعليا على تقليص نفوذ إيران في المنطقة، بما في ذلك القدرات التي حصل عليها الحوثيون من إيران.
لذلك، لا يستبعد الفلاحي أن تكون الضربات الاستباقية نهجا أميركيا في المنطقة خلال عهد ترامب، و"قد نشهد مزيدا من الضربات في مناطق مختلفة، وربما تستمر هذه العملية لفترة طويلة".
اجتياح بري محتمل
وقد يشمل توسيع العمليات ضرب أهداف اقتصادية إستراتيجية مثل ميناء الحديدة الذي يمثل رئة الجماعة حاليا، فضلا عن إمكانية الانتقال إلى عمل عسكري بري ربما يتوقف على تعاطي الجماعة مع الهجوم الأخير.
وأشار الخبير العسكري أيضا إلى أن صحيفة واشنطن بوست تحدثت عن امتلاك الحوثيين تقنية حديثة جدا ستجعل طائراتهم المسيرة أكثر خطرا على إسرائيل وعلى القوات الأميركية في المنطقة.
وخلص إلى أن هذه العملية قد تتوقف في حالة توقف الحوثيين عن استهداف السفن في البحر الأحمر والنأي بأنفسهم عن الحرب في قطاع غزة.
كما لم يستبعد الفلاحي أن تصل الأمور إلى مواجهة عسكرية بين واشنطن وطهران ما لم يتم التوصل إلى تفاهمات في عدد من الأمور، بما فيها نفوذ إيران في المنطقة وبرنامجها النووي، وهي أمور قال ترامب صراحة إن كل الخيارات متاحة في التعامل معها.
في الأثناء، نقلت وكالة "سي إن إن" الأميركية عن مصدر مطلع قوله إنه لا توغل بريا أو غزوا سيحدث في اليمن، وإن ما سيحدث هو توجيه سلسلة من الضربات الإستراتيجية.
ومساء أمس السبت، قالت الجماعة اليمنية إن الغارات التي تعرضت لها صنعاء أدت إلى سقوط "9 شهداء و9 جرحى مدنيين".