قال إيجور جوفكفا، نائب رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المعني بالشئون الخارجية، إن بلاده سوف تلجأ إلى لجنة تحكيم إذا مددت المفوضية الأوروبية قرارها الخاص بحظر واردات الحبوب من أوكرانيا إلى خمس دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي، الذي من المفترض أن ينتهي مفعوله في 15 سبتمبر الجاري.

وأضاف جوفكفا، حسبما نقلت عنه دورية الأعمال الإخبارية الأوكرانية، أن كييف ستتحدى أي تمديد لحظر وارداتها من الحبوب في سعيها لإنهاء القيود التي يفرضها بعض أقرب حلفائها في الكتلة الأوروبية، وخص بالذكر بولندا، التي حذرت، إلى جانب المجر، من أنها ستفرض قيودًا أحادية إذا لم يتم تمديد حظر الاتحاد الأوروبي.

وطالب نائب الرئيس الأوكراني المفوضية الأوروبية باتخاذ إجراءات قانونية ضد انتهاكات السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي، في حال بدأت وارسو التحرك من جانب أحادي الشهر الجاري.

وجاءت تصريحات جوفكفا عقب مطالبة خمس دول أوروبية، هي بولندا وسلوفاكيا وبلغاريا والمجر ورومانيا، المفوضية الأوروبية بتمديد الحظر على واردات الحبوب من أوكرانيا حتى نهاية العام الجاري.

بينما أشارت وكالة "بلومبرج" للأنباء إلى أن حظر الاستيراد الذي فرضته بولندا وأربع دول أخرى أعضاء في الاتحاد الأوروبي على الحبوب الأوكرانية ظهر كنقطة احتكاك نادرة مع بعض أقوى داعميها ضد العمليات العسكرية الروسية، حيث تقول كييف إن تلك القيود تعرض للخطر قطاعٌ يمثل شريان حياة حاسم لصادراتها.

وكانت بولندا، الحليف القوي لأوكرانيا، أول من أصدر حظرا على صادراتها في مواجهة مظاهرات المزارعين الذين يشكون من وفرة الحبوب التي تؤثر في الأسعار، وهي تعتبر قضية سياسية مركزية قبل الانتخابات المقررة في أكتوبر المقبل.

يشار إلى أن أوكرانيا صارت تعتمد على قنوات التصدير مباشرة إلى جيرانها في الاتحاد الأوروبي، لا سيما بعد انسحاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من صفقة الحبوب التي سمحت بالتصدير عبر موانئها على البحر الأسود في بداية موسم الحصاد. وأعقب الحظر الذي فرضته بولندا في أبريل الماضي إجراءات مماثلة من جانب المجر وسلوفاكيا ورومانيا وبلغاريا.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: زيلينسكي المفوضية الأوروبية الاتحاد الأوروبي الاتحاد الأوروبی

إقرأ أيضاً:

من أوكرانيا إلى فلسطين.. العدالة التي تغيب تحت عباءة السياسة العربية

 

في المحاضرة الرمضانية الـ 12 للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أشار إلى حقيقة صارخة لا يمكن إنكارها: الفرق الشاسع بين الدعم الغربي لأوكرانيا في مواجهة روسيا، وبين تعامل الدول العربية مع القضية الفلسطينية، هذه المقارنة تفتح الباب على مصراعيه أمام تساؤلات جوهرية حول طبيعة المواقف السياسية، ومعايير “الإنسانية” التي تُستخدم بمكيالين في القضايا الدولية.

أوروبا وأوكرانيا.. دعم غير محدود

منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، سارعت الدول الأوروبية، مدعومةً من الولايات المتحدة، إلى تقديم كل أشكال الدعم لكييف، سواء عبر المساعدات العسكرية، الاقتصادية، أو حتى التغطية السياسية والإعلامية الواسعة، ولا تكاد تخلو أي قمة أوروبية من قرارات بزيادة الدعم لأوكرانيا، سواء عبر شحنات الأسلحة المتطورة أو المساعدات المالية الضخمة التي تُقدَّم بلا شروط.

كل ذلك يتم تحت شعار “الدفاع عن السيادة والحق في مواجهة الاحتلال”، وهو الشعار الذي يُنتهك يوميًا عندما يتعلق الأمر بفلسطين، حيث يمارس الاحتلال الإسرائيلي أبشع الجرائم ضد الفلسطينيين دون أن يواجه أي ضغط حقيقي من الغرب، بل على العكس، يحظى بدعم سياسي وعسكري غير محدود.

