كوريا الجنوبية تواجه أزمة سكانية: تراجع قياسي بمعدل المواليد والزواج في يونيو
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
تعتبر كوريا هي رابع أكبر اقتصاد في آسيا، ولكنها تواجه تحدياً كبيراً في مستقبلها وهو انخفاض عدد سكانها. وفقاً لإحصاءات كوريا، من المتوقع أن ينخفض عدد سكان البلاد بنسبة 0.18% بحلول نهاية عام 2023، لأول مرة منذ بدء جمع البيانات السكانية.
كما توقعت إحصاءات كوريا أن ينخفض عدد السكان الحالي إلى حوالي 12 مليون نسمة، أي حوالي 23% من عدد سكان اليوم.
هذه الأرقام تثير القلق بشأن تجديد قوة العمل، ومواجهة عبء أكبر من الإنفاق في مجالات الضرائب والرعاية الصحية. وقد حاولت حكومات متعاقبة مكافحة هذا التراجع، حيث خصصت ما مجموعه 225 تريليون وون (188 مليار دولار، 167 مليار يورو) في العقد حتى عام 2020. وقد أنفقت معظم هذه المبالغ على حوافز مالية للأزواج لإنجاب المزيد من الأطفال. ولكن حتى الآن، لم يكن لزيادة الإنفاق تأثير كبير في زيادة معدلات الميلاد.
فما هي الأسباب وراء انخفاض عدد السكان؟
هناك عدة عوامل تؤثر على هذه المشكلة، ولكن أحد الخبراء يرى أن أهم سبب هو ما يسمى بـ"شغف التعليم" في الآباء المتعطشين لنجاح أطفالهم. فالتطور الاقتصادي السريع والنمو الذي شهدته كوريا قد خلق فرصاً لم تكن متوفرة لأجداد أطفال المدارس اليوم، حيث كانت البلاد تعمر من جديد بعد حرب كوريا التي دارت في الفترة من 1950 إلى 1953. وقد أثار ذلك اعتقاداً بأن التعليم هو حاسم لفرص عمل وسعادة الطفل في المستقبل.
ومن جانبه قال أستاذ في الجامعة المسيحية الدولية في طوكيو، ”جميع الآباء يرغبون في إعطاء أطفالهم 'تعليم نخبوي'، حتى لو كان ذلك يعني إنفاق 50% من دخلهم كل عام على التعليم”. وأضاف، ”هذا عبء هائل على الأسر ويعني أن معظم الأزواج يستطيعون تحمل تكاليف إنجاب طفل واحد فقط".
وبالتالي، ينخفض معدل الخصوبة أو متوسط عدد الأطفال الذين تلدهم امرأة في حياتها. وللحفاظ على استقرار عدد سكان البلاد عند 51 مليون نسمة، يجب أن يكون معدل الخصوبة 2.1. ولكن معدل الميلاد انخفض إلى أدنى مستوى قياسي وهو 0.70 في الربع الثاني من عام 2023، مقارنة بـ0.78 في العام السابق.
ولمواجهة هذه الأزمة الديمغرافية المتفاقمة، يقول بعض المحللين إن تحسين الظروف لتربية الأطفال هو المفتاح. ويشيرون إلى أن عدد الزيجات ارتفع بنسبة 7.8% على أساس سنوي إلى 16,053 في يونيو، مع زواج الأزواج الذين كانوا قد أجلوا زفافهم خلال جائحة كورونا.
وقال بارك هيم، باحث في معهد كوريا للمالية المحلية، “أقول إن هناك المزيد من الأشخاص الذين يرغبون في الزواج من أولئك الذين يرغبون في إنجاب أطفال. يجب أن تأخذ الحكومة هذا التوجه في اعتبارها في سياساتها وتضمن أن تؤدي زيادة الزيجات أيضًا إلى زيادة الميلاد".
وأشار الباحث إلى أنه على الرغم من أن المنح التي تقدمها الحكومة استمرت في الزيادة حتى مليون وون (757 دولارًا، 673 يورو) لكل طفل، فإن هذه التدابير الداعمة "لا تعكس ما يحتاجه الآباء لتربية أطفالهم".
