تعتبر كوريا هي رابع أكبر اقتصاد في آسيا، ولكنها تواجه تحدياً كبيراً في مستقبلها وهو انخفاض عدد سكانها. وفقاً لإحصاءات كوريا، من المتوقع أن ينخفض عدد سكان البلاد بنسبة 0.18% بحلول نهاية عام 2023، لأول مرة منذ بدء جمع البيانات السكانية.

كما توقعت إحصاءات كوريا أن ينخفض عدد السكان الحالي إلى حوالي 12 مليون نسمة، أي حوالي 23% من عدد سكان اليوم.

وبالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يرتفع متوسط عمر السكان، من 43 عاماً في عام 2023 إلى 62 عاماً بحلول عام 2070.

هذه الأرقام تثير القلق بشأن تجديد قوة العمل، ومواجهة عبء أكبر من الإنفاق في مجالات الضرائب والرعاية الصحية. وقد حاولت حكومات متعاقبة مكافحة هذا التراجع، حيث خصصت ما مجموعه 225 تريليون وون (188 مليار دولار، 167 مليار يورو) في العقد حتى عام 2020. وقد أنفقت معظم هذه المبالغ على حوافز مالية للأزواج لإنجاب المزيد من الأطفال. ولكن حتى الآن، لم يكن لزيادة الإنفاق تأثير كبير في زيادة معدلات الميلاد.

فما هي الأسباب وراء انخفاض عدد السكان؟

هناك عدة عوامل تؤثر على هذه المشكلة، ولكن أحد الخبراء يرى أن أهم سبب هو ما يسمى بـ"شغف التعليم" في الآباء المتعطشين لنجاح أطفالهم. فالتطور الاقتصادي السريع والنمو الذي شهدته كوريا قد خلق فرصاً لم تكن متوفرة لأجداد أطفال المدارس اليوم، حيث كانت البلاد تعمر من جديد بعد حرب كوريا التي دارت في الفترة من 1950 إلى 1953. وقد أثار ذلك اعتقاداً بأن التعليم هو حاسم لفرص عمل وسعادة الطفل في المستقبل.

ومن جانبه قال أستاذ في الجامعة المسيحية الدولية في طوكيو، ”جميع الآباء يرغبون في إعطاء أطفالهم 'تعليم نخبوي'، حتى لو كان ذلك يعني إنفاق 50% من دخلهم كل عام على التعليم”. وأضاف، ”هذا عبء هائل على الأسر ويعني أن معظم الأزواج يستطيعون تحمل تكاليف إنجاب طفل واحد فقط".

وبالتالي، ينخفض معدل الخصوبة أو متوسط عدد الأطفال الذين تلدهم امرأة في حياتها. وللحفاظ على استقرار عدد سكان البلاد عند 51 مليون نسمة، يجب أن يكون معدل الخصوبة 2.1. ولكن معدل الميلاد انخفض إلى أدنى مستوى قياسي وهو 0.70 في الربع الثاني من عام 2023، مقارنة بـ0.78 في العام السابق.

ولمواجهة هذه الأزمة الديمغرافية المتفاقمة، يقول بعض المحللين إن تحسين الظروف لتربية الأطفال هو المفتاح. ويشيرون إلى أن عدد الزيجات ارتفع بنسبة 7.8% على أساس سنوي إلى 16,053 في يونيو، مع زواج الأزواج الذين كانوا قد أجلوا زفافهم خلال جائحة كورونا.

وقال بارك هيم، باحث في معهد كوريا للمالية المحلية، “أقول إن هناك المزيد من الأشخاص الذين يرغبون في الزواج من أولئك الذين يرغبون في إنجاب أطفال. يجب أن تأخذ الحكومة هذا التوجه في اعتبارها في سياساتها وتضمن أن تؤدي زيادة الزيجات أيضًا إلى زيادة الميلاد".

وأشار الباحث إلى أنه على الرغم من أن المنح التي تقدمها الحكومة استمرت في الزيادة حتى مليون وون (757 دولارًا، 673 يورو) لكل طفل، فإن هذه التدابير الداعمة "لا تعكس ما يحتاجه الآباء لتربية أطفالهم".

وتابع، بما أن كثيرًا من الآباء هم زوجان يعملان، فإن وجود شخص يعتني بأطفالهم أثناء عملهم "سيلبي اهتماماتهم بشكل أكبر".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: جائحة كورونا معدل الخصوبة كوريا الجنوبية

إقرأ أيضاً:

أزمة تعليم أبناء اللاجئين المصريين في كوريا تتصدر احتجاجات سيول (شاهد)

واصل اللاجئون المصريون في كوريا الجنوبية فعالياتهم الاحتجاجية للأسبوع الثاني، بمشاركة واسعة من ناشطين كوريين، مطالبين بحقوقهم القانونية والإنسانية وفضح أزمة التعليم التي يعاني منها أبناؤهم في المدارس الكورية.