العرب وفلسطين.. عجز وتخاذل

في المقابل، تعيش فلسطين مأساة ممتدة لأكثر من 75 عامًا، ومع ذلك، لم تحظَ بدعم عربي يقترب حتى من مستوى ما قُدِّم لأوكرانيا خلال عامين فقط، فالأنظمة العربية تكتفي ببيانات الشجب والإدانة، فيما تواصل بعضها خطوات التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، في تناقض صارخ مع كل الشعارات القومية والإسلامية.

لم تُستخدم الثروات العربية كما استُخدمت الأموال الغربية لدعم أوكرانيا، ولم تُقدَّم الأسلحة للمقاومة الفلسطينية كما تُقدَّم لكييف، ولم تُفرض عقوبات على إسرائيل كما فُرضت على روسيا، بل على العكس، أصبح التطبيع مع الكيان الصهيوني سياسة علنية لدى بعض العواصم، وتحول الصمت العربي إلى مشاركة غير مباشرة في استمرار الاحتلال الصهيوني وجرائمه.

المقاومة.. الخيار الوحيد أمام هذه المعادلة الظالمة

في ظل هذا الواقع، يتجلى الحل الوحيد أمام الفلسطينيين، كما أكّد السيد القائد عبدالملك الحوثي، في التمسك بخيار المقاومة، التي أثبتت وحدها أنها قادرة على فرض معادلات جديدة، فمن دون دعم رسمي، ومن دون مساعدات عسكرية أو اقتصادية، استطاعت المقاومة أن تُحرج الاحتلال وتُغيّر قواعد الاشتباك، وتجعل الاحتلال يحسب ألف حساب قبل أي اعتداء.

وإن كانت أوكرانيا قد حصلت على دعم الغرب بلا حدود، فإن الفلسطينيين لا خيار لهم سوى الاعتماد على إرادتهم الذاتية، واحتضان محور المقاومة كبديل عن الدعم العربي المفقود، ولقد أثبتت الأحداث أن المقاومة وحدها هي القادرة على إحداث تغيير حقيقي في مسار القضية الفلسطينية، بينما لم يحقق التفاوض والتطبيع سوى المزيد من التراجع والخسائر.

خاتمة

عندما تُقاس المواقف بالأفعال لا بالشعارات، تنكشف الحقائق الصادمة: فلسطين تُترك وحيدة، بينما تُغدق أوروبا الدعم على أوكرانيا بلا حساب، وهذه هي المعادلة الظالمة التي كشفها السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، حيث يتجلى التخاذل العربي بأبشع صوره، ما بين متواطئ بصمته، ومتآمر بتطبيعه، وعاجز عن اتخاذ موقف يليق بحجم القضية.

إن ازدواجية المعايير لم تعد مجرد سياسة خفية، بل باتت نهجًا مُعلنًا، تُباع فيه المبادئ على طاولات المصالح، بينما يُترك الفلسطيني تحت القصف والحصار. وكما أكد السيد القائد عبدالملك الحوثي، فإن المقاومة وحدها هي القادرة على إعادة التوازن لهذه المعادلة المختلة، مهما تعاظم التواطؤ، ومهما خفتت الأصوات الصادقة.

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي يوجه دعوة إلى روسيا بشأن الهدنة في أوكرانيا
  • الاتحاد الأوروبي يدعو روسيا للموافقة على إنهاء حرب أوكرانيا
  • كيف سيستجيب البنك المركزي الأوروبي للتعريفات الجمركية التي فرضها ترامب؟
  • من أوكرانيا إلى فلسطين.. العدالة التي تغيب تحت عباءة السياسة العربية
  • الخارجية الروسية: لن ننسى ولن نغفر كل شيء بسرعة للشركات الأوروبية التي انسحبت من سوقنا
  • وزير الخارجية الروسي: الاتحاد الأوروبي في حالة حرب أشبه بعهد النازيين
  • سيارتو ينتقد سياسات الاتحاد الأوروبي تجاه أوكرانيا ويدعو إلى إنهاء التصعيد مع روسيا
  • زيلينسكي يرفض أي صفقة معادن أمريكية قد تهدد مساعي أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي
  • مسودة جديدة لصفقة المعادن تحيي المخاوف بشأن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي
  • ماذا قال ترامب عن المسيرات الإيرانية التي تستخدمها روسيا لضرب أوكرانيا؟