ناصر عبد المنعم: تكريمي من مهرجان المسرح التجريبي يمثل قيمة كبيرة
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
قال المخرج المسرحي ناصر عبدالمنعم: لقد تلقيت خبر تكريمي من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي بسعادة وفرح كبير، لأنه واحد من أهم التكريمات التي تلقيتها في حياتي، خاصة أنه من مهرجان بدأت معه أول دورة، بل وأعتبر نفسي من الجيل الذي تكوّن وتأسس مع المهرجان التجريبي منذ بدايته عام 1988، فهذا التكريم يُمثل قيمة كبيرة في الحقيقة، ودائما إحساس التكريم يعبر عن أنك لم تكن تحرث في البحر، وأن أعمالك كان لها أثر ما، فهذا الأثر يتحقق بفعل هذا التكريم، فالبتالي أنا سعيد جدا بهذا التكريم من مهرجان عريق ومتميز له مكانته الكبيرة على المستويين الإقليمي، والدولي.
وأضاف عبدالمنعم، في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أنه يعتبر نفسه من الجيل المحظوظ، الذي نشأ وترعرع على خشبة المسرح، فالمسرح المدرسي موجود بقوة وتألق، وكان هناك فريق تمثيل بالمدرسة الابتدائية في العجوزة، قدّم من خلاله مجموعة متنوعة من العروض المسرحية لكن على خشبة مسرح المدرسة القومية سنويا، وذلك نظرا لضيق مساحة مدرسة العجوزة، فهذه المرحلة الابتدائية لم يكن هناك فهم ووعي أكثر بأهمية المسرح وضرورته بالنسبة له.
وواصل: هذا تأكد بعد ذلك خاصة في المرحلة الثانوية، لأن في هذه المرحلة استمر كل محظوظ أن في المدرسة مسرحا، بالإضافة إلى تكوين فريق للتمثيل، فكانت إدارة المدرسة تجلب مخرجين محترفين، وتسهم في إعطاء مميزات كثيرة لممارسي النشاط المسرحي، وبدأت في هذه المرحلة اختيار المسرح، لكن كان الاختيار الأكبر والقيمة الحقيقية تتمثل في المرحلة الجامعية، لأن المسرح الجامعي في كلية الآداب جامعة القاهرة، ومنتخب جامعة القاهرة في فترة مهمة جدا في أواخر السبعينيات، كان هناك نوع من التأسيس، وحرصت إدارة الجامعة على اختيار مخرجين محترفين، فقد أخرج لنا الفنان محمد صبحي، والأستاذ شاكر عبدالطيف، والأستاذ فهمي الخولي، والدكتور سامي صلاح، والدكتور حسن عبدالحميد، وغيرهم، إلى جانب نخبة من الأساتذة المحترفين الذين كانوا سببا رئيسيا في تكوين شخصيتنا وتأسيسنا.
وقد كرمه مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في حفل افتتاح الدورة الثلاثين، بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية الجمعة الماضية، ضمن 8 مكرمين، وهم: سلطان البازعي من "السعودية"، والمهندس حازم شبل من "مصر"، وأسيموي ديبوراه كاوي من "أوغندا"، وعواد علي من "العراق"، والناقد الدكتور جلال حافظ من "مصر"، جايلز فورمان من "الولايات المتحدة الأمريكية"، ومحمد العامري من الممكلة العربية المتحدة "الإمارات"، والمخرج خالد جلال من "مصر"، وذلك تقديرا لإسهاماتهم الإبداعية في التجريب المسرحي.
ومن المقرر أن تستمر فعاليات الدورة الـ30 حتى 8 سبتمبر الجااري، بمشاركة 19 عرضا مسرحيا من مختلف الدول العربية والأجنبية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي الدورة الثلاثين الدورة الـ30 المسرح المدرسي كلية الآداب جامعة القاهرة من مهرجان
إقرأ أيضاً:
أبطال "حارس المسرح" يتألقون في أول أيام مهرجان الرياض للمسرح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
انطلقت فعاليات الدورة الثانية من مهرجان الرياض للمسرح، وسط أجواء إبداعية وحراك ثقافي زاخر، حيث شهد اليوم الأول باقة من الأنشطة الثرية والعروض المسرحية التي أخذت الجمهور في رحلة عبر عوالم الفن والإبداع المسرحي.
واستهل المهرجان أولى ورش العمل بعنوان "تشكيل الرؤية.. تطوير المفهوم الإخراجي"، التي قدمها المخرج عبدالله الجفال، ليضع المشاركين على أولى خطوات صقل أدواتهم الفنية حيث بدأت الورشة بتمارين عملية تهدف إلى تعزيز مرونة المخرجين وحيويتهم على خشبة المسرح، قبل أن ينتقل "الجفال" للحديث عن تاريخ الرؤية الإخراجية، متوقفاً عند زمن الرومان حين كان الكاتب يقود الإخراج والممثلون يتحركون بحرية مطلقة.
وعرف الجفال الرؤية الإخراجية كعنصر أساسي في العرض المسرحي، وتحدث عن تنوعها وإمكانية توظيفها بالتعاون مع المؤلف من خلال إعادة كتابة نصوص سابقة أو تأليف نصوص جديدة، كما سلط الضوء على الخيال ودوره المحوري في الإبداع المسرحي، مستشهداً بالرائد المسرحي أحمد السباعي، الذي سبق عصره برؤاه المتقدمة، وسفره وانفتاحه على الثقافات المختلفة.
كما تطرقت الورشة إلى عناصر الرؤية الإخراجية مثل الفكرة، الشخصيات، التصميم البصري، المؤثرات الصوتية، الإيماءات الرمزية.
واختُتم الجزء الأول بتفاعل الحضور عبر أسئلة ونقاشات أضافت بُعداً أعمق لمفهوم الإخراج المسرحي، ومن المقرر أن تستكمل الورشة في جزئها الثاني غداً، حيث سيخوض المشاركون تمارين عملية على نصوص جاهزة لتقديم تصورات إخراجية مبتكرة.
وعلى خشبة المهرجان، تألق عرض مسرحية "حارس المسرح"، التي تحكي قصة الممثلة السابقة "كريمة"، التي قادها العمر للعمل كحارسة في المسرح الذي لطالما تألقت على خشبته، يقاطع حياتها صحفي تعتقد أنه جاء ليعيدها للأضواء، لتكتشف أن الأمر ليس كما ظنت حيث قدمت المسرحية بحبكتها العاطفية والإنسانية انعكاساً مؤثراً عن أحلام لا تنطفئ رغم صعوبات الحياة.
كما شهد اليوم الأول قراءة نقدية لمسرحية "السقوط من نص دافئ"، التي تتناول حكاية رمزية عن "كلمة" ضاعت عن نصها الأصلي وتسعى جاهدة للعودة إليه، لتمر رحلة الكلمة عبر الكاتب، والمحرر، والرقابة، في معالجة أدبية مدهشة تتساءل عما إذا كانت الكلمة ستجد طريقها أم لا، ليذهل العرض بتركيزه على الرمزية والنصوص الخفية الحضور بفكرته العميقة وطرحه الفريد.
وشكل اليوم الأول من مهرجان الرياض للمسرح منصة مضيئة أضاءت أفق الفن المسرحي بحيوية وإبداع عبر ورش العمل والعروض المتألقة، استعاد خلاله نبض الخشبة وروح المسرح، ليؤسس لأيام مليئة بالتجارب الفنية الملهمة التي ستبقى محفورة في ذاكرة المهتمين بالمسرح.