ونظم عدد من طالبي اللجوء المصريين اليوم مسيرة ومؤتمرًا في سيول، حضره ناشطون كوريون، للتأكيد على استمرار تحركاتهم حتى تحقيق مطالبهم باللجوء السياسي.

وجاءت الفعالية في إطار سلسلة من الوقفات التي أعلن المشاركون أنهم سيواصلونها "حتى انتزاع حقوقهم المشروعة"، وسط مشاركة طلاب وكوادر تعليمية كورية.

وركزت وقفة اليوم على معاناة الطلاب اللاجئين المصريين، الذين يعانون من صعوبات في التعليم، وغياب الدعم الرسمي، ما أثر على تحصيلهم الأكاديمي واندماجهم الاجتماعي، وشارك في الفعالية عدد من الطلاب.



وحضرت معلمة كورية، حيث تحدثت عن مشاكل الطلبة اللاجئين في كوريا، موضحة التحديات التي تواجههم داخل المدارس، وأكدت على ضرورة إيجاد حلول تعليمية متكاملة لهم لضمان حقوقهم الأساسية.

وجانبها قالت إحدى الطالبات المشاركة: "أنا طالبة في المرحلة الإعدادية، أبي صاحب قضية سياسية، خرج من مصر منذ 12 عامًا، قضى أربعة أعوام في ماليزيا، ثم ثمانية أعوام في كوريا الجنوبية، لو عاد إلى مصر سيعاد إلى المعتقل لأنه لديه حكم سياسي".


وأضافت الطالبة أنها حرمت من حقوقها هي وأسرتها الاجتماعية في مصر قائلة "توفي جدي ولم يتمكن أبي من رؤيته" لم نترك وطننا طلبًا للرفاهية، بل طلبًا للأمان والاستقرار، منذ دخولنا كوريا في أذار/ مارس 2018، ونحن ننتظر حقوقنا القانونية، خاصة فيما يخص الإقامة والعمل والتعليم والرعاية الصحية، وسنواصل رفع صوتنا حتى نحصل على حقوقنا المشروعة."




من جهتها، قالت رابطة اللاجئين السياسيين المصريين في كوريا: "نحن مجموعة من النشطاء السياسيين المصريين الذين رفضوا انقلاب السيسي العسكري، وتعرضنا للاعتقال والتعذيب والاضطهاد، واضطررنا لمغادرة مصر بطرق محفوفة بالمخاطر، ورغم تقديم طلبات اللجوء منذ أكثر من ثماني سنوات، ما زلنا نواجه تجاهلًا وتعنتًا إداريًا وقضائيًا، مما يجعل حياتنا غير مستقرة ويحد من حقوقنا الإنسانية الأساسية، ونطالب السلطات الكورية بإعادة النظر في ملفاتنا والسماح لنا بالعيش بكرامة وأمان."




ويعيش معظم اللاجئين المصريين في كوريا منذ 2017، وقد رفضت السلطات الكورية طلبات لجوئهم المتكررة بلا أسباب واضحة، ما دفعهم لتنظيم وقفات احتجاجية متواصلة أمام وزارة العدل ومكاتب الهجرة في سيول وإنشون، بمشاركة ناشطين كوريين تضامنًا معهم. وأكد المحتجون أنهم سيواصلون التحركات الأسبوعية حتى يتم الاعتراف بحقوقهم الإنسانية والقانونية، بما يشمل الإقامة والعمل والتعليم والرعاية الصحية.

مقالات مشابهة

  • مسؤول كوري: لا خطط لمحادثات بين كوريا الجنوبية وروسيا في قمة أبيك
  • رئيس كوريا الجنوبية يكشف نقاط الخلاف مع الولايات المتحدة حول طريقة الاستثمار
  • رئيس كوريا الجنوبية: محادثات التجارة مع واشنطن لا تزال متعثرة
  • أزمة تعليم أبناء اللاجئين المصريين في كوريا تتصدر احتجاجات سيول (شاهد)
  • بعيداً عن الحساسية الأميركية-الروسية.. العراق يبدّل بوصلته العسكرية صوب كوريا الجنوبية
  • خبير : أوروبا تواجه تحديا كبيرا لخفض الانبعاثات بنسبة 90% بحلول 2040
  • كوريا الجنوبية: لدينا مع واشنطن اتفاقية أمنية ونعمل على توقيع اتفاق تجاري
  • كوريا الجنوبية تنزل إلى المياه غواصة صاروخية متطورة
  • خاص | أزمة تواجه الاتحاد السكندري وسط قلق تامر مصطفى وحيرة سلامة
  • ليبيا تواجه أسوأ أزمة إنسانية للمهاجرين في شمال إفريقيا