وتابع، بما أن كثيرًا من الآباء هم زوجان يعملان، فإن وجود شخص يعتني بأطفالهم أثناء عملهم "سيلبي اهتماماتهم بشكل أكبر".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جائحة كورونا معدل الخصوبة كوريا الجنوبية
إقرأ أيضاً:
الإفتاء: رعاية الأبناء واجب شرعي ولا يجوز التكاسل في التطعيمات
قالت دار الإفتاء المصرية إن رعاية الأبناء صحيًّا أمرٌ واجبٌ شرعًا على الآباء، أومَن يتولّى مسئولية رعايتهم، فلا يجوز الإهمال أو التهاون فيها بحالٍ من الأحوال، فرعاية الأبناء على الآباء واجبة، وتشمل الرعاية بكل فروعها؛ وأهمها: الرعاية الصحية، حيث إنَّ الطفل يكون غير مدرك لما ينفعه أو يضره، فأوكل الله أمر رعايته وحفظه لأبويه.
وجعل الإسلام حفظ النفس من مقاصده الكلية التي جاءت الشرائع لتحقيقها، كما أنها ارتقت بهذه المقاصد من رتبة الحقوق إلى مقام الواجبات، كما أنها أوجبت على الإنسان اتخاذ الوسائل التي تحافظ على حياته وصحة بدنه وتمنع عنه الأذى والضرر.
يقول الشيخ محمد أبو زهرة في "زهرة التفاسير" (9/ 4945، ط. دار الفكر العربي): [﴿ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا﴾ [الحج: 5] أي: يخرج كل واحد منكم طفلًا لَا يقوى على الحياة وحده؛ لأنَّه يكون ضعيفًا، كما قال الله تعالى: ﴿وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا﴾ [النساء: 28].. والمعنى: يخرجكم طفلًا لتتربَّوا وتكبروا شيئًا شيئًا وتكَلأُون برعاية آبائكم وأمهاتكم] اهـ.
وأضافت الإفتاء أن تطعيم الأبناء ضد الأمراض المستعصية واجبٌ شرعيٌّ على الآباء، أو مَن يتولى رعايتهم، ولا يجوز لهم التفريط فيه؛ لأنَّ فيه إنقاذًا لحياتهم وحماية لصحتهم، وفي تَرْك التطعيم والإعراض عنه والإهمال فيه تعريض للإصابة بأمراض قد تفتك بالبدن، وتضييع لحق من حقوقهم، وهو حمايتهم من التعرض للمخاطر والأمراض؛ وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَعُولُ» رواه الإمام النسائي في "السنن الكبرى".
والتطعيمات التي تُقدِّمها الجهات الرسمية المختصة هي نوعٌ من العلاج الوقائي، وهو مطلوب شرعًا؛ حيث قال صلى الله عليه وآله وسلم: «تَدَاوَوْا عِبَادَ اللهِ؛ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُنَزِّلْ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ مَعَهُ شِفَاءً، إِلَّا الْمَوْتَ، وَالْهَرَمَ» رواه الإمام أحمد في "المسند" من حديث أسامة بن شريك رضي الله عنه.
الالتزام بالتعليمات الصحية الصادرة عن الجهات المسؤولة
تجدر الإشارة إلى أنَّ التزام التعليمات والإرشادات الصحية الصادرة عن الجهات المسؤولة وأهل الاختصاص واجبٌ شرعي؛ وذلك لأنَّهم هم المعنيّون بمعرفة مدى تأثير الأمراض ودرجة خطورتها، ومنوط بهم توجيه الناس نحو التصرف الصحيح والإجراءات الوقائية اللازم اتخاذها من أجل تجنب الإصابة بالمرض، أو من أجل الشفاء منه حال الإصابة به؛ إذ هم أهل التخصص وأهل الذِّكْر في ذلك؛ امتثالًا لقوله تعالى: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: 